تعود لعبة Tekken بجزئها الثامن لساحات القتال، في فترة عادت فيها معظم ألعاب القتال المنافسة لها بأجزاء وأفكار جديدة منها لعبة Street Fighter 6، و Mortal Kombat 1 وغيرها. من خلال Tekken 8 تسعى السلسلة لاستكمال إرث سنوات وسنوات من القصة المعقدة، مع إعادة أسلوب قتالها إلى الواجهة بشكل معاصر بعد سنوات من الغياب، فهل نجحت في تقديم ما يرجح كفتها في سوق مزدحم بالمنافسين؟ إليكم مراجعة Tekken 8.
قصة اللعبة بدون حرق
تدور أحداث القصة حول شخصية Jin Kazama، الزعيم السابق لشركة Mishima Zaibatsu، وابن مديرها الحالي KAZUYA MISHIMA، إذ تدور بينهم معركة طاحنة في بداية اللعبة، تعود أصولها إلى أجزاء اللعبة السابقة حيث يسعى للسيطرة على العالم وإدخال البشرية في عصر جديد يسود فيه الأقوياء وينتهي فيه الضعفاء والطيبون.يمتلك الأب وابنه جينات تسمى “جين الشيطان” وهي جينات قادرة على تزويدهم بقدرات خارقة لا مثيل لها، ولذلك يأخذ الابن على عاتقه إعاقة مخططات الأب والوقوف أمامها بشكل قاطع، ليعم السلام عالمنا مرة أخرى.
ولأنه شرير بشكل لا يصدق، ينظم كازويا ميشيما بطولة King of the Iron Fist يتناحر فيه المقاتلون من كل بقاع الأرض ليصل الفائز لمواجهة ميشيما بشكل نهائي، لتحديد مصير العالم. إذا شعرت أن القصة غريبة وغير منطقية، فهذا بالفعل أمر صحيح، ولكن في النهاية هي لعبة قتال تشق طريقها دائمًا لإيجاد مبرر لوضعك امام مقاتلين آخرين للقتال. القصة تعاني من بعض مبالغات الحبكة، وهو أمر أزعجني ولكني أتفهم أن سلسلة تيكن اعتاد منذ زمن كونها مبالغة في قصتها، وتقدم أحداث غريبة، لكن في الوقت نفسه وجدت نفسي مهتمًا بما تم تقديمه ويعود الفضل هنا لطريقة السرد والسينمائية التي اعتمدتها اللعبة بشكل رائع وفخم في تقديم حبكتها حتى وإن لم تكن مقنعة بالقدر الكافي. الإخراج وطريقة السرد السينمائيتين رائعين، والقصة بها لحظات درامية واستكشاف لجوانب جديدة بداخل الشخصيات ومعظمهم أدى دوره بشكل مقنع ومليء بالمشاعر والجدية في إضفاء شعور الواقعية على الأحداث، وكأنهم أشخاص حقيقيون يتحدون أنفسهم بالفعل.
من خلال مود فردي آخر يسمى Character Episodes وهي عبارة عن قصص خلفية قصيرة للشخصيات ال32 باللعبة، يتم سردها على مدار 5 قتالات لكل شخصية، وبينما لم تقدم الكثير، شعرت أنها شيء مثالي لتجربة اللعب الفردي بشكل مكثف فيما بعد القصة الأساسية. خصوصًا وأن إحدى الشخصيات يتم فتحها من خلال إنهاء القصة.
أما الجانب الفردي الأخير، وهو Arcade Quest يضعك في تجربة تشبه ألعاب الـRPG، ذكرني بما تم تقديمه في Street Fighter 6، حيث تلعب بشخصية شاب عاشق لسلسلة تيكن يرتاد صالات الأركيد بشكل مستمر ويسعى للمشاركة في بطولات اللعبة، وأن يتم نعته في يوم من الأيام بلقب أفضل لاعب في صالات الأركيد، ولكن المهمة ليست بهذه السهولة. سيكون عليك منافسة مختلف المتسابقين في صالات الأركيد حول المدينة، واللعب بشخصيات مختلفة وترقية شخصيتك مع الوقت في الرتب. نظام التقدم لم يكن مميزًا، ولم يقدم سوى التقدم في الرتبة وبعض التغييرات الشكلية التي تحصل عليها على شكل ترقيات وهدايا. وهي إضافة جيدة ولكنها لا تضيف دافع كافي لإكمال هذا الطور.
أسلوب اللعب
يعتمد أسلوب اللعب على القتال الكلاسيكي الأركيدي بشكل أساسي، بحيث تقف شخصية على يسار الشاشة مع شريط صحتها بالأعلى في الاتجاه الذي تقف فيه، وينقسم القتال إلى جولتين، أو ثلاثة. يكون المطلوب من الفائز أن ينجح في التغلب على الخصم جولتين متتالتين، وإذا انتهى الامر بالتعادل يتم احتساب نتيجة الجولة الثالثة والأخيرة.
بشكل عام، تيكن 8 قدمت تجربة لعب سلسة وممتعة، مع نظام تعليمي ممتاز وسهل يجعل تعلم كل قدرات الشخصيات أمرًا سهلًا. يعتمد القتال هنا أيضًا على وجود نظام جديد اسمه Heat System أو نظام الحرارة وهو شريط يتواجد أسفل شريط صحة شخصيتك ويعاد ملئ هذا الشريط مرة واحدة في كل جولة، ويمكنك استخدامه للقيام بضربة خارقة ذات تأثير رهيب، أو زيادة ضرر الكومبو الذي تقوم به، لذا اختيار الوقت المناسب لمثل هذه الضربة هو أمر مهم. هناك أيضًا ضربة قوية تسمى Rage يمكنها قلب موازين المعركة في أي وقت، وهو ما يعني أن اللاعبين المحترفين في تيكن 8 سيكون عليهم دراسة كل شخصية، أو على الأقل الشخصية التي يريدون اللعب بها، والشخصيات التي ستلعب ضدهم لمعرفة نقاط ضعف كل شخصية. وتيكن 8 تقدم جانب غني بهذا الصدد، حيث تتسم كل شخصية بنقاط ضعف منها سرعة الحركة، أو الضربات بعيدة المدى، وأشياء أخرى. أحببت شخصيًا اللعب بجين كازاما البطل، ولكنه لا يمتلك ضربات عديدة بعيدة المدى، كما أنه شخصية بطيئة بعض الشيء، ولكن في المقابل لكماته قوية وضرباته تحدث ضررًا بالغًا.
أحببت أيضًا اللعب بـ Alisa، وهي شخصية آلية تمتلك سلاح منشار يدوي خارق الضرر، ويسمح لها جسدها الصغير بالحركة بشكل سريع ودقيق، ولكن لديها نقطة ضعف كبيرة وهي الضربات بعيدة المدى.يمكنك صد الضربات، وهو أمر موجود منذ الأجزاء السابقة، ولكن طبعًا حفظ أنماط حركة الخصوم وحده هو القادر على جعلك تتوقع تحركاتهم بشكل صحيح لتستطيع صدها، إذا لم تكن قادرًا على توقع ضرباتهم فالصد لن يكون شيئًا مؤثرًا بالنسبة لك.
من اطوار اللعب الجديدة، طور غعادة المباريات حيث تتيح لك اللعبة إعادة آخر 4 مباريات شاركت فيها، وإعطاءك تقييم مع التعليق على الأخطاء وإعطاءك فرصة إصلاحها ورؤية الفارق. الأمر ممتع خصوصًا للمتبدئين الذين يريدون الانتقال إلى الاحتراف في اللعبة.
لكن هناك ميزة علينا أن نتحدث عنها، وهي اللعب ضد أشباح اللاعبين، وهي خاصية تسجل طريقة لعب بعض اللاعبين الذين جربوا اللعبة، وتبدأ في تطبيقها ضدك، بدلًا من اللعب ضد الذكاء الاصطناعي الاعتيادي. هذا الأمر كان ممتعًا، ولا شك أنه سيكون أفضل وأفضل مع مرور الوقت.
الجانب التقني والأداء
جربنا اللعبة على PS5، وحصلنا على أداء ثابت وقوي، مع دقة رسومية مرتفعة على شاشة بمعدل تحديث 144Hz، ودقة عرض 4K، ولكن لاحظت أن اللعبة عانت من هبوط في الإطارات بشكل مبسط لا يؤثر على التجربة كلما قمت بأداء ضربة خارقة ذات مؤثرات بصرية غزيرة. شاشات التحميل أيضًا لم تدم طويلًا، واستغرقت بين 3-5 ثواني فقط في معظم الأوقات. بينما كان الأداء سلسًا في كل أوقات اللعب الأخرى.
التجربة السمعية والبصرية
التجربين السمعية والبصرية في اللعبة كانت من أفضل ما يكون. إذا كان هناك ما يميز تيكن 8 حقًا عن منافسيها، فهو الجانب الرسومي والتفاصيل البيئية التدميرية، والمؤثرات الناتجة عن قدرات كل شخصية. تيكن 8 قدمت إبداعًا أيضًا على صعيد تنوع البيئات منها بيئات داخلية وأخرى خارجية في الشوارع، وفي الغابات وغيرها من الاماكن التي تقدمها تيكن 8 بشكل مميز. على صعيد تفاصيل الشخصيات فقد كنت راضيًا بشكل كبير عن معظم الشخصيات والتفاصيل التي تقدمها مجسمات تلك الشخصيات.
الموسيقى أيضًا والعنصر السمعي لعب دورًا رائعًا في جعلها تجربة قوية، حيث اعتمدت اللعبة على الأصوات المحيطية، ونجحت في تقديمها بشكل ممتاز على PS5. الموسيقى التصويرية كانت ممتازة وملحمية، وتضفي اجواء من الحماس والشعور بحجم الحدث الذي يجري في القصة، وأيضًا هي في الوقت نفسه تمتلك ألحانًا بسيطة ومريحة للأعصاب تعمل أثناء الأطوار الأخرى.
الترجمة العربية
تأتينا لعبة Tekken 8 بترجمة عربية للنصوص والقوائم، مع غياب للدبلجة الإنجليزية، يكون التعريب أمرًا مرحبًا به حيث لا سبيل سواه لفهم الأحداث بشكل كامل، وقد كان على قدر التطلعات بلا مشاكل بالتنسيق أو ترجمة الكلمات بمصطلحات عربية فصيحة. الترجمة كانت ممتازة، وقدمت تجربة مُعربة ناجحة نتمنى أن تقتدي بها بقية الألعاب.
أنا عندي رسالة أتمنى توصل لشركة بانداي نامكو وهي لما أجي أسوي هذي الكومبو ما تصلح إلا على الشخصيات الكبيرة و الضخمة مثل الباندا أو فاكومرام فأتمنى تصلح هذي الكومبو على كل الشخصيات https://youtube.com/shorts/jQ3hjKc8qm4?si=u9tGV6ZGXeoYv98B
فأتمنى ما تتجاهلوا تعليقي وشكرا جزيلا