في الجزء الأخير من سلسلة FIFA، تسعى شركة EA إلى الاستفادة القصوى من وضع اسم اتحاد كرة القدم كاسم لعبتها الخاصة برياضة كرة القدم قبل أن تتجه في العام المقبل الحقوق لشركة جديدة قد تشكل خطرًا على هيمنة شركة EA على هذا الجانب من الصناعة. في رياضة كرة القدم لا صوت يعلوا فوق صوت طور Ultimate Team الإدماني، وخلال إصدارة FIFA 23 حصل هذا الطور والكثير من الأطوار الأخرى على تغييرات ملحوظة، فهل تجعل هذه التغيرات اللعبة جديرة بالترشيح؟ إليكم مراجعة FIFA 23.
بدايةً، ما هي التغيرات التي حصلت عليها أطوار اللعبة؟
في طور الـ Ultimate team والذي يعد أهم أطوار اللعبة، تم إعادة هيكلة نظام التناغم (chemistry) بشكل كامل بحيث أصبحت معتمدة على 33 نقطة بدلًا من 100 يتم الحصول عليهم بنفس الطرق السابقة، أي عن طريق جعل أكبر عدد ممكن من اللاعبين من نفس الفريق، أو الدوري أو المنتخب. وتم الاستغناء نهائيًا عن نظام الخطوط الملونة بألوان معبرة عن مدى تناغم الفريق، وهو ما سمح بمرونة أكبر في بناء الفريق، فعلى سبيل المثال أثناء تكوين فرقتي اعتمدت على طاقم مدافعين من الدوري الإسباني بينما كان الحارس فرنسي، واعتمدت على مهاجمين فرنسيين، ووسط إسباني وهو ما خلق توازنًا في الفرقة بين الفرنسيين والإسبان. في السابق كان يجب بناء الخطوط بالكامل بناءً على بعضها، فمثلاً خط الدفاع كان يجب عليك بناءه استنادًا على اختيارك للحارس والعكس. أما الآن فالوضع أكثر مرونة.
هذه ليست الإضافة الوحيدة، حيث تم إضافة طور جديد داخل Ultimate team يسمى FUT Moments يمكنك من تأدية تحديات سهلة يوميًا وكسب الجوائز التي يمكنك استخدامها لشراء اللاعبين والحزم.
أما عن طور المهنة فقد أصبح أكثر تفصيلًا عن ذي قبل، إذ يتيح لك الآن توجيه استثمارات النادي لأوجه متعددة، منها بيع المزيد من القمصان لنجوم الفرقة، أو إنشاء تطبيق للنادي أو غيرها من سبل التوسع لعلامة ناديك التجارية. هناك العديد من الإضافات البصرية للحظات رحيل واستقبال اللاعبين الجدد وحتى المفاوضات التي تضفي أجواءً من الواقعية لعالم كرة القدم الرائع، لأن كلنا يعرف بأن حماستنا لأنديتنا المفضلة لا تنتهي خارج المستطيل الأخضر وإنما تمتد أيضًا لتشمل مواسم الانتقالات والكواليس الساخنة.
هذا ما تحاول FIFA 23 تقديمه.
أما الإضافة الأكبر في طور المهنة، فهي إمكانية لعب أهم لحظات المباريات تحت عنوان Playable Highlights عوضًا عن القيام بمحاكاة المباراة آليًا وإعطاءك ناتج نهائي، وبهذا يكون هناك فرصة أكبر لفوزك بجميع المباريات وحفاظك على مستويات لاعبيك الرائعة، مع اختصار وقت الموسم الكروي في الوقت نفسه.
كلها إضافات تندرج تحت عنوان Quality of life improvements ولكنها في الوقت نفسه تدب الحياة في هذا الطور الذي هجره اللاعبون بسبب قلة التجديدات في الأعوام السابقة.
أما طوري Volta و Pro Club فقد استمر إهمالهما وعدم متابعة تطويرهما للأسف على الرغم من امتلاكهما إمكانيات واعدة وهامش تطور يمكن استغلاله.
التغيرات التقنية في FIFA 23
يمكننا القول بأن FIFA 23 حسنت كثيرًا من الجوانب التقنية في اللعبة خارج وداخل الملعب.
داخل الملعب، تستخدم اللعبة تقنية Hypermotion 2 وهي جيل جديد من تقنية التقاط الحركات الواقعية والتي تعتمد على عدد مهول من الكاميرات لتسجيل تحركات اللاعبين وتعابير وجوههم.
تأتي هذه التقنية إلى الحاسب الشخصي أخيرًا بعد أن كانت حكرًا على منصات الألعاب المنزلية في السنة الماضية، وتأتي معها تحسينات وتوسع في استخدام التقنية بحيث أصبح اللاعبون المتشابهون في طريقة الحركة أكثر اختلافًا عن ذي قبل.
على سبيل المثال، اللعب باللاعب “عثمان ديمبلي فينيسيوس جونيور” و”كيليان إمبابي” يكون مختلفًا على الرغم من تقارب إمكانيات اللاعبين البدنية وسرعاتهم، ومراكزهم في الملعب.
بالإضافة إلى تغيرات طالت الذكاء الاصطناعي بحيث جعلت تمركز اللاعبين والمهاجمين أكثر منطقية، كما تستخدم اللعبة تقنية تسمى “التعلم الآلي” والتي تجعل من الذكاء الاصطناعي المنافس لك في مباريات الأوفلاين قابلًا للتعلم من أفضل اللاعبين الذين جربوا اللعبة.
هذه التقنية مؤثرة للغاية وتجعل من الذكاء الاصطناعي تحديًا مستمرًا بعد أن كان اللاعبون قد حفظوا طريقة لعبه في الإصدارات السابقة.
هناك أيضًا تغيرات على الإيقاع، ستلاحظ أن إيقاع اللعب أصبح بطيئًا وبات الاعتماد الأكبر على بناء اللعب من الخلف أو تمرير الكرات البينية على عكس الإصدارات السابقة التي كان من الممكن أن تراوغ اللاعبين بسهولة.
بالطبع لاعبين مثل “ليو ميسي” و”كيليان مبابي” و”نيمار” يمكنهم المراوغة ببراعة ولكنك ستجد أن الانطلاق بلاعب واحد ليس بالأمر المحبب لك دائمًا لإن المخاطرة بإضاعة الكرة أصبحت أكبر. ذلك اللعب البطيء كان شيئًا إيجابيًا بالنسبة لي شخصيًا، ولكني أعرف من لم يعجبهم الأمر، في النهاية هو تفضيل شخصي حسب أسلوب لعبك.
آخر التغيرات التقنية الجديرة بالذكر هي معاملة يدي الحارس بشكل أكثر واقعية، بحيث أصبح بإمكان الحراس صد الكرات بأصابع أياديهم ومعاملة أصابع اليد ككيانات منفصلة عن بعضها وهو ما لم يكن موجودًا في الأجزاء السابقة.
أما خارج الملعب فقد تم إضافة الكثير من التفاصيل التي تجسد أجواء المباريات قبل وأثناء لعبها، بحيث تصبح إصدارة FIFA 23 أكثر الإصدارات واقعية في تجسيد أجواء مباريات كرة القدم الجميلة، خصوصًا عندما تُلعب في ملاعب أوروبا العريقة مثل ملعب مسرح الأحلام الخاص بمانشستر يونايتد، وملعب الأنفيلد والبرنابيو وغيرها من الملاعب العريقة.
تستعرض هذه الجوانب قوة المحرك الرسومي للعبة Frostbite 3 ومدى التفاصيل التي يمكنه تقديمها خصوصًا على الجيل الجديد. هذه حقًا لعبة كرة قدم من الجيل الجديد.
