تجربة The Forest الأولى كانت لا تُنسى، فهي واحدة من أكثر ألعاب البقاء على قيد الحياة التي جذبتني، وجعلتني أود الاستمتاع بكل شيء فيها على الرغم من أنني غير عاشق لألعاب البقاء، ولذلك حماسي كان مرتفعًا لـ Sons of the Forest. اشتريت اللعبة في يوم الإصدار، واستمريت في لعبها لمدة شهر مع أحد الأصدقاء لتُصبح اللعبة التي أخذت كل وقتي خلال الفترة الماضية، لكنها نسخة دخول مُبكر، ولذلك لا تزال توجد مجموعة من المشاكل التي يجب النظر إليها قبل توفير اللعبة بنسختها النهائية…
قصة Sons of the Forest مُبهمة، وهذا ما يُميزها
مثل الجزء الأول، فقصة Sons of the Forest مُبهمة بالكامل حيث تبدأ في طائرة هليكوبتر كجزء من فريق عمليات خاصة يحاول البحث عن عائلة ملياردير اختفت على متن جزيرةٍ ما، وسرعان ما تنقلب الأمور رأسًا على عقب وتسقط الطائرة، ولا يتبقى منها أي شخص على قيد الحياة إلا البطل وأحد رفاقه Kelvin (الباقين على قيد الحياة سيكونون أكثر بالطبع إذا كنت تلعب اللعبة بشكل تعاوني وليس فردي).
من هنا تبدأ رحلتك في الجزيرة لتستكشف كل خباياها، وتجد أن الأمور ليست طبيعية على الإطلاق مع وجود بشر متحولون يريدون التهامك في كل مكان، مع الكثير من الأسرار التي تأخذك في رحلات تحت سطح الأرض داخل منشآت كبيرة توضح وجود عمليات وتجارب مُنوعة كانت تجري في المكان.
نوعية ألعاب البقاء على قيد الحياة مثل Sons of the Forest لا تُركز بشكل رئيسي على القصة، ولكن القصة هنا شيقة (على الأقل بالنسبة لي شخصيًا)، وكانت السبب الرئيسي الذي جعلني متحمسًا لاستكشاف كل منطقة وكل كهف في الجزيرة لأعلم أكثر عن هذا المكان وما الذي حدث به.
قصة اللعبة ليست طويلة، وستأخذ منك حوالي 15 ساعة تقريبًا إذا ركزت عليها بشكل أساسي، ولكن بالطبع الجزيرة ضخمة، وتوجد الكثير من الأمور التي يمكن فعلها بغض النظر عن القصة الرئيسية.
خريطة أضخم من الجزء الأول بأربعة أضعاف!
خريطة Sons of the Forest عملاقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مع وجود كمية ضخمة من الكهوف الكبيرة القابلة للاستكشاف والتي من السهل أن تتوه فيها خاصةً إذا كنت تلعب وحيدًا. لكن هذا الحجم الكبير يأتي بسلبية وهي عدم وجود محتوى كافي في الوقت الحالي، وهذا متوقع لأن اللعبة لا تزال في نسخة دخول مُبكر وسيتم إضافة المزيد من المهام والمناطق مع الوقت.
الخريطة تنقسم إلى منطقتين رئيسيتين يفصل بينهما جبل ثلجي، المنطقة الأولى بها الكثير من الأشياء التي يمكن فعلها مع كهوف كثيرة وأحداث مميزة، لكن النصف الثاني (ما وراء الثلج) ضعيف من ناحية المحتوى، ولا يوجد الكثير ما يمكن فعله أثناء التجول فيه إلا الانتهاء من مهام القصة هناك، وتلك هي المنطقة التي تحتاج لعمل أكثر من الاستوديو قبل توفير اللعبة بنسختها الكاملة.
المميز في Sons of the Forest هو وجود نظام مواسم يجعل شكل الخريطة يتغير تمامًا مع اختلاف الموسم، فعلى سبيل المثال يقوم موسم الشتاء بجعل الخريطة ثلجية بالكامل، أما في موسم الخريف تجد الكثير من الأمطار الغزيرة في كل مكان. هذا الأمر يجعل التجربة ديناميكية أكثر من الجزء الأول بكثير مع تغيير شكل الخريطة، وكل موسم يستمر حوالي أربعة أو خمسة أيام داخل اللعبة!
نفس أسلوب لعب الجزء الأول، مع تحسينات مطلوبة
مثل الجزء الأول، فأسلوب اللعب هنا يعتمد بشكل رئيسي على أربعة أشياء:
- استكشاف الخريطة من أجل الحصول على موارد أكثر وأقوى ومعرفة تفاصيل أكثر عن القصة
- عمل صُنع لكافة الأدوات التي تُساعدك في عملية استكشاف الخريطة
- بناء المقر الخاص بك وتحصينه ضد هجمات الأعداء والوحوش
- تناول الطعام والشراب والنوم من أجل البقاء على قيد الحياة
تلك هي نفس الأساسيات التي تم تقديمها في الجزء الأول، ولكن Sons of the Forest تُضيف مجموعة من الـ Animations والأفكار الجديدة للمواجهات والاستكشاف التي تجعل اللعبة أكثر متعة، مع وجود جهاز GPS Tracker يُساعدك في العثور على مختلف المناطق في البيئة، وبعض الشخصيات الجانبية التي تُساعدك مثل Kelvin و Virginia.
أي شخص يحب ألعاب البقاء سيستمتع في الحصول على الطعام والشراب وبناء مقر العمليات الخاص به وأصدقائه، ثم تجهيز أنفسهم للخروج في رحلة ميدانية بعيدة لاستكشاف كهف مُعين أو منطقة تحت الأرض لمعرفة تفاصيل عن القصة أو البحث عن عتاد أقوى. الأمر ممتع للغاية خاصةً مع الأصدقاء لأن التجربة تنقلب من رعب إلى ضحك وكوميديا، وهذا هو المطلوب في نوعية الألعاب تلك!
الذكاء الاصطناعي تم تحسينه بشكل واضح عن الجزء الأول، ومواجهة الأعداء أصبحت أكثر صعوبة وعنف مع وجود نوعيات مختلفة من الأعداء التي يمكنها قتلك بضربة أو ضربتين إذا كنت لا تمتلك الدروع اللازمة. المواجهات هنا أصبحت تحتاج لتكتيك وتفكير بدلاً من الدخول فيها بدون أي مراعاة لأي شيء مثل الجزء الأول.
خاصية البناء أصبحت أكثر واقعية ومنطقية مع إضافة الكثير من الأفكار والتفاصيل الدقيقة التي تجعلك قادرًا على بناء منزل الأحلام خاصتك على تلك الجزيرة، ويمكنك حتى الاستفادة من شخصية Kelvin في جعله يجلب لك الموارد والأخشاب اللازمة للبناء.
رسومات خلابة، وصوتيات تحتاج إلى الكثير من التحسينات
تتمتع Sons of the Forest بنقلة ضخمة في الرسومات مقارنةً بالجزء الأول على الرغم من أنها الأخرى مبنية على نفس المحرك (محرك Unity). الفرق شاسع بين اللعبتين، ويوجد اهتمام بالكثير من التفاصيل في اللعبة لدرجة أن بعض اللقطات تجعلك تشعر وأنها مأخوذة من صورة حقيقية وليست لعبة.
المياه، الأشجار، الأنهار، الغابات، واختلاف المواسم. كل تلك الأمور تم تصميمها باحترافية كبيرة، وأظن أن Sons of the Forest هي واحدة من أفضل الألعاب (إن لم تكن أفضل لعبة) التي تم بناؤها باستخدام محرك Unity، وكل خطوة في اللعبة يمكن أن تُصبح بمثابة الغلاف الجديد لحاسوبك الشخصي!
لكن مقابل وجود تلك الرسومات الخلابة تأتي لنا مشكلة كبيرة في الصوتيات والتي في الوقت الحالي يمكن اعتبارها سيئة نسبيًا، وهذا يتضح أثناء إطلاق النيران والتوجيه العام للمنطقة التي يأتي منها الصوت. استوديو Endnight Games عليه العمل بشكل أكبر على الصوتيات العامة للعبة قبل الإصدار النهائي حتى تُصبح تجربة سمعية ترقى للتجربة البصرية التي يتم تقديمها هنا.
الأداء التقني جيد، ولكنه يحتاج إلى التحسين
تجربتي للعبة كانت على حاسوب متوسط بمعالج Core i3 10100f و 16 جيجا بايت من الرامات مع بطاقة RTX 3050. تمكنت من تشغيل اللعبة على إعدادات مرتفعة بدقة 1080p مع تفعيل تنقية DLSS على وضع الجودة، وحصلت في المقابل على إطارات تتراوح بين 40 و 60 إطار في الثانية.
التجربة العامة كانت جيدة معظم الوقت، لكن في بعض الأحيان كانت اللعبة لا تستهلك إلا 60 أو 70% فقط من قوة البطاقة الرسومية، مما جعل الإطارات تقل بشكل ملحوظ، ولذلك توجد بعض التحسينات المطلوبة من تلك الناحية قبل الإصدار النهائي سواء كان لاحقًا هذا العام أو في 2024.
خلاصة القول: لعبة Sons of the Forest هي تجربة بقاء رائعة حتى في نسخة الدخول المُبكر بقصة شيقة وأسلوب لعب ورسومات مُحسنان بكثير عن الجزء السابق، لكنها لا تزال تحتاج لبعض الرتوش البسيطة حتى تُصبح تجربة البقاء على قيد الحياة المثالية، ولذلك ننصحك بالانتظار قليلاً قبل شراء اللعبة حتى يُصدر استوديو Endnight Games المزيد من التحديثات المطلوبة.