تعتبر ألعاب الألغاز نوعًا محبوبًا من ألعاب الفيديو، فهناك سلاسل مخصصة لتقديم هذا النوع من التجارب مثل سلسلة We Were Here، ولكن مؤخرًا ظهرت لعبة Viewfinder ونجحت في خطف أنظار اللاعبين على منصة Steam من خلال ما قدمته من فكرة مثيرة جدًا للاهتمام وجديدة بشكل لم نعهده من قبل، حيث تعتمد ألغازها على الدخول إلى الصور! إذا كنت ترى أن الوصف غير دقيق، أو لم تفهم بعد تجربة اللعبة فهذا طبيعي، لأن الفكرة ليست سهلة، ولن تخطر ببالك أو تفهمها بشكل واضح إلا من خلال رؤية ما يحدث.
فهيا بنا ندخل إلى صلب الموضوع!
ما هي لعبة Viewfinder ولماذا خطفت الأنظار؟
لعبة Viewfinder تأتينا من تطوير استوديو Sad Owl Studios وهو مطور لعبة Planet of Lana الصادرة في مايو السابق (يمكنك قراءة مراجعتنا لها من هنا) ونشر شركة Thunderful Publishing وتصدر في 18 يوليو الحالي، أي بعد أيام معدودة.
خلال الأشهر التي مضت توفرت نسخة تجريبية من اللعبة بشكل مجاني، والتي يمكنك إنهاؤها في 20-30 دقيقة فقط لتوضيح فكرة اللعبة، وكانت هذه النسخة هي محط اهتمام الكثيرين من عشاق استكشاف ألعاب ستيم المستقلة، لما فيها من جودة وأفكار جريئة وجديدة من خارج الصندوق.
لعبة Viewfinder قدمت فكرة واحدة مميزة للغاية تجعلها لعبة وتجربةً لا يُمل منها أبدًا، وهي إمكانية الدخول في الصور، ولنفهم جيدًا ما يعنيه ذلك، علينا أولًا أن نوضح بأن اللعبة من نوع لعبة حل الألغاز وتجاوز العقبات. وتمتلك قصة وسياق للأحداث ولكنهما غير معروفين حتى الآن. من حيث آليات اللعب، فعليك الوصول دائمًا من نقطة أ إلى النقطة باء، وخلال رحلتك ستحتاج إلى فتح الأبواب، ومد الجسور، والتسلق للأعلى والطريقة التي تقدمها اللعبة لك لفعل كل هذا، هي وضع لوحات مرسومة بشكل محدد لكي تتحول لحقيقة مادية في عالمك ويمكنك استخدامها للعبور واجتياز الالغاز.
إذا وضعت صورة لجسر في فراغ بين سطحين، فسيتحول الجسر إلى حقيقة يمكنك العبور عليه إلى الناحية الأخرى!
ليس ذلك فحسب، بل يمكنك أيضًا استخدام قوانين الفيزياء لاجتياز المراحل واستغلال الجاذبية لصالحك عن طريق وضع الصور واللوحات على الأسقف أو حتى على الأرض لتصل للأسفل، أو تصعد للأعلى.
هناك الكثير من الاحتمالات التي يمكن للمطور توظيف أسلوب اللعب لخدمتها، وذلك هو أكثر ما يحمسنا للعبة بشكل غير مسبوق.
نمو سوق ألعاب الألغاز ماليًا وظهور أفكار جديدة فيها
بعد الحديث عن اللعبة، يأخذنا ذلك إلى الحديث عن النمو المتسارع لنوعية ألعاب الألغاز التي تقدم بيئات وأفكار جديدة وفريدة في الفترة الأخيرة، وهنا يُطرح السؤال، لماذا نمت هذه النوعية من الألعاب بشكل مفاجئ؟
في الحقيقة، لم يحدث ذلك بشكل مفاجئ تمامًا، فألعاب الألغاز تعود بأصولها إلى مربع Rubicks الملون الذي امتلكنا جميعًا على الأقل واحد منه في منازلنا، وفي بداية عصر ألعاب الفيديو في السبعينيات والثمانينيات ظهرت ألعاب مثل Tetris والتي تعتبر واحدة من أقدم وأنجح ألعاب الفيديو على الإطلاق كونها لعبة موجهة لجميع الأعمار، تعتمد على سرعة الاستجابة والتفكير وهي بالضبط العناصر التي تعتمد عليها ألعاب الألغاز الحديثة، مع بعض الإضافات مثل الذكاء المساحي، وسرعة البديهة وإدارة الأزمات، والتفكير النقدي وهي أمور تنميها تلك الألعاب وتختبرها لدى لاعبيها.
لعبة Only Up، التي كتبنا عنها في مقال سابق مثلًا (يمكن قراءته من هنا) تختبر سرعة البديهة لدى لاعبيها، فهي قد لا تكون لعبة ألغاز بالشكل المتعارف عليه حيث تقدم لك لغز وتطلب منك حله، ولكنها تقدم لك تحديًا وتطلب منك أن تقوم باجتيازه بما لديك من ظروف، ومحاولة التفكير في الطرق المُثلى للوصول للقمة، وإلا.. تخسر كل شيء وتعيد من البداية.
هذه الألعاب ليست وليدة اللحظة، ولكنها أخذت فرصة كبيرة للظهور والتألق بفضل برامج مثل Kickstarter و منصات مثل Steam التي تشجع على تطوير مثل هذه الألعاب، فالأولى هي منصة جمع تبرعات لتمويل الألعاب المستقلة، وستيم بالطبع يساعد في تقديم قسم كامل للألعاب المستقلة وترشيحها للاعبين، وكونه منصة إلكترونية تباع عليها تلك الألعاب دون اضطرار المطور لإيجاد شركات نشر ضخمة أو الدفع كثيرًا على حملات التسويق العملاقة.
في النهاية، تبقى أيام قليلة على إصدار اللعبة على الحاسب الشخصي، وبلايستيشن، ولكن من الغريب أنه لا يمكنك حتى الآن طلب لعبة Veiwfinder مسبقًا، ولذلك نحن غير متأكدون من السعر الذي ستطرح به اللعبة، ولكن في كل الأحوال هي تجربة ممتعة تستحق أن نخوضها.
كان هذا كل شيء عن اللعبة وآرائنا حولها. انتظرنا في مقال جديد عن لعبة جديدة خاطفة للأنظار.
