تعتبر Skull & Bones واحدة من مشاريع يوبي سوفت التي انطفأت معها شعلة حماسي لحقبة كاملة من الألعاب، حيث أسلوب اللعب المكرر والسعي وراء تحويل المشاريع الفردية الناجحة إلى مشاريع خدمية كبيرة، ولعله أكثر مشروع استحق الإلغاء ولكن لسبب لا يعلمه سوى المديرين في يوبي سوفت، اللعبة على وشك الإصدار، وقد دخلت الآن مرحلة البيتا المغلقة، وقمنا بتجربتها لمدة 6 ساعات كاملة، وكما قد تتوقع فإن الأمور لا تبشر بالكثير…
إليك انطباع بيتا Skull & Bones المغلقة بعد تجربتها لمدة 6 ساعات.
ما هي Skull & Bones وما نوع التجربة التي تقدمها
لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال في جملة واحدة مُبسطة، لأن في بداية الإعلان عن اللعبة في 2014، تم التسويق للعبة Skull & Bones كونها نسخة الأونلاين الجماعية من Black Flag، وبالتالي توقعنا منها أن تقدم كل ما تم تقديمه في الجزء الرابع من Assassin’s Creed وأكثر.
ولكن ما تم تقديمه كان أقل من Black Flag بكثير، وهنا نحن أمام أزمة هوية واضحة يبدو أنها بدأت مع عملية التطوير ونمت مع نمو المشروع وطموحه، فهناك تجربتين أمامي الآن، تجربة لعبة تتحكم فيها بقرصان، وهي التجربة الأقرب للعبة Assassin’s Creed Black Flag، ولعبة تتحكم فيها بسفينة قراصنة في البحر، وهي اللعبة التي تركز عليها التجربة الحالية لـ Skull & Bones والتي تشبه تجارب ألعاب مثل War Thunder و Worlds of Tanks في كونهما ألعاب تحكم بمركبة وليست لعبة شاملة.
تجربتي مع Skull & Bones كانت مغايرة تمامًا لما توقعته لأن اللعبة لا تمتلك قتال يدوي، ولا استكشاف حر لليابسة وهي أجزاء ميزت تجربة Black Flag كثيرًا عن غيرها من الألعاب، وبدونها شعرت أن تجربة اللعب محدودة وذكرتني بالفارق بين لعب Battlefield 4 مثلًا، ولعبة من ألعاب سلسلة Ace Combat، ففي الأولى يمكنك خوض تجربة الحرب بشكل كامل وشامل، بما في ذلك قيادة الدبابات والطائرات، ولكن في سلسلة Ace Combat تقوم بلعب دور قائد الطائرة فقط وهو أمر يذكرني بالمقارنة بين Black Flag و Skull & Bones.
بالطبع سلسلة Ace Combat سلسلة أكثر تخصصًا، وتقدم ميكانيكيات لعب تشبه المحاكاة، وتخصيص مفصل للطائرات أما لعبة Skull & Bones لم تقدم شيء مفصل في جانب تخصيص السفن، فجانب التخصيص الذي تم تقديمه لم يكن مبهرًا أو لم يقدم تأثير ملحوظ. قد أكون مخطئ لأن تجربتي استمرت 6 ساعات فقط، وسنتمكن من الحكم على هذا الجانب لاحقًا عندنا تصدر النسخة الكاملة.
لكن بشكل عام، لم أشعر بأن لعبة Skull & Bones تفردت بأي شيء جديد تمامًا، يحسب لها خلال سنوات تطوير طويلة، فالنسخة التي جربتها هي نسخة محدودة للغاية، ومُقدة من كل ما تم تقديمه في Black Flag، حتى على صعيد جمع الموارد، تقوم اللعبة بتقديم Mini-Game تحتم عليك الضغط على زر محدد في وقت معين لكي تستطيع جمع أكبر قدر من الموارد، كل هذا وأنت على متن المركب دون التحرك منها. لم أشعر بحجم العالم وحيويته وخصوصًا وأني لم أصداف أي شكل من أشكال الحياة البرية مثل الحيتان والمخلوقات البحرية الشرسة، والتي تشكل حتمًا جزء كبير من فانتازيا القرصنة التي نتمنى جميعًا أن نخوضها.
للأسف لعبة Skull & Bones أوضحت لي أن كل سنوات التطوير تلك كانت لأجل لا شيء. لم تستفد اللعبة من تجربة Black Flag ولم تحسن عليها بأي شكل من الأشكال، بل وقدمت ما هو اسوأ منها في بعض الجوانب.
لا جديد يذكر ولا قديم يعاد على مستوى المعارك البحرية والمستوى التقني ليوبي سوفت
عند القتال، ستتمكن من فعل كل شيء بسفينة الخصوم، إلا أن تقوم باقتحامها والسيطرة عليها، وهو ما قلل من متعة التجربة كثيرًا. اللعبة من حيث القتال البحري تقدم آليات تكاد تكون مطابقة للعبة Assassin’s Creed Black Flag، لكن دعنا نتذكر أنها لعبة صدرت منذ 10 سنوات تقريبًا، وأن Skull & Bones هي رابع لعبة من يوبي سوفت تستخدم آليات المعارك البحرية، لذا عدم تقديم جديد يعد شيء محبط للغاية خصوصًا لهؤلاء الذين كانوا يطمحون لتجربة Assassin’s Creed IV بدون جانب الاغتيالات.
جعلتني Skull & Bones أشعر بأنها لعبة تعاونية الهدف منها كان إطلاقها على كل المنصات بما في ذلك الهواتف الذكية وإتاحة اللعب المشترك. عادةً ما تكون هذه الخيارات التصميمية هي السبب خلف محدودية المحتوى والطموح، وانخفاض السقف التقني، لأن هذا الجانب أيضًا هو واحد من الجوانب المحبطة في اللعبة.
تعتبر خطوة للوراء من حيث التقديم الرسومي وأشعر أنه نسخة محسنة من لعبة Black Flag. هناك من سيحبها ولكن من الصعب الشعور بالحماس نحوها مع ما تعانيه من حدودية في تقديم المحتوى والتخصيص
الجانب التقني جيد، لا يمكنني أن أقول أي شيء أكثر من هذا حوله، حيث تقدم اللعبة نظم إضاءة معاصرة تناسب الجيل الحالي، ولكن البيئات والشخصيات تنتمي للجيل الماضي. لا عجب من ذلك لأن اللعبة تم الإعلان عنها في 2014، وكان من المقرر إطلاقها في 2018، قبل صدور الجيد الجديد بسنتين، لذا هي لعبة جيل قديم ولكن رؤيتها في حلتها التي ظهرت بها قبل 2018 في 2023 يعتبر أمر غير مقبول.
أثبتت يوبي سوفت أنها تستطيع تقديم تجربة متفوقة تقنيًا من خلال لعبة Avatar: Frontiers of Pandora ولكن Skull & Bones تعتبر خطوة للوراء من حيث التقديم الرسومي والمظهر من حيث التفاصيل، فأشكال الشخصيات متواضعة وتأثير التدمير على المراكب الضخمة لم يبهرني، وأشعر أنه نسخة محسنة من لعبة Black Flag، وحتى هذا لم يكن أفضل بفارق ضخم.
بشكل عام، تجربة Skull & Bones تجربة لا تبشر بالخير، أعتقد أن هناك من سيحبها ولكن سعرها الذي ستصدر به -50$- هو سعر مبالغ فيه للعبة لم تقدم أي شيء جديد بل وعادت للخلف خطوات في بعض جوانبها. قد تكون لعبة مناسبة لتنضم لخدمات الألعاب (Game Pass- PS Plus) ولكنها ليست لعبة استطيع أن أرشحها لك، على الأقل من خلال ما جربته منها.
روعه