مراجعة Dead Island 2

منذ اللحظة التي تم الإعلان عن إسناد مهمة تطوير عنوان Dead Island 2 المأزوم لاستوديو Dambuster في 2019 وأنا أشعر تجاههم بالتعاطف الكبير كونهم أصبحوا مسؤولين عن تدارك أخطاء ارتكبها غيرهم، وفي صناعة الألعاب قد يحتاج المطور إلى مشروع واحد سيء لينهي مسيرته قبل حتى أن تبدأ بشكل فعلي. وما زاد الوضع سوءًا وقتها كانت حقيقة أن Dambuster لم يمتلك أي مشروع كبير يطمئن جماهير Dead Island على عنوانهم المنتظر، ويحمسنا لها، لأن عنوانه الوحيد وقتها كان Homefront The Revolution وهو عنوان تصويب أقل من المتوسط، يفتقر لكل معاني التجديد والابتكار، ولكن لحسن الحظ…Dead Island 2 ليست كذلك! إليكم مراجعة وتقييم Dead Island 2.

لا شك وأن المهمة كانت صعبة أمام المطورين، بسبب عملهم على لعبة تم الإعلان عنها في 2013، نجح مطورها السابق في إنتاج لعبة أخرى بجزئين جديدين وهي Dying Light، وفي تلك الفترة الطويلة هناك الكثير من المتغيرات التي حلت بصناعة الألعاب، وبعض الأتجاهات (trends) التي نجحت في الصعود والانتشار ثم اختفت، والكثير من المقاييس التي تغيرت عن وقت بدء تشكيل الأفكار الأساسية للمشروع، لذا وُجد التحدي أمام المطورين بوجوب تحديث الأفكار بما يكفي لملائمة الزمن الذي سيصدر فيه العنوان، وفي الوقت نفسه لا تكون التغييرات جذرية بحيث تتعطل عملية التطوير وتستغرق وقتًا أطول من اللازم. فهل اجتاز Dambuster العقبات…؟

أولًا: قصة اللعبة بدون حرق…وصلة سخرية من هوليوود وأنماطها

تتخذ Dead Island 2 اتجاهًا هزليًا في طريقة سرد قصتها وتناول أحداثها وكأن المطور يعلم وأن عمله على لعبة فيديو تصدر في 2023 لا يعني أنه يجب أن يبرر موقف البطل الذي يندفع بمحض إرادته لمواجهة جموع غفيرة من الموتى السائرين -الزومبي- ولا يجب أن تكون القصة مليئة بالدراما واللحظات المؤثرة، والقرارات المصيرية، فقط لأنها لعبة زومبي حديثة….نعم أنظر إليكِ يا The Last of us، كما أن Dead Island 2 تستغل الفرصة لكي تسخر من كل أنماط هوليوود المعروفة بفضل الأماكن التي تأخذك إليها الخرائط الـ10 المتوفرة في نسختنا هذه من لوس أنجيلوس، والشخصيات التي ستقابلها هناك.

تدور أحداث اللعبة حول شخصية -من اختيارك- من بين 6 شخصيات متاحة للعب، يعتقدون بأنهم هربوا من تفشي وباء يحول البشر إلى “زومبي” وأثناء فرارهم في آخر الرحلات الهاربة من LA، يحدث ما لا تحمد عقباه، وتهبط الطائرة اضطراريًا في المكان الذي كان يطمح روادها الهرب منه، وبعد الهبوط يتعرض اللاعب للعض من أحد مخلوقات الزومبي، وهو ما يُطلقك في مهمة للبحث عن تفسير لعدم تحولك بشكل كامل إلى زومبي بعد التعرض لتلك العضة، ومحاولة إيجاد علاج لهذا المرض، وحلًا جذريًا لتلك الفوضى التي سيطرت على لوس أنجلوس بأكملها. 

قصة اللعبة متوسطة، ولا أخفيك سرًا حين أقول بأنني كنت أنتظر ما هو أفضل من ذلك بكل صراحة ووضوح، ولكن دعني لا أبخس حق المطور وكتاب القصة في Dead Island 2 خصوصًا في مواطن قوتها التي قدمت طريقة سرد تنتمي إلى عصر الألعاب الكلاسيكية، أو لأفلام هوليوود عن الزومبي في حقبة الثمانينيات والسبعينات مثل Dawn of the dead مثلًا، أو مجلات الـPulp Fiction الأمريكية المعروفة.

ما أعنيه بذلك هو أن الأسلوب الهزلي في السرد وتناول الأحداث كان ممتعًا وشعرت معه بالأُلفة سريعًا، وكأن اللعبة أرادت مني ألا أركز كثيرًا على التفاصيل الخاصة بالسرد، ووجهت أنظاري بنجاح لأسلوب اللعب وتفاصيله الممتعة.

مراجعة وتقييم Dead Island 2خلال القصة الهزلية تأخذك اللعبة إلى كواليس مشاهير هوليوود لتسخر منهم في عقر دارهم، فهناك تلك الشخصية التي تلعب دور نجمة شهيرة “Emma Jaunt” والتي تخشى على مظهرها حتى في اللحظات التي تكون حياتها تحت التهديد، وهناك أحد الشخصيات التي تمتلك قناةً على تطبيق بث مباشر، تحاول استغلال أزمة الوباء لزيادة متابعيها عن طريق تنفيذ تحديات غبية وخطرة دون إدراك كامل لما تفعل، وهناك مجموعة من الممثلين الذين يرفضون الخروج من الشخصية التي يلعبونها أمام الكاميرات، والتي تشبه شخصيات أفلام “حرب النجوم/Star wars” ويشعرون وأن تلك الشخصيات هي حياتهم بأكملها. في ذلك الجانب ذكرتني Dead island 2 بـGTA V في مدى قسوتها في السخرية من المجتمع الذي تقع بينه أحداث القصة.

فيما عدى ذلك، تم تناسي بعض خطوط الحبكة العريضة مثل أصول اندلاع الأحداث، سبب كل هذه الفوضى وهي نقاط تم الكشف عنها بشكل غير مكتمل، وكأن المطور تردد في سردها أو إخفاءها، أو ربما لم يمتلك الكثير من التفاصيل المقنعة ليعرضها علينا.

كما أن النهاية جاءت بشكل مفاجئ، في وقت شعرت فيه أننا على وشك الدخول إلى الفصل الثالث الذي تحدث فيه المواجهة الكبيرة، مع من هم سبب في كل تلك التعاسة التي سادت العالم ولكن ذلك لم يحدث، وحصلت عوضًا عن ذلك على “تتر النهاية” وكنت بذلك أمام واحدة من أسوأ نهايات قصص الألعاب في 2023.

أسلوب اللعب…وفرة في الأدوات، وملاعب واسعة لتمارس فيها كرة المضرب برؤوس الزومبي !

لحسن حظنا، النهاية السيئة لم تؤثر على التجربة كثيرًا لأن القصة ليست التركيز الأساسي للعبتنا. 10 بيئات تأخذنا إليهم Dead Island 2، في رحلة يمتد عمرها إلى 10-15 ساعة للقصة فقط، بـ24 مهمة رئيسية وعدد لا بأس به من المهمات الجانبية التي تنقسم إلى مهمات جانبية رسمية، أو مهمات البحث عن المفقودات/المفقودين والتي تأتينا تحت عنوان Lost & Found، و”تحديات”

مراجعة وتقييم Dead Island 2

كل المهمات تتشابه في جوهرها، الذي يعتمد على مواجهة مخلوقات الزومبي بأعداد كبيرة جدًا في أماكن مختلفة، ومع كل مكان ستصادف مجموعة من السيناريوهات المحتملة لكل مواجهة مع مخلوقات الزومبي بمختلف أنواعها، وفي نظام المواجهات تواجه ترسانة أسلحتك المتنوعة، مجموعة ضخمة من الأعداء المتنوعين من حيث الحجم والقدرات، وسرعة الحركة وقوة الضربة، كذلك تتحد أدواتك مع قدراتك التي تأتينا في صورة مجموعة من كروت اللعب التي تضيف على قدراتك أشياء إضافية تجعلك أقوى، وأكثر قدرة على المواجهة، وهنا يكمن الفارق الأكبر بين كل شخصية والأخرى.

هناك شخصية قدارتها الأساسية تتمحور حول سرعة الحركة وهناك من يمتلك معدل ضرر أعلى على الأعداء، وهناك من يمتلك سرعة أفضل، وهناك من يمتلك شريط صحة ضخم. هذه الفروق لم تكن محسوسة بالقدر الذي كنت أتمناه، وهي بالقطع لم تدفعني كثيرًا للاستمرار باللعب في مرتي الثانية بشخصية جديدة لأنني أدركت أن الفروق طفيفة.

أما عن الأسلحة، فهناك ترسانة أسلحة يدوية وأخرى نارية. الأسلحة النارية أبهرتني في مدى تأثيرها على أسلوب اللعب، دون أن تشعرني بأنني أقوى من أن أستمر في مقابلة التحديات والعقبات، وأضعف من أن أشعر بالفارق بين الأسلحة النارية والأسلحة اليدوية، وأنا أدرك بأن هذا الفارق من الصعب جدًا أن يتم وزنه بهذا الشكل، لكن المطور نجح في ذلك.

استعنت في تشكيلة أسلحتي بمجموعة من البنادق والمسدسات المختلفة، بضرر ضخم، مع مجموعة من الأسلحة اليدوية الفعالة في حالة نفاذ الذخيرة.

أما عن الأسلحة النارية، فقد كان التصويب رائعًا، واستمتعت به وكأني ألعب لعبة تصويب ممتازة، ولكن بالطبع، الإكثار من استخدام الأسلحة التي تُحدث أصواتًا مرتفعةً، يساعد على جذب الوحوش الأقوى إلى مكانك، لذا كان استخدامها معي محدودًا في اللحظات الصعبة، أو في معارك الزعماء التي تحتاج إلى كم هائل من الأسلحة سواء اليدوية أو النارية.

استطعت أيضًا تركيب مجموعة من التحسينات (mods) على الأسلحة بحيث تجعلها قادرة على إحداث المزيد من الأضرار اعتمادًا على العنصر الذي ركبته عليها، من كهرباء، وكيماويات، ونار. فهناك وحوشًا لا تتأثر بواحد أو أكثر من تلك العناصر لذا توجب علي التغير بشكل مستمر بين أسلحتي.

مراجعة وتقييم Dead Island 2أما الأسلحة اليدوية، فقد وفرت جانب متعة لم أره من قبل في الألعاب، نعم..أدرك بأن لعبة Dying Light ركزت كثيرًا على جانب الأسلحة اليدوية، وربما قدمته بشكل أكثر تنوعًا من حيث الأدوات التي يمكنك استخدامها لكن ما يميز Dead Island 2 هو نظام F.L.E.S.H الفيزيائي والذي يحاكي تأثير كل سلاح على أجساد الأعداء بشكل واقعي (أو شبه واقعي مع لمسة من الهزل)، جاعلًا لأسلوب القتال تنويعًا مرحبًا به يعتمد على اختيارك للأسلحة.

فمثلًا، إذا كان سلاحك المفضل هو مضرب الجولف، تستطيع استخدامه لتهميش رؤوس الزومبي، وبذلك يصبح استهداف الرؤوس هو هدفك الرئيسي، وإلا لن تستطع الاستفادة منه بأقصى الدرجات. على النقيض تمامًا، تأتي الأسلحة المتبلدة (غير الحادة) مثل مضرب البيسبول، أو الشاكوش، أو الصولجان (سلاحي المفضل) والذي يقدم أفضل تأثير حين توجهه إلى جذوع الزومبي (أجسادهم) أو رؤوسهم ولكنه يستغرق وقت أكبر في تحريكه، أما عن النوع الأخير من الأسلحة وهو الأسلحة الحادة، والتي يمكنك استخدامها لمنع الزومبي من الحركة أو توجيه الضربات عن طريق استهداف أطرافهم.

كل تلك الأسلحة المذكورة أعلاه توفر إمكانية التعديل عليها بأحد العناصر التي تم ذكرها، وهناك مجموعة عريضة من التعديلات الخطيرة التي تم حفظها للنصف الثاني من اللعبة، ولكنها كانت محجوزة خلف نظام اقتصادي سيء خاص بها يطالبك بجمع أشلاء محددة من الزومبي الذين قتلتهم، ولكن في الوقت نفسه فإن اللعبة لا تقدم لك مساحة كافية لحمل كل تلك الأجزاء.

التعديل على الأسلحة كان أحد أمتع جوانب اللعبة، ولكن ما كان محبطًا هو اكتشافي بأن الأسلحة لا تختلف كثيرًا عن بعضها، وأن فيزيائية اللعبة لن تقدم أكثر مما قدمته بعد الـ6 ساعات الأولى من اللعب، بعد ذلك أصبح كل شيء مكررًا. لحسن الحظ، قصة اللعبة تستغرق 10-15 ساعة فقط ولا تحاول التمطيط أو المد في عمرها، ويتوقف مدى استمتاعك باللعبة على مدى تقبلك لفكرة أن جوهر كل المهمات هو القتال، إذا أعجبك فلن تمانع من المزيد منه، أما إذا لم يعجبك فستتحول اللعبة إلى كابوسًا لك.

مراجعة وتقييم Dead Island 2

لحسن حظي، أعجبني نظام القتال كثيرًا وأصبح إدمانًا بالنسبة لي، ومع بدء مصادفتي لبعض المخلوقات التي كان من الصعب علي التغلب عليها، كنت أتوجه لإتمام المهمات الجانبية، إما تلك التي تمتلك قصص مستقلة ممتعة، أو البحث عن المفقودين في بيئة اللعبة. ولكل منها طريقته المميزة في إقناعك بأنك أمامك محتوى فريد، لكن يجب إعادة توضيح أن جوهر تلك المهام -وإن اختلف سياقها- متشابه.

تلك القصص الجانبية تقدم ما يعرفك على المزيد من الشخصيات داخل ذلك العالم المجنون. استطعت الانتهاء من كل المهمات الجانبية، وشعرت أنني أريد المزيد لأنني أريد موارد أكثر تساعدني على امتلاك أسلحة أكثر فتكًا. كما أن القصص الجانبية تمتلك بعض اللحظات الكوميدية والتي تختلف تفاعلات شخصيتك معها حسب الشخصية التي اخترت البدء بها.

أما مهمات المفقودين، فهي مجموعة من المهمات التي تعطيك دلائل تشير إلى مناطق البحث، وتترك لك الحرية كاملةً في البحث والتنقيب عما هو مفقود، بطريقة واقعية بعيدًا عن أسلوب الألعاب الحديثة في إرشادك لكل خطوة تالية عليك القيام بها. هناك من تلك المهمات ما استغرق مني أكثر من ساعة كاملة في البحث ومطابقة الأماكن مع الوصف الذي زودتني به اللعبة، وهو أمر ممتع ولكن سرعان ما ستجد بأن الفكرة متكررة، وهنا تفشل اللعبة في إضفاء أي تغيير على المحتوى.

خلال محتوى القصة وجدت نفسي أكثر استمتاعًا من المهمات الجانبية لأن اللعبة أخذتني إلى أماكن متعددة في 10 خرائط كما ذكرت سابقًا، منها أماكن أيقونية في لوس أنجلوس، أحد تلك الأماكن كانت منطقة استديوهات هوليوود التي استعرضت كواليس تصوير الأفلام، حتى أنها أتاحت لي استخدام المؤثرات البصرية والبيئية في محاربة الزومبي، مثل مؤثرات الانفجارات في استوديو كان يستخدم لتصوير فيلم عن الحرب العالمية، ومياه الأمطار المصطنعة لصعق الزومبي عن طريق إلقاء البطارية في بركة المياه!

مراجعة وتقييم Dead Island 2

وعلى ذكر الصعق، البيئة هنا توفر عناصر يمكنك التفاعل معها واستعمالها بذكاء للتغلب على أعداد غفيرة من الزومبي دون الحاجة للدخول معهم في مواجهات مباشرة، في أحد المراحل جمعت عدد مهول من الزومبي داخل حمام سباحة مملوك لأحد ممثلي هوليوود، ورميت أحد البطاريات بداخله ليتم صعق جميع الزومبي في آن واحد. هذه لم تكن المرة الوحيدة التي استمتعت فيها باستخدام غباء تلك الجموع ضدهم، ونصبت فخاخ قوية وقد كانت هذه اللحظات هي نقطة تعلقي بأسلوب معارك Dead Island 2 وتصميم بيئاتها، وربما هي الجزء الذي يميزها حقًا عن Dying Light.

بجانب كل تلك الأسلحة سيكون لديك مجموعة من الأشياء القابلة للرمي (curveballs) التي توفر اللعبة 13 نوع منهم، مثل قنابل المولوتوف والقنابل الموقوتة، وطعوم لاستدراج الزومبي، قنابل كهربائية وغيرها من القنابل، والمميز هنا بأنك لا تحتاج إلى جمعها أبدًا، بل تخضع لنظام الاستخدام والانتظار (Cooldown) لكي تستطيع استخدامها مرة أخرى.

هذه الأسلحة المتوفرة بشكل دائم قدمت لي العون في لحظات حالكة واخرجتني من مآزق أكثر مما أستطيع عده، وكانت مفيدة في نصب الفخاخ أيضًا وإحداث الكثير من الضرر على جموع كبيرة من الأعداء. في هذا الجانب من مزج الأسلحة اليدوية مع الأسلحة النارية، والقنابل، والأفخاخ، أشعرتني Dead island 2 في بعض لحظاتها وأنني أمام تجربة Immersive Sim مثل Hitman مثلًا، ولكن ضد أعداء أغبياء استطيع التحكم بهم بسهولة، ولكن في ذلك النوع من الألعاب يكون تصميم البيئات أكثر انفتاحًا، ويسهل لك أكثر من سيناريو لاجتياز المهمة، وهنا فالوضع ليس هكذا، لذلك لا أستطيع إطلاق ذلك المصطلح عليها بشكل رسمي، كما أن الألغاز هنا كانت غائبة تمامًا.

مراجعة وتقييم Dead Island 2

هناك نوعان من الألغاز البيئية في Dead Island 2، الأول هو عندما تطلب منك اللعبة العثور على قواطع كهربائية لتشغيل جهاز ما أو فتح باب للتقدم في الأحداث، وهنا نوع آخر يطلب منك التلاعب بالضغط داخل أنابيب المياه، أو أنابيب كيماويات بغرض إطفاء نيران أو توقيف السموم من التدفق من تلك الأنابيب (المواسير) وقد تم استخدام ذلك النوع من الألغاز بمعدل مرة في كل مرحلة قصة تقريبًا، وهنا كانت أكثر اللحظات التي شعرت فيها بأنني أمام لعبة قديمة برسوم جيل جديد.

البيئات: بين العالم المفتوح والخطية الحرة ميزان أتقنته Dead Island 2…في معظم لحظاتها

بالعودة للحديث عن البيئات هناك أيضًا منطقة الشاطئ شديدة الجمال، ومنطقة “بيفرلي هيلز” التي يسكن فيها كل الأغنياء، ومنطقة Ocean Avenue وكلها مناطق رائعة بصريًا ومختلفة اختلاف يجعلك تشعر بالفضول والرغبة في استكشافها، ومع الاستكشاف يأتي العثور على أسلحة وعتاد أفضل، وموارد يمكنك استخدامها في جعل تلك الأسلحة أفضل وأفضل…صفقة رابحة أليس كذلك؟

حسنًا، عالم Dead Island 2 ليس عالمًا مفتوحًا، لا أصدق أنني أقول هذا ولكني شعرت بالارتياح عندما علمت بتلك الحقيقة، وقد نجحت اللعبة في عدم إشعاري بأني أمام لعبة ضخمة مع كثير من التمطيط تحتاج مني 50 ساعة لإنهائها، ولكن على الجانب الآخر وكما ذكرت بالأعلى، غاب تنوع المحتوى عن التجربة ككل، ففي كل مكان تذهب إليه سيكون عليك القتال والقتال فقط. 

حجم العالم ليس كبيرًا ولم أشعر بأن التجول فيه ممل سوى في آخر ساعتين من اللعب، وأثناء إتمامي للمحتوى الجانبي، وقتها شعرت بأن اللعبة ينقصها نظام Parkour سلس كذلك الذي تمتلكه Dying Light أو أداة تشبه المظلة الموجودة في Dying Light 2، أو على الأقل، إمكانية لركوب السيارات مثل Atomic Heart. لحسن الحظ هذا الشعور لم يؤثر كثيرًا على التجربة، وأسلوب الحركة هنا ليس ثقيلًا بل يتمتع بقدر لا بأس به أبدًا من المرونة والحركية ستشعر بها أثناء القتالات الضخمة ومعارك الزعماء.

الجانب التقني: تحفة تقنية لا غبار عليها

تم تجربة اللعبة على جهاز الحاسب الشخصي وجهاز PS5، أما على PS5 فلم أشعر بأي تساقط في الإطارات على الإطلاق واستمتعت بتجربة لعبة سلسة من البداية إلى النهاية، بقدر خارق من التفاصيل والمتعة البصرية لبيئات صممت خصيصًا للجيل الجديد مع قدر عالٍ مثير للإعجاب من التفاصيل للأسطح والإضاءات، ومحرك فيزياء فريد من نوعه وفر تجربة عنيفة ودموية، وممتعة في الوقت نفسه.

أما على الحاسب الشخصي، فقد فوجئت بتجربة سلسة على جاهز أقل من متوسط بالمواصفات الآتية:

  • بطاقة رسوم GTX 1650
  • معالج Intel Core i7 من الجيل العاشر
  • ذاكرة عشوائية 16 جيجا بايت

وهو الجهاز الذي لم استطع أبدًا الحصول به على أداء مستقر في ألعاب مثل Returnal و The Last of us، وعملت ألعاب كبيرة عليه بثبات مثل Re4 Remake و A Plague Tale Requiem و Hogwarts Legacy.

لحسن الحظ، تنضم Dead Island 2 إلى الألعاب التي استطعت الحصول معها على أداء فائق للعادة، سلس إلى أبعد الحدود حيث وضعت الإعدادات الرسومية كلها على High، واستطعت الحصول على معدل إطارات بين 50-60 إطارًا بالثانية، بكم كبير من التفاصيل، وهو أمر مثير للإعجاب نظرًا إلى بقية الألعاب الصادرة هذه السنة والتي أتى بعضها بمواصفات أعلى بكثير للتشغيل بحجة أنها ألعاب جيل جديد.

لعبة Dead Island 2 هي بمثابة صفعة على وجوه هؤلاء المطورين الذين لا يعملون على صقل ألعابهم بالشكل الكافي، على الرغم من مشاكل التطوير التي وقعت اللعبة ضحيتها لسنوات طويلة، ولم يعني ذلك التضحية بشعور “الجيل الجديد” بل على العكس، نحن هنا أمام لعبة جيل جديد من الألف للياء.

اللعب التعاوني ودعم اللغة العربية:

قدمت شركة Deep Silver عنوانًا آخرًا بعنصر اللعب التعاوني في الفترة الأخيرة، وكان ذلك العنوان هو Saints Row مع مشاكل عديدة بالاتصال وحفظ التقدم، وقد أقبلت على تجربة Dead Island 2 وأنا متخوف من تكرار المأساة نفسها، ولكن لحسن الحظ التجربة كانت إيجابية واستمتعت باللعب الجماعي مع صديق (تسمح لك اللعبة باللعب مع 2 من أصدقاءك) ولكن بالطبع عند اللعب مع صديق تتحول اللعبة إلى نزهة في الحديقة، أي تجربة سهلة وتقل حدة التحدي الذي تُشكله مخلوقات الزومبي المنتشرة في عالم اللعبة. على أيةً حال، أعتقد وأنني استمتعت بلعب Dead Island 2 أكثر من استمتاعي بلعب معظم الألعاب التي قدمت لعبًا تعاونيًا في الفترة الأخيرة وخصوصًا Dying Light 2 بسبب طبيعة عالم  Dead Island 2 الخطي والذي لن تحتاج فيه للاستكشاف كثيرًا وتعطيل من يريدون الاستمتاع بجنون وفوضى مراحل القصة معك.

على الجانب الآخر، لا تخلو أي لعبة من العيوب، وأحد عيوب Dead Island 2 من وجهة نظري هي غياب دعم اللغة العربية على الرغم من توفرها في ألعاب أقل شهرة بكثير، ودعم اللعبة نفسها للغات أقل دروجًا من اللغة العربية، وبما أن اللعبة تعتمد على الحوارات والقصة، وفي بعض المهام أمثال مهمات Lost & Found تعتمد في البحث على القراءة، أعتقد وأنها لن تناسب كل من يعتمد على الترجمة في فهم اللعبة بعمق.

كلمة أخيرة

كان من الممكن جدًا أن يصبح مشروع Dead Island هو محض تكرار لتجربة Saints Row الأخير من الناشر نفسه (Deep Silver) والذي لا أجد تعبيرًا أدق لوصفه من كلمة “Out of touch” لوصف مطوره، حيث كانت الأفكار كلها “جيدة” على الورق، وكان التنفيذ كارثيًا، بعناصر أسلوب لعب بعضها ينتمي لجيل PS3/Xbox 360، وليس الجيل الحالي. 

مراجعة وتقييم Dead Island 2

بالابتعاد قليلًا عن المشهد لرؤية الصورة الكبيرة، Dead Island 2 ليست مجرد إعادة إحياء لمشروع تحمسه له اللاعبون أيما تحمسًا، وإنما هو شهادة ميلاد لمطور شغوف يحب عمله، متمثل في استوديو Dambuster الذي عمل بجد واجتهاد منذ 2019 على عنوان موبوء بمشاكل التطوير، وامتلك كل الأعذار لإخراج منتج مهترئ فنيًا وتقنيًا، ولكنه لم يختر الطريق السهل، وأخرج لنا منتج نهائي قوي متمثل في لعبة من أمتع ألعاب الزومبي في الذاكرة الحديث للجيمرز، ولعبة جيل جديد بحق! بمظهر تقني ونظام فيزيائي رائعين.

بشكل عام تجربة Dead Island 2 تجربة لا تقدم عناصر ثورية ولكنها نجحت في خلق أسلوب لعب إدماني لن تشعر بالملل منه بسهولة، على الرغم من المشاكل الواضحة وأولها القصة وعمر اللعبة الذي بدى لي وأنه تم قصه إما لتضمين التتمة القصصية في توسعة مدفوعة جديدة، أو لجزء جديد كليًا في وقت لاحق. على كلٍ، نجحت اللعبة في جعلي متحمسًا لكل عناوين السلسلة القادمة على الرغم من رفضي الكامل لاقتصاص القصة ودفع سياسة المحتويات الإضافية على عناصر كان يجب أن تكون متواجدة بالفعل.

ننصح بشرائها لـ

  • محبي ألعاب الزومبي
  • محبي إصدار Dead Island الأول
  • محبي Dying Light
  • محبي ألعاب القتال بالأسلحة اليدوية
  • كل من يريد تجربة تعاونية ممتعة
  • كل من يريد تجربة برسوم جيل جديد يقضي معها وقت ممتع بدون الكثير من الدراما والتفكير
  • كل من يركز على أسلوب اللعب أكثر من القص

لا ننصح بشرائها لـ

  • من يعتمد على الترجمة العربية في فهم الألعاب
  • من يحب ألعاب العالم المفتوح ويكره الألعاب الخطية
  • كل من يبحث عن لعبة بقصة عميقة وأحداث ملحمية
  • كل من يكره ألعاب الزومبي
  • من يكره العنف بالألعاب
  • من يريد قضاء تجربة لعب طويلة تمتد لأكثر من 25 ساعة
ممتازة
0

الإيجابيات

  • اختلاف الشخصيات من حيث الحوارات يجعلك ترغب في إعادة اللعبة للتعرف على كل الشخصيات 
  • البيئة التفاعلية وإمكانية نصب الفخاخ جعلوا اللعبة من أمتع ما يكون
  • أداء تقني عظيم وثابت
  • تفاصيل رسوم جيل جديد بحق
  • نظام حركة ومعارك سلس وممتع
  • تصميم بيئات مميز ومختلف بين 10 خرائط لن تمل منهم
  • مكافآت كبيرة على الاستكشاف
  • نظام مهمات Lost &Found ممتع
  • نظام اقتصادي إدماني
  • معارك زعماء قوية
  • تنوع كبير في الأعداء

السلبيات

  • غياب الاختلاف الفعلي بين الشخصيات خصوصًا في بطاقاتهم وطريقة لعبهم.
  • نهاية القصة سيئة ولم تجب على الكثير من الأسئلة.
  • الأسلحة ليست بالتنوع الذي تبدو عليه في البداية.
  • نظام البطاقات لم يكن بالتأثير المطلوب
  • بعض جوانب القصة تم تجاهلها تمامًا
  • عدم دعم اللغة العربية

 عِش معنا متعة اللعب على أصولها.. لمزيد من المقالات الرائعة تابعو قناتنا على واتساب.

وسوم

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x