في أول ربع ساعة لعب في Unknown 9: Awakening علمت أنني أمام أحد أسوأ ألعاب العام. لعبة خالية من الروح بأسلوب لعب ليس به أي إبداع، مع رسومات لم تستطع حتى إنقاذ ما تبقى من رمق اللعبة. كل شيء هنا هو مزيج من عدم الإتقان لدرجة تجعلك تتعجب ما الذي عمل عليه الفريق بالضبط طوال الأربعة سنوات الماضية. دعونا نتحدث أكثر عن لعبة Unknown 9 ومشاكلها خلال مراجعة Unknown 9: Awakening الكاملة.
قصة لعبة Unknown 9 مملة بشخصيات سيئة
اللعبة تقع في أوائل القرن العشرين وتتبع قصة الفتاة الشابة الهندية هارونا والتي لديه قدرات خارقة تُمكنها من التفاعل مع بُعدٍ غامض يُدعى “الطية”. خلال سعيها لإتقان قدراتها الخارقة للطبيعة، تقع هارونا في مأزق حيث تتعرف على مجموعة تُسمى بالصاعدون، وهؤلاء يريدون استخدام بُعد الطية حتى يُغيرون من مسار التاريخ ويسيطرون على البشرية بأكملها. هنا يأتي دور هارونا، حيث يجب عليها التعاون مع مجموعة من الشخصيات المختلفة في جميع أنحاء العالم حتى تتمكن من السيطرة على قدراتها وإتقان إمكانية التفاعل مع هذا البُعد لتقضي على الصاعدون وتمنعهم من السيطرة على البشرية.
أبسط ما يمكننا قوله عن القصة هي أنها مملة للغاية، فرغم أنها تحاول تقديم أفكار جديدة ومُبتكرة بطريقةٍ ما أو بأخرى، إلا أنها تفشل في القيام بالأمر. ضفّ على ذلك أن شخصيات اللعبة سواء الرئيسية أو الثانوية مملة ولا تُقدم أي تطور بأي شكل على مدار أحداث القصة التي تستمر لحوالي 10 ساعات لعب تقريبًا!
عندي مشكلة أخرى مع قصة اللعبة، وهي أنها تبدأ وتتفاعل معك على أنك بالفعل على دراية بهذا العالم وشخصياته وأفكاره سواء عن طريق الروايات المنشورة أو البودكاست. لكن أنا مجرد شخص يريد الاستمتاع بلعبة ولم أقرأ الروايات أو استمع للبودكاست، مما أدى إلى شعوري في معظم الأوقات بأني لا أفهم شيء ولا أعرف تفاصيل مُعينة عن القصة أحتاج معرفتها حتى أفهم ما يحدث من حولي عمومًا.
_____
اقرأ أيضًا: مراجعة Black Myth: Wukong
_____
أسلوب لعب يفتقر لأي نوع من أنواع الإبداع
اللعبة تُقدم تجربة منظور شخص ثالث تُركز بشكل رئيسي على التسلل والدخول في بعض المواجهات السريعة مع الأعداء، حيث تستوحي Unknown 9 أفكارًا كثيرة من ألعاب مثل Assassin’s Creed و Uncharted، لكنها تُطبق تلك الأفكار بطريقة سيئة أو يمكننا قول مُبسطة للغاية لدرجة أن أسلوب اللعب ممل أغلب الأوقات.
التخفي والتسلل الذي هو أول شيء تُعلمك إياه اللعبة، كان من أسوأ ما رأيت في أي لعبة لأن اللعبة شبه تفتقر للذكاء الاصطناعي. يمكن قول أن كل الأعداء الذين يقفون في طريقك لديهم غباء اصطناعي يجعلهم لا يكشفونك 99% من الوقت حتى لو كنت أمامهم مباشرةً! أيضًا استخدام التخفي في معظم المواقف كان ضعيفًا للغاية حيث لا يوجد به أي إبداع، فكل ما عليك فعله هو السير وراء العدو والضغط على زر واحد لتقضي عليه تمامًا بدون أي فكرة أو صعوبةٍ ما.
بطلتنا هارونا لديه قدرات خارقة كما ذكرنا مُرتبطة بعالم “الطية” وتلك القدرات يتم استخدامها أثناء التخفي أو القتال ضد الأعداء. القتال هنا عبارة عن اشتباك بالأيدي وتفادي ضربات الأعداء مع استخدام مجموعة من قدرات بُعد الطية. الفكرة الرئيسية جيدة وتفتح المجال لأسلوب لعب قوي جدًا يستلهم أفكار من Mad Max و Batman Arkham، لكن النتيجة النهائية كانت لا ترقى لهذا المستوى على الإطلاق.
فالمواجهات كانت ضعيفة جدًا ومتشابهة في كل مرة، حتى مواجهة الزعماء افتقرت لأي إبداع أو ابتكار. فريق Reflector وضع مجموعة من الأفكار أمامه أثناء تطوير اللعبة ولم يستطع تنفيذ أيًا منها بشكل جيد. القدرات الخارقة في بُعد الطية يمكن وصفها بالسحر العادي حيث تُلقي بالأعداء بعيدًا أو تسحبهم عليك وتتحكم في البيئات وتقوم ببعض الضربات المميزة. لكن القتال لا يُعاني فقط من الملل والتكرار في أسلوب اللعب، بل الغباء الاصطناعي المُسيطر على التجربة جعلها لا تُطاق بعد ساعتين أو ثلاثة لعب!
بالحديث عن الملل والرتابة، فلعبة Unknown 9 تُقدم واحدة من أكثر شجرات المهارات مللاً في الصناعة. إنها شجرة مهارات رأينا مثلها مئات المرات سابقًا في ألعاب مثل Assassin’s Creed و Far Cry وغيرهما، وعلى الأقل تلك الألعاب قدمت شجرة المهارات التي تفتحها بطريقة إبداعية. هنا الموضوع ممل وبعض القدرات التي تكتسبها لا تُضيف الكثير على المعارك أو التخفي والتسلل.
تصميم المراحل أيضًا كان بدائي جدًا، حيث تنتقل من مرحلة لأخرى ويكون مطلوب منك حل بعض الألغاز وقتال بعض الأعداء ثم تذهب لمشهد سينمائي وتُعاد الكرة طوال 10 ساعات لعب. أيضًا اللعبة تمتلك فكرة الدخول بين الفتحات في الحوائط حتى تُحمل المشهد التالي، وهذا النظام انتهى منذ بداية الجيل الجديد تقريبًا ولم نرى لعبة تُقدمه منذ سنوات لأنه تصميم بدائي جدًا!
لعل الشيء الوحيد الذي يشفع لأسلوب اللعب هو التنقل في عالم اللعبة نفسه، فرغم أن العالم رسوماته سيئة ولا ترقى لمستوى لعبة تصدر في عام 2024، إلا أن العالم نفسه به فكرة ويجعلك ترى أنه كانت توجد حضارة فعلاً سابقة تعيش هنا، وإذا كنت من مُحبي قراءة الروايات والاستماع للبودكاست، فعالم Unknown 9 سيكون مليئًا بالقصص المشوقة لك.
تجربة تقنية مُثيرة للسخرية من كل النواحي
صراحة لا أدري ما أقول هنا، ولكن سأُبسط عليكم الأمر. باختصار، بعض الألعاب التي صدرت في 2008 و 2009 تتمتع برسومات أفضل من Unknown 9: Awakening. اللعبة سيئة للغاية من ناحية التصميم الرسومي ولا يوجد تفاصيل ولا Textures ولا ظلال ولا انعكاسات جيدة تحاول حتى أن تُقدم طابع فريد من نوعه نسبيًا. كل شيء هنا باهت في الصورة وتصميم الشخصيات رأينا أفضل منه في ألعاب صدرت على PS2 و PS3 لدرجة أن تعابير الوجوه ميتة معظم الوقت!
ضفّ على كل تلك المشاكل والتجربة الرسومية السيئة أن الأداء التقني نفسه ليس مُتقنًا حتى على الحاسب الشخصي. اللعبة تُعاني للحفاظ على 60 إطار في الثانية وتهبط في الكثير من الأوقات لـ 40 و 45 إطار في الثانية رغم عدم وجود أي شيء على الشاشة يستدعي هذا الهبوط في الإطارات. وفي نفس الوقت لا يوجد أي داعٍ لتكون اللعبة مُتطلبة بهذا الشكل على منصة الحاسب الشخصي في حين أنها تُقدم تجربة تقنية من الأسوأ في العام وفي الصناعة ككل!
الصوتيات أيضًا تُعاني من مشاكل، وسنأتي لصوتيات الممثلين لاحقًا أثناء الحديث عن الدبلجة. لكن هنا أنا أتحدث عن صوتيات البيئة والحركة والشخصيات الثانوية والأعداء والقتالات نفسها. كل شيء ضعيف للغاية ولا يعكس قوة المواقف لدرجة أن بعض الألعاب المُستقلة التي طورها شخص أو شخصين تُقدم تصميم صوتي أفضل من Unknown 9.
اللعبة مُدبلجة بالكامل للغة العربية
أكنت تظن أن الحديث عن الدبلجة سيكون ورديًا بشكلٍ كامل؟ للأسف الإجابة هي لا. فرغم أن تلك أول مرة نرى فيها لعبة يتم دبلجتها بالكامل لأكثر من لهجة عربية في نفس الوقت حيث تضم الفصحى والعامية المصرية واللبنانية والأردنية والسورية والفلسطينية، إلا أن الدبلجة لم يتم الاستفادة منها بالشكل المطلوب وتوزيع دبلجة الشخصيات كان عشوائيًا بطريقة مستفزة.
بعض الشخصيات التي تسمعها وأنت تتجول في بيئة اللعبة تتحدث بلهجات مختلفة رغم أنهم يعيشون في نفس المدينة، فكيف يكون هذا الأمر منطقيًا بأي شكل، وكيف لم تتم مراجعة مثل تلك الأمور أثناء اختيار أدوار الدبلجة؟ أيضًا التمثيل الصوتي كان ضعيفًا في الكثير من الأحيان، فرغم أن الممثلين الصوتيين يؤدون أفضل ما عندهم من دور، إلا أن السكربت الذي حصلوا عليه به مجموعة من المفردات الخاطئة وعدم توضيح للكثير من المشاعر التي تعيشها الشخصيات ما جعل بعض ردود الأفعال غير منطقية بالمرة مع ما يحدث داخل المشاهد!
الخبر الإيجابي هنا هو أن الترجمة كانت رائعة بصراحة ولم أعاني أي مشاكل معها سواء في اللغة الفصحى أو المفردات خاصتها، لذلك نصيحتي ستكون تجربة اللعبة باللغة الأم الإنجليزية، ووضع الترجمة على اللغة العربية حتى تحصل على أفضل تجربة ممكنة ككل.
الخلاصة
لعبة Unknown 9: Awakening هي لعبة غير مُكتملة التطوير من كل النواحي تقريبًا. لم ترتقي بأي شكل للمستوى الذي ننتظره من مطور مثل Bandai Namco فهي مليئة بالمشاكل التقنية والعيوب التصميمية سواء في القصة أو أسلوب اللعب أو التصميم البصري وحتى التمثيل الصوتي في الكثير من المواقف. تلك اللعبة كانت بحاجة لعامين أو ثلاثة إضافيين على الأقل داخل الفرن حتى تنضج بشكلها الكامل وتُصبح تجربة تجذب اللاعبين، لكننا في الوقت الحالي لا نستطيع أن نُرشحها لك بأي شكل حتى ولو حصلت عليها مجانًا أثناء شرائك لعتاد لحاسوبك الشخصي من شركة AMD..
