هناك العديد من المحاولات لتقديم ألعاب تحاكي تجربة نجاح وشعبية سلسلة Monster Hunter اليابانية، وعلى الرغم من نجاح البعض في تقديم تجارب مشابهة إلا أن Monster Hunter نجحت في الحفاظ على تميزها في صدارة ألعاب صيد الوحوش. Wild Hearts من نشر شركة EA و تطوير فريق Omega Force تحاول منافسة Monster Hunter بشكل جاد وبمجهودات تستحق الاحترام، فهل نجحت في تقديم بديل غربي للسلسلة اليابانية؟ إليكم التفاصيل في مراجعة Wild Hearts الكاملة.
القصة بدون حرق
نبدأ مراجعة Wild Hearts مع تفاصيل القصة، حيث تدور أحداث قصة Wild Hearts حول صياد ماهر من سلالة مميزة من صيادي الوحوش (شخصية اللاعب) يعيش في زمن مستوحى من العصر الإقطاعي باليابان، يشد الصياد رحاله بحثًا عن مغامرة، ليجد في طريقه قرية اسمها Minato يعيش سكانها في حالة من الذعر نتيجة لغزو وحوش برية عنيفة اسمها كيمونو لعالمهم واقترابها من قريتهم. بالطبع يقع على عاتقك إنقاذ المدينة وسكانها من الوحوش التي لا يستطيع أحد غيرك التصدي لهم، متسلحًا بقدرات سحرية تتيح لك التلاعب بالبيئات والبناء تسمى Karikuri وهي قدرة سحرية نادرة، وهبة يزودك بها شخص مجهول في بداية اللعبة لتكون طوق النجاة لأهل Minato.
القصة في ألعاب صيد الوحوش عنصرًا جانبيًا ومن الصعب أن تتوقع الكثير منها، والوضع لا يختلف كثيرًا في Wild Hearts ولكنها نجحت في تقديم بعض التفاصيل المتقنة حول بعض الشخصيات. هنا شخصية صياد تبحث تمتلك خط قصة فرعي مثير حول جريمة قتل، وهناك الكثير من اللحظات الرائعة التي ستعيشها مع القصص الجانبية والشخصيات الخاصة بالعالم. أما على صعيد الأحداث، فلا جديد يذكر ولا قديم يعاد. إنها تلك اللحظات الملحمية التي يتوجب عليك فيها إنقاذ العالم من هلالكه، وهي تؤدي الغرض وأكثر بفضل تصميم أسلوب اللعب الذي يعج بالمميزات ويكاد يخلو من العيوب، ولذلك فإن القصة تعتبر ممتازة مقارنة بالألعاب الأخرى من هذا النوع.
أسلوب اللعب يوازن بين تقديم جديد وإتقان المعهود
مع دخولي للعبة كنت أترقب بحذر تصميم العالم المفتوح للعبة Wild Hearts حيث عانيت مع العالم المفتوح الذي صممه المطور نفسه للعبة Dynasty Warrior 9 والتي كانت أحد اسوأ ألعاب العالم المفتوح في التاريخ، بل واسوأ لعبة في السلسلة بلا منازع. لحسن الحظ Wild Hearts ليست كذلك إذ تمتلك عالمًا مفتوحًا متوسط الحجم، ومليء بالوحوش التي يمكنك صيدها. تنقسم خريطة عالم Wild Hearts إلى خمسة أجزاء يتم فتحهم تدريجيًا مع التقم في عمر اللعبة، وهو ما يسمح لك بالحرية مع وضع بعض الحدود التي تدفعك لاستكشاف المناطق المفتوحة أولًا ثم الانتقال لمناطق جديدة. يمكنني القول بأن هذا النظام يصلح تمامًا في ألعاب صيد الوحوش لأنك في العادة لا تجد ما يرشدك إلى مهمتك التالية، وسيكون عليك البحث عن الوحوش وقتالها من تلقاء نفسك.
مهمات القصة والمهمات الجانبية يتمتعان بالجودة ذاتها، ومهمات القصة عادةً ما تطلب منك تتبع ومحاربة أحد الوحوش الذي يتطلب بالضرورة إتمام بعض المهمات الجانبية والاستكشاف، لذا ستشعر بأنهما متداخلان وأن المحتوى كله يصب في اتجاه القصة والتقدم في عمر اللعبة. أسلوب اللعب نفسه يتضمن منظومة قتال تعتمد على 8 فئات من الأسلحة وهم:
- The Claw Blade: وهو سلاح متكون من جزئين، خطاف وسيف صغير، يمكنك من التعلق بالأعداء بحبل واستخدامه للقفز وأداء الضربات الهوائية على غرار مسلسل Attack on titans
- The Cannon: سلاح مدفعي بعيد المدى يمكنك من أداء ضربات خفيفة وأخرى ثقيلة
- The Karakuri Staff:
- Karakuri Katana: أول سلاح ستحصل عليه ويعتبر سلاحك الأساسي والأسهل استخدامًا.
- Bladed Wagasa: يشبه المظلة ويحتوي على شفرات حافة عند الحواف، ويمتلك مرونة رهيبة في إتمام الحركات.
- Bow: القوس والسهم هما خيار ممتاز لمحبي الأسلحة بعيدة المدى.
- Nodachi: سيف عملاق يشبه وثقيل يحتاج منك ضرب الأعداء من مسافات كبيرة بعض الشيء لكن إذا نجحت يكافئك بضرر ساحق.
- Maul: مطرقة كبيرة تشبه المطرقة التي تقدمها ألعاب Monster Hunter.
لكل سلاح أكثر من طريقة لاستخدامه، وليس من الضروري أن تقوم باستخدام كل الأسلحة لأنك قد تجد بعضهم غير مناسب لأسلوب لعبك، لذلك عليك تجربة جميع الأسلحة و أن تقرر أي الأسلحة هي الأفضل في طريقة لعبك، فمثلًا سلاح المدفع بالنسبة لي كان سلاحي المفضل في المعارك الصعبة لأنني شعرت بأنه يمتلك قوة خارقة بعض الشيء، فهو سلاح للاستخدام عن بعد ولا يوجد الكثير من الوحوش الذين يتمتعون بمناعة ضده.
أما سلاح Maul و Bladed Wagasa كانا أسلحتي المفضلة في المعارك التي أردت فيها الاقتراب من الوحوش حيث شعرت بأن لكل سلاح منحنى تعلم ضخم يجعلك تتحسن في أداءك كثيرًا إذا ما وضعت ذهنك في مهمة التحسن وتعلم كل ما تمتلك تلك الأسلحة الرائعة في جعبتها.
كل هذه الأسلحة قد تكون أسلحة مميزة ولكنها لا تضيف التجديد المطلول الذي نتطلع إليه لتتميز Wild Hearts عن غيرها من الألعاب، ويمكنني القول بأن أكثر الأسلحة تميزًا في اللعبة هو سلاح karakuri، والذي يسمح لك بالبناء على غرار لعبة Fortnite مثلًا في وسط المعارك، ولكنه لا يقتصر على ذلك إنما يسمح لك بتشييد بعض القطع التي تساعدك على التنقل على غرار لعبة Death Stranding، وهو ما يجعل من العالم المفتوح معلبًا يمكنك التعديل عليه كيفما شئت.
يمتلك الKarakuri 3 فئات يمكنك استخدامهم وهم:
Basic karakuri: وهي الثناديق التي تستخدمها في التسلق، ويمكنك استخدام 3 صناديق للقيام بضربة قوية بالغة القوة، وتساعدك أيضًا على الوصول لأمكان لم تكن لتصل إليها في أي لعبة لا تسمح لك ببناء الصناديق. وجدت أن فكرة بناء الصناديق وحدها فكرة عبقرية وتضيف الكثير من الطبقات للعالم خصوصًا وأنه مصمم بشكل عمودي متقن ويمتلك الكثير من التفاصيل، ولكن فاجئتني اللعبة بأن هذه فقط البداية لأن هذه الصناديق تمتلك استخدامات أخرى.
Fusion karakuri: يمكنك دمج الصناديق لبناء مجسمات أكثر فائدة من مجرد استخدامها للتسلق، على سبيل المثال فإن بناء 6 صناديق وصفهم بطريقة معينة يسمح لك ببناء جدار حامي يصد الأعداء القادمين نحوك وينفجر في وجوههم مهما كانت قوتهم، أو مصائد تساعدك على الصيد، أو مطرقة عملاقة تلحق ضررًا بالغًا بالأعداء، وهناك 14 خيار في المجمل يمكنك بناء أحدهم.
Dragon karakuri: هي تشييدات للتوسع أو التنقل، حيث تسمح اللعبة لك ببناء مخيمات وأي بناء تستطيع وضعه في مخيمك يقع تحت فئة Dragon Karakuri، وهناك أيضًا التشيدات التي تساعدك في التنقل في البيئة مثل الـZip Lines (خطوط التسلق).
بشكل عام نظامي القتال والتنقل كانا من أفضل ما رأيت في الصناعة منذ زمن بعيد، بمجموعة أفكار ليست بأصلية 100% ولكنها لم تكن لتصبح بكل هذا الإتقان والتوازن في قالب واحد إلا بمجهودات فريق التطوير. استمتعت بكل لحظة صيد لأنني شعرت بأني صياد ماهر ومتعدد الموارد يمتلك الكثير من الحيل التي يستطيع استغلالها للإيقاع بأعتى الوحوش. إنه شعور لن يعرفه سوى كل من جرب Monster Hunter World و Monster Hunter Rise ويمكنني القول أن Wild Hearts تأخذ هذا الشعور لمستوى جديد تمامًا، وتتفوق على اللعبتين السابق ذكرهما بفضل نظام البناء العميق.
التجربة البصرية السمعية، متعة في أرض اليابان القديمة
مستوحاةً من أرض اليابان القديمة و ثقافتها، تتزين لعبة Wild Hearts بيئاتها بألوان زاهية وكأنها أكثر الأماكن والعوالم الافتراضية سعادةً، وتتسم الصوتيات أيضًا بجودة عالية لا تقل أبدًا عن تلك التي نجدها في ألعاب EA كلها من موسيقى تصويرية قوية ومتنوعة، تستخدم كل الآلات الموسيقية الشرقية لتخرج لنا تجربة سمعية ممتعة، وأداءات صوتية جيدة إلى حد كبير، على الرغم من شعوري بأن المؤديين الصوتيين لشخصيات اللعبة هم من متحدثي اللغة اليابانية كلغتهم الأساسية لأن أداءهم بالإنجليزية كان ضعيفًا في بعض لحظات القصة.
من الظلم أن نحكم على اللعبة بالسوء لأن الأداءات الصوتية متذبذبة وهي ليست لعبة قصة في الأساس، ولكن دعني أخبرك بأنك إذا لعبت Wild Hearts بحثًا عن السينيمائية أو التمثيل المتقن فستخرج منها محبطًا، أما إذا كنت محبًا لألعاب صيد الوحوش فإن لعبة Wild Hearts تقدم عالمًا مفتوحًا مميزًا على الصعيد البصري ومتنوع، به الغابات الخضراء والحشائش الطويلة، والمناطق الجبلية الصفرات الحارة، برمال تمتد على مرمى البصر، ومناطق أخرى ثلجية مغطاةً باللون الأبيض. كلها توفر تجربة تخلو من التكرار في الألوان والأشكال التي تراها أمامك على مدار رحلتك التي قد تمتد إلى 50 ساعة من اللعب.
أما عن تصميم الوحوش، فأستطيع القول بأنه هو نجم العرض بلا شك، إذ يدمج بين المخلوقات الواقعية والأسطورية بشكل جذاب فتجد وحشًا يشبه الفأر العملاق مغطًا بالورود، أو الذئب المغطى بفروع الأشجار، وأشكال مميزة أخرى. يمكنني القول بأنني شعرت أن Wild Hearts تدور أحداثها في العصر الذي تدور فيه أحداث سلسلة Monster Hunter وأتعجب لماذا لم تختار اللعبة أن تتطرق لشيء لم نره من قبل مثل تقديم وحوش مستقبلية، أو أحداث قصة تدور في عصر المصريين القدماء، أو حتى عصر رعاة البقر!! هناك الكثير من الإعدادات التي كان من شأنها تمييز لعبة Wild Hearts بشكل جذري عن Monster Hunter، ولكن بالنهاية في نطاق الاختيار الذي سلكه المطورون، فإن اللعبتين مختلفين بما فيه الكفاية.
اللعب الجماعي
تمتلك Wild Hearts لعبًا جماعيًا بحد أقصى 3 لاعبين وتتميز التجربة بأن اللعبة تخبرك إذا كنت متوقفًا في النقطة نفسها مع أصدقائك في مشوار قصة اللعبة، ووقتها تسمح اللعبة بمشاركة التقدم، ولكن أي تغييرات أو تشييدات تتم في عالم اللعبة تبقى في عالم الشخص المستضيف فقط، ولا تنتقل معك لعالمك عند العودة إليه. اللعب الجماعي بالطبع يضيف للتجربة كثيرًا ويجعلها أفضل وأكثر إمتاعًا.
في نهاية مراجعة Wild Hearts، كانت تجربة Wild Hearts في مجملها مفاجأة سارة لي لأنني أحببت الجزئين الآخيرين من Monster Hunter كثيرًا، وتمنيت أن أحصل على المزيد من الألعاب التي تتبنى نفس تركيبة أسلوب اللعب ولم أكن أتخيل أن تأتي لعبة بأفكار جديدة من شأنها تحسين جميع الجوانب الخاصة بتخصيص الأسلحة وتعميق نظام المعارك كما فعلت Wild Hearts، فهي تمتلك هويتها الخاصة وتحافظ على الأساس الموجود للفعل لمثل هذه الألعاب. Wild Hearts تجربة ممتعة ومصقلة ومغامرة موفقة لشركة EA في نوع ألعاب جديد عليهم.