ما الذي يجعلك مستيقظًا في فراشك ليلاً، مضجعًا قلقًا أو محتارًا.. أهي جلسة لعبة أخرى تناديك بغزلٍ أم شعور أنك لست وحيدًا في عتمة جدران غرفتك؟
هل سكنت فيها السكينة لوحدها، أم هنالك جار وصديق لم تدعوه ولم ينتظر ترحيبك، بل في الحقيقة ربما تزوج وحظى بعائلةٍ وأنت ما زلت في سريرك محتارًا في غفلةٍ عما جرى.
أهي البداية لفيلم رعب قد تسأل.. أم هي افتتاحية لنظرية من نظريات اليوتيوب التي عثرت عليها عن غير قصدٍ ولكن جذبتك لغرابتها وادعاءاتها؟ هون عليك فهذه ليست من قضايا السحر وخفايا الزمان أو الجدران، بل هي أبسط من ذلك بكثير، وتحتاج منك قليلاً من الصبر اليسير، لكنها قد تكون من أفلام الرعب غير المحبذة وتكره إدراك أنك تعيشها دون أن تدري.. وللأسف في هذه الحالة صوت النظريات يتوه ضائعًا فالكلام هنا موثق بالتجارب والأمثلة والحوادث.
كفى من المقدمات وهيا إلى الحقائق
إن لم تكن تعلم، أثبتت الدراسات ما يؤكد أن اللاعب خصوصًا من يستخدم المنصات المنزلية، على الأغلب لا يعيش لوحده في عرفته المطوية، بل وِحدتك المعزولة هي في الحقيقة وِحدة بين زحمة من الحشرات!
الحشرات في الأجهزة ليس ما يدعوه المرء حيوانًا أليفًا أو جارًا لطيفًا، ولكن ليس ما يمكن إنكاره في الكثير من الحالات أيضًا، فيبدو أن أجهزة الألعاب المفضلة لدينا تثير اهتمام مجتمعات من الحشرات أيضًا.
في حالات كثيرة وفي أبحاث علمية، تم التأكيد بالفعل أن نسبة كبيرة من الأجهزة المنزلية تخفي بداخلها بيوتًا ومساكن لأنواع من الحشرات، أغلبها من فئة الصراصير!
وإن أردت أن تعرف ما هي نسبة وجودك بين ضحايا هذه الحقيقة، فقد وضع العلماء لأجلك نقاطًا رئيسية من الإرشادات لتعرف أكثر ما يجري من حولك.. أو ما يمكننا أن ندعوه “وعيك بالحشرات”.
أولاً، إن كنت تخسر كثيرًا في مباريات فيفا فالاحتمال كبير ويجب أن تغادر الغرفة على الفور… حسنًا، أنا أمزح، وربما ليست أظرف مزحة قرأتها اليوم، لكن عمومًا النقطة الأولى هي مدى نظافة غرفتك، أي هل تترك الكثير من بقايا الطعام في أرضية الغرفة؟ وهل تتأخر في تنظيف الغرفة؟ الإجابة عندك…
ثانيًا، وبعيدًا عن المزاح هذه المرة، هل تلاحظ فراغات صغيرة في الغرفة متصلة بالمحيط الخارجي؟ وهل تترك شُباك الغرفة مفتوحًا دون حماية تمنع دخول الحشرات؟
ثالثًا والأهم، هل رأيت حشرات في غرفتك؟ وبالتحديد هل رأيت نوع من أنواع الصراصير؟ تؤكد هذه الدراسات أن رؤية الصراصير لوحده إنذارًا كبيرًا بأن جهاز الألعاب لديك يشغل الألعاب.. وحضارة من المخلوقات الصغيرة بنفس الوقت!
لماذا قد تسأل؟ ما القصة يا ترى؟
لن ننتظر من الإعلامية رابعة الزيات أن تستضيف إحدى هذه المخلوقات الصغيرة لتسأله “شو القصة؟ بل كان علينا البحث بنفسنا عن إجابة مقنعة ومفهومة حول هذه الظاهرة الغريبة.
عند التعمق أكثر في وقائع هذه الحادثة، تبين أن الحشرات في الأجهزة ليست شيئًا مريبًا كما تبدو في بادئ الأمر، فمن طبيعة الصراصير مثلاً أن تلجأ إلى الأماكن المغلقة والبعيدة عن النظر وغالبًا البعيدة عن منال البشر أيضًا، وكل هذه الصفات موجودة بشكل واضح في أجهزة الألعاب، بالإضافة إلى صفة أخرى تقول بعض الدراسات أنها قد تكون الأكثر تأثيرًا…
من المعروف أن الأجهزة بمختلف أنواعها تولد حرارة عند تشغيلها، وهذا أمر طبيعي ناتج عن تشغيل المعالج والبطاقة الرسومية، لكن ما يثير الاهتمام أن هذه الحرارة هي بمثابة دفئ مثالي للحشرات الصغيرة كي تبني بيتًا لها وتتكاثر.
أي بصورة أخرى، الحشرات في الأجهزة ليست ظاهرة غريبة بالنسبة للحشرات نفسها إن تمكنت من سؤالها، بل نعيم لا يُشبع منه وأفضل ما تتمناه أصابعها المقززة! هذا لأن اجتماع عناصر رئيسية مثل التي تحدثنا عنها بالإضافة إلى عنصر الحرارة (الذي يمكنك اعتباره الحاسم في هذه القصة) هو ما يجذب اهتمام المخلوقات الصغيرة كثيرًا، وجعل الكثير من الناس في صدمة بسبب وجود الكثير منها عند فك الأجهزة.
قال بعض الناس بطريقة ساخرة أن تشغيل الجهاز لفترة طويلة من الزمن والتركيز على رفع درجة حرارته إلى مستوى عالي سيكون كافي للتخلص من هذه الحشرات.. أليس كذلك؟ في الحقيقة، المؤكد حصوله في هذه الحالة هو تقصير عمر الجهاز أو تدميره بالكامل!
أليس لهذا الحب نهاية؟
قد تبدو في الأمور في حالة معقدة لا يحسد عليها حاسد وليس فيها فجوة من الأمل، ولكن من جمع الصرصور مع منزل أحلامه يستطيع طرده إلى أزقة الشوارع مرة أخرى…
عد إلى تلك النقاط الثلاثة واحرص مجتهدًا على عدم حدوثها أو وجودها في حياتك، وإن فات الأوان ولديك توقع كبير أنك في خطر الجار غير المرغوب به، فوقتها عليك تنظيف غرفتك بشكل جيد وثم إخراج الجهاز إلى الخارج أو إلى شرفة المنزل، واستخدم أداة بخ الهواء بقوة ضغط كبيرة بما يكفي لإخراج الغبار وما قد يختبئ من حشرات، وبعدها من الأفضل أن تأخذ الجهاز إلى متخصص لتنظيفه من الداخل لأن هنالك على الأغلب حشرات ميتة تعيق دورة تبريد الجهاز ولو بشكل طفيف ولكن ستجد في ذلك أكثر من دافع وفائدة نحو تنظيف الجهاز عند متخصص.
وتذكر، قصة الحب هذه لن تنتهي، وأنت الوحيد الذي يستطيع أن يكبح جماحها ويضع حدًا لحدوثها. لا تنسَ أنك تتعامل مع مخلوقات عنيدة لا تستسلم وتبحث عن الحياة بلا توقف، خُلِقت بطابع الديمومة.