على الرغم من أنني لست من مُحبي مشاهدة الأنمي بشكل مُطول، إلا أنني دائمًا كنت أحب رؤية مقاطع One Piece، هذا الأنمي الشهير الذي له ملايين المتابعين حول العالم ويحتوي على الكثير من الشخصيات المميزة بقصص رائعة.
لذا عندما جاءت فرصة تجربة لعبة داخل هذا العالم، قلت لما لا، لقد كنت متحمسًا نسبيًا للعبة One Piece Odyssey، وعلى الرغم من تقديم تجربة جيدة، إلا أنها لم تصل لمستوى توقعاتي.
قصة جديدة في عالم One Piece
باختصار، تتحدث القصة عن مغامرة جديدة لقراصنة قبعة القش، في رحلة من رحلاتهم عبر البحار، يجد القرصان لوفي وطاقمه عاصفة قوية تُدمر السفينة Sunny خاصتهم، وتُغير مسار الرحلة تمامًا لجزيرة غريبة.
بعد الوصول لتلك الجزيرة، يبدأ لوفي والقراصنة رفاقه في استكشاف الجزيرة الغامضة، ومعرفة من الذي يعيش عليها، وما سبب دفعهم إلى ذلك المكان الغريب.
القصة ليست طويلة، فستطلب منك اللعبة حوالي 20 ساعة لعب تقريبًا إذا قررت التركيز بشكل رئيسي على القصة فقط، لكن إذا أردت الانتهاء من كل ما يُقدمه لك هذا العالم، فيجب وضع ما لا يقل عن 50 ساعة لاستكشاف كل المناطق وإنهاء كل المهام الجانبية أيضًا!
على الرغم من أن قصة اللعبة تعتبر جديدة كليًا على عالم One Piece ومُصممة خصيصًا من أجل اللعبة، إلا أنه توجد الكثير من المناطق التي ستزورها وقد ظهرت سابقًا في عالم One Piece.
البيئات في اللعبة مُنوعة وتوجد الكثير من المناطق الرائعة التي ستقضي فيها ساعات طويلة تستكشفها وتُنهي مهام بها، لكن تنوع البيئات هذا لم يمنع من وجود بعض التقصير من ناحية تصميم المهام. الكثير من المهام الرئيسية والجانبية تتشابه، بل وبعضهم نسخة طبق الأصل تقريبًا من الأخرى.
المهام لم تكن أفضل شيء هنا في اللعبة، وشعرت بالملل في الكثير من الأوقات خاصةً في بعض لحظات القصة.
مواجهات تبادل الأدوار تُصبح مُملة مع الوقت
إذا جربت أي لعبة تبادل الأدوار من قبل، فأنت تعلم ما الذي ينتظرك مع One Piece Odyssey. كل المعارك عبارة عن انتظار أدوار، أنت تبدأ بواحدة من الشخصيات أولاً، ثم تنتظر دور الأعداء، ثم تلعب بشخصية أخرى من فريق القراصنة، حتى لنهاية المعركة التي ستفوز أو تخسر فيها. صراحةً أنت لن تخسر في أي معركة لأن اللعبة سهلة للغاية، وهذا أحد الأمور السلبية التي وجدتها فيه.
لم أجد أي مواجهة صعبة أمامي في One Piece لدرجة أن الأمر وصل لحد الملل وتركت الذكاء الاصطناعي يتعامل مع كل الأعداء. حرفيًا كنت أجلس في مقعدي وأشاهد اللعبة تلعب نفسها وفريقي يهزم فريق الأعداء بكل سهولة. اللعبة لا يوجد بها تحدي من أي نوع!
خارج المواجهات، تقتصر التجربة على التنقل من منطقة لأخرى واستكشاف بعض الكنوز. بالطبع تلك الكنوز بدورها تُقدم لك أموالاً أو عتاد يمكنك استخدامه في ترقية قدرات فريق القراصنة خاصتك. كل شخصية منهم قابلة للترقية بشكل منفرد مما يجعلك تُنسق كل الشخصيات بما يتناسب مع أفكارك وأسلوب المواجهة خاصتك. إنها تجربة سيستمتع بها كل من يحبون ألعاب الأربيجي RPG.
هذا بشكل عام هو أسلوب لعب One Piece. التنقل بين منطقة لأخرى، ومواجهة بعض الأعداء. بالطبع الأمر سيكون ممتعًا لمُحبي هذا العالم أو ألعاب الـ Turn Based عامةً، لكن اللعبة لم تستطع جذب انتباهي في معظم الوقت الذي قضيته معها.
الأمر الذي جعلني لا أتحمس في معظم التجربة هو أن العالم فارغ. توجد بعض المهام الجانبية ويمكنك مواجهة بعض الأعداء، لكن لا توجد أي أنشطة أخرى شيقة يمكنك القيام بها. بشكل عام، التجربة ليست أكثر تجربة مُسلية توقعت أن أحصل عليها من عالم One Piece.
رسومات الأنمي، سيف ذو حدين؟
رسومات اللعبة هي نفس رسوم الأنمي، مما يجعلك تشعر أنك بالفعل تشاهد مجموعة حلقات مُطولة من مسلسل الأنمي الشهير. يوجد تنوع كبير في بيئات اللعبة حيث ستجد نفسك في غابات وصحراء وغيرها من الأماكن، وأحيانًا (ليس دائمًا) تجد اهتمام كبير بكل تفصيلة من حولك.
تصميم الشخصيات والأعداء أيضًا كان رائعًا، لكن على الرغم من جمال الرسوم في بعض الأحيان، إلا أنها تظهر بشكل سيء في أحيانٍ أخرى. على الرغم من أنني أضعها على أعلى إعدادات ممكنة، إلا أن التجربة لم تكن أفضل شيء رسوميًا، وشعرت بتفاوت في بعض الأوقات.
تجربتي للعبة كانت على حاسوب متوسط بمعالج Core I3 جيل عاشر و 16 جيجا بايت من الرامات وبطاقة رسومية RTX 3050، تمكنت من وضع اللعبة على أعلى إعدادات ممكنة بدقة 1080p وحصلت على 120 إطار في الثانية ثابتين معظم الوقت، والتجربة كانت سلسة بشكل عام.
موسيقى حماسي وأداء مخيب
الموسيقى التصويرية للعبة رائعة، سواء موسيقى الحركة واستكشاف العالم أو موسيقى المواجهات والزعماء الأقوياء، دائمًا ما كانت تجعلني الموسيقى أشعر بالحماس والرغبة في لعب المزيد وزيادة مستوى الصوت في سماعتي.
لكن الأداء التمثيلي كان عكس الموسيقى تمامًا، معظم الوقت تجد كل الشخصيات تصرخ بدون سبب ويكون صوتها عالٍ أكثر من اللازم.
كل ما كان في بالي وقتها هو: ما هذا الإزعاج الذي أستمع إليه؟ ضفّ على ذلك أن التمثيل الصوتي بأكمله بالياباني، ولا توجد إمكانية تغييره إلى اللغة الإنجليزية والتي أتوقع أنها كانت ستُصبح أكثر هدوءً من ذلك الإزعاج المستمر الذي تعرضت عليه على مدار عشرات الساعات.
يوجد أمر لم يُعجبني في One Piece Odyssey وهو أن المشاهد السينمائية والحوارات تطلب تدخل من اللاعب حتى تستكمل، الحوارات لا تُكمل مع نفسها، بل يجب عليك أنت كلاعب الضغط على الماوس أو زر الـ Enter حتى تصل للمشهد التالي في الحوار.
هذا الأمر كان مملاً للغاية خاصةً في المشاهد السينمائية الطويلة، وكنت أتمنى وجود خاصية تُعطيني الخيار في إمكانية استكمال المشاهد السينمائية بشكل تلقائي بدون تدخلي أنا كلاعب.
للأسف، اللعبة لا يوجد بها أي دعم للغة العربية، لا من ناحية الترجمة أو الدبلجة، هذا غريب خاصةً وأن الأمر يأتي من شركة مثل Bandai Namco والتي أصبحت تدعم اللغة العربية في معظم ألعابها الأخيرة، وكنت أتمنى رؤية دعم لغتنا في لعبة One Piece الجديدة أيضًا.