مراجعة Call of Duty: Black Ops 6

من خلال جزء Modern Warfare III في عام 2023 الماضي قدمت Activision تجربة مخيبة للآمال بالنسبة لعشاق سلسلة Call of Duty بشكل عام وعشاق طور القصة بشكل خاص، فقد قدم ذلك الجزء اقصر وأسوء قصة على الإطلاق في تاريخ السلسلة. مع الإعلان عن الجزء التالي لأول مرة وهو Black Ops 6 توقعنا أن يعيد السلسلة إلى الواجهة مرة أخرى ويقدم التجربة التي لا طالما اعتدنا عليها من السلسلة سابقًا، وسنكتشف حقيقة ذلك وأكثر في مراجعة Black Ops 6 الكاملة.

______

اقرأ أيضًا: مراجعة Call of Duty: Modern Warfare III

______

وكون Call of Duty Black Ops 6 تحت راية شركة Microsoft فقد عزز هذا من توقعاتنا لعودة السلسلة إلى مجدها مرة أخرى، خاصةً وأن عام 2023 لم يكن الأفضل لمايكروسوفت وقسم الألعاب الخاص بها Xbox لذا كانت بحاجة إلى لعبة تنقذ العام ولم يكن هناك أفضل من بلاك أوبس 6. الآن وبعد إصدارها وتجربتنا لها لعشرات الساعات، هل استطاعت أن تنقذ السلسلة وعام Xbox ؟ هذا ما سنتعرف عليه في مراجعة Black Ops 6.

قصة حماسية تذكرنا بأمجاد السلسلة

تقدم Black Ops 6 قصة استخباراتية بامتياز فهي تدور حول مجموعة من الشخصيات في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) الذين يحاولون إيقاف إحدى المنظمات العسكرية التي تعيث فسادًا في الولايات المتحدة الأمريكية ويدعمها شخص ما من داخل وكالة الاستخبارات نفسها وعليهم اكتشاف من هو هذا الشخص.

وتلعب في هذه القصة بشخصية مجهولة الهوية تدعى Case من وكالة الاستخبارات CIA بينما تدور أحداثها في عام 1991 وتحديدًا في فترة حرب الخليج أثناء حكم صدام حسين للعراق، لكن ومع ذلك فلا تركز الأحداث على تلك الحرب وإنما تركز على الهدف الآخر وهو إيقاف تلك المنظمة العسكرية التي تدعى “البانثيون” ولديها خطط من أجل صنع سلاح أو عقار قد يؤدي إلى حدوث كارثة وربما نهاية العالم بالكامل.

ومن هذا المنطلق سيتعين عليك أنت -Case- وباقي أعضاء الفريق المتكون من شخصيات قديمة مثل أدلر و وودز وأخرى جديدة كليًا على السلسلة من بينها شخصيتك التي ستلعب بها ومارشال وفيلكس وسيفاتي، إيقاف تلك المنظمة واكتشاف الشخص الذي يقف وراءها ويتحكم بها، وذلك عن طريق مهمات متنوعة بمواقع مثيرة تأخذك لها اللعبة في العديد من البلدان مثل العراق والولايات المتحدة الأمريكية والكويت وبعض أجزاء قارة أوروبا والمزيد.

وعلى ذكر المهمات فلقد قدمت اللعبة مجموعة متنوعة من المهام بها الكثير من الأحداث المثيرة والمشوقة ولن أبالغ حقًا إن قلت انها قد تجعلك تلعب لساعات وساعات دون أن تشعر بالوقت، وهو ما حدث معي طوال مدة لعبي للقصة التي استمرت لأكثر من 10 ساعات كاملة من المتعة اللا متناهية فكل مهمة لها طابعها وأجوائها الخاصة التي تجعلك تشعر بأن كل مرحلة منهم لعبة مختلفة تمامًا.

ولست أبالغ حقًا يا صديقي، لأن هناك قدرًا كبيرًا من التنوع في المهام بالفعل، فعلى سبيل المثال هناك مهام يطلب منك فيها قنص شخصية مهمة وأخرى يطلب منك فيها التسلل كصحفي داخل تجمع انتخابي أمريكي من أجل الحصول على بصمة إحدى الشخصيات المهمة والوصول إلى مكان سري تحت المبني الذي يجري فيه ذلك التجمع، هذا إلى جانب وجود مهمة يجب على جميع أعضاء الفريق التعاون فيها والتسلل داخل كازينو للسطو عليه وكل عضو من الفريق لديه دوره وطريقته الفريدة في أداء المهمة.

وهناك أيضًا مهمة في مختبر بطابع مرعب ذكرتني كثيرًا بأجواء لعبة Control جعلتني أشعر أنني قد قمت بالدخول إلى إحدى ألعاب الرعب عن طريق الخطأ، وما زاد ذلك الشعور هو الأصوات المرعبة التي تجعلك مترقبًا طوال الوقت.

هذا إلى جانب وجود مرحلة عالم مفتوح تقود فيها فريقك داخل صحراء العراق لمساعدة قوات التحالف والتسلل في المقابل إلى أسفل إحدى القصور الرئاسية، وفي هذه المرحلة يمكن التجول في العالم عن طريق مركبة دفع رباعي عسكرية والقيام بالعديد من المهام المتمثلة في السيطرة على معسكرات الأعداء أو تفجير قواعد إطلاق الصواريخ ومع إتمام تلك المهام يفتح لك المزيد من الأدوات لاستخدامها في المهام اللاحقة، وتعد هذه المرحلة من أفضل مراحل اللعبة خاصةً وأنها لا تتكرر مجددًا.

كل تلك المهام مصممة بعناية وبقدر كبير من الإتقان، لا سيما على الصعيد التصميمي الذي يعد من بين الأفضل في السلسلة ففي كل مرة تزور فيها مكان جديد ستجد أنه مصمم بدقة فائقة وقد تشعر بالدهشة من تصميم بعض الأماكن في الواقع مثل منطقة الكازينو تلك. أما عن سرد الأحداث والشخصيات فقد حصلا أيضًا على نصيبهم من هذا الإتقان، إذ يتم سرد الأحداث بطريقة مبتكرة في بعض الأحيان لكنها في الوقت نفسه تتم بشكل بسيط وسلس.

وعلى الرغم من أن بعض أحداث القصة يمكن توقعها إلا أن هذا لم يجعل منها ضعيفة على الإطلاق فهي تحتوي على العديد من الأحداث المثيرة وغير المتوقعة حتى بالنسبة للمخضرمين في سلسلة Call of Duty وقد تجعلك في بعض الأحيان تقف مذهولًا؛ وبالنسبة للشخصيات فقد صممت بعناية هي الأخرى خاصةً في الحوارات بين الشخصيات التي تجري بين المهام في المخبأ أو المقر الخاص بك، وعلى الرغم من كونها حوارات جانبية إلا أنها ساهمت بشكل كبير في بناء الشخصيات والتعرف على خلفياتهم وارائهم وهو ما يجعلك تشعر أنهم شخصيات حقيقية بالفعل.

ذلك المخبأ الذي ذكرته أعلاه تواجد مسبقًا في جزء Black Ops Cold War وها هو يعود مرة أخرى في Black Ops 6 لكن بأهمية أكبر من المخبأ في Cold War، فكما قلت يمكن من خلاله التحدث مع الشخصيات ومع ذلك فإن أهمية المخبأ لا تكمن فى ذلك وحسب بل يحتوي أيضًا على طرق لتطوير الشخصية والعتاد والأسلحة مثل زيادة عدد مخازن الرصاص والدروع التي يمكن حملها وزيادة الضرر على الأعداء ورفع قدرة تحملك خلال المعارك والمزيد، هذا إلى جانب أنه من خلال لوحة في المخبأ يمكن بدء المهام أيضًا.

بشكل عام؛ تقدم قصة Call of Duty: Black Ops 6 تجربة ضخمة مع مهام متنوعة مصممة بدقة عالية ومليئة باللحظات الحماسية والغير متوقعة في بعض الأحيان، هذا إلى جانب الأداء التمثيلي والصوتي الواقعي للشخصيات والحوارات التي ساهمت بشكل كبير في بناء شخصيات اللعبة والتعرف عليهم وعلى ماضيهم؛ وقد ساهمت هذه التركيبة في وضع قصة اللعبة بين الأفضل بتاريخ السلسلة.

مع ذلك فهناك مشكلة في القصة يشتكي منها بعض اللاعبين والتي تتمثل في حاجة اللعبة إلى اتصال دائم بالإنترنت حتى ولو كنت تلعب طور القصة، وعلى الرغم من أنني لم أواجه مشكلة مع هذا الأمر أبدًا إلا أن هناك لاعبين عانوا من خروج اللعبة بشكل مفاجئ وربما متكرر في بعض الأحيان بسبب ضعف شبكة الإنترنت لديهم، هذا عوضًا عن التصميم الباهت للشخصيات غير القابلة للعب (NBCs) لكنه لم يكن مؤثرًا؛ عدا ذلك لم ألحظ وجود عيوب أو مشاكل في طور القصة تستحق الذكر.

نظام الحركة المحسن زاد من متعة أسلوب اللعب أكثر من أي وقت مضى

مع استعراض أسلوب اللعب الخاص باللعبة لأول مرة كشفت Activision تغير كبير بعض الشيء في ميكانيكيات الحركة في اللعبة، وذلك من خلال نظام حركة جديد يدعى Omnimovement من تطوير استوديو Treyarch المسؤول عن تطوير طوري اللعب الجماعي والزومبي؛ ويعمل هذا النظام الجديد على إعطاء اللاعبين حرية وسرعة أكبر في الحركة خاصةً في طور اللعب الجماعي الذي يعتمد على السرعة في كل شيء.

إذ يسمح لك بالجري في جميع الاتجاهات الأربعة يمين، شمال، أمام، خلف وبزاوية 360 درجة، ولا يقتصر الأمر على الجري فقط بل يسمح لك هذا النظام الجديد أيضًا بالانزلاق والقفز الانبطاح على الأرض في جميع الاتجاهات، وعلى الرغم من أنه أمر يخل بالواقعية التي تعودنا عليها من السلسلة في السنوات القليلة الماضية إلا أنه يفتح آفاقًا جديدة للحركة ويمنحك فرصة للقيام بحركات لم يكن يمكنك القيام بها من قبل. نظام الحركة ذلك يحتاج إلى تمرن ووقت لكي تتقنه نعم، ولكنه في المقابل يعطيك أفضلية على اللاعبين الآخرين في المباريات خاصةً أولئك الذين لم يتقنوا نظام الحركة الجديد ذلك حتى الآن.

غير ذلك لم تحصل اللعبة على أي تغييرات يمكن القول أنها جذرية على أسلوب اللعب لأنها لا تحتاج إلى ذلك بالفعل فطريقة اللعب منذ عام 2019 مع جزء MW I وهي تقدم أسلوب لعب ممتع سريع الوتيرة وواقعي، وقد زاد نظام الحركة من المتعة والسرعة بالفعل وجعلني أشعر في بعض الأوقات أنني العب Max Payne وستشعر بذلك حتمًا عند اللعب خاصةً عندما تتقن هذا النظام الجديد، وإذا كنت معتادًا على سرعة اللعب في الأجزاء السابقة فلن تجد صعوبة في الاعتياد على نظام الحركة أو حتى إتقانه.

طور لعب جماعي ممتع كما تعودنا ستدمنه لساعات

يقدم طور اللعب الجماعي في Call of Duty: Black Ops 6 لهذا العام العديد من أنماط اللعب المألوفة التي تواجدت في الأجزاء السابقة، مثل Team Deathmatch و Search & Destroy و Control و Gunfight والمزيد من الأطوار الأخرى المألوفة لدى عشاق سلسلة ألعاب COD، بينما تقدم اللعبة في أول أسبوع من إصدارها نمط لعب وحيد جديد بفكرة جديدة نوعًا ما.

هذا النمط الجديد يدعى Kill Order يلعب فيه فريقين ضد بعضهم البعض كل فريق منهم يتكون من 6 لاعبين، وفي هذا النمط الجديد يتم اختيار لاعب عشوائي من أحد الفريقين ليكون اللاعب المهم في المباراة وعلى الفريق المهاجم التنسيق مع بعضهم البعض لقتل اللاعب المهم والعكس صحيح بالنسبة للفريق المدافع. يتمتع اللاعب المهم بمزايا عديدة مثل صحة أعلى بينما بقائه على قيد الحياة يجعله يحصد نقاطًا أكثر وقتله أيضًا يعطي للفريق المنافس نقاطًا أكثرًا.

رغم اقتناعي التام بأن نمط اللعب Kill Order الجديد يأتي بفكرة رائعة -ربما جديدة نسبيًا- ويقدم تجربة حماسية ومشوقة أكثر ربما من معظم أنماط اللعب الأخرى في طور اللعب الجماعي، إلا أنني أعتقد أنه كان من المفترض إضافة أنماط لعب جديدة أكثر وليس نمط واحد فقط جديد، لكن دعنا نأمل أن تصدر Activision أنماط لعب جديدة تمامًا في طور اللعب الجماعي كجزء من خطة دعمها للعبة خلال ما تبقى من العام الجاري وعام 2025 المقبل.

كان هذا بالنسبة لأنماط اللعب الجماعي أما عن الخرائط فإن اللعبة تقدم مجموعة جديدة كليًا من الخرائط لم تظهر مسبقًا في الأجزاء السابقة والتي يصل عددها إلى 16 خريطة، من بينهم 12 خريطة 6 ضد 6 لاعبين والأربع خرائط المتبقية 2 ضد 2 لاعبين. رغم هذا الكم الكبير من التنوع في خرائط طور اللعب الجماعي فما زالت تعاني اللعبة من بعض المشاكل التي تواجدت في الأجزاء السابقة، خاصةً فيما يتعلق بإعادة الإحياء أو Respawn.

ففي بعض الأحيان وعند إعادتك إلى المباراة مرة أخرى بعد قتلك تجد نفسك قد عدت في مكان غير مناسب يجعلك عرضة للخطر والقتل فور عودتك إلى المباراة وهو ما حدث معي كثيرًا أثناء لعبي لمختلف أنماط طور اللعب الجماعي، لكن هذا لا يحدث في جميع الخرائط بل يحدث فقط في بعض الخرائط الصغيرة لذا أعتقد أنها مشكلة تتعلق أكثر بتصميم الخرائط.

هذا وقد أعادت Activision نظام التقدم الذي يدعى Prestige والذي كان متواجدًا في العديد من الأجزاء السابقة وبعد مرور فترة طويلة على إزالته ها هو يعود مرة أخرى؛ إذ تقدم اللعبة ما يصل إلى 55 مستوى يمكن للاعبين الوصول إليه وفتح المزيد من العتاد والأسلحة والعملاء، وبعد وصولك إلى مستوى 55 يمكن الدخول في مرحلة Prestige تعيدك إلى مستوى 1 ولا تؤثر على مستوى أسلحتك، وفي المقابل تحصل على عدة مكافآت مثل شخصيات جديدة وأشكال للأسلحة وغيره؛ وهناك 10 مراحل من الـ Prestige كل مرحلة منهم تقدم مكافآت مختلفة.

الخلاصة، أن طور اللعب الجماعي في Call of Duty: Black Ops 6 يقدم التجربة الممتعة التي لطالما اعتدنا عليها مع السلسلة خاصةً في سلسلة Black Ops فعلى الرغم من عدم تقديمه سوى طور واحد جديد فقط إلا أن هذا الطور كان ممتعًا بشدة ويقدم لحظات مشوقة عن باقي الأطوار، بالإضافة إلى الخرائط المتنوعة التي تأتي بتصميم مميز يجعل تجربة اللعب في كل خريطة مختلفة نسبيًا، ومع ذلك فإن الطور ما زال يعاني من عدة مشاكل تواجدت في الأجزاء السابقة مثل إعادة الإحياء التي تتسبب في قتلك فور عودتك للمباراة.

طور الزومبي يعود بنظام الجولات بعد غياب!

يعد طور الزومبي واحدًا من أفضل أطوار سلسلة Call of Duty Black Ops خاصةً في الجزء الثالث الذي قدم أفضل طور زومبي على الإطلاق لدى معظم عشاق السلسلة. في العام الماضي ومع جزء Modern Warfare III تم تقديم الطور بشكل مختلف عن المعتاد حيث يكون في منطقة مفتوحة عليك استكشافها والحصول على العتاد المناسب لمواجهة كائنات الزومبي المتوحشة وهو أشبه بطور DMZ، ومع أنه قدم تجربة جيدة نوعًا ما إلا أن أغلب عشاق هذا الطور لم يعجبهم الأمر خاصةً وأنهم اعتادوا على نظام الجولات بدلًا من النظام الأشبه بالعالم المفتوح.

مع جزء هذا العام يبدو وأن شركة Activision قد استمعت لمجتمع اللاعبين وأعادت طور الزومبي إلى سابق عهده، وذلك عن طريق إعادة نظام الجولات مرة أخرى بعد غياب وفي هذا النظام تتكون المباراة من عدة جولات وفي كل جولة تزيد قوة كائنات الزومبي مما يرفع من الصعوبة بشكل تدريجي في كل جولة وبعد عدة جولات تبدأ عملية الإجلاء، بينما يمكن اللعب في الطور بمفردك أو مع 3 من أصدقائك أو لاعبين عشوائيين، وعن اللعب بمفردك فهو ليس بالأمر الجديد على السلسلة، لكنه يضيف شيئًا جديدًا وهو نظام الحفظ والذي من خلاله يمكن حفظ تقدمك والعودة للعب لاحقًا وهو أمر مميز خاصةً لأولئك اللذين لا يستطيعون اللعب لفترات طويلة.

يقدم طور الزومبي خريطتين فقط كل واحدة منهما لها تصميمها الخاص وأجوائها الخاصة الأولى هي خريطة Terminus وهي عبارة عن سجن وتتمتع بأجواء مرعبة وأكثر غموضًا من الخريطة الثانية، التي تدعى Liberty Falls وهي مدينة تقع في إحدى الولايات الغربية بالولايات المتحدة وتتمتع بأجواء أقل رعب وغموضًا فهي تتميز بأجوائها المشمسة نوعًا ما، وهو ما يجعل كل خريطة منهما لها تجربتها المميزة مما يساهم في جعل اللعب بكل خريطة مختلفًا بنسبة كبيرة عن الأخرى.

وإلى جانب التنوع التصميمي بين الخريطتين الذي يجعل من اللعب مختلفًا في كل خريطة، فإن كل مباراة في طور الزومبي يمكن أن تقدم اختلافّا في التجربة عن المباراة التي تسبقها فهناك العديد من الأسرار والأشياء التي يمكن استكشافها وفعلها في كل مباراة وهي كثيرة للغاية بالمناسبة ولن أبالغ إن قلت أنك في كل مباراة يمكنك اكتشاف سرًا جديدًا حتى بعد عشرات الساعات من اللعب.

بينما يقدم طور الزومبي عدة أنظمة لتحسين قدراتك وزيادة قوتك في المباريات مثل نظام العلك Gobble Gum الذي يقدم عدة أنواع مختلفة من الأعلاك لها تأثيرات مختلفة على شخصيتك حسب كل علكة فهناك أعلاك يمتد تأثيرها طوال عدة جولات أو في جولة واحدة وربما لعدة ثواني أو دقائق فقط.

وهناك نظام البيركات “Perks” الشهير الذي يبدو مختلفًا وأعمق من الأجزاء السابقة وتقسم البيركات إلى 3 فئات ملونة بالأحمر والبرتقالي والأزرق وعند اختيار 3 بيركات من نفس الفئة يمكن وضع واحدة أخرى ليصبح الإجمالي 4، بينما يوجد أسلحة مميزة تفتح بعد فترة من الزمن تساهم في قتل أعداد كبيرة من كائنات الزومبي مثل مسدس يطلق شعاع كهربائي على الأعداء.

بكل اختصار، عاد طور الزومبي إلى سابق عهده وأسلوبه الكلاسيكي الذي لطالما اعتدنا عليه مع الأجزاء السابقة بعد غياب وهو الأسلوب القائم على الجولات ويفضله عشاق السلسلة، بينما قدم عدة أشياء مميزة مثل الخريطتين اللتان تقدمان أجواءً مختلفة كالغموض الذي تتميز به خريطة Terminus، والتنوع على صعيد كائنات الزومبي؛ كل ذلك يجعل منه الطور الأمتع في اللعبة خاصة إذا لعبت مع اصدقائك.

رسوميات بصرية ممتعة للعين وأداء صوتي متقن

منذ جزء Modern Warfare 2019 وتتمتع ألعاب السلسلة برسوميات مذهلة وواقعية وتستكمل Activision هذا الأمر مع جزء هذا العام Black Ops 6، حيث يتمتع جزء هذا العام أيضًا بمستوى رسومي عالي بداية من البيئات وحتى الانفجارات التي يبدو الدخان والنيران الناتجة عنها واقعية بشدة وستشعر بثقلها عندما تحدث كتلك الانفجارات على أرض الواقع.

أما عن الأسلحة فإن تصميمها حصل على نصيبه أيضًا من الدقة والجودة من حيث الرسوميات إذ يظهر أن كل ما يتعلق بالأسلحة مصمم بدقة فائقة بداية من الأسلحة اليدوية مثل السكاكين ووصولًا إلى العتاد مثل قنابل الدخان والقنابل اليدوية وانتهاءً بالأسلحة النارية بجميع أنواعها مثل المسدسات والرشاشات والبنادق بالإضافة إلى قاذفات الصواريخ؛ وكل سلاح له صوته الفريد الذي يميزه عن الأسلحة عن الأخرى بينما ستشعر أثناء إطلاق النار بقوة السلاح وإذا ما كان خفيفًا أو ثقيلًا وهو شيء يزيد من واقعية اللعبة أكثر.

الشخصيات الأساسية أيضًا سواء كان الأشرار أو الأخيار تم تصميم وجوههم بدقة فائقة تجعلك تشعر بأنهم أناس واقعيين، وما يزيد من هذا الشعور هو الحوارات التي تجري بين كل مرحلة في المخبأ الخاص بك والتي تساهم في بناء كل شخصية ولا يتم التركيز على شخصية واحدة فقط على حساب الأخرى بل كل شخصية هنا حصلت على نصيبها، ومن خلال التحدث معهم يمكنك التعرف أكثر على شخصياتهم، هذا وتبدو حركة الشفاه وتعابير الوجوه مصممة بدقة هي الأخرى وتتماشى مع الموقف الذي يحدث أو ما يتم الحديث عنه، كل تلك الأشياء زادت من واقعية اللعبة وجعلتها من الأفضل رسوميًا في الفترة الأخيرة.

الترجمة العربية من الأفضل في الآونة الأخيرة

كما اعتدنا منذ فترة ليست بالقصيرة أن سلسلة ألعاب Call of Duty تأتينا بترجمة عربية للقوائم والنصوص كجزء من دعم Activision للمنطقة العربية، وقد تم استكمال هذا الأمر مع جزء العام الجاري Black Ops 6 حيث تأتي اللعبة بترجمة عربية للحوارات والنصوص في اللعبة بالإضافة إلى القوائم ويمكن تخصيص الخطوط بالشكل الذي يناسبك مثل تكبير الخط ووضع خلفية سوداء ليكون أكثر ووضحًا وتلوين أسماء المتحدثين.

أما عن جودة الترجمة نفسها ففي الحقيقة لقد تفاجئت من دقة الترجمة في اللعبة، فإذا ركزت فيما يقولونه ستلاحظ أن الترجمة لا تتم بشكل حرفي كما يحدث في بعض الألعاب بل يتم التغيير في بعض الجمل بما يخدم المعنى، لأن هناك بعض الكلمات والجمل الإنجليزية إذا ترجمت بشكل حرفي لن تكون مفهومة أو على الأقل لن تخدم المعنى الذي يريد المترجم الوصول إليه، فعلى سبيل المثال يمكنك سماع جمل إنجليزية مختلفة عن ما يكتب على الشاشة لكن هذا ليس بعيب بل يعد أساس دقة الترجمة وجودتها، ويتم في سبيل إيصال المعنى للاعب بشكل كامل.

خلاصة مراجعة Black Ops 6

إذًا إجابة السؤال الذي طرحته في مقدمة مراجعة Call of Duty: Black Ops 6 هي، أنه بعد جزء العام الماضي Modern Warfare III المخيب للأمال خاصةً لعشاق طور القصة فلقد استطاع جزء العام الجاري Black Ops 6 أن ينقذ السلسلة ويعيدها إلى أمجادها ولو لم يكن بشكل كامل.

وذلك من خلال قصة مشوقة مليئة باللحظات المثيرة والحماسية والمراحل المتنوعة التي تشعر معها وأن كل مرحلة هي لعبة مختلف، والمستوى الرسومي والصوتي العاليين، وطور اللعب الجماعي الممتع، والأهم من كل ذلك هو عودة طور الزومبي مرة أخرى إلى النظام القائم على الجولات، كل هذا أنقذ عام Xbox وجعل Black Ops 6 واحدة من بين أفضل أجزاء سلسلة ألعاب Call of Duty على الإطلاق.