تعود لعبة Tales of Symphonia Remastered مرة أخرى وهذه المرة كنسخة ريماستر تم تخصيصها للمنصات التي لم تحصل على فرصة دعوتها إلى منزلها، ولكن مع هذا الإصدار الجديد من اللعبة كنا نتوقع إحيائها بطريقة ما، بطريقة تليق بواحدة من أفضل ألعاب Tales الكلاسيكية.
ولكن هل تم ذلك يا ترى؟ حسنًا، الأمر معقد قليلاً، من الصعب أن نرمي “لا” بسهولة ونمشي.. فهنالك جوانب إيجابية ممتعة في هذه النسخة. لنقل فقط أن الريماستر فوت فرصة كبيرة لإعادة اللعبة المحبوبة بالشكل الذي يليق بها…
مهمة توحيد العالم
أحداث Tales of Symphonia تركز على مجموعة من الشخصيات التي تمتلك كل واحدة منها قدرات مختلفة وتلعب دور مختلف، تخبئ هذه القصة الكثير من المفاجآت والحبكات غير المتوقعة، وتتحول تدريجيًا من قصة إنقاذ عالم بسيطة إلى مغامرة تحوم حولها التضحية والمفاجأة والأمل المزعزع الذي يستقر في النهاية عند الهدف الأسمى.
يمكن القول باختصار أنها قصة تبدأ في أولها بمهمة إعادة البريق والحياة لعالم بدأ يخسر نبضه تدريجيًا، وسرعان ما تتوسع الأحداث بعد ذلك ليكتشف اللاعب الكثير من الحقائق والأحداث المثيرة للاهتمام…
لنقل هنا أننا لا نريد الغوص أكثر في تفاصيل القصة، فهذه واحدة من أفضل ألعاب السلسلة وبلا شك إن لم تلعبها قبل اليوم فإن الريماستر فرصة جيدة لتجربتها على المنصات المعاصرة.
لا تقلق حيال وجود الكثير من عناوين السلسلة في الأسواق؛ هذا العنوان مرتبط بالفعل بعنوان السلسلة السابقين إلا أنه يقدم قصة مستقلة بل تعتبر قصة سابقة للعديد من أجزاء السلسلة وبالتالي يعتبر نقطة بداية ممتازة.
هل تعلم أنني من الأشخاص الذي يهتمون بالتفاصيل الصغيرة حتى في الكتابة؟ لا؟ ألم تنتبه إذًا أنني قلت عنها “فرصة جيدة” وليست فرصة ذهبية أو ما قد يقال من كلمات من المفترض أن تبدو جذابة للغاية في هذه الموقف؟ نعم يا أصدقائي للأسف هذه لا يمكن أن تكون فرصة ممتازة أو ذهبية، فقد وضع المطور عائقين أمام اللاعبين في هذه النسخة: السعر الباهظ – التحسينات القليلة.
بما أننا نتحدث عن القصة وعالم اللعبة أولاً، لنقل هنا أن مشكلة التحسينات تظهر في نظام حفظ سيء وقديم، كان نافعًا منذ 20 سنة ربما لكن ليس اليوم، بحيث يمكنك فقط الحفظ في بقع محددة من عالم اللعبة وبالأحرى بقع منتشرة بشكل قليل في أمامن ومناطق اللعبة وتتطلب منك التحرك وإضاعة الكثير من الوقت، ذلك على الرغم من وجود خيار حفظ في القائمة الرئيسية لكن يرفض أن يعمل طيلة الوقت!
بالحديث عن السفر، لقد فوت المطور أيضًا فرصة تسهيل السفر على اللاعبين عبر إضافة ميزة انتقال وتحرك سريعة بين المناطق، بالطبع النسخة الكلاسيكية تتيح للاعب بعد التقدم خيارات تحرك سريعة مثل امتطاء مخلوقات لتسريع التحريك، ولكن بسبب ضخامة اللعبة لا يبدو هذا كافيًا.
أخيرًا، يجب الإضافة في حديث القصة أيضًا أن اللعبة طويلاً جدًا وربما هذا لا يرضي أو يناسب جميع اللاعبين، ضع بالحسبان أن الرقم القياسي العالمي لأسرع عملية تختيم هي 6 ساعات، واللاعب العادي قد يحتاج 40 ساعة تقريبًا لإنهاء القصة فقط دون الاستكشاف كثيرًا والتحدث مع الآخرين.
المتعة القديمة ما تزال متعة عظيمة!
لا يمكن الإنكار حقًا بمتعة هذه اللعبة ولكن ذلك بنفس الوقت يزيد من قدر الانزعاج وخيبة الأمل من هذه النسخة، من الممتع حقًا أن يتمكن لاعب اليوم من تجربة عنوان كلاسيكي وقديم كهذا عبر أجهزته المعاصرة، كل شيء في اللعبة يوحي بذلك الزمن الجميل من الأنغام الموسيقية العذبة والبيئات المرسومة ببساطة والنقاشات التي يمكنك أن تقهم نفسك بها مع الناس!
آلية القتال التي تعتبر خليط من قتال أكشن مباشر وقتال أوامر ما تزال آلية ممتعة كثيرًا وعندما تتمكن من فهمها سوف تستمتع بوقتك كثيرًا وأنت تواجه مختلف أنواع الخصوم وتزور المناطق المتنوعة والكثيرة التي تضعها اللعبة أمامك وتستخدم عشرات الأنواع من الهجمات والأدوات السحرية.
من الجيد أيضًا أنه تم تحسين واجهة المستخدم لتبدو أجمل وواضحة أكثر، وربما واحدة من أبرز الميزات المهمة في هذه النسخة هي إمكانية اللعب الجماعي مع أصدقائك لكي لا تدخل في هذه المعارك الطاحنة لوحدك!
اعتبر نفسي أيضًا من جمهور الكاميرا المثبتة في الألعاب مع حركيات تفاعلية ترافق اللاعب، فكان من الجميل رؤية أنظمة كاميرات كهذه تعود في الوقت المعاصر وربما تكسب جمهورًا أكبر ليتم إعادة تبنيها في مشاريع اليوم!
بالعودة إلى حديث العائق الذي وضعه المطور أمام اللاعبين، السعر هو نقطة ثانية مهمة كثيرًا في هذا النقاش. تتوفر اللعبة بسعر 40 دولار وهو بكل تأكيد سعر باهظ للغاية ومبالغ فيه لنسخة ريماستر بسيطة بالكاد تأتي بتحسينات مناسبة أو مرضية.
معظم الجوانب الرسومية تم تجاهلها ونقلها كما هي مع جملة صغيرة من التحسينات تتألف فقط من فعل وفاعل، وحتى لو تسامحنا مع المعنى الحقيقي لفكرة “ريماستر” فإن المصراحة هذه لا تصب بمصلحة المطور لأنها أيضًا ترفع أقلام الاستفهام حول عدة أشياء…
لقد كان من المهم تحسين اللعبة للاعب الجديد خصوصًا اللاعب الجديد بالكامل على هذه السلسلة، فتخيل أنه لا يوجد طريقة بسيطة لتعرف ما تبقى من قوة خصمك قبل أن تهزمه، والإرشادات غير مفيدة كثيرًا للتعلم إمكانية إلقاء الأوامر على الحلفاء والاستفادة منهم كامل الاستفادة في المعارك أو حتى أن تتمكن من التحكم بهم عندما تخسر شخصيتك الرئيسية في المعركة ولا تريد استخدام أداة علاج سحرية لعلاجه.
أيضًا تم تفويت فرصة منح جميع مشاهد الحوار أداء صوتي بدلاً من تفعيل أغلبها بهيئة الحوار الصامت الذي اعتدنا عليه في النسخة الكلاسيكية، وبكل تأكيد كان من الأجدر تحسين مجسمات وأشكال الشخصيات والوحوش والأسلحة ولو بشكل صغير على الأقل بدلاً من تحسين ألوانها فقط. (السيوف في بداية اللعبة عبارة عن قطع خشبية!)
فيما يتعلق بالأداء التقني، لم يكن هنالك أي أخطاء تقنية أو حالات تعطل أو عقبات كبيرة لكن انتابني شعورًا لم أتمكن من التخلص منه وهو الرغبة بمعدل إطارات أعلى، لسبب ما لا اعتقد أنها تعمل بمعدل 60 إطار في الثانية أو أعلى، وحسب ما قرأت وفحصت فإن نسخة Switch تعاني حقًا من مشاكل متعلقة بمعدلات الإطار، فوجب التنبيه!
لحسن الحظ لا داعي لتحسين أو تعديل أي شيء يتعلق بالموسيقى أو الأداء الصوتي الموجود فهو من الدرجة الأولى وتعتبر من أفضل صفات اللعبة التي تذكرني بألعاب الزمن الجميل عندما كان المطور يعمل بكل جهد وقتها ليسعد اللاعب بجميع جوانب أعماله الفنية، تعويضًا عن الحدود التقنية المسببة لمظهر رسومي بسيط.
ستبقى Tales of Symphonia لعبة رائعة مهما كان إصدارها ومن لم يقم بتجربتها قبل اليوم فقد يكون القرار السليم أن يشتري هذا الريماستر عند أي فرصة حسم أو تخفيض، إلا في حال كانت الانتقادات السابقة لا تهمك فلا تتردد!