مراجعة Horizon Forbidden West

مراجعة Horizon Forbidden West

منذ أن قمت بتجربة لعبة Horizon Zero Dawn وأنا أنتظر معرفة ما يمتلك استوديو Guerrilla Games في جعبته  للتطوير على تركيبة أسلوب اللعب التي شابها التكرارية وقلة الإبداع، ولكن أنقذها كونها واحدة من أمتع ألعاب العالم المفتوح وأكثرها جودةً من حيث التصميم البصري والتقني، وفي عام 2022 جاء إصدار Forbidden West فهل تحركت بالسلسلة للأمام وقدمت تجربةً لا تنسى؟ هذا ما سنعرفه تقييم ومراجعة Horizon Forbidden West من موقعكم عرب جيمرز!

القصة وبناء العالم

تدور أحداث القصة مباشرة بعد الجزء الأول وبعد تغلب البطلة (إيلوي) على الشرير (هاديس) الذي سعى لإفساد جميع الآلات وقيادة حملة شاملة لتطهير الأرض من البشر لأسباب مجهولة. تسعى (إيلوي) في الجزء الثاني إلى معرفة المزيد حول (هاديس) والقوى الخفية التي تحركه، بالتوازي مع إعادة إحياء (جايا) الذكاء الإصطناعي الذي من شأنه إعادة تعمير كوكب الأرض والحفاظ عليه.

تتوجه إيلوي إلى منطقة الغرب المحظور، منطقة مليئة بالمخاطر والآلات الشرسة والقبائل المختلفة في منطقة سان فرانسيسكو وصحراءها الكبيرة. هناك فقط سيكون على (إيلوي) مجابهة مخاطر لم تكن تعرف عنها شيء.

في الجزء الأول كانت القصة تدور حول شخصية (إيلوي) التي ترغب في أن تشعر بالانتماء، ولكنها تعيش حياة مليئة بالحزن والنبذ بسبب بعض المعتقدات العقائدية الفاسدة لدى سكان المنطقة  التي ولدت فيها. عشنا معها لحظات ملحمية في محاولتها لإيجاد الإجابات حتى وإن تطلب الأمر تعريض حياتها للخطر.

في جزء Forbidden West نرى جانب آخر من (إيلوي) وهو الجانب البطولي بعد استيعاب سكان المنطقة لدورها المحوري في التغلب على خطر (هاديس) وشعورها أخيرًا بالإنتماء والقبول وسط مختلف القبائل، ها هي تأخذ على عاتقها حماية الجنس البشري كله وكأنهم جميعها أبناء عشيرتها. جانب (إيلوي) ذات القلب الطيب والأفعال الخيرة يلمع هنا أكثر من السابق بشكل جميل ويشهد تطورًا على مدار الأحداث لنصل لنتائج مرضية بالنهاية، مع التلميح بشكل واضح لجزء جديد!

أما عن العالم فقد برع المطورون في تصميم عالمًا افتراضيًا جميلًا على الصعيد البصري والعملي معًا، فالدمج بين عصرنا -والذي هو ماضٍ لكل شخصيات اللعبة- وبين عصر ما بعد مشروع Zero Dawn الذي يشبه العصور البدائية لحضارة الإنسان، وبناء العالم وكم التفاصيل كانت رائعة، وزادت روعتها مع تقديم المزيد منها في Forbidden West إذ برع المطور في استعراض العالم بأشكال مختلفة. استمتع باللحظات التي كانت تستكشف فيها إيلوي أشياء نعتبرها عادية في حياتنا اليومية وتشعر بالإنبهار بها كونها أشياء اعتاد “أجدادها” القيام بها.

أسلوب اللعب

يعتمد أسلوب اللعب على قتال الوحوش وجمع الموارد وترقية الشخصية وإتمام المهام الجانبية والأساسية للتقدم فيا القصة ومعرفة المزيد حول عالم اللعبة وماضيه، وتفاصيل حياة البشر فيه.

هذا الأمر لم يتغير من الجزء الأول ولكن كل شيء أصبح أكثر تفصيلًا. مهام القصة أصبحت أكثر تعقيدًا، والمهام الجانبية أصبحت أكثر عددًا وتنوعية وهنا يظهر أول تحسن عن الجزء الأول، وهو المحتوى الجانبي الذي كان ممتازًا وحاول تجنب التكرار إلى حد كبير.

لا يعني هذا أن التكرار غير موجود بالمرة ولكنه أقل من الجزء السابق. ولحظات التكرار هنا قابلة للتغاضي عنها بسبب آليات اللعب الجديدة التي تزودك اللعبة بها، والتي تنقسم لآليات لعب من خلال تطوير الشخصية، وأخرى من خلال أدوات تعطيها لك اللعبة لتسهل عليك التنقل.

أدوات التنقل الجديدة كانت كالآتي:
1- درع تستعمله (إيلوي) كمظلة يسهل عليها القفز والتحرك من مناطق عالية إلى مناطق منخفضة بسرعة أكبر
2- خطاف يستخدم في القتال والاستكشاف والتنقل
3- آلة جديدة يمكنك امتطاؤها لن أحرقها عليك

أداتين غير أصليتين، لأننا رأينا مثلهما في ألعاب عديدة ولكنك لن تشعر بأنهما دخيلين على نظام اللعب بل على العكس تمامًا هذه الأدوات تساعد في جعل التجربة أجمل وأكثر سلاسة وانسيابية. وهنا يظهر طابع عام يغلب على اللعبة منذ جزءها الأول. قد لا تكون جميع أفكار اللعبة أصلية تحسب لمطورها وحده، ولكنها مجموعة من الأفكار الممتعة التي جمعت معًا في قالب متقن بدرجة غير مسبوقة. 

التنقل تحت الماء هو أحد العناصر الجديدة أيضًا، وأضاف بعدًا جديدًا لعالم اللعبة. فكل المسطحات المائية التي كنت تراها أمامك في الجزء السابق أصبحت تمتلك أسرارًا يمكنك كشفها هي الأخرى. كما أن مهمات القصة التي تجري تحت الماء تم تنفيذها بشكل ممتاز، خصوصًا تلك التي تقدم ألغازًا.

أما عن عنصر تطوير (إيلوي) فحدث ولا حرج عن شجرة المهارات التي أربكتني عندما رأيتها لأول مرة، لأنها أوسع وأكبر من أي لعبة رأيتها في حياتي. فهي تحتوي على 6 عناوين أساسية تنقسم تحتها التطويرات القابلة للشراء داخل اللعبة.

تلك التصنيفات أو العناوين هي:

  • Warrior: وهي المهارات الخاصة بترقية حركات القتال ومهارات القتال بعيد المدى بالقوس والسهام، أو قريب المدى بالحربة
  • Trapper: لتطوير قدرات نصب المصائد للوحوش الآلية المختلفة
  • Hunter: لتطوير مهارات القوس والسهم
  • Survivor: لتطوير مهارات جمع الموارد والاستكشاف
  • Infiltrator :لتطوير مهارات التسلل والتخفي
  • Machine Master: لتطوير مهارات التحكم في الآلات ومواردها

كل شجرة مهارات ستجد فيها ما يرضي أسلوبك في اللعب ويحسن منه، إلا أن التخفي على الرغم من محاولة إعطاؤه الدفعة الذي يحتاجها من خلال شجرة تطوير خاصة به إلا أنك لن تجد منه نفعًا كبيرًا لأن الأعداء البشريين أغبياء للغاية، وقتال الأعداء الآليين وجهًا لوجه هو أحد مميزات اللعبة ومواطن قوتها.

في كل شجرة مهارات تقع في المنتصف مهارة Valor Surge وهي مهارة تفتح تلقائيًا بعد شراء جميع المهارات المؤدية لها، وهي مهارات خارقة تحسم المعارك الكبرى وتشبه مثلًا قدرة Rage من لعبة God of war ويمكنك تفعيلها من خلال الضغط على L1+R1 عند امتلاء عداد مخصص لها.

هذه القدرات متنوعة وتوفر دفعة قد تقلب موازين المعارك الصعبة والتي ستصادفها كثيرًا في منطقة الغرب المحظور. أحد تلك الضربات مثلًا هي ضربة توجه صاعقة كهربائية لكل الوحوش من حولك وتسبب صدمة لهم تجعلهم جميعًا أكثر عرضة لإلحاقك الضرر بهم.

الرسوم والجانب التقني

Horizon Forbidden West هي بلا شك أفضل لعبة بصريًا على منصة بلايستيشن 5. حجم التفاصيل هنا لا يصدق، وحجم العالم المفتوح يساعد على ذلك. فالغرب المحظور هو منطقة شاسعة مليئة بالتفاصيل والتضاريس المتنوعة. الثلوج، والرمال والكهوف…الجبال الشاهقة والمحيطات العميقة كلها مناطق قابلة للاستكشاف بفضل قوة اللعبة التقنية وقوة عتاد بلايستيشن 5. كما أن اللعبة لا تحتوي على شاشات تحميل على الإطلاق. لك أن تتخيل بأن عالمًا مفتوحًا بهذه الضخامة لا يتطلب شاشات تحميل ليعمل بأداء ثابت ومستقر! ما هذه الجنون يا صديقي!؟

تمتلك اللعبة طورين أداء، الأول Performance Mode والثاني هو Resolution mode والذي يستهدف 30 إطارًا بالثانية مع دقة عرض أعلى. شخصيًا فضلت طور الأداء لتقديمه معدل إطارات أعلى والتي تتماشى مع إيقاع اللعبة السريع في المعارك. كلا الطورين يقدمان تجربة رائعة وثابتة ولك الاختيار في النهاية.

تستخدم اللعبة محرك رسوم Decima engine الذي تم استخدامه في تصميم الجزء الأول و لعبة Until Dawn وأخيرًا Death Stranding وكلها ألعاب مبهرة بصريًا خصوصأ الأخيرة التي طورت من تقنيات التقاط حركات الوجوه للمحرك.

الجزء الأول من Horizon عانى من تعابير وجوه خشبية على الرغم من دقة وتفاصيل الوجوه الرائعة، أما في Horizon Forbidden west فالأمر تحسن كثيرًا من حيث التفاصيل وحيوية حركات الوجوه إلا أن العيون تواجه مشاكل في الحركة في بعض الأحيان مما يجعلها تبدو وكأنها غير واقعية، أو أنه تم الاستعانة بالذكاء الإصطناعي في التقاط الحركات وتوظيفها داخل اللعبة. هل تفسد هذه المشكلة تجربة اللعبة؟ بالطبع لا!

التجربة السمعية

يمكنك توقع تجربة سمعية فائقة الجودة عندما يتعلق الأمر بلعبة حصرية لبلايستيشن من أحد استوديوهات سوني، وهنا فإن الوضع لا يختلف كثيرًا. التجربة السمعية مثالية من حيث أصوات البيئة وأصوات الممثلين وأداءتهم المقنعة والتي تتصدرها Ashly Burch بأداءها لشخصية (إيلوي) والذي ترشح لأفضل أداء لشخصية أساسية في لعبة فيديو لعام 2022، ويليها أداء الممثل الرائع Lance Reddick في دور شخصية Sylens الغامض والذي يبحث هو الآخر على الإجابات خاصته ويمتلك دوافع غير واضحة.

في النهاية، لعبة Horizon Forbidden West هي واحدة من أفضل حصريات بلايستيشن عبر تاريخه، والأفضل بلا منازع من حيث المظهر الرسومي والتفاصيل. عالمها المفتوح يتحدث عن نفسه بضخامته وحيويته وجماله، لا أتذكر آخر مرة سحبتني لعبة إلى عالمها وجعلتني أقضي معها كل هذه الساعات. أسلوب اللعب لم يحصل على تغييرات ثورية، لكنه لم يحتاج إليها في الأساس. لقد احتاج إلى لمسات طفيفة تحسن من التجربة وتجعل اللاعبين يشعرون بأنها ترقية واضحة، وهو ما حدث بالضبط. إذا كنت تمتلك جهاز بلايستيشن 5، عليك بلا ذرة شك أن تخوض التجربة.

ننصح بشرائها لـ

  • كل محبي ألعاب المغامرة ذات الشخصية الرئيسية النسائية مثل Tomb Raider
  • لكل محبي ألعاب العالم المفتوح الضخمة ذات النشاطات الجانبية المتعددة
  • لمن لا يمانع بعض التكرار إذا كانت المتعة حاضرة
  • لمن يريد  قصة قوية تمتد على مدار 25 ساعة من اللعب
  • لمحبي ألعاب الRPG الطويلة والتي تتضمن إمكانية لترقية الشخصية بطرق عديدة
    لمحبي ألعاب سوني ذات الجودة البصرية والتصميمية الفائقة 
  • لمن يريد أن يشعر بأن الجيل الجديد قد وصل ، فهذه أقوى لعبة بصريًا على الجيل الحالي بلا منازع
  • لمحبي ألعاب The Witcher و Monster Hunter وجانب القتالات فيهما

لا ننصح بشرائها لـ

  • كل من يحب الألعاب القصصية المكثفة والتي لا تتركك تهيم في عالمها
  • كل من يشعر بالملل من تكرار النشاطات الجانبية
  • من لا يحب ألعال الRPG ذات القتالات المعقدة بعض الشيء
  • من لم يحب الجزء الأول من اللعبة
  • من يبحث عن تجربة RPG بخيارات مؤثرة على الأحداث
عظيمة
0

الإيجابيات

  • مستوى رسومي وتقني جبار هو الافضل على اجهزة الجيل الحالي بلا منازع
  • الشخصيات الجانبية هذه المرة أفضل وأكثر عمقًا لكل منهم لحظاته الدرامية الجميلة
  • عالم شاسع مليء بالتفاصيل القصصية والنشاطات لتقوم بها وتقضي معها وقتًا ممتعًا
  • الشريرة الرئيسية مثيرة للإهتمام وتمتلك دوافع واقعية وقصة قوية
  • القتالات ممتعة وتحتاج إلى فهم عميق لآليات اللعب المتعددة واستخدام الأدوات الصحيحة في الوقت الصحيح
  • شجرة المهارات توفر ترقيات رائعة وأفضل شيء هو امتلاك الضربات الجديدة التي تقوم بفتحها أنيميشن تحريك خاص بها
  • الاستكشاف تحت الماء هو واحد من أمتع عناصر اللعبة
  • الألغاز قدمت طبقة جديدة لأسلوب اللعب وتحدٍ مرضٍ للاعب الذي يبحث عن تغيير في إيقاع اللعب بين الحين والآخر
  • تصميم الوحوش عظيم ومثالي وكل وحش من الوحوش الجديدة يقدم للاعب تحدٍ كبير وسيحتاج إلى المحاولة لأكثر من مرة للتغلب عليه. لطالما أعجبت بهذا الجانب في الجزء الأول وهنا فقد تحسن كثيرًا.

السلبيات

  • الذكاء الاصطناعي للأعداء البشريين متواضع
  • حركة العيون غريبة في بعض الأحيان
  • تقديم القصة بطيء في بداية اللعبة

 عِش معنا متعة اللعب على أصولها.. لمزيد من المقالات الرائعة تابعو قناتنا على واتساب.

وسوم

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x