بعد سنة من تواجدها كحصرية مؤقتة على PlayStation 5، ها هي Ghostwire: Tokyo تشق طريقها إلى أجهزة Xbox Series X|S وخدمة Xbox Game Pass على الحاسب الشخصي، فكيف تبدو اللعبة بعد عامًا كاملاً من إصدارها، وهل نجح استوديو Tango Gameworks من حل كافة المشاكل التقنية التي تواجدت منذ فترة الإطلاق؟
إليكم مراجعة Ghostwire: Tokyo.
قصة درامية مميزة تخدم أسلوب اللعب
في GhostWire: Tokyo، يتحكم اللاعب بشخصية Akito، وهو شاب يستيقظ بمفرده في شوارع أحد أحياء طوكيو، بعد أن سيطر ضباب غامض على المدينة بأكملها أدى إلى تحويل كل من يلمسه إلى شبح، وهنا يدرك Akito أن طوكيو أصبحت موبوءة بالزوار الخارقين، وعليه تعلم التعاون مع الشبح الذي يسكن داخل جسده، وفي نفس الوقت يبحث عن أخته العالقة بالمستشفى.
القصة هنا ليست أفضل شيء، ولكنها مميزة كفاية لتجعلك مندمجًا معها وتريد معرفة ما هي قصة الشبح الذي يسكن بداخلك، وما هؤلاء الزوار الخارقين الذين قاموا بتحويل كافة سكان طوكيو إلى أشباح، ولماذا فعلوا ذلك في الأساس، وفي نفس الوقت، تُقدم لك اللعبة كثير من الذكريات والمشاهد السينمائية المميزة التي تجعلك مهتمًا بماضي شخصيتك وعلاقته بأخته المريضة.
قصة Ghostwire: Tokyo ليست بطويلة، فيمكنك الانتهاء منها في حوالي 11 أو 12 ساعة فقط، ولذلك يعتقد الكثيرين أنها لا تستحق أن يتم دفع مبلغ 60 أو 70 دولار فيها، وهذا تفكير منطقي خاصةً أن الطريقة المثالية لتجربة اللعبة ستكون ضمن اشتراكك في خدمة Xbox Game Pass سواء على الحاسب الشخصي أو أجهزة الكونسول.
أسلوب لعب ممتاز يعوقه التكرار
إذا كنت سأصف أسلوب لعب Ghostwire: Tokyo في جملةٍ واحدة، فيمكنني قول أنها لعبة “منظور شخص أول لكن بإستخدام السحر بدلاً من الأسلحة”. اللعبة تعتمد على السحر الذي تُطلقه من يدك والذي يتعلمه البطل عبر الشبح الذي يعيش داخل جسده، ومع تقدمك في اللعبة، ستُزيد من قدراتك وتفتح المزيد من السحر.
الأنيميشن والحركة باستخدام السحر تم تصميمها باحترافية كبيرة، واستوديو Ghostwire: Tokyo أبدع في جعل أود أن أنظر ليد البطل في كل مرة يُطلق فيها السحر منها خاصةً عندما تفتح المزيد من القدرات وتجد نفسك تُدمر الأعداء في فترةٍ بسيطة جدًا على عكس السابق.
مع تُقدمك في اللعبة ستفتح أيضًا القوس والسهم والذي يمكنك استخدامهما في تحويل التجربة للعبة تخفي وتسلل، لكن احذر من الأعداء الأقوياء لأن سهم واحد لن يكفي لقتلهم، وستجد أن كل الأعداء الآخرين من حولهم قد علموا بمكانك وقادمين للقضاء عليك.
رغم أن أسلوب اللعب في البداية سيكون إدماني، وستجد نفسك غير قادرًا على ترك اللعبة، إلا أنه عند التقدم في القصة وإنهاء الكثير من المهام، سيتحول هذا الإدمان إلى ملل لأن اللعبة لا تُقدم أي شيء جديد مع مرور الوقت، وتعتمد فقط على ترقية بعض القدرات لمحاولة إقناعك بأنها قدمت لك قدرات أو أفكار جديدة!
نفس الفكرة تنطبق على تصميم العالم نفسه، فلعبة Ghostwire: Tokyo تُقدم عالمًا شبه مفتوح، ويمكنك في أي وقت أن تبتعد عن مسار القصة وتذهب لاستكشاف المسارات والمهام الجانبية. في البداية ستكون تلك المهام شيقة ومميزة وبها بعض الأحداث الرائعة، لكن أيضًا مع مرور الوقت ستجدها مكررة، وستُعيد نفس المهمة ما لا يقل عن 5 أو 6 مرات مثلاً في مناطق مختلفة من أنحاء الخريطة.
باختصار، المهام تنقسم إلى نوعين: النوع الأول تقوم فيه بتنقية بوابات الأرواح حتى تقضي على الضباب المتواجد في الخريطة وتهزم الأعداء، والنوع الثاني يُركز على مساعدة الأشباح العالقين حتى يموتوا بسلام عن طريق إيجاد شيء يفقدونه مثلاً. لذلك لم تُعجبني المهام الجانبية بعد تجربة جزء منها، وفضّلت أن أُركز بشكل رئيسي على القصة، لكن كما ذكرت، فالقصة نفسها قصيرة، وأنهيت اللعبة كلها فيما يقل عن 15 ساعة تقريبًا!
لعل التألق الرائع لأسلوب اللعب يظهر في مواجهة الزعماء حيث توجد الكثير من المواجهات المُنوعة طوال أحداث اللعبة والتي تتطلب تركيزًا كبيرًا منك خاصةً وأن كل مواجهة لها ما يمكن وصفه باللغز الخاص بها، ويجب عليك حل هذا اللغز للقضاء على الزعيم الكبير والمخيف والمقزز المتواجد أمامك.
رسومات خلابة، تمثيل صوتي رائع، وأداء تقني مُخيب
اللعبة مبنية على محرك Unreal Engine 4، وتستغل كل ذرة فيه لتقديم تجربة بصرية من أفضل ما يكون حيث ستجد نفسك منغمسًا في شوارع طوكيو وأنت تنظر إلى الإضاءة والانعكاسات خاصةً عند تفعيل تقنية تتبع الأشعة التي تخدم اللعبة وتزيد من جمالها البصري بشكل ملحوظ، خاصةً مع وجود الكثير من الأسطح القابلة للانعكاس.
أعجبني أيضًا تصميم الشخصيات وبالتحديد الأعداء الذين تواجدهم مع وجود أنواع مختلفة منهم يزداد منظرهم بشاعة طوال أحداث اللعبة، لكن لعل الأكثر بشاعة في التجربة هم الزعماء والذي ستشعر أنهم خرجوا من لعبة The Evil Within، ومواجهتهم تكون مرعبة بحق!
لا أنصح بتجربة اللعبة بالتمثيل الصوتي الإنجليزي، فعلى الرغم من أنه جيد جدًا، إلا أنه لا يوازي التمثيل الصوتي الياباني بكل تأكيد، ومن المنطقي أن تلعبها بالياباني خاصةً وأن أحداث اللعبة في اليابان، وهذا جعلني استمتع بالتجربة أكثر واندمج مع كافة الشخصيات التي تتحدث. لا يوجد تعليق على التمثيل الصوتي الياباني، حيث كان ممتازًا وكل الممثلين الصوتيين نقلوا المشاعر بشكل فوق الرائع.
بالطبع إذا كنت ستلعب اللعبة بالتمثيل الصوتي الياباني، فيجب عليك أن تُفعل الترجمة العربية، والتي كانت رائعة هنا وعلى نفس مستوى باقي ألعاب Bethesda الأخيرة مثل Hi-Fi Rush. بالطبع توجد بعض الغلطات البسيطة في الترجمة سواء في الضمير المُخاطب أو غيره، لكنها ترجمة ممتازة على العموم وننصح بتفعيلها لمعرفة المزيد من المعلومات حول قصة اللعبة.
بالنسبة للأداء التقني، فهو يعاني من مشاكل كثيرة حتى بعد مرور عام على إصدار اللعبة. تجربتي للعبة كانت على حاسوب متوسط بمعالج Core I3 10100F و 16 جيجا بايت من الرامات مع بطاقة Nvidia GeForce RTX 3050، وقمت بوضع اللعبة على إعدادات مرتفعة على دقة 1080p بدون تفعيل تقنية تتبع الأشعة.
في المقابل حصلت على متوسط إطارات 50-60 إطار في الثانية معظم الوقت، لكن الأداء التقني كان غريبًا حيث أحيانًا تصل اللعبة لـ 100 و 120 إطار في الثانية، وفي أحيانٍ أخرى أجدها تسقط لـ 30 إطار في الثانية بدون أي سبب يُذكر خاصةً وأنه لا يوجد أي شيء على الشاشة يدعو لسقوط الإطارات بهذا الشكل!
مشكلة الأداء التقني في Ghostwire: Tokyo ليست حصرية بنسخة الحاسب الشخصي فقط، بل كل من لعبوا اللعبة على PS5 و Xbox Series X|S أوضحوا أنهم يواجهون الكثير من المشاكل التقنية أيضًا، ومن الصعب تخيل أن نفس الاستوديو الذي أصدر لنا Hi-Fi Rush بأدائها التقني الخرافي، يُطلق لعبة بهذا الشكل السيء من ناحية التجربة التقنية على كل المنصات.
خلاصة القول
لعبة Ghostwire: Tokyo تُقدم تجربة لعب إبداعية رغم أنها مُكررة في بعض الأحيان، مع قصة درامية مميزة بتمثيل صوتي ممتاز. لكن قصر عمر اللعبة والأداء التقني الغير ثابت يعوقان التجربة الكلية من أن تُصبح مثالية، ولذلك ننصح بتجربتها في حالة إذا كان عليها خصم أو إذا كنت تمتلك اشتراك في خدمة Xbox Game Pass.
