إدارة المنتزهات تجربة قد تكون الأمتع لبعض اللاعبين خصوصًا عند مزعجها بإمكانية تجربة الألعاب المجنونة بنفسك! هذا ما سنتحدث عنها في مراجعة Park Beyond التي حاولت القيام بذلك بأفضل شكل ممكن.
بيئات جميلة ومهام عديدة
تحتوي اللعبة على طور قصة رئيسي وهو الطور الذي تستطيع الخوض فيه بأكثر من مهمة وتحدي، لكن أحداث القصة نفسها ليست مهمة كثيرًا وموجودة لخلق جسر منطقي يرتبط المهام ببعضها والأفكار بنسق واحد، حيث ستلعب دور شخص مبدع وشغوف في ابتكار منتزهات مميزة وغير مسبوقة.
ما يثير الاهتمام في طور القصة هذا هو خيارات أثناء الحوار مع الشخصيات، تؤثر قراراتك مما تختاره من خيارات الحوار على مجريات الأمور وطريقة التقدم في المهام، وهذه الميزة لا تظهر هنا فيما يتعلق بأحداث القصة بل ما تحصل عليه من أبنية وأدوات مميزة لبناء المنتزه الخاص بك، ويمكننا ملاحظة أن الرائعة في هذه الميزة هو تشجيع اللاعب على إعادة لعب طور القصة وتجربة أشياء مختلفة.
أثناء لعب طور القصة سوف تمر على عدة خرائط في عالم اللعبة، ويتم توزيع عدة مهمات على امتداد هذه الخرائط، وهنا سوف تلاحظ أيضًا التصميم الجميل للبيئات المحيطة باللاعب وكيف يمكنك تقريب الرؤية للاستمتاع باهتمام جميل بالتفاصيل الصغيرة، ليلاً ونهارًا.
على الرغم من ذلك، نلاحظ أيضًا أن تنوع البيئات غير كافي ولا يجلب للاعب ما يكفي من المناطق المختلفة حقًا بل معظمها متشابه وأحيانًا بشكل كبير ومخيب للأمل
العيوب تمتد أيضًا إلى طور القصة فهو ليس مثاليًا بل يعاني من مشاكل في طريقة موازنة الصعوبة، تدريجيًا سوف تجد نفسك تنتقل من مهام منطقية وممتعة إلى مهام صعبة للغاية قد تجعلك تتوقف عن اللعب بالكامل.
أفكار مجنونة بين يديك!
بناء المنتزهات أو مدينة الملاهي بطريقة ممتعة ورائعة هو فعلاً أكثر ما يميز هذه اللعبة، فيمكنك عند البناء الإحساس بمدى سلاسة عملية البناء والمؤثرات الحركية الجميلة وقدرتك على تحريك المجسمات وإمالتها بالطريقة التي تعجبك.
بالطبع، لعبة كبيرة البناء والابتكار كهذه تتطلب نظام لعب خاص بها وهذا يعني أنك تحتاج إلى منحها بعضًا من وقت لتعلم أساسياتها بما يكفي، ولحسن الحظ أن واجهة المستخدم واضحة وبسيطة وطريقة التحكم ليست معقدة أبدًا، وبداية طور القصة تساعدك بما فيه الكفاية على امتلاك دراية شاملة بنظام اللعب.
تدريجيًا سوف تجد نفسك قادرًا على بناء منتزه ضخم وتوظيف ما تحتجه من الموظفين لرعايته والحفاظ على صيانته ونظافته وابكتار كل ما تريده من أفكار مجنونة وممتعة، وما يجعل هذا النظام ممتع للغاية هو قدرتك على رؤية ألعاب المنتزه بمنظور شخص أول (شخص من زوار المنتزه)، فهذا يعني أنك لن تستمتع في بناء هذه الألعاب المجنونة فحسب بل يمكنك رؤية مدى جنونها بمنظور شخص أول ممتع ورائع.
تعطيك اللعبة أيضًا ما تحتاجه من أدوات لكي لا تشعر أن الأمور تخرج عن السيطرة، فيمكنك إيقاف الوقت أو تسريعه، ويمكنك اختبار آلية عمل ألعاب الملاهي قبل فتحها لاستقبال الزوار، وأخيرًا لديك قائمة طويلة وعميقة من خيارات التخصيص لتحويل أفكارك الخيالية إلى تصميم فني جميل، حتى في أشياء بسيطة مثل مكان وضع النفايات والطرقات (لكن أماكن ركن السيارات تبدو ثابتة دائمًا في مكانها، على الأقل في طور القصة).ق
قطار الموت أو الأفعوانية يلعب جزء كبير في ميزات وجوهر هذه التجربة، حيث تقدم اللعبة خيارات تخصيص واسعة للغاية لكي تتمكن من رسم سكة قطار الموت بالشكل الذي تريده وبالطريقة المجنونة التي تفكر بها وتخصيصها حسب نوع الزوار إن كانوا عائلات أو مراهقين وغيره، إن أردت مثلاً المرور بين الجبال أو الاقتراب من مياه البحر وغيره، ولكن احذر من تصميم سيء قد يؤدي إلى موت الجميل.. لتصبح هذه اللعبة مطابقة لاسمها.. حرفيًا!
إنها حقًا لعبة تشعرك بالاسترخاء في كثيرٍ من الأوقات، وتفتح الباب لأفكارك وإبداعاتك المختلفة، لكنها للأسف تعاني من مشاكل عديدة قد تصطدم فيها مخيلتك…
نبدأ أولاً مع طور اللعب الحر الذي يمكن القول أنه يعتبر الملاذ الذي تتخلص فيه من معظم مشاكل طور القصة، لكن بنفس الوقت يبدو وكأنه إضافة جانبية للعبة ولم يتلقَ الكثير من الاهتمام من المطور، فسرعان ما تجد نفسه تشعر بالملل فيه، إلا إن أردت ابتكار فكرة مجنونة واستعراضها أمام الناس، فهو حقًا يسمح لك القيام بكل شيء تريده، حتى التعديل على الخرائط نفسها، كنا نتمنى فقط لو تم الاهتمام به بشكل أفضل من هذا.
هذا وعلى الرغم من روعة منظور الشخص الأول، إلا أنه للأسف يخلو من تصاميم حركية واقعية عند الاصطدام بالجوانب بل يبدو الأمر وكأنه ينقصه شيء أو تخطيت مقطع من فيديو تشاهده، والمصيبة الأكبر أن المرور بعقبات ثابتة مثل الصخور تتجاهلها اللعبة بالكامل أحيانًا ويمكنك المرور عبرها بدون أي أضرار أو عواقب.. لا شك أنها خطأ تقني أليس كذلك..؟
ومشكلة أخرى كبيرة في اللعبة هو الذكاء الاصطناعي الضعيف، فالموظفين الذين تقوم بتوظيفهم لا تستطيع التحكم بهم بما فيه الكفاية وهذا يخلق مشاكل كان من الممكن تجنبها بالكامل، ويضعك تحت رحمة الذكاء الاصطناعي الذي قد يتجاهل أهم الأشياء ويركز على أمور تافهة لا تتطلب الأولوية نفسها.
أخيرًا، لا بد من تسليط الضوء على بطاقة موسمية في اللعبة، لا نعلم حتى الآن تفاصيل كثيرة حول هذه البطاقة الموسمية لكن وجودها يثير القلق حتى الآن وإن كان المطور يخبئ محتويات كثيرة وراء قفل هذه البطاقة فهذا يقلل من قيمة اللعبة أمام سعرها.
تصميم بصري يخدم الفكرة
لنتطرق الآن في مراجعة Park Beyond إلى تصميم اللعبة رسوميًا، ومن الواضح هنا أنها تهدف إلى جذب عين اللاعب بمؤثرات بصرية جميلة، وقد نجحت بذلك بالفعل!
المؤثرات المخلوطة بألوان براقة وإضاءة جميلة مع انعكاسات ظل رائعة وتصميم جميل للمياه والوحل، جميعها أدلة على نجاح اللعبة في ابتكار مدينة ملاهي تشبع العين، وحتى زوار مدينة الملاهي مصممون بشكل جميل وربما لأول مرة نرى هذه الدقة في مجسمات شخصيات بأعداد كبيرة على عكس ما اعتدنا عليه في ألعاب فيفا أو ألعاب المصارعة مثلاً، وهذه نقطة مهمة للغاية في زيادة الانغماس.
من الضروري الأخذ بعين الاعتبار أن توجه اللعبة الرسومي لا يخدم فكرة الأكثر واقعية بل كما ذكرنا فكرة المنتزه المبهر بألوانه وأفكاره هو حصريًا تركيز المطور، وهذا يعني أنه يجب أن تتوقع من اللعبة ضعف في الواقعية وأحيانًا تصميم رسومي سيء في شكل الأشجار والحشائش مثلاً. ولا ننكر أننا تمنينا أيضًا تصميم وجوه الشخصيات بشكل مختلف قريب أكثر من الواقع.
الأداء العام مقبول لكن ليس الأفضل والكثير من اللاعبين تحدثوا عن مشاكل تقنية، وأحيانًا هنالك مشاكل انخفاض معدل الإطارات خصوصًا في المشاهد السينمائية.