شاهدنا في 2023 فيلم TMNT: Mutants Mayhem والذي استوحي اتجاهه الفني من سلسلة أفلام Spider-verse المعروفة، وأعاد معه تقديم شخصيات سلاحف النينجا بشكل معاصر كمراهقين أقوياء يشقون طريقهم نحو كونهم أبطال مدينة نيويورك الشاسعة، وقد نال الفيلم إعجابي على الصعيد الشخصي، وتأتي لعبة TMNT: Mutants Unleashed في السنة الحالية لجزء مكمل للأحداث، وتوسيع لرقعتها وتغذية لهذا العالم الواعد، فهل أكملت مسار الفيلم الرائع، وهل تستحق التجربة؟ هذا وأكثر نعرفه اليوم في مراجعة TMNT: Mutants Unleashed
قصة اللعبة (بدون حرق)
تدور أحداث القصة حول رباعي السلاحف، والذين يعيشون في حقبة ما بعد تقبل البشر للمتحولين (بعد أحداث الفيلم) حيث يحاول أحدهم إحداث وقيعة ضخمة بين البشر والمتحولين، عن طريق تسميم المياة بعقار يجعل المتحولين أكثر عنفًا وهمجية، وهو ما يحاول السلاحف منعه واكتشاف مسبباته، ومن يقف خلفه على حد سواء. قصة اللعب رائعة، وطريقة اتضاح التفاصيل الغامضة مع التقدم في الأحداث كان أمرًا جميلًا ولكنها لا تقدم الكثير للبناء على ما حدث في الفيلم، وهي عوضًا عن كونها تكملة للأحداث، تصبح مجرد توسع له ولنفس الفكرة. المتحولون يبحثون عن التقبل، والبشر يمارسون معهم العنصرية، والسلاحف ما هم سوى مراهقين عاديين، ولكن من فصيلة أخرى، تحاول الاندماج. هذه الامور يتم تناولها بشكل ناضج ولكنه “معاصر” يحاول عكس الحياة الواقعية على اللعبة -ربما أكثر من اللازم- ويظن بأنه بذلك يناقش قضايا مهمة.
نعرف جميعًا حجم الهجوم الذي تعرضت له ألعاب قدمت قصص مشابهة، بحجة أنه ليس كل شيء عليه أن يكون واقعيًا، ولكن شخصيًا أعجبت بالقصة وجوانبها الجديدة، خصوصًا مع تحويل شخصيات السلاحف إلى شخصيات مراهقين صغار، وباهتمامات مراهقي الوقت الحالي (Gen Z). شعرت مع اللعبة أنني استمع لحوارات وأشاهد مواقف من حياة مراهقين أعرفهم، وستشعر أن كذلك أيضًا إذا كان لديك أخوة صغار، أو تتعامل في حياتك اليومية مع المراهقين. قد يزعج هذا الأمر بعض اللاعبين خصوصًا وأن معظم الحوارات تافهة وترسخ لفكرة حياة المراهقين، ولكن البعض الآخر سيجدها واقعية وجميلة بطريقتها الخاصة. أعيب على القصة فقط غياب جانب الشر، وأتفهم أنه قد يكون بسبب أن اللعبة غير قادرة على تقديم أشرار معروفين أو كبار أشرار عالم السلاحف بدون عرضهم في الفيلم أولًا. هذه هي أكبر عيوب القصة في رأيي.
أسلوب اللعب
تقدم اللعبة أفكارًا جديدة لم نرها في ألعاب سلاحف النينجا، ولا في معظم ألعاب الشخصيات الخارقة، وهي دمجًا ناجحًا بين نظام اللعب الاجتماعي في Persona مع نظام ألعاب الـBrawler المعروفة، أي أن اللعبة بها نظام بناء علاقات بجانب مراحل الأكشن الخطية المعتادة من ألعاب شخصيات سلاحف النينجا. أولًا، مراحل القتال هي مراحل القصة الأساسية، والتي تتقدم فيها للأمام بمنظور ثلاثي الأبعاد، و 2.5D في بعض الأحيان لتقاتل أفواج من الأعداء على مراحل متفرقة، وتصل في نهاية المرحلة إلى مقطع سينمائي لتتقدم في الأحداث. بعد ذلك تتجه إلى مقر السلاحف، وهناك تتحول اللعبة إلى ما يشبه سلسلة Persona، حيث يمكنك التجول بين مجموعة من البيئات شبه المفتوحة، ولا يتخلل هذه المراحل أي قتال، بل مجرد حوارات وعلاقات يمكنك تحسينها للحصول على مميزات على هيئة قدرات، كلما تقدمت في العلاقات مع شخصيات محددة، كلما حصلت على إمكانية فتح قدرات أفضل.
هذه القدرات كانت محدودة، ولم أشعر بأني بحاجة إلى السعي لتحسين علاقتي بجميع الشخصيات، ولآخر المستويات التي يمكن الوصول إليها. كما أن نظام الحوارات لا يقدم أي خيارات أو تنوعية مع مرور الوقت. هي مجموعة من المواقف التي تمر بها بجانب أصدقاءك، أو حوارات تخوضونها بشكل موحد (بدون خيارات) وتكون نتيجتها هي زيادة قوة الروابط بينكما. هذا الشيء جيد، فأنا أقدر المحاولات حتى وإن كانت نتائجها ضحلة، ولكنني تمنيت تقديم المزيد من هذا الجانب، لكن إذا كان ما خرجنا به هو أننا رأينا لعبة سلاحف النينجا ولأول مرة تقدم لنا جانب “إنساني” من السلاحف بعيد عن القتال، فأنا سعيد وراضي، وأتمنى توسعًا بهذا الصدد في المستقبل.
أسلوب القتال على الصعيد الآخر، وهو النصف الأهم في اللعبة كان جيدًا جدًا، ولكني لا استطيع وصفه بالثوري، فهناك عدة حركات يمكن لكل شخصية القيال بها، وهي حركات متنوعة وتناسب كل شخصية حسب أسلحتها، ولذلك كنت سعيد بالتبديل بين الشخصيات مع مرور الوقت، ولكن سرعان ما بدأت التكرارية في تسيد الموقف، حيث افتقرت شجرة المهارات لما يميز الشخصيات بما يكفي عن بعضها، كما أنني أجد أن اللعب بشخصية واحدة وعدم إتاحة إمكانية التبديل بين الشخصيات الأربعة أثناء المهمات أمرًا سلبيًا.
اللعب الجماعي المحلي موجودة، حتى لاعبين أثنين فقط، وهو أمر لا أجده سلبيًا، ولكني تمنيت رؤية السلاحف الأربعة معًا في ساحات القتال، حتى وإن كان 2 منهم في كل الأوقات يتحكم فيهم الذكاء الاصطناعي.
الرسوم والصوتيات
تقدم اللعبة توجهًا رسوميًا يشبه الفيلم، وهو توجه أقرب للمجلات المصورة والرسوم المتحركة اليدوية، وأتفهم أنه قد لا يعجب الكثيرين ولكنه أعجبني على الصعيد الشخصي جدًا، وأحببت كل شيء قدمته اللعبة من تصاميم بيئية وأداءات صوتية بطرق تخدم هذا التوجه. فنتيجةً لهذا التوجه أصبحت الشخصيات تتحدث بطريقة أكثر معاصرة، مثل استخدام لغة الشارع مثلًا في التعبير (مثال: كلمة SUS لوصف شيء مريب) وينتقل هذا أيضًا لشخصيات الأعداء مثل روكستيدي وبيبوب.
البيئات جميلة وتأخذنا إلى مراحل متنوع على الصعيد البصري لا التصميمي. بصريًا، كنت سعيد برؤية ما تقدمه اللعبة خصوصًا عند الخروج لشوارع المدينة ليلًا أو في مراحل الاجتماعيات، والتي تسمح لك بالخروج صباحًا لأماكن من خريطة المدينة.
المؤثرات البصرية مثل مؤثرات تلقي الضربات كانت مزعجة بعض الشيء، ولكنها مقبولة نظرًا لسياق ما يتم تقديمه في الاتجاه الفني بوجه عام. يبقى لنا أهم عناصر الرسوم والصوتيات، وهو تحويل شخصيات السلاحف لشخصيات مراهقين تافهين بعض الشيء، بحكم السن لأننا لم نشهد شخصيات السلاحف في هذه المرحلة العمرية من قبل! هذه الشخصيات يتم تقديمها على أساس أنهم طلبة مدارس، يهتمون بوسائل التواصل الاجتماعي، ويعجبون بالفتيات ويعانون بالرهاب الاجتماعي مثل المراهقين! هذا التوجه هو أساس اللعبة والفيلم وأعتقد أنه سيحدد الكثير حول مدى تقبلك لبقية جوانب اللعبة. لكن على الصعيد الشخصي، أعتقد ان التجديد مطلوب وأن ما رأيناه هذه المرة كان ممتازًا.
كلمة أخيرة:
لعبة TMNT: Mutants Unleashed ليست لعبة عظيمة “لا يجب تفويتها” ولكنها تضع أساسًا قد يكون بداية ممتازة لسلسلة ألعاب ضخمة آن لها أن تتوسع، بجانب الفيلم الذي حتمًا سيحصل على جزء ثاني. شخصيات سلاحف النينجا هنا خفيفة الظل، والقصة قوية ومحبوكة، أسلوب اللعب ممتع خصوصًا مع صديق.