انطباعاتنا عن Park Beyond : إدارة الملاهي أمتع من أي وقتٍ مضى!

حظينا مؤخرًا بفرصة لتجربة البيتا المغلقة من لعبة Park Beyond، لعبة محاكاة بناء وإدارة حديقة الملاهي التي تصدر في 16 يونيو المقبل، من تطوير Limbic Entertainment ونشر Bandai Namco.

على خطى Planet Coaster وألعاب أخرى مثل Thrillville، وبالطبع الكلاسيكية RollerCoaster Tycoon، تأتي Park Beyond لعبة الجيل الجديد بآليات متنوعة وواقعية ذات مستوى عالٍ، ورسومات جميلة واهتمام شديد بالتفاصيل، فيبدو أن Park Beyond قادرة على تسطير اسمها في تصنيف به ألعاب رائعة بالفعل. إليكم انطباعاتنا عن أحدث ألعاب بناء وإدارة الملاهي.

وضع القصة.. مهلًا! قصة؟

نعم لم تخطئ في قراءة ذلك العنوان، ولم نخطئ نحن في كتابته أيضًا، حيث تقدم Park Beyond وضع قصة منفصل عن وضع البناء الحر.

القصة ما هي إلا أداة لتقديم عالم اللعبة وتعريف اللاعب بالآليات المختلفة في إطار متفاعل بعض الشيء، ذلك في صحبة شخصيات كرتونية لطيفة وحوارات جيدة بشكل مفاجئ! بشكل عام هي إضافة مرحب بها

تضعك القصة في دور مهندس موهوب في بناء ألعاب الملاهي ذات الأفكار الإبداعية، خاصةً الأفعوانيات. يتعاون معك مسؤولا حديقة ملاهي مُفلسة وتحتاج إلى خطة لإنعاشها وتحقيق الأرباح بأي شكل ممكن، ذلك بينما يراقبان تقدمك في الأهداف الموضوعة لك.

في البيتا ثمة مهمتان فقط متاحتان من القصة، إحداهما المقدمة تتعلم فيها كيفية تصميم الأفعوانية، والأخرى هي المهمة الثانية حيث تعرفك اللعبة بآليات الإدارة الأساسية في الملاهي. ذلك في إطارٍ من الحوارات المكتوبة بشكل جيد صراحةً، ومشاهد سينمائية قصيرة ذات طابع لطيف.

بناء ممتع وأدوات عديدة لبناء أكثر الألعاب جنونية!

انطباع park beyond

في Park Beyond ثمة أدوات عدة لتساعدك على إظهار مهاراتك في تصميم الألعاب الجنونية، ليس ذلك فحسب بل أيضًا بناء المرافق والمطاعم والمحال المختلفة، وحتى ماكينات الـ ATM!

حين يأتي الأمر للبناء فلديك خيارات متعددة وآليات متنوعة لتلعب بها كما تشاء، ذلك بتفصيل شديد، بدءًا من مسارات المارة وحتى مسارات الأفعوانية المعقدة والمجنونة، فيمكن القول أن اللعبة تزودك بالعصا السحرية لتمكنك من إطلاق العنان لخيالك كيفما تشاء لتبني حديقة ملاهي الأحلام التي لم تتمكن من زيارتها من قبل.

ما أثار إعجابي حقًا هو كم التفاصيل المتشابكة والخيارات المتاحة في البناء، وما يقابله من بساطة في التحكم وسهولة في تطبيق الأفكار المختلفة، فاللعبة تأخذ بيدك من اللحظة الأولى وتعرض بعدها كل وسائل المساعدة الممكنة بشكل منظم وذكي، وهنا تتفوق Park Beyond على منافسيها

كما تتوقع في لعبة بناء حديقة ملاهي، التركيز الأكبر هنا هو بناء الأفعوانية، لما فيها من احتمالات عديدة وقابلية لتطبيق أفكار مختلفة، واللعبة تأخذ هذه الفكرة بشكل جديّ وخياليّ في الوقت ذاته. فعليًا يمكنك قضاء ساعات تلعب بالخيارات المتاحة لبناء أفعوانية وتدمج بينها وتجرب خيارات جديدة دون ملل، خاصةً مع إتاحة اللعبة أدوات خيالية بعض الشيء مثل الصاروخ الذي يُطلق العربات في الهواء، أو المسار الخارجي الذي يأخذ الركاب في رحلة داخل فقاعات خارج مسار العربات، أو حتى إمكانية حفر أنفاق في الجبال أو تحت الأرض وجعل المسار يمر خلالها، والمزيد من الخيارات التي ستزيد في الإصدار النهائي، ولكن تذكر أن عليك تخطي اختبار السلامة قبل فتح اللعبة للزوار!

ثمة مشكلات بسيطة حول البناء -خاصةً بناء الأفعوانية- عند تحريك الكاميرا وتغيير المنظور عند البناء، يتحرك معها ما تقوم ببناءه برغم أن لتحريك الكاميرا زر مخصص، ويكون عليك إعادة البناء إلى موقعه السابق لتستمر في تصميم ما تريده، الأمر الذي أرهقني في أحيانٍ كثيرة وجعلني أشعر أنني أكرر ما أقوم به مرة تلو الأخرى كلما حركت الكاميرا، ما جعلني أحذر أصلًا من تحريك الكاميرا أحيانًا. كذلك عندما تريد تعديل عنصر من عناصر مسار الأفعوانية المبنية بالفعل، ما من طريقة مباشرة لفعل ذلك، ولم أجد حلًا سوى تدمير ذلك العنصر ثم بناءه من جديد.

“الزبون دومًا على حق”.. الإدارة لا تقل أهمية عن البناء

انطباع park beyond

لا تتهاون Park Beyond حين يأتي الأمر لإرضاء الزبائن والعمل على راحتهم، فهو الهدف الأساسي من حديقة الملاهي (مع تحقيق الأرباح بالطبع).

تتيح اللعبة آليات متنوعة للتحليل وجمع البيانات التي تساعدك على تحديد خطة العمل، ذلك منذ اللحظة الأولى حين تختار الجمهور المستهدف في حديقة الملاهي الخاصة بك، بين المراهقين والبالغين والعائلات، تختلف استراتيجية العمل وفقًا لفئة الزوار.

المطاعم، المحال، الديكورات، والألعاب جميعها تختلف حسب الجمهور المستهدف، فإن أردت جذب المراهقين عليك تصميم أفعوانية بمسارات جنونية خارجة عن المألوف، وإن أردت جذب العائلات احرص على أن يكون لديك لعبة العجلة الدوارة، وهكذا مع جميع الفئات. اللعبة تعرض تأثير قراراتك على الجمهور المستهدف بشكل مبسط وذكي، لذا ليس عليك القلق حيال هذه النقطة إن بدَت معقدة.

الأمر يمتد إلى متابعة حال كل زائر بشكل فردي، عن طريق النقر على الزائر يمكنك معرفة مدى سعادته واحتياجه للطعام أو الشراب أو قضاء الحاجة، وحتى اسمه واسم العائلة! الأمر الذي يساعدك على معرفة ما تحتاج إليه حديقة الملاهي، فإذا وجدت كثيرًا من الزوار مُتعبين عليك وضع مزيدٍ من المقاعد وتوزيعها على الأماكن المختلفة، كذلك الأمر مع المطاعم وسلَّات القمامة مثلًا. أيضًا ثمة أداة تحليل شامل لجميع الزوار عن طريق عرض أحوالهم بألوان تعبر عن حالاتهم.

تبدع Park Beyond في محاكاة جوانب الإدارة جميعها تقريبًا وتوليك زمام الأمور كاملة، فأنت تبني وتصمم ألعاب جديدة، ولكن دون إغفال ما تديره تلك الألعاب من أرباح، ومثلها مثل البناء، جميعها مُبسَّط ومرتب بشكل يدعوك للاطلاع عليها بين الحين والآخر

الإدارة في Park Beyond لا تقتصر على الزبائن فحسب، بل الأمور المادية من ميزانية وعوائد وأرباح، والموظفين وأجورهم، لا تقل أهمية وتحتاج انتباهًا مماثلًا، حيث يمكنك تحديد أجور العمال بل وتخصيص المهام المختلفة لكل منهم بشكل فردي، كما يمكن تحديد سعر تذكرة كل لعبة وأيضًا سعر المنتجات المختلفة في كل مطعم وكل منفذ بيع.

انطباع park beyond

تلك الجوانب المادية مُدعمة هي الأخرى بتحليلات مفصلة، من اللعبة الأكثر جذبًا للزوار وتقييمات الزوار وأرائهم وما إذا كانوا ينصحون غيرهم بالزيارة، وحتى سبب مغادرة الزوار في الأيام الماضية فإذا غادر كثيرون بسبب نقص الألعاب المفضلة فلديك نقص في تنوع الألعاب، وإذا غادر كثيرون بسبب نفاذ نقودهم فعليك بناء ماكينات ATM أكثر.

ترجمة عربية مميزة، لكن غير كاملة

أعجبتني كثيرًا الترجمة العربية المميزة لـ Park Beyond، في ظل مصطلحات اقتصادية وأخرى تقنية أو هندسية، نجحت الترجمة في نقل التجربة كاملة ولم أجد عائقًا في تحقيق الأهداف التي تضعها اللعبة بسبب عدم فهمي لخطوة من الخطوات مثلًا، وحتى ترجمة التحكمات والمصطلحات المتقاربة، مثل “الانعراج” أو “الميل”، تمت كما يجب.

مظهر الترجمة أيضًا والتنسيق على مستوى عالٍ، فنوع الخط المختار يتماشى مع الرسومات المشبعة بالألوان والأجواء المبهجة للعبة، فالكلمات تبدو جميلة أيضًا!

هذه الترجمة تفتح الباب أمام الأعمار الصغيرة لقضاء ساعات في اللعبة دون مشكلة، بعيدًا عن الألعاب الأخرى المنتشرة والتي لا تصلح للأعمار الصغيرة.

لكن المشكلة هي أن بعض العبارات والأوامر الجانبية داخل اللعبة، وحتى حوارات كاملة، غير مترجمة بعد، وقد تكون تلك مشكلة فريق الترجمة أو مشكلة فريق التطوير، ولكن على كلٍ لا تزال هذه نسخة بيتا، واكتشاف مثل هذه الأخطاء هو الهدف منها قبل أي شيء.

Park Beyond.. دعوة لقضاء وقتٍ مسلٍّ خالٍ من الضغوطات

في عصرٍ من الألعاب الضخمة والمتطلبة للوقت والتركيز الذي يحتاج مجهودًا، سواء كانت ألعاب قصصية فردية أو أخرى تنافسية، نحتاج إلى مزيد من الألعاب على شاكلة Park Beyond، ألعاب المحاكاة ذات الجودة العالية التي تحتضنك بعد يوم مرهق في العمل أو الدراسة، وتدعوك لقضاء ساعات خالية من الضغوطات تدير فيها حديقة الملاهي الخاصة بك وتعمل على راحة زبائنك!

بعد ساعات قضيتها في البيتا، صراحةً لا يسعني الانتظار حتى تصدر اللعبة كاملةً في 16 يونيو المقبل، فاللعبة أصبحت في قائمة أكثر الألعاب المنتظرة بالنسبة لي لهذا العام.

تصدر Park Beyond في 16 يونيو عبر منصات PS5 – Xbox Series X|S والحاسب الشخصي، وهي متاحة الآن للطلب المسبق.

 عِش معنا متعة اللعب على أصولها.. لمزيد من المقالات الرائعة تابعو قناتنا على واتساب.

وسوم

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x