مراجعة Final Fantasy 14

لعبة Final Fantasy 14 تعتبر علامة فارقة في تاريخ سلسلة Final Fantasy وشركة Square Enix لما تمثله من قصة نجاح ساحق، تحقق بعد فشل كبير لحق بالمشروع عند صدور اللعبة لأول مرة في عام 2010 وحصولها على تقييمات متدنية، إلا أن المطورون لم يستسلموا، وعملوا على إعادة إطلاق لعبتهم بإضافة ضخمة جديدة تحت عنوان Real Reborn في 2013، وهي الآن واحدة من أكثر ألعاب الـMMO RPG تسجيلًا للاعبين المتزامنين، فكيف حققت هذا وهل تستحق منك فرصة في عام  2023؟ إليكم مراجعة Final Fantasy 14.

تمتلك لعبة Final Fantasy 14 5 إضافات رئيسية وهي:

لكل من هذه الإضافات قصتها الخاصة التي تمتد بين 30-55 ساعة كحد أقصى، وتعتبر كل إضافة بمثابة جزء كامل جديد مع قصص متصلة وخريطة واحدة آخذة في التوسع مع الوقت، مع نية الشركة الناشرة لدعم اللعبة لعقد قادم من الزمن.لعبة Final Fantasy 14 ليست كأي لعبة MMO RPG فهي تقدم نظام الاشتراك الشهري مقابل قيمة 20$، وهو ما يعني أن شراءك للعبة ليس امتلاكًا لها وإنما بمثابة استئجار، وهو النموذج التسويقي الذي يُنفِّر بعض اللاعبين من اللعبة، ولكن على أيةً حال نحن هنا اليوم لتقييم المحتوى من حيث ما يقدمه من قيمة تصميمية، وليس من جانب القيمة مقابل السعر لأن هذا يعتمد حقًا على عدد الساعات اليومية التي تلعبها أنت في كل شهر.

مراجعة Final Fantasy 14

القصة: ملحمة متواصلة دون انقطاع…لأصحاب النفس الطويل

كما ذكرت سابقًا، كل إضافة من الإضافات الـ5 المذكورة أعلاه تمتد إلى ما يصل إلى 50 ساعة من اللعب، وهو ما يعني أن القصة لا يمكن سردها دون حرق، لذا سأتجنب التطرق لإضافات القصة المتفرعة، وسأشير فقط إلى القصة الأساسية التي ستجد نفسك أمامها بمجرد الولوج للعبة للمرة الأولى.

تدور قصة اللعبة حول شخصية مغامر (أنت) يصل إلى إحدى مدن قارة Eorzea الثلاث الأساسية، وهي مدينة عالقة في وضع سياسي معقد حيث تريد إمبراطورية معادية الفتك بها، وهناك حالة عامة من الحرب على الموارد والثروات الطبيعية بين ممالك تلك المنطقة، تمامًا مثل Final Fantasy 16. في هذه الحالة يجد اللاعب نفسه في وضع يمكنه من تكوين التحالفات والتعرف على كل الفصائل الموجودة في تلك المنطقة الشاسعة. هناك بالطبع مخلوقات Primals وهو المسمى الذي تطلقه اللعبة على مخلوقات الـSummons المتواجدين في عالم اللعبة وفي كل أجزاءها، مثل التنين Bahamut و العنقاء و “إيفريت” يرى البعض هذه المخلوقات كآلهة فيقدسوهم، أو أعداء فيشرعون في قتالهم، وهو الأمر الذي يجلب المزيد من المشاكل والمعارك الطاحنة للمالك المتناحرة بشكل يجعلها في حاجة ماسة ودائمة للمحاربين الأقوياء، والجنود الشجعان.

 

تتمحور قصة Final Fantasy 14 بأكملها بكل إضافتها حول الأخوية، حيث تتعرف في رحلتك على مجموعة كبيرة من الشخصيات، وتدور كل إضافة حول مجموعة منهم حيث تسلط الضوء عليهم وتعطيهم تاريخًا وحاضرًا وأحداثًا تبلور دورهم، لذا يمكنني القول أن لعبة Final Fantasy 14 هي واحدة من أكثر الألعاب التي تستغرق وقتًا للوصول لكامل إمكانياتها، ولكن هل يمكنك تحمل كل هذا؟

على الرغم من كونها لعبة MMO تعتمد على اللعب الجماعي والقصة، مثل Diablo 4 مثلًا، إلا أن FF14 تحتوي على 75% مقاطع سينمائية وهو ما قد ينفر البعض منها خصوصًا هؤلاء الذين لا يهتمون بقراءة الوثائق باللعبة وجمع المعلومات حول العالم، لأن مثلًا في FF16 الصادرة مؤخرًا، قدمت اللعبة حلًا مثاليًا لشرح تعقيدات الحبكة والعالم عن طريق خاصية Active Time Lore ولكن في FF14 (بما أنها صدرت قبل 16) لا تمتلك مثل هذه الأدوات، ولذلك ينتقل العبء إليك يا عزيزي اللاعب لتتعرف على العالم وتقرأ كل صغيرة وكبيرة، حينها فقط ستفهم القصة وتعرف أهمية الأحداث الملحمية الجارية أمامك على الشاشة، ولكن المشكلة إن هذا الأمر قد لا يتماشى مع ما قد ينتظره محبي ألعاب الـMMO RPG من اللعبة.

_____

اقرأ أيضًا: إليك مواصفات تشغيل توسعة Shadow of Erdtree على الحاسب الشخصي

_____

أسلوب اللعب

لعبت اللعبة لما يصل إلى 120 ساعة من اللعب، وأكبر ميزة يمكنني أن أذكرها حول Final Fantasy 14 هو طريقة سردها للأحداث، وسهولة إعادة التقاط أسلوب اللعب والاستكمال بعد التوقف لمدة أيام عديدة. كل شيء في اللعبة يعمل في صالح اللاعب ولن تشعر وأن اللعبة تعاقبك، أو أنه هناك الكثير مما فاتك ويحتاج إلى عدد ساعات لا حصر له لكي تلحق ببقية اللاعبين. هناك مجتمع لاعبين غاية في الود وحب المساعدة للغير بشكل لم أره في أي لعبة من قبل. بالطبع يعود هذا لطبيعة اللاعبين نفسهم، ولكن أيضًا لا يجب أن نبخس حق المطور الذي عمل على التأكد من أن مساعدة اللاعبين الجدد لها أثرها الإيجابي على مجتمع اللاعبين.

في معظم الألعاب عندما تساعد لاعب جديد يجعلك هذا أكثر عرضة للدخول في تحديات صعبة والفوز بها، ولكن هنا فاللعبة تكافئك على إنهاء القصة مع أي لاعب جديد. وإذا كنت أنت اللاعب الجديد فهناك أيقونة على هيئة نبتة خضراء تظهر فوق رأس شخصيتك تعبر عن كونك جديدًا في اللعبة، ليتمكن اللاعبون الآخرون من مساعدتك وتزويدك بالموارد والعتاد. هذه العناصر ساعدتني كثيرًا على الارتقاء سريعًا في اللعبة والحصول على عتاد ربما لكنت احتجت إلى أسابيع وشهور طويلة إذا كنت في لعبة أخرى مثل Diablo مثلًا أو ESO.

أما عن ما ستقوم به في لعبة FF14، فهو ينقسم إلى شقين أثنين فقط…المعارك، ومشاهدة المقاطع السينمائية. يمكنني القول بأنك ستقوم ببعض الاستكشاف أيضًا ولكن دور الاستكشاف في التجربة معي بشكل شخصي لم يكن كبيرًا. لقد أحببت كل لحظة تواجدت فيها في عالم FF14، ولكن علي أن أقول أنني أيضًا في الأسابيع الماضية كنت أجرب FF16 ولاحظت كم كبير من التشابهات على الرغم من اختلاف القصة، بسبب أن كتاب القصة هنا هم كتاب القصة هناك، ولا يمكنني القول سوى أن العالمين متشابهين بالفعل، إذا أحببت أحداهما ستحب الآخر، وإذا كرهت إحداهما كرهت الآخر أيضًا.

القتال هو أمتع ما في اللعبة، يمكنك الاختيار بين عدد لا نهائي من المهارات واستخدام ما يصل إلى 24 قدرة في وقت واحد، بعضهم يمتلك توقيت Cool down وبعضهم لا يمتلك. إذا كنت تظن أن 24 قدرة هو عدد ضخم مقارنةً بالـ 6 الذين يمكنك اقتناءهم واستخدامهم في Diablo 4، فإن هذا يعود لأن اللعبة تمتلك بعض المهمات الجانبية والتحديات شديدة الصعوبة والتي تحتاج منك مثل هذا المستوى في المعارك، كما أن نظام الفئات الذي تقدمه FF14 هو نظام ممتاز ومتنوع. لم يشجعني على اللعب مرة أخرى بفئة أخرى – لأنني لا أمتلك كل ذلك الوقت المطلوب لإنهاء اللعبة – ولكنه قد يشجعك أنت على ذلك.

تمتاز FF14 أيضًا بمعارك الزعماء التي تتميز بالفوضى والملحمية في الوقت نفسه. على الرغم من أن المؤثرات البصرية تسيطر على تلك المعارك وجعلتني أكاد لا أرى شيئًا مما يحدث على أرض المعركة، إلا أنها كانت فرصة رائعة للتعاون مع اللاعبين الآخرين للنيل من الوحوش الضخمة والتي تمثل أجزاء مهمة من القصة. كل وحش يمثل معركة قصصية ملحمية في سياق غاية في الأهمية ولذلك التعاون مع لاعبين آخرين للنيل منه كانت متعة مضاعفة.

المحتوى الجانبي يأتي على هيئة Side Quests و Dungeons يمكنك أداءها وحيدًا أو مع مجموعات من اللاعبين، وسواءً اخترت هذا أو ذلك فأنت أمام تصميم مميز للمراحل الخطية والتحديات، أما المهمات الجانبية فهي ما يمكنك أن تتوقعه من مثل هذه الألعاب…مهمات كلاسيكية بسياق قصصي سطحي. ما يميز المحتوى الجانبي هو سرده لبعض القصص الجانبية الخاصة بالشخصيات في بعض الأحيان، وهنا كانت هذه المهمات رائعة ومهمة بالنسبة لي خصوصًا حينما يتعلق الأمر بشخصية أعجبتني وتعلقت بها كثيرًا.

الرسوم والصوتيات

خضعت لعبة FF14 للكثير من التغييرات عبر السنوات، أحد أهم تلك التغييرات كانت التحسن الرهيب الذي شهدته اللعبة في الأداءات الصوتية وكتابة الشخصيات، وبقدر كون هذا الأمر إيجابيًا، إلا أنه يعني أن تجربتك للعبة لأول مرة الآن سيعني أنك أمام أول 100 ساعة بأداء صوتي ضعيف، وكتابة شخصيات متواضعة وهو ما قد لا يتحمله الكثيرون. أتفهم ذلك، ولكن إذا كنت لا تمانع خوض العناء للوصول للأجزاء التي تحتوي على شخصيات غنية، وتفاصيل غزيرة وجودة فائقة، فستكون سعيدًا بما ستحصل عليه.

أما على الجانب الرسومي والتقني، للأسف FF14 لم تتحسن على الإطلاق، وبسبب كونها لعبة صادرة في 2013، فإن الجانب التقني فيها ضعيف بصريًا ولا يقدم ما يمتع العين أو ينافس الألعاب الحديثة على صعيد التجربة المرئية، ولكن هذا لن يكون مشكلة كبيرة لمن يفهم طبيعة ألعاب الـ MMO بل قد يكون ميزة لأن اللعبة تلائم أجهزة تعتبر بمعايير هذه الأيام ضعيفة.

في النهاية، إذا كنت من محبي سلسلة Final Fantasy أعتقد أن FF14 هي واحدة من الألعاب التي يجب عليك خوض تجربتها، وحتى وإن لم تكن ممن يحبون ألعاب الـMMO RPG بسبب قصتها القوية، وتصميمها الذي لا يجعلها لعبة تعتمد على اللاعبين الآخرين بنسبة 100%. تقدم تجربتها كم هائل من المحتوى الذي سيبقيك سعيدًا لفترة طويلة.

ننصح بشرائها لـ

  • لمحبي سلسلة Final Fantasy
  • لمحبي ألعاب الأونلاين
  • لمحبي ألعاب الـ MMO Rpg
  • لمحبي ألعاب القصة اليابانية

لا ننصح بشرائها لـ

  • لمن لا يحب سلسلة Final Fantasy
  • لمن لا يحب الألعاب اليابانية
  • لمن لا يحب ألعاب الـRPG
  • لمن لا يحب ألعاب الأونلاين
ممتازة
0

الإيجابيات

  • اسلوب معارك مميز
  • وجود ميزة Automatic route finder ليرشدك في عالم اللعبة الشاسع
  • إمكانية لعب اللعبة وحيدًا والاستمتاع بالقصة
  • مجتمع لاعبين مرحب ومساعد للاعبين الجدد
  • تعطي اللعبة جوائز قيمة لمن ينهي القصة مع لاعبين جدد
  • خيارات وصول رائعة ومتنوعة
  • محتوى ضخم ومسلي

السلبيات

  • تمثيل صوتي متذبذب
  • قوائم وتعليمات زائدة عن المطلوب
  • مهمات القصة لا تقدم أي تحدي وتعاني من السهولة المفرطة
  • شاشات تحميل في كل مكان
  • عالم مفتوح غير تفاعلي وخالي من النشاطات
  • وقت الـGDC يمتد إلى 2.5 ثانية
  • بعض الضربات تستغرق وقت للاستجابة
  • الاعتماد الزائد على المقاطع السينمائية 
  • خيار الاشتراك الشهري مزعج

 عِش معنا متعة اللعب على أصولها.. لمزيد من المقالات الرائعة تابعو قناتنا على واتساب.

وسوم

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x