بعد رحلة مليئة بجنون الحضارة الإسكندنافية في محاولة من بطلتنا سينوا لإعادة حبيبها ديليون للحياة مرةً أخرى في أحداث الجزء الأول (والتي شرحناها هنا)، تعود هذه المرة في رحلة انتقامية للقضاء على الفايكنج الذين قضوا على قبيلتها. رحلة بحث تأخذها من اسكتلندا لآيسلندا، ولكن سرعان ما تنقلب الأمور رأسًا على عقب، فآيسلندا ليست مكانًا عاديًا، بل تحتوي على ظلامًا ساد على هذه الأرض لسنواتٍ طويلة. ظلام سيجعل سينوا تُفكر في كل خطوة في محاولة بحثها عن الفايكنج! قصة Hellblade II مليئة بالأكشن والأحداث، لذلك دعونا نسلط الضوء عليها بالكامل.
شرح أحداث Senua’s Saga Hellblade II
تبدأ رحلتنا مع سينوا وهي تحاول الوصول لآيسلندا، لكن لأنها لا تعرف كيفية الوصول لهناك، فتجعل نفسها يتم أسرها من قبل غارة الفايكنج الأخيرة التي تأخذ العبيد وتعود بهم لآيسلندا. هذه الغارة يقودها شاب فايكنج قوي يُدعى ثورجيستر سيكون له دور رئيسي ومؤثر في القصة لاحقًا!
للأسف الرحلة البحرية لا تسير كما يُرام حيث تضرب عاصفة القارب ويسقط كل العبيد ومن ضمنهم سينوا إلى البحر. تتمكن سينوا من التوجه للشاطئ وتجد كل العبيد ميتون من حولها، وهنا يتدخل مرض الذهان خاصتها ليُخبرها أنها السبب في كل شيء مجددًا، وأينما تذهب يعم الخراب على المكان.
تواجه سينوا مجموعة من غزاة الفايكنج وهي على الشاطئ وتصطدم في النهاية بثورجيستر قائدهم. تدخل في معركة دموية معه تستطيع فيها التغلب عليه بصعوبة، وتأسره معها حتى يقودها هو في أراضي آيسلندا إلى المكان الذي تريد أن تذهب إليه لتجد الفايكنج الذين أغاروا على قريتها في اسكتلندا!
لكن الرحلة تأخذ مسار مختلف تمامًا عندما يتوقف ثورجيستر على أبواب إحدى القرى ويتردد في الدخول، بل ويرفض تمامًا في النهاية مؤكدًا على سينوا أنه لن يخطو خطوة واحدة داخل هذا المكان، وأن الـ “درويجر” قد احتلوها. من هم الدرويجر؟ ولماذا ثورجيستر خائفًا منهم بهذه الدرجة؟
تتوغل سينوا وحيدة في هذه القرية حتى يعم عليها المساء، وهنا يبدأ الرعب الحقيقي، حيث تجد نفسها وجهًا لوجه أمام جماعة من الفايكنج شكلهم مُرعب، وقد قتلوا سكان هذه القرية ويقوموا بالتضحية بهم ويأكلوهم في النهاية! المجاعة التي حلت على آيسلندا أدت لأشياء كثيرة من ضمنها ظهور آكلي لحوم البشر هؤلاء الذين يعبدون عملاقةٍ ما؟
تدخل سينوا في أول معركة معهم وتقوم بتحرير رجل يُدعى فارجريمر والذي يُخبر سينوا أن العمالقة قد جاءوا إلى هذه الأرض بعد الإنفجار البركاني، وبالفعل تجد سينوا نفسها وجهًا لوجه أمام هذه العمالقة التي تُدعى إيلتؤجا، لكنها تستطيع الهرب برفقة فارجريمر وثورجيستر، وهنا يوضح فارجريمر أنه لا يمكن قتل العمالقة إلا عن طريق الوصول إلى آلهة قديمة تُدعى “المخفيون”، وهم سيخبرون سينوا كيفية القضاء على العمالقة.
_____
اقرأ أيضًا: دليل Hellblade 2: تحقيق أفضل توزان بين الخيارات الرسومية والأداء
_____
بعد رحلة طويلة في أعماق الأرض وتحت الكهوف، وبعد مواجهة نوع آخر من الدرويجر الذين يفترسون كل شيء أمامهم، وبعد كمية ضخمة من العقبات والتحديات، تجد سينوا بالفعل “المخفيون” الذين يخبروها عن كيفية قتل العمالقة ومساعدة أهالي قرى آيسلندا في الانتهاء مما يحدث!
تواجه سينوا عمالقة النار إيلتؤجا وتنتصر عليها عبر معرفة اسمها الحقيقي، وقصتها كانت أنها أم أرادت الهرب بإبنتها عندما حدثت المجاعة، ولكن نظرًا لعدم وجود أي شيء، فقد ماتت البنت الرضيعة وخرجت إيلتؤجا للانتقام متحولة من بشرية عادية إلى عملاقة وكانت تقتل أي بشر وتدمر أي قرى أمامها انتقامًا لإبنتها. وبعد إحدى الطقوس، تمكنت سينوا من الوصول لإيلتؤجا، وقدمت لها جثة ابنتها مؤكدة لها أنه قد حان وقت الراحة والتخلص من هذا الغضب، وبالفعل نجحت بذلك في التخلص من أولى العمالقة.
في هذه الأثناء تعرف سينوا أن العبيد الذين كان يأخذهم ثورجيستر من القرى والمناطق الأخرى، لم يكن الهدف منهم هو جعلهم عبيد للفايكنج، بل كان يتم تقديمهم كقرابين للعمالقة حتى يتركوا الفايكنج بدون أذى. ومعظم تلك القرابين كانت تخرج من قرية بورجافيركي التي أتى منها ثورجيستر في الأصل!
لكن قبل التوجه لبورجافيركي، يجب عليهم مساعدة قرية أخرى بقيادة المحاربة أستريدر للتخلص من عملاق البحر الذي يُدمر القرية ويقتل كل شيء في طريقه. يتدخل المخفيون مرةً أخرى ليخبروا سينوا بقصة هذا العملاق، فهو كان من أهل هذه القرية لكنه خان قائدهم نتيجة تهديد الفايكنج الآخرين مما أدى لموت هذا القائد. تعرف القرية بهذا الأمر ويقومون بنفيه مما يجعله يتجول في البراري حتى يسقط في البحر ويموت ويتحول ليكون العملاق.
إنه لا يريد قتل الناس، بل يحتاج المساعدة ليرجع طبيعي مرةً أخرى أو يموت بعد هذا العذاب المستمر. وهنا يأتي دور سينوا، حيث تعلم بقصته وتذهب مع مجموعة من القرية بقيادة أستريدر وفارجريمر وثورجيستر لقتل هذا العملاق، وبالفعل تنجح سينوا في مهمتها للمرة الثانية متخلصة من ثاني عملاق يقف في طريقها، والآن حان وقت التوجه إلى بورجافيركي!
هل كل شيء حقيقي في هذه النهاية المُعقدة؟
تصل سينوا إلى بورجافيركي برفقة أستريدر وفارجريمر وثورجيستر، وهنا يجب على ثورجيستر التعامل مع والده قائد هذه القرية حتى يخبره بوجود إمكانية لقتل العمالقة وعدم تقديم الناس كقرابين وتضحيات لهم. بالفعل تجد سينوا كمية ضخمة من الأضحيات التي لا تزال على قيد الحياة مُعلقة على باب القرية، وتقرر إنزالهم.
تدخل سينوا برفقة ثورجيستر والذي يُخبر والده “أليفر” قائد القبيلة بأن العمالقة يمكن قتلهم، لكنه يرفض تصديق ذلك، وعندما يعلم بأن الأضحيات قد تم إنزالها من على بوابة القرية، يقرر أخذ سينوا وتقديمها هي كأضحية لعملاق الثلج بدلاً منهم، ووقتها فقط نعرف حقيقة كل هذا الأمر، وأن العمالقة غير متواجدين أصلاً!
الإنفجار البركاني الذي حدث منذ سنوات أدى لوجود غمامة سحابة على الأرض لفترةٍ طويلة مما ألحق الكثير من الضرر بالكائنات الحية والزرع، ولذلك حدثت المجاعة التي أدت لتحول الكثير منهم لآكلي لحوم البشر. هنا وقف “أليفر” بجانب الجميع وأخبرهم أنهم يمكنهم الصمود ضد المجاعة وكل شيء، وبالفعل أطاعوه.
لكن عندما بدأت الأمور تعود لطبيعتها مرةً أخرى، بدأ الناس يعيشون بنفسهم لنفسهم بدون طاعة “أليفر”، وهنا قرر بث الرعب في نفوسهم عن طريق إخبارهم بوجود العمالقة، ولأنهم كانوا تابعين له في وقتٍ ما، كلهم صدقوه. الإنفجار البركاني العملاق الذي يحدث باستمرار يراه الناس على أنه خروج للعملاقة إلتؤجا. العواصف البحرية والأمواج العالية يراها الناس على أنها العملاق سجافيرسي، والعواصف الثلجية اعتقد الناس أنها عملاق الثلج. لكن في النهاية لا يوجد إلا عملاق وطاغية واحد، وهو “أليفر”!
الفكرة هنا أن الناس لم يروا العمالقة بأنفسهم بأي شكل، لكنهم صدقوا “أليفر” ووعوده وحمايته حيث أنقذهم مرة سابقة من المجاعة التي حدثت في آيسلندا. أما بالنسبة لسينوا، فقد رأت الآلهة في اللعبة السابقة، لذلك فإن مرض الذهان هيأ لها مرةً أخرى رؤية أشياء غير موجودة، وهذه المرة في شكل العمالقة بآيسلندا!
تقف سينوا وجهًا لوجه أمام “أليفر”، الذي قام بقتل ابنه ثورجيستر الذي يحاول مساعدة سينوا، ولكنها في النهاية تجد “أليفر” مجرد رجل عجوز سهل الانكسار، فهو اكتسب كل قوته عبر تخويف الناس، وبعد أن تمكنت من الفوز عليه في المعركة واقتربت من قتله، تتردد لوهلة في فعل ذلك، ويبدأ الجانب المظلم منها في الظهور.
يمكنها الآن قتله تمامًا أمام كل المشاهدين من القبيلة لتُصبح هي مكانه التي يخافون منها ويطيعوها، أو يمكنها العفو عن حياته رغم كل ما فعله، لتُظهر لهؤلاء الناس نوع جديد من القيادة، قيادة بدون خوف، بدون أسر، بدون تضحيات، وبدون عبيد، فهي في النهاية ليست نسخة من أبيها الذي كان يفعل كل تلك الأمور في اسكتلندا، وبالتأكيد هي ليست مثل “أليفر”.
وبذلك تنتهي قصة Senua’s Saga Hellblade II بشكل أكثر من رائع، والآن يمكن لاستوديو Ninja Theory إكمال القصة في الطريق الذي يراه مناسبًا، أو في نفس الوقت يمكنه أيضًا بدء رحلة جديدة تمامًا بلعبة جديدة كليًا. نهاية Hellblade II مفتوحة عمومًا ولا تُلزم وجود جزء ثاني مثلما فعل الجزء الأول في 2017.