إنه ذلك الوقت من العام، حين تصدر لعبة سنوية جديدة من Call of Duty، لعبة التصويب الأبرز على الساحة في السنوات الأخيرة، والتي تزداد شعبيتها عامًا تلو الآخر مستفيدةً بإصدارات Warzone المجانية وتحديثاتها المستمرة.
ازدادت التخبطات في مستوى Call of Duty في العامين الأخيرين نظرًا لانعدام المنافسة تقريبًا، تحديدًا بعد إصدارة Modern Warfare 2019 الرائعة، لذلك نحن مقبلون على Modern Warfare III بحذر وتخوّف من مستقبل السلسلة، فهل نجحت اللعبة في إمهال السلسلة بعض الوقت لتعود لمجدها، أم قضت عليها كليةً؟
إليكم التفاصيل الكاملة في مراجعة Call of Duty: Modern Warfare III.
قصة مشتتة مسلوبة من أقوى مواطنها
تأخذنا القصة استكمالًا مباشرًا بعد نهاية أحداث الجزء السابق، حيث تبدأ بمحاولة جماعة: ماكاروف” لتحريره من سجنه، ليخرج ويشرع في خطته لاندلاع حرب عالمية ثالثة عن طريق الإيقاع بين أطراف القوة في الشرق والغرب.
بالطبع تأخذ فرقة العمليات 141 على عاتقيها مهمة التصدي لـ “ماكاروف” ومخططاته، لينطلق “كابتن برايس” ورفاقه في سلسلة من العمليات في مناطق مختلفة من العالم لمطاردة السجين الروسي الهارب، أملًا في إيقافه قبل فوات الأوان.
أحداث القصة مشتتة بشكل واضح ومزعج، دون تسلسل منطقي للأحداث أو سرد مُحكم، وكأن الأحداث -القصيرة في ذاتها- تم استعجال سردها وتسريعه بشكل غير مسبوق. الشخصيات هي الأخرى كانت ركيكة، سواء من ناحية الأداءات أو الحوارات المكتوبة، بالأخص “ماكاروف” التي انتظرت تقديمه بأفضل شكل ممكن، ولكنه كان محبطًا بشكل لم أتوقعه.
تمتد أحداث القصة إلى 3-4 ساعات فقط، وهي أقصر قصة في سلسلة Call of Duty بالكامل، ما يؤكد التسريبات التي انتشرت قبل الإصدار بأن القصة كان من المفترض أن تكون توسعة مدفوعة لا لعبة كاملة السعر.
حين نتحدث عن طور القصة في Call of Duty، أول ما يتبادر إلى الذهن اللحظات السينمائية المحفورة في الذاكرة والتتابعات المعدة مسبقًا لتقدم تجربة لا تُنسى. حسنًا، Modern Warfare III قررت التخلص من كل ذلك ببساطة بتقديم نوع جديد من المهمات، وهو مهمات اللعب المفتوح أو Open Combat Missions.
مهمات اللعب المفتوح تم التسويق لها بأنها تجربة جديدة كليًا في Call of Duty، بتقديم خيارات غير محدودة للاعب وإعطائه الحرية الكاملة، ولكن الواقع أنها مجرد نسخ ولصق من طور DMZ و Spec Ops، حيث يكون لديك أهداف معينة في خريطة مفتوحة يمكنك إكمالها بأي ترتيب بينما تحارب أعداء من الذكاء الاصطناعي. ذلك ببساطة لا يتسق مع اتجاه طور القصة وما من المفترض أن تكون عليه.
أسلوب لعب سريع الوتيرة بذكريات Modern Warfare 2019
من الضروري بالطبع أن نسلط الضوء على أسلوب اللعب في مراجعة Call of Duty: Modern Warfare III، وفي جوهره لا يقدم أسلوب اللعب أي تغيير جذري، فآليات اللعب والتحريك وما إلى ذلك، جميعها مشابهة للأجزاء الأخيرة من السلسلة، وإذا كنت معتادًا على تلك الأجزاء أو أحدها على الأقل، لن تجد صعوبة في التعود على آليات اللعب هنا.
ولكن التجديد الملحوظ هو زيادة سرعة وتيرة اللعب، فالحركة أصبحت أسرع وعادت آليات لعب بعينها مثل الزحلقة غير الكاملة Slide-Cancel، ما جعل طابع اللعب الخاص بـ Call of Duty يزداد ثقلًا بعد أن كان ابتعد قليلًا في الجزء السابق.
ثمة طريقة جديدة للتصويب أيضًا، وهي الأسلوب التكتيكي الذي كان يعمل تلقائيا عند تشغيل نظارات الرؤية الليلية، الآن أصبح بالإمكان استخدامه في أطوار اللعب المشترك والتبديل بينه وبين الأسلوب العادي بحرية كاملة، وهي إضافة جيدة على الرغم من بساطتها.
بشكل عام لا يوجد ما يجعل هذا الجزء مميزًا أو فريدًا من ناحية أسلوب اللعب، حيث يعد نقل من الأجزاء السابقة دون أي إبداع أو تغيير يُذكر.
الخرائط الكلاسيكية تعود رفقة نظام التصويت على الخرائط الذي طال غيابه
لعل أكثر ما يجعل Modern Warfare III مثيرة للاهتمام هو عودة الخرائط الكلاسيكية من Modern Warfare 2 الأصلية، فالـ 16 خريطة الموجودة في اللعبة جميعها عائدة بعد غياب، مع ملاحظة أن بعضًا منها كان متواجدًا في Modern Warfare 2019 وModern Warfare II.
الرؤية الجديدة لتلك الخرائط مميزة، بالحفاظ على الهيكل الأصلي لكل منها وبناء الرسوميات والتفاصيل من الصفر لتتناسب مع رسوميات الجيل الحالي، فإذا كنت لاعبًا قديمًا للسلسلة، ستسعد كثيرًا بعودة الخرائط الكلاسيكية التي تأتي بأفضل شكل ممكن. نظام التصويت على الخرائط يعود هو الآخر بعد غياب، حيث أن آخر مرة رأيناه فيها كانت في Black Ops: Cold War.
المشكلة الكبيرة مع الخرائط هي نظام إعادة الانتشار أو Respawn، حيث هناك عدد من الخرائط لديها نظام إعادة انتشار سيئ ببساطة، خرائط مثل Terminal وWasteland وUnderpass أصبح كابوسًا اللعب فيها بسبب أنه كلما تبدأ تجد نفسك في أحضان العدو. الأمر يزداد حدة في أطوار بعينها أيضًا، مثل Hardpoint وKill Confirmed.
تدوير الخرائط أيضًا يحتاج إلى تنشيط أكثر، ففي أكثر من مناسبة قضيت ساعات متواصلة ألعب في عدد قليل من الخرائط الـ 16 المتاحة، وهناك خرائط لم أرها سوى مرات معدودة حتى اللحظة، بعد عشرات الساعات من اللعب.
فتح العتاد أصبح أكثر تحديًا من أي وقت مضى بشكل زائد عن الحد
عوضًا عن فتح الأسلحة والعتاد من خلال رفع المستوى، أصبح هناك طريقة جديدة لفتح جزء كبير من العتاد المتاح، وهي تحديات الـ Armory. أجزاء هامة من العتاد وأكثرها تطورًا لا يمكن فتحها عن طريق رفع المستوى ببساطة، بل يجب إكمال عدد من التحديات المحددة لفتح ذلك العتاد، فأصبح من الممكن أن تصل إلى مستوى 55 (أعلى مستوى) دون فتح عتاد أساسي كالـ Syntax.
تلك التحديات ليست معقدة، ولكنها تتطلب اتباع أسلوب معين يقتضي قضاء أوقات أطول في اللعب، فيجب الإشارة إلى أنه لا يمكن إكمال التحديات الخاصة بأكثر من قطعة عتاد، بل يجب تفعيل التحدي الخاص بالعتاد الذي تريد فتحه، وبعد إكماله تبدأ في عتاد آخر، وهكذا. الأمر يجعل جمع العتاد -الذي أغلبه أساسي- مرهقًا أكثر من أي وقت مضى، وفي حين أن البعض قد يراه تحديًا منعشًا للأجواء، أراه زائدًا عن الحد ووسيلة لدفع اللاعب لقضاء وقت أطول في اللعب. الـ Perks تخضع لنفس النظام، وهناك Perks هامة مقفلة وراء تحديات الـ Armory تلك.
طور الزومبي يعود في حلة جديدة قد لا تنال إعجاب الجميع
Modern Warfare III هي أول لعبة من سلسلة Modern Warfare تقدم طور الزومبي بشكل كامل، ولكنه ليس كما اعتدنا عليه. طور الزومبي تحول إلى شيء أشبه كثيرًا بطور DMZ، حيث تبدأ في خريطة مفتوحة ذات مناطق مختلفة، ويكون عليك جميع العتاد والبحث عن أسلحة ذات مستويات مرتفعة، وأيضًا زيارة أماكن غريبة تكتشفها مع أصدقائك، كل ذلك بينما تنتشر حشود الزومبي في جميع أركان الخريطة، ويكون عليك الإخلاء بعد إكمال العقود والتحديات.
هناك ثلاث مناطق مختلفة تختلف فيها صعوبة الزومبي، بدءًا من أقل منطقة في التهديد على أطراف الخريطة، وصولًا إلى المنطقة الأخطر ذات المستوى 3 في منتصف الخريطة. هناك كمية هائلة من التلميحات (Easter Eggs) للاعبين القدامى، وأيضًا خلفية درامية جيدة لعالم الخريطة وقوى الـ Aether الخارقة.
تختلف صعوبة الزومبي، وأنواعهم أيضًا، بطريقة هائلة بين المناطق الثلاثة، حيث تبدأ بالزومبي العاديين الذين يسهل قتلهم، وحتى عمالقة الزومبي ووحوش ضخمة تطلق ليزر مميت. تصميم الزومبي رائع والتنوع حاضر أيضًا، كما أن التحدي يتطلب التجهز بأقصى درجة قبل الاقتراب حتى من أخطر المناطق.
بشكل عام طور الزومبي بأسلوبه الجديد يقدم تجربة ممتعة إذا لعبته مع أصدقائك، ولكن لا تتوقع شيئًا جديدًا، فهو طور DMZ مع زومبي وقوى خارقة وتحديات أكبر. شخصيًا أفضل طور الزومبي في حلته الكلاسيكية، ولكن الأسلوب الجديد سيعجب من يحب DMZ و Warzone بشكل عام.
التجربة البصرية لا تقدم أي تطور ملحوظ
من الناحية الرسومية يمكن القول بكل تأكيد أنه لا يوجد أي تحسين في التجربة البصرية، فإذا قارنت هذا الجزء بالجزء السابق، وربما الذي يسبقه أيضًا، لن تجد أي اختلاف، بل أنه أحيانًا يتفوق الجزء السابقة في الإضاءة والألوان.
يمكن إضافة الرسوميات بجانب العناصر الأخرى التي تظهر كم أن هذه اللعبة منسوخة من الإصدارات السابقة، وهي بالفعل توسعة وليست لعبة كاملة السعر.
الترجمة العربية جيدًة جدًا ولكن مع بعض الأخطاء
تميزت سلسلة Call of Duty مؤخرًا بالدعم العربي المميز والترجمات الرائعة، ويستمر هذا التوجه في Modern Warfare III، فالترجمة جيدة جدًا مع فصاحة في التعبير وجودة في التنسيق. ولكن ثمة أخطاء إملائية ملحوظة هنا وهناك كان يجب مراجعتها.