لا يخفى على أحد كم تعاني الأعمال التلفزيونية لعالم Star Wars في الآونة الأخيرة، مع التقييمات المنخفضة والاستقبال السيئ لدى عشاق السلسلة أنفسهم في أكثر من عمل تلفزيوني وسينمائي. الآن يضع محبو Star Wars أملهم في ألعاب الفيديو للاستمتاع بعالمهم الخيالي، ويمكن القول أن ألعاب Star Wars تؤدي بشكل أفضل من أي وقتٍ مضى، فثنائية Star Wars Jedi من استوديو Respawn تُعد من أفضل الألعاب الصادرة في السنوات الأخيرة بشكل عام. الآن لدينا منافس جديد، لعبة Star Wars Outlaws.
يأتينا استوديو Massive Entertainment تحت مظلة Ubisoft باقتباسه الخاص عن عالم حرب النجوم الغني، بقصة أصلية وعالم مفتوح هو الأول في ألعاب Star Wars. لعبة Star Wars Outlaws من أكثر الألعاب المنتظرة في النصف الثاني هذا العام، وبالنظر إلى قدرة الاستوديو العالية على تصوير العوالم السينمائية المحبوبة في ألعابه، فهو نفسه مطور Avatar: Frontiers of Pandora ومبدع عالمها الخلاب، من المنطقي انتظار لعبته الجديدة والتحمس لها.
حظينا بفرصة رائعة من Ubisoft الشرق الأوسط لتجربة 4 ساعات كاملة من Star Wars Outlaws، لعبنا فيها بعضًا من مهمات القصة والمهمات الجانبية، مع كثير من الاستكشاف لعالم اللعبة الواسع. إليكم انطباعاتنا عن أحدث ألعاب حرب النجوم.
قصة أصلية جديدة مع اختيارات ونظام فصائل
تتبع القصة بطلة اللعبة Kay Vess وحيوانها الأليف “نيكس”، حيث تتحطم سفينتها الفضائية المسروقة على ظهر كوكب ما أثناء هربها من مطاردين، ومن هناك تبدأ في التعرف على عالم الجريمة على ذلك الكوكب والفصائل المختلفة هناك، وتقوم بالمهمات لصالحهم ريثما يتم تصليح سفينتها لتتمكن من استكمال رحلتها في الفضاء.
لم أرَ الكثير من القصة خلال تجربتي القصيرة لـ Star Wars Outlaws، ولكن ما أثار اهتمامي هو نظام الفصائل والسُمعة، وما تترتب عليه من أحداث.
لكل فصيلة مناطق خاصة في الخريطة، وبناء على سُمعتك لدى تلك الفصيلة تتحدد صلاحية وصولك إلى مناطقهم ومواردهم. مثلًا السمعة الافتراضية “Poor” تعني أنك ممنوع من دخول مناطق الفصيلة والجنود سيطلقون عليك إذا رأوك، لكن ممثلي الفصيلة يمكن العثور عليهم والحصول على مهمات منهم لإثبات ولائك. كلما زادت السمعة أو قلت تغيرت معها الصلاحيات المتاحة، فالسُمعات الأعلى تزيد من الترحيب بك وتسمح لك بأخذ العناصر داخل منطقة الفصيلة دون اعتبارها سرقة، كما تتيح لك التعامل مع تجار الفصيلة وشراء عناصرهم الخاصة، والسُمعات الأقل ستصل إلى إرسال الفصيلة لقتلة مأجورين خلفك في جميع المناطق.
السمعة تتحدد حسب اختياراتك على مدار المهمات، فقد تكون في مهمة لصالح فصيلة Crimson Dawn لكن في نقطة ما من المهمة تتعرض للاختيار لخيانة تلك الفصيلة لصالح فصيلة Pyke Syndicate مثلًا، وإذا قبلت، ستقل سُمعتك عند الفصيلة الأولى وستزيد عند الثانية. هناك الكثير من الاختيارات المماثلة في صور مختلفة، ومن خلالها ستحدد مدى ولاءك لكل فصيلة من فصائل اللعبة الأربعة.
————
اقرأ أيضًا: معاينة Star Wars Outlaw: رحلة جديدة في عالم محبوب دون أبطال خارقين
العالم هو نجم الشباك بتوجه غير معهود من Ubisoft
منذ أنها تتمتع بعالم مفتوح، تتيح Star Wars Outlaws الاستكشاف أرضًا باستخدام الدراجة النارية المستقبلية “Speeder” للتنقل في المساحات الواسعة بين المدن والمستوطنات. في الفضاء لديك السفينة الفضائية الخاصة بك للسفر بين الكواكب والأنظمة الشمسية، والتي يمكنك التجول داخلها بحرية. كل من الدراجة النارية والسفينة الفضائية يمكن تطويره وتجهيزه بالأجزاء المختلفة.
دخلت إلى عالم Star Wars Outlaws متوقعًا التركيبة المعتادة لعوالم Ubisoft، أي وجود خريطة ضخمة مكتظة بالعلامات المختلفة، وتقسيم الخريطة إلى مناطق “Outposts” تحتاج الذهاب إليها مرة لتفعيل السفر السريع، لتقضي الـ 20 أو 30 ساعة التالية تفعل الأمر ذاته حتى تنتهي من جميع النقاط على الخريطة.
شخصيًا لا أحب ذلك التوجه في تصميم العالم المفتوح، وإذا سألتني عن أمر واحد قد يبعدني عن ألعاب Ubisoft، سيكون تصميم العالم بالتأكيد.
لكن -لحسن الحظ- تفاجأت بما هو عكس ذلك تمامًا، وجدت خريطة ضخمة خالية تقريبًا من العلامات، وجدت عالمًا متفاعلًا مع مستجدات القصة، والأهم هو وجود نوع من المهمات لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال الاستكشاف والاستماع إلى حوارات الشخصيات في العالم أو اختراق أحد اجهزة التحكم مثلًا.
تبدع Star Wars Outlaws في تقديم عالم غني نابض بالحياة واستكشافه ممتع، لكن الأداء التقني والتحريك يعيقان التجربة في أوقات كثيرة
بالمناسبة هذا هو المطور ذاته الذي بدأ هذا التوجه في تصميم العالم المفتوح في لعبة Avatar Frontiers of Pandora، حيث كانت الخريطة مغطاة بالضباب في البداية وغير واضحة المعالم حتى تقوم باستكشافها بنفسك والكشف عن مناطقها المختلفة. المطور أخذ هذا التوجه خطوة للأمام مع نوع مهمات جديد أضاف للاستكشاف بُعدًا مثيرًا.
تصميم المهام نفسه هو الآخر أخذ منحنى مختلفًا عن التصميم المعتادين عليه من Ubisoft. ليس هناك شروحات لما يجب عليك فعله في المهمة أو علامات متتالية تقودك إلى وجهتك، بل أن المهمة تصف الهدف الرئيسي وتتركك تستكشف كيفية تحقيقه، مثل “ابق متخفيًا” أو “اعثر على نقطة الاقتحام” وذلك يتضمن طريقة إتمام المهمة -في بعض المهمات- التي يكون متاحًا فيها استخدام التخفي أو الأكشن والفوضى.
أرضًا أو فضائيًا، الاستكشاف له نكهة خاصة بفضل مهمات الاستخبارات وتفاعل العالم
مهمات الـ Intel أو “الاستخبارات” هي مهمات تظهر لديك حين تحصل على معلومة جديدة، وعليك اتباعها بنفسك دون إرشادات من اللعبة. في إحدى المرات كنت أتجول داخل السوق على إحدى الكواكب، وسمعت شخصين يتهامسان حول أحد تجار السوق السوداء والبضائع الرائعة التي يبيعها بشكل غير قانوني. في تلك المحادثة أيضًا ذكرا كلمة السر للتعامل مع ذلك التاجر. اتبعت الإرشادات التي ذكراها وذهبت للتاجر، لكنه رفض التعامل وبدا كأنه شخص عادي حتى أخبرته كلمة السر، حينها أصبح متجر كامل به عناصر جديدة متاحًا لديّ.
في خلال الساعات القليلة التي قضيتها في عالم Star Wars Outlaws قابلت عددًا لا بأس به من مهمات الـ Intel، مع تنوع كل منها فمنها ما يدلك على حطام دراجة نارية لأحد المتسابقين الذي إذا عثرت عليه ستحصل على أجزاء تطوير ذات مستوى مرتفع من أجل دراجتك دون إنفاق قرش واحد، ومنها ما يقودك إلى ملفات هامة سترفع سُمعتك لدى إحدى الفصائل، والمزيد من أنواع المهمات.
العالم يتفاعل أيضًا مع المستجدات الأخيرة في القصة، حيث ستجد مناطق مغلقة من مبعوثي الإمبراطورية بعدما تقوم باقتحام إحدى القواعد وسرقة غرض هام مثلًا، كما ستجد المارة يتناقشون عما يحدث وكل منهم يدلي برأيه، هذا بالطبع بجانب نظام الفصائل والمناطق الخاصة بكل فصيلة ومدى الترحيب بك هناك بناء على سُمعتك عند تلك الفصيلة.
في الفضاء هناك محتوى لاستكشافه أيضًا، حيث ستمر على سفن فضائية أخرى تحتاج إلى مساعدة أو معروف ما، كما يمكن أن تطاردك قوات الإمبراطورية إذا كنت مطلوبًا للعدالة. نتطرق أكثر إلى اللعب في الفضاء في حديثنا عن أسلوب اللعب.
أسلوب لعب “ستار وورزي” ممتع، مع بعض التحفظات
يعتمد أسلوب اللعب في Star Wars Outlaws على التصويب من منظور الشخص الثالث باستخدام سلاح الـ Blaster، لذلك فاللعبة تميل إلى جانب التصويب أكثر من المعارك اليدوية، وخلال ساعات لعبي الأربعة لم أرَ سيف Lightsaber واحد. سلاح الـ Blaster يمكن التعديل عليه وإضافة أوضاع مختلفة من أنماط التصويب، كما يمكن تعديل مظهره الخارجي.
استخدام الـ Blaster ممتع بشكل كبير، سواء من حيث إحساس السلاح وتجاوب آليات التصويب، أو من حيث أصوات السلاح الـ “ستار وورزية” بامتياز. الغريب هو أنه لا يمكنك حمل سلاح آخر بجانب الـ Blaster بالرغم من أنه يمكنك التقاط أسلحة رشاشة من الأعداء، حيث أنها ستسقط منك إذا قمت بالتفاعل مع أي شيء أو تسلقت سُلمًا مثلًا، وهو أمر مزعج وخيار تصميمي غير مفهوم. لكن مجددًا، لم تكن هذه سوى أربع ساعات من اللعب، فربما يصبح خيار حمل سلاح آخر متاحًا في مرحلة لاحقة من اللعبة.
تقدم Star Wars Outlaws آلية الرفيق الأليف وهو الحيوان “نيكس”، حيث يمكن أمره لالتقاط الغنائم والتفاعل مع الأبواب، وحتى استخدامه للقضاء على الأعداء أثناء التخفي. بالحديث عن التخفي، هناك تركيز واضح عليه في أسلوب اللعب وتحسن ملحوظ في الذكاء الاصطناعي. يمكن الإطلاق على حائط أو الصفير للفت انتباه الأعداء في اتجاه ما بجانب توجيه “نيكس” للانقضاض على الأعداء وحجب عنهم الرؤية أو الضجيج حتى تقضي عليهم بنفسك.
بشكل عام أسلوب اللعب جيد والمعارك بها تنوع، لكن العائق الأكبر في رأيي هو التحريك. Star Wars Outlaws لعبة تعتمد على الحركة المستمرة والأكشن والإثارة، لكن تلك الحركة مستواها متذبذب وأحيانًا يفسد التجربة ويجعلك تشعر وكأنها لعبة في مرحلة الألفا، وليست نسخة جاهزة للإصدار. أخص بالذكر التحريك في القفز والزحلقة، وأيضًا المعارك اليدوية القصيرة. صدقًا كلما كان هناك لغز أو تقدم في مرحلة يتطلب القفز بدقة، كانت تلك اللحظات الأسوأ في تجربتي، وأيضًا الزحلقة التي ترمي بك عدة مترات زائدة وتستمر لفترة غير منطقية بالنسبة لسرعة الحركة قبل التزحلق، الأمر الذي قد يعيق خطتك للتخفي والتنقل بين السواتر. التحريك في المعارك اليدوية لا يؤثر على التجربة ولكنه يبدو سيئًا ببساطة، حيث تبدو حركات مُصطنعة واصطدامات غير واقعية.
أحبطني التحريك بشكل كبير، خاصةً بالنظر إلى أهميته في لعبة من هذا النوع، فعند المقارنة مع لعبة أخرى في نفس الفئة مثل Star Wars Jedi Survivor، ستجد فروقات هائلة، فتلك اللعبة تشعر وكأنها قطعة صلصال من شدة مرونتها، أما التحريك في Outlaws يبدو أقرب لعجوز مصاب بآلام المفاصل.
في الفضاء يمكنك التنقل بحرية باستخدام سفينتك الفضائية والدخول في معارك أيضًا. المعارك الفضائية هنا مشابهة لـ Starfield بشكل كبير لكن مع أجواء Star Wars التي تم تصويرها ببراعة، ومجددًا أصوات أسلحة السفينة وإحساس تدمير السفن الأخرى جميعها ماركة Star Wars بامتياز.
الأداء التقني دون المستوى.. والإصدار وشيك!
كان الأداء التقني الجانب الأكثر إحباطًا في تجربتي القصيرة لـ Star Wars Outlaws، فاللعبة تعاني على أصعدة تقنية عدة. معدل الإطارات غير مستقر إطلاقًا، وهناك تساقطات واضحة بين الحين والآخر، وبالرغم من تجربتي للعبة عن بُعد من خلال الـ Remote Play، إلا أن تساقط الإطارات كان واضحًا ومؤثرًا.
الجودة الرسومية والتفاصيل عليها علامات استفهام هي الأخرى، فمناطق تبدو خلابة في حين أن تفاصيل على منضدة مثلًا تبدو وكأن الجودة مضبوطة على “منخفض جدًا” بالرغم من أنني كنت ألعب على أعلى إعدادات رسومية بجودة 1080p. تفاصيل الوجوه أيضًا أحيانًا تبدو غريبة، سواء من ناحية تزامن الشفاه أو التحريك الكلي للوجه.
ذلك ولم نتطرق إلى الأخطاء التقنية المختلفة المؤثرة على التجربة، مثل دخول شخصيات المارة إلى المشهد السينمائي بشكل غريب وخاطئ، وأيضًا ظهور واختفاء الأغراض في البيئة بشكل عشوائي ومزعج، ما يؤثر على المستوى الرسومي بشكل عام. الجدير بالذكر أن اللعبة توقفت عن العمل فجأة مرة واحدة خلال الـ 4 ساعات لعب، مع الوضع في الاعتبار أن الجهاز الذي جربت عليه اللعبة من خلال الـ Remote Play كان مزودًا ببطاقة RTX 3080.
بشكل عام الأداء التقني غير مرضٍ تمامًا، وهي حالة غير مقبولة للعبة على بعد أسابيع من الإطلاق، فمن المفترض أن النسخة التي جربتها هي النسخة التي ستتوفر للشراء مقابل 70 دولار.
كلمة أخيرة
في النهاية يمكنني القول أنني تفاجأت بمستوى Star Wars Outlaws على أصعدة عدة، فالعالم المفتوح المُتقن وتصميم المهمات كانا الأفضل في تجربتي. الاقتباس الرائع لعالم Star Wars أيضًا والاهتمام بأدق التفاصيل فيه كان حاضرًا. Star Wars Outlaws تستحق الانتظار لكل عشاق حرب النجوم وأيضًا محبي ألعاب الأكشن والمغامرات، لكن الأداء التقني المحبط والتحريك المتذبذب قد يجعلونها غير مناسبة للاعبين كُثُر.
تصدر Star Wars Outlaws في 30 أغسطس القادم على منصات PC, PS5, XBOX Series X|S وهي متاحة الآن للطلب المسبق.