شرح شخصيات وقصة لعبة إله الحرب: راجناروك (God of war ragnarok)

God of war Ragnarok

مع نهاية لعبة God of war Ragnarok الملحمية تزدل هذه السلسلة المحبوبة الستار على رحلة “كريتوس” في عالم الأساطير النوردية، وتفتح الباب على مصراعيه للتكهنات المتعلقة بمستقبل شخصيات اللعبة التي أحببناها على مدار جزئين، وأهم تلك الشخصيات البطل “كريتوس” نفسه، والولد “أتريوس” و “فريا” و “ميمير”.

دعونا أولًا نلخص ما حدث في الفصول الأخيرة من حكاية Ragnarok ونناقش مستقبل السلسلة. إليكم ملخص وشرح نهاية لعبة God of war Ragnarok وشخصيات قود اوف وار راجناروك. لا تنسوا أيضًا الاطلاع على مراجعتنا الكاملة للعبة!

قصة God of war Ragnarok: كيف بدأت النهاية؟

بعد خلافات شديدة طوال أحداث اللعبة حول كيفية التعامل مع النبوءة التي تأتي بأنباء تعيسة على أسرة “كريتوس” و”أتريوس” الصغيرة، أتفق الأب وأبنه على أن لا شيء أكثر أهميةً من العائلة، ولذلك تعاونا على غزو آسجارد مع حلفائهما Freya و Fryer و Memir و Sendri و Sutur و غيرهم.

God of war Ragnarok

يبدأ الفصل الأخير من God of war Ragnarok بمقطع سينمائي ملحمي يكشف هوية Tyr الحقيقية والتي يتضح أنه Odin متنكرًا في جسد Tyr، متسللًا خلف صفوف عائلة كريتوس وعلى علم بجميع خبايا خطتهم منذ البداية.

بعد أن أكمل “أتريوس” لغز القناع، قام بسرقته والعودة إلى المنزل في البعد الذي يسمى “ما بين الأبعاد” والذي يتواجد فيه بيت Sindri و Brok، يلاحظ Brok أن Tyr أفصح بشكل مفاجئ عن باب خلفي لآسجارد كان على علم به لكنه اختار ألا يفصح عنه في أي وقت سابق، ولاحظ أيضًا بأن Tyr مهتم بإمساك القناع بيديه، وهو ما جعل الشك يغزو Brok ليواجه Tyr بشكل مباشر في نهاية المطاف.

عندها فقط عرف Odin بأن أمره قد أنكشف، وقام بمباغتة Brok وطعنه طعنة غادرة، وحاول الهرب بالقناع قبل أن يستطيع “كريتوس” انتشال القناع منه، وبذلك يهرب أودين بدون قناعه الذي شغله كثيرًا.

God of war Ragnarok

قتل Brok كان حدثًا فاصلًا في الفصل الأخير فقد أحدث فرقة بين Sindri وبقية الأصدقاء لأنه ألقى باللوم في ذلك الحدث على Atreus وكان يرى بأنه هو من قاد “أودين” لمنزلهم حتى ولو عن طريق الخطأ.

ما زاد الطين بلة هو أن Brok الذي رأيناه طوال أحداث اللعبتين هو نسخة معاد إحياؤها بحيلة تجعله إذا مات مجددًا تختفي روحه إلى الأبد، ولا تذهب إلى ملاذها الأخير كبقية أرواح الموتى في الثقافة النوردية.

يتفق الأبطال على أن الخطوة القادمة يجب أن تكون الهجوم على آسجارد، ويجمعوا جيوشهم ويتفقون على أن يكون Kratos هو قائدهم في هذه المعركة الكبيرة، وهو قرار يعارضه “كريتوس” في البداية ولكنه سرعان ما يرضخ له ويقبله.

God of war Ragnarok

بدأت معركة راجناروك، نهاية العالم التي تحاكت عنها النبوءات والأساطير، والتي يعرف “كريتوس” بأنها تنتهي بموته بين يدي ابنه “أتريوس (لوكي)” حسب النبوءة التي رآها الأب وأبنه في نهاية الجزء الأول (God Of war 2018)، ودخل Thor و Thrud إلى المعركة ولكن..!

God of war Ragnarok

انشقاقات في صفوف آسجارد!

ينجح “أتريوس” في إقناع Thrud بأنه لا يريد لها الشر، ويخبرها بأن Odin قد وضع حياة سكان ميدجار في خطر عن طريق وضعهم في الخطوط الأمامية للحرب الطاحنة (راجناروك) لمعرفته بأن كريتوس ورفاقه سيترددون عند رؤية هذا المشهد.

تتوقف Thrud عن القتال وتيقن لها بأن جدها Odin لا يفكر سوى في مصلحته الشخصية عندما أكدت لها Sif الأمر، التي ترى أن Odin وقرارته الأنانية ساهمت في تفتيت أسرتها، ووضع زوجها Thor في موقف سيء بشكل مستمر.

God of war Ragnarok

تقرر حينها Thrud التعاون مع “كريتوس” و”أتريوس”، ويستمر هذا النجاح في تحقيق التقدم، ويقرر كريتوس ألا يتم غزو Asgard كلها، لتجنب ارتكاب مذبحةً كبرى، وقتها يقرر أن يتسلل هو و”أتريوس” و”فريا” فقط للنيل من “أودين” ومن عاونه من رجال.

يظهر “ثور”، ويخوض معركة طاحنةً مع “كريتوس” يخرج فيها “كريتوس” منتصرًا ولكنه يرفض أن يُجهِز على Thor بشكل نهائي، فيقول له Thor جملة مهمة وهي “نحن لا نتغير” وقتها يرد “كريتوس” بما يفيد بأن كلاهما سيتوقفان عن القتل لأنهما يجب أن يكونا أفضل لأجل أولادهم.

في اللحظة التي يظهر فيها Thor بوادر الاقتناع بكلام “كريتوس” أو التفكير فيه مليًا على الأقل، يظهر “أودين” مستنكرًا عدم موت “كريتوس” بعد، وقتها يحدث خلاف بين Thor و Odin ينتهي بقتل Thor فقط لأن Odin شعر في نبرته ببعض الضعف والتردد في اتخاذ القرار.

وتبدأ معركة طاحنةً بين الثلاثي “فريا” و”كريتوس” و”أتريوس” من اتجاه و”أودين” من الاتجاه الآخر، والتي تنتهي بهم في قبو “أودين” السري، أمام الخرق الذي يتحكم فيه القناع الذي يعتبره “أودين” أهم شيء في حياته ويريد معرفة كل شيء عنه. ذلك القناع الذي يمتلك كل الإجابات التي يمكنك تخيلها عن تساؤلات الوجود، أو على الأقل هو هكذا من وجهة نظر أودين.

يحاول أودين إغراء “أتريوس” بالمعرفة التي يحملها ذلك القناع، والتلاعب به ليلبسه ويدخل إلى الخرق الزمني الغامض كونه هو الوحيد القادر على ارتداء القناع، ولكن يقوم “أتريوس” بكسر القناع وبذلك تنتهي أحلام Odin بشكل نهائي، وتنتابه نوبة من الغضب الشديد وتبدأ معها المعركة الأخيرة في اللعبة.

تنتهي المعركة بحبس Odin في بلورة صغيرة (Marble) خاصة بالعمالقة، وهي واحدة من تلك البلورات التي أعطتها Angraboda لـ Atreus خلال أحداث اللعبة، وهنا يظهر مشهد يشبه كثيرًا اللوحة التي رأينا فيها من ظننا أنه “كريتوس” وهو ميت بين أحضان “أتريوس”، ولكن هذه المرة من كان ميتًا كان “أودين” وليس “أتريوس”.

حتى تلك اللحظة لم يكن “أودين” قد مات رسميًا لأنه روحه كانت حبيسة بلورة سحرية، ولكن مع إعطاء البلورة لـ”فريا” وتخييرها في مصير أودين، يخطف Sindri البلورة ويقوم بكسرها نهائيًا ليُعلن بذلك موت “أودين” رسميًا.

تظهر على Sindri علامات الحزن وهو ينطق بكلماته الأخيرة في المعركة، معبرة عما هو قادم من خطوة مهمة في مصير الأحداث وشرخ حيرة “فريا” قبل أن تقرر: “This is what comes next”.

في نهاية المعركة وهزيمة “أودين”، يستطيع الأبطال الخروج من آسجارد الآن، ومع اقتراب وحش Ragnarok منهم تساعدهم Angraboda في الهرب ولكن خلال هذه المحاولة يلقى Fryer حتفه في لحظة مؤثرة.

يستيقظ “أتريوس” مدركًا انتهاء المعركة ويلتفت فورًا للبحث عن والده، وعندما يجده تأخذهم Angraboda لرؤية منقوشة من منقوشات الأساطير التي تروي نبوءة ما، وهذه المرة هي بخصوص “أتريوس” الذي يشق طريقه وحيدًا هذه المرة في مغامرة جديدة بحثًا عن العمالقة، وقتها يدرك “أتريوس” أن هذا هو قدره، ويقرر شد الرحال إلى هدفه الجديد.

بعد رحيله يجد “كريتوس” منقوشًا جديدًا هو في مركزه، ويرى نفسه يتم تمجيده وتعظيمه بين أصدقاؤه، ذلك البطل الذي ظن بأن قدره أن يكون مبغوضًا ومكروهًا في كل مكان تطأه أقدامه، يجد نفسه محبوبًا وسط مجموعة من الشخصيات التي تعتبره بطلهم المُخلص.

معنى القصة الحقيقي، والرسالة خلف هذه المعاني:

نلاحظ أن:

  • جميع قرارات أودين كانت بالفعل بدوافع شخصية وأنانية
  • تحث اللعبة الآباء على الثقة في أولادهم ومحاولة الاستماع إليهم والتحدث إليم أكثر، ويظهر ذلك في تحسن علاقة “أترويس” مع كريتوس بشكل كبير عندما أقدم “كريتوس” على الحديث أكثر إلى ابنه والإفصاح عن مشاعره بشكل صادق
  • نجد لأول مرة “كريتوس” يعتذر بشكل صريح لـ “كريتوس”، ويعترف له بأنه شعر بالخوف عليه، وأنه يريده أن يكون سعيدًا ولذلك كان يقيد حريته بعض الشيء.

الآباء أيضًا يتعلمون من الأبناء، فخلال معركة راجناروك تجد بأن “كريتوس” يقول لأتريوس بأنه كان مخطئًا حين نصحه بأن يغلق قلبه أمام كل التفكير المنطقي والعاطفي تجاه حياة أو موت أعداؤه في المعركة، وتجده يخبر “أتريوس” بأن ذلك ما يجعله على ما هو عليه…أفضل من “كريتوس”.

على مدار أحداث اللعبة يتحول “كريتوس” من شخص غليظ وعنيد -وهي النسخة التي رأيناها في كل ألعاب السلسلة- إلى شخصية أكثر تفهمًا لمن حوله، وأكثر تعبيرًا عن امتنانه ومحبته لعائلته الكبيرة (أصدقاؤه) وأكثر اهتمامًا بمجتمعه.

تحاول God of war Ragnarok أن تسلط الضوء على علاقة الأب بأبنه بكل ما فيها من ديناميكية وتعقيد رهيب، هذه هي أحد أكثر جوانب اللعبة عبقرية حيث أظهرت علاقات مختلفة للكثير من الآباء بأبنائهم: “أتريوس” و”كريتوس”، “ثور” و”أودين”، “ثور” و”ثرود”، وحتى “فريا” و “بالدر”! كلها علاقات معقدة ومنها القائم على أساس الحب والتقدير، ومنها القائم على الخلاف الدائم مع محبة دفينة، ومنها من يعاني من الانفصال ويظهر التباعد التام بين الأب وابنه (“ثور” و”أودين” تحديدًا) وكيف أن إساءة معاملة الأبناء تكون نتيجتها الحصول على أبناء لا يؤمنون بوالدهم ولا يساعدونه في شدته.

تسلط اللعبة الضوء أيضًا على شخصيتان قد يشبه بعضهما بعضًا عند النظر بشكل سطحي إلى أوضاعهما، وهما “أودين” و”كريتوس” ولكن الطريق الذي يسلكانه يختلف حيث ينتهي المطاف بـ “كريتوس” منتصرًا في معركته الأكبر بفضل اهتمامه ببناء العلاقات مع من حوله، ومساعدتهم على أن يكونوا أفضل نسخ من أنفسهم، وأن يجدوا خلاصهم.

فالحياة عبارة عن العيش معًا على عكس “اودين” الذي لم يرَ إلا نفسه كمحورًا للكون، وكانت عواقب أفعاله أن أحرق الجسور بينه وبين الجميع، فلم يقف أحدًا لنجدته أو مساعدته لأن لا أحد يحبك حين تحب نفسك فقط.

هذه الرسالة بقدر كونها بسيطة ومنطقية عند تفكيكها إلا أنها مهمة لأنه تم تخصيص ساعات وساعات من السرد الفعال والمؤثر لإرساء هذه الفكرة.

تكهنات حول مستقبل السلسلة

بات الباب مفتوحًا على مصراعيه لتقديم أجزاء فرعية أو إضافات تملأ الفراغات التي تركتها القصة على بعض الأصعدة، وأكبر تلك الفراغات هي رحلة “أتريوس” فيما بعد لإنقاذ العمالقة، وهو ما يمكن أن يحصل على جزء جديد تمامًا أو إضافة منفصلة على غرار Spiderman Miles Morales و Uncharted Lost legacy.

هناك أيضًا مصائر معلقة نريد أن نعرفها، وخصوصًا مصائر شخصيات مثل Thrud و Freya و Mimir و Sindri، كل هؤلاء الشخصيات تم تخصيص وقت كبير لبناءهم ونموهم ولا أظن أن الاستغناء عنهم بشكل كامل هو أمر مرجح أو على الأقل لا أراه الخيار الأفضل.

God of war Ragnarok

أما “كريتوس”، فعلى الأرجح انتهت رحلته في عالم الأساطير النوردية، وعلى الأرجح سيتجه “كريتوس” إلى واحدة من الحضارات التي تم الإشارة عليها في نهاية إصدار 2018 والتي كانت الحضارات المصرية واليابانية القديمة والأساطير السلتية.

God of war Ragnarok

من المعروف بأن لعبة God of war كان من المخطط لها في الأساس أن تتجه نحو لأساطير المصرية القديمة قبل اتجاهها إلى الأساطير النوردية حتى أن Cory Barlog مخرج إصدار 2018 تحدث مع الصحافة حول انقسام الفريق بنسبة 50% لـ 50% بين التوجه نحة أساطير المصرية أو النوردية، وكان الفريق قد حقق تقدمًا في تصميم شكل تخيلي للعبة في عالم الأساطير المصرية.

لذلك من المتوقع أن توفي اللعبة بذلك الوعد المؤجل، خصوصًا وأن الأساطير المصرية القديمة تفي بكل الشروط التي قد يضعها المطور كشروط للتوجه لحضارة جديدة، هي واحدة من أكثرا الحضارات ثراءً بالشخصيات المميزة وقدم تحتاج أكثر من جزئين فقط لتوفيها اللعبة حقها.

في النهاية، كلنا متحمسون لرؤية مستقبل هذه السلسلة التي عادت من الموت في 2018 بأفضل صورة ممكنة، فقد تحولت من سلسلة قديمة إلى واحدة من أعمدة صناعة الألعاب في السنوات الأخيرة، ولن يتوقف الحديث عنها في أي وقت قريب.

 عِش معنا متعة اللعب على أصولها.. لمزيد من المقالات الرائعة تابعو قناتنا على واتساب.

وسوم

3.2 5 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x