تفاصيل من حياة بندريتا وأصعب اللحظات التي مر بها

من منا لم يعشق مشاهدة مقاطع الجيم بلاي، أو بثوث الألعاب على المنصات المختلفة. ومن لم يتأثر ويفضل جيمر أو صانع محتوى بعينه، ولكن هل حاولت يوماً سؤال نفسك عن طبيعة حياة هذا الشخص خلف كواليس تلك المقاطع وما هي قصة بندريتا، أو حتى ما الذي واجهه ومر به هذا اللاعب ليصل لتلك الشهرة بين صناع المحتوى الكثيرين.

هذا ما سوف نجيبك عنه عزيزي القارئ في مقالنا اليوم عن طريق استعراض قصة واحد من أشهر الأسماء التي برزت في عالم صناع محتوى الجيمنج، والذي يعرفه الكثيرين باسم بندريتا.

النشأة 

 بمدينة جازان الواقعة في جنوب المملكة العربية السعودية ولد بندر في مايو من عام 1998 وعشق الألعاب الالكترونية منذ طفولته حيث وجد فيها متنفسه الدائم من ضغوطات الحياة حتى أنه اختار أن تكون الألعاب الالكترونية هي مجال عمله، وأصبحت كذلك بالفعل.

بداية بندر في اليوتيوب

 في أحد الأيام الروتينية أخبره أحد أصدقائه بمدرسته عن موقع خاص بمقاطع الفيديوهات يسمى “YouTube” يقوم البعض بتسجيل لقطات من ألعابهم ويبثونها عليه بالفعل لتحصد العديد من المشاهدات.

انبهر بندر بفكرة الموقع بالفعل والتي كانت أول مرة يتعرف عليه فيها، وقرر إنشاء قناته الخاصة بالفعل ولكنها ليست قناته الحالية والتي تخطت 13.1 مليون متابع، بل كانت قناة تسمى xxxGames4Everxxx وهو الاسم الذي سخر منه بالفعل في أحد مقاطعه السابقة وذكر أن القناة مازالت موجودة حتى يومنا هذا.

واجه بندر الصعوبات في بداياته من حيث تمويل القناة فكيف لطالب في سن الخامسة عشر تقريبا أن يتحمل تكاليف صناعة محتوى كامل لألعاب الفيديو، وخاصة أيضا أنه ذكر سابقا بأن حاسوبه الشخصي كان قديم وضعيف جدا. فطلب من والديه تمويل لقناته وبالفعل ساعدته والدته بمبلغ 1000 ريال ليحقق البداية التي كان يحلم بها في عالم اليوتيوب، وقد كان فاشترى بندر بعض الأدوات الجديدة وبدأ قناته الحالية BanderitaX.

سبب اختيار اسم بندريتا

 ربما لاحظتم أن بندر أنشأ قناته الجديدة لصناعة المحتوى تحت اسم بندريتا لكن من أين أتى هذا الاسم؟

لم يكن بندر في صغره على علم بعالم الألعاب الجماعية، فكان يقضي أغلب أوقاته في لعب أطوار القصة الكلاسيكية، حتى علم من أحد أصدقائه أنه بإمكانه اللعب، والتنافس مع لاعبين أخرين من شتى بقاع الأرض عبر شبكة الانترنت، وبالفعل قرر بندر الذهاب لأحد محلات ألعاب الفيديو ليجرب هذا الطور الجديد الذي انبهر به، وطلب من صاحب المحل بأن ينشئ له حسابه الخاص الذي يستطيع من خلاله الولوج لهذا العالم، وعندما سأله صاحب المحل بأي اسم تريد الحساب فتردد بندر في بادئ الأمر، إلا أن صاحب المحل قد قرر أن يختار الاسم نيابة عنه، ليختار اسم واحد من أشهر صانعي المحتوى في العالم العربي في وقتنا الحالي وهو BanderitaX.

النجاح لا يولد إلا من رحم المعاناة

 “هذا المقطع ليس لصغار السن فإذا كان سنك صغير فإن هذا المقطع غير مناسب لك” بهذه العبارة بدأ بندر أحد أكثر مقاطعه الملهمة في قناته، والذي سرد فيه رحلته مع الاكتئاب.

نال الاكتئاب من بندر في فترة من حياته التي كان يعجز فيها عن الموازنة بين عمله كصانع محتوى وبين دراسته، على الرغم من عمله بالمجال الذي يحبه إلا أنه كان يشعر أنه أصبح متبلد الإحساس، لا يشعر بالفرح أو الحزن على حد قوله ليصل به الأمر بأن يقرر إنهاء حياته.

لكن لحسن الحظ في اللحظة الأخيرة تذكر شخص مقرب له فقرر أن يتصل به ليسرد عليه مشكلته، ليفاجئ بأن هذا الشخص يطالبه بالهدوء ويخبره بأن مشكلته ليست بالمستحيلة ليصف له طبيب نفسي، والذي كان بمثابة ملاذ بندر الأخير.

بالفعل تواصل بندر مع الطبيب النفسي لتبدأ معه رحلة علاجه، وبالفعل ساعده الطبيب على إبعاد كل الأفكار السلبية عنه، وأن يتعلم كيف يتحكم في غضبه بالشكل الذي لا يؤثر على صحته النفسية مرة أخرى.

المصائب لا تأتي فُرادى

 كانت إحدى الطرق التي تساعد بندر في التخلص من غضبه هي البكاء أو الصراخ، ولكن لسوء حظه اكتشف بأنه أصيب بمشاكل في أحباله الصوتية، وهو الأمر الذي كان يتطلب إجراء جراحة فورية حتى لا يفقد صوته، لكن كان عليه خسارة الكثير من وزنه ليقوم بتلك الجراحة، فقرر بندر القيام بعمل تكميم لمعدته ليساعده ذلك الأمر على خسارة وزنه بشكل أسرع.

لتكون هنا المفاجأة فبعد أن خسر وزنه صارحه طبيبه بأن جراحة أحباله الصوتية ستطلب منه أن يظل صامتا ولا يتفوه بأي كلمة لعدة أشهر، وإلا من الممكن أن تفشل الجراحة ويخسر صوته، أو إذا كان لا يريد اجراء تلك الجراحة فعليه ألا يقوم بالانفعال أو الصراخ أو رفع صوته مرة أخرى، وربما كان هذا هو سبب تغيير طريقة وأسلوب بندر في مقاطعة بعد خسارة وزنه والتي هاجمه البعض بسببها.

بندر مثال يحتذى به

 قرر بندريتا بعد أن تحسنت أحواله وعافاه الله بأن يتواصل مع طبيبه النفسي ويتبرع بمبلغ قدره 100 ألف ريال سعودي لمن يشعر بأي أعراض نفسية تستدعي وجود طبيب، ويكون غير قادر على تحمل تكلفة العلاج، ليضرب بندر بذلك أحد أروع الأمثلة الملهمة للشخصيات التي يجب أن يحتذى بها.