مراجعة Dead Rising Deluxe Remaster

بين كل ألعاب الزومبي التي صدرت في مطلع القرن الجاري، ومع مرور السنوات، حفظت Dead Rising لنفسها مكانة خاصة في قلوب عشاق هذه الألعاب، فهي سلسلة ذات طابع مختلف وأجواء فريدة من الصعب أن تجدها في لعبة زومبي أخرى. هي لعبة تنظر إلى جائحة كهذه بطابع هزلي، وتركّز على شيئين لا ثالثَ لهما: أطلق العنان لخيالك في طرق قتل الزومبي المرحة والإبداعية، واحرص على توثيق ذلك بالكاميرا، فأنت صحفي قبل كل شيء، كما سوف نكتشف معًا في مراجعة Dead Rising Deluxe Remaster الكاملة!

امتدت سلسلة Dead Rising إلى أجزاء متعددة مع قصص مختلفة، لكن يظل بطل جزئيها الأول والرابع “فرانك ويست” هو الوجه الأيقوني للسلسلة، لذلك كان منطقيًا أن تُنتج Capcom “ريماستر فاخر” للجزء الأول الصادر عام 2006، وتعيد تقديمه للاعبين في 2024، فهل نجح المطور الياباني في مهمته أم أنه “ريماستر فاخر” لم يطلبه أحد؟ إليكم المراجعة.

قصة زومبي كلاسيكية، بطولة الصحفي “فرانك ويست”

مراجعة dead rising deluxe remaster

تأخذنا القصة إلى مدينة “ويلامت” الأمريكية، حيث يقرر الصحفي الحر “فرانك ويست” التحليق فوق المدينة لمعرفة ما يجري بداخلها، منذ أن الأخبار عنها انقطعت، وقوات الجيش تطوّق جميع مداخل ومخارج المدينة، فيذهب “فرانك” مطاردًا السبق الصحفي لنقل ما لم تستطع وكالات الأنباء نقله من أخبار عن ما يحدث في تلك المدينة.

أثناء التحليق بالمروحية يتضح أن هناك جائحة من نوع ما داخل المدينة، وأنها أصبحت موبوءة بكائنات الزومبي الهائمة في شوارعها، والمطاردة للناجين من البشر. يريد “فرانك” التقصي أكثر فيهبط فوق مركز التسوق الأضخم في المدينة، ويطلب من المروحية العودة بعد 72 ساعة. خلال تلك الفترة، يحاول “فرانك” جمع قدر ما يستطيع من معلومات وكشف الأسرار وراء ما يحدث، مع محاولة النجاة بحياته في أروقة وأقسام مركز التسوق.

حصل جميع الشخصيات تقريبًا على ممثلين جدد، بأداءات صوتية سُجلت خصيصًا لهذا الريماستر، بما في ذلك صوت “فرانك” بالطبع. تلك الأداءات الجديدة تحافظ أيضًا على أسلوب Dead Rising المعهود في السرد والحوارات من الناحية الهزلية والسخافة، والذي قد لا يناسب الجميع.

مراجعة dead rising deluxe remaster

القصة بشكل عام عادية، فهي قصة الزومبي المعتادة في أغلب الأعمال الفنية حيث تكتشف وجود مؤامرة من نوع ما وتورط جهات سيادية فيما يجري، ومع مرور الأحداث تنكشف المزيد من التفاصيل في تسلسل طبيعي.

ما يميز القصة هو وجود وقت يجب إدراته بحكمة، ففي وجود إمكانية تسريع الوقت، مع المحتوى الجانبي والاستكشاف، تكون إدارة الوقت عنصرًا أساسيًا، وإذا فشلت فيه ستتوقف القصة ببساطة عند نقطة ما، وستخبرك اللعبة بأن تنجو فيما تبقى من الـ 72 ساعة المحددة حتى يأتي وقت الإجلاء، وإذا أردت العودة إلى القصة عليك البداية مجددًا أو العودة إلى أحدث نقطة حفظ. هذا النظام يجعلك تشعر كأنها لعبة بقاء أكثر من كونها لعبة أكشن، وهو مزيج رائع يُبقيك متفاعلًا ومنتبهًا لأفعالك، ويجبرك على تحديد أولوياتك من حيث المهام الجانبية والرئيسية.

أطلق العنان لخيالك في تقطيع الزومبي بطرق عديدة، وفي تصويرهم أيضًا

مراجعة dead rising deluxe remaster

تتمحور تجربة Dead Rising في العموم على أسلوب اللعب وليس القصة، فاللعبة تتيح أدوات كثيرة لقتل الزومبي، كل منها يعمل بطريقة مختلفة ويبعث بشعورٍ خاص. تقع أحداث اللعبة في مركز تسوق، وكل ما يأتي إلى بالك ويمكن التقاطه في هذا المركز، سيؤدي وظيفته في القضاء على الزومبي بأكثر الطرق الممتعة والمشبعة أيضًا. ستتفاجأ من فاعلية الصحون في تشريح الزومبي أو مدى قدرة عربة التسوق على دهس حشود الزومبي دون عناء.

بالطبع هناك أدوات أخرى كثيرة، منها ما يكون مُلقى على الأرض ويمكن استخدامه في التلويح لإبعاد حشود الزومبي مثل المقاعد الخشبية أو تماثيل عرض الملابس، ومنها ما تكون له آلية خاصة ويمكن استخدامه عدة مرات مثل كرة القدم التي يمكن ركلها لترتد بين الزومبي ذهابًا وإيابًا، والمنشار الكهربائي الذي يمكن تشغيله والاندفاع به وسط تجمعات الزومبي ليتم تقطيعهم بشكل تلقائي، كما أن هناك طرقًا منطقية أكثر لقتل الزومبي مثل المسدسات والسكاكين. تتركك اللعبة لتستخدم تلك الأدوات وتبدل بينها بحرية.

مقارنةً بـ Dead Rising الأصلية، قتل الزومبي بالطرق المختلفة أصبح أمتع وله شعور أفضل، وذلك بفضل تحسين الفيزيائية والمؤثرات البصرية للدماء وما شابه، فكل ضربة لها وزنها وثقلها، وكل تلويحة يمكن الشعور بتأثيرها. المؤثرات الصوتية للضربات أيضًا شهدت تحسينًا واضحًا، الأمر الذي يزيد من متعة قتل الزومبي وتقطيع أشلائهم.

الجانب الآخر الممتع من التجربة هو التقاط الصور وحصد نقاط الخبرة حسب جودة الصورة. هناك فئات متعددة لأنواع الصور، فهناك صور تندرج تحت فئة الدراما، والتي تكون صورًا مليئة بالمشاعر والتعبيرات، وصور أخرى في فئة الرعب، والمزيد من الفئات. جودة الصورة تتحدد حسب كمية العناصر الموجودة في الإطار، بالإضافة إلى وضوح تلك العناصر وتركيز عدسة التصوير.

كلما التقطت صورًا أفضل وفي مواقف غير اعتيادية، مثل تصوير الزعيم وهو على وشك الصدام معك أو تصوير الزومبي وهو يهجم على أحد البشر، حصلت على نقاط خبرة أكثر، الأمر الذي يساعد على زيادة المستوى. نظام المستويات هنا بسيط، ولم يشهد تعديلات تُذكر عن النظام في Dead Rising الأصلية، فمع كل مستوى جديد ستحصل على مهارة أو ميزة جديدة، مثل إمكانية التدحرج أو دفع الزومبي بقوة حين يمسكون بك، وأيضًا زيادة عدد الأغراض التي يمكن حملها، والمزيد من المهارات.

“ريماستر فاخر” لكنه يحتفظ بجوانب مزعجة تعود إلى 2006

لندع التحسينات البصرية والفيزيائية الواضحة في هذا الريماستر، ولننظر إلى ما ظل على حاله منذ 2006 ويعيق التجربة بشكل ملحوظ. أسلوب اللعب حصل على بعض التدعيمات بالفعل، لكنها بعيدة عن كونها كافية للعبة صادرة في 2024.

إحدى هذه التدعيمات، وربما أهمها، هي إمكانية الحركة أثناء التصويب، والتي لم تكن موجودة في النسخة الأصلية من Dead Rising. بالفعل أصبح يمكنك الحركة عند التصويب، لكن عند الإطلاق بالمسدس، لا يمكنك الحركة لمدة ثانية أو أكثر، وهي وهلة قصيرة أثناء الإطلاق وبعدها أيضًا، ما يجعل الاستجابة ليست في أفضل أحوالها. ضف على ذلك أن الحركة أثناء التصويب لا تنطبق على جميع الأدوات، فكرة البولينج “Bowling” مثلًا تجبرك على الثبات مكانك أثناء التصويب، تمامًا كما في النسخة الأصلية.

الحركة نفسها لا زالت تحتفظ بالاستجابة البطيئة والشعور المزعج الذي كان في النسخة الأصلية، فإذا أردت تغيير اتجاهك أثناء الحركة للاحتماء بشيء ما مثلًا، ستكون حركة الشخصية مفرطة وستتحرك خطوات زائدة عن المطلوب باستجابة ضعيفة. دعني أؤكد على مدى أهمية سلاسة الحركة والاحتماء بساتر ما في هذه اللعبة، خاصةً في بعض مواجهات الزعماء التي تكون بعيدة المدى. هذا الجانب كان من أكثر الجوانب المزعجة التي تجعل التجربة أصعب دون داعٍ في النسخة الأصلية في 2006، و”الريماستر الفاخر” لم يستطع التغلب عليه.

Dead Rising Deluxe Remaster مليئة بشاشات التحميل، فكلما انتقلت من قطاع إلى قطاع آخر في الخريطة ظهرت شاشة تحميل سوداء، وهو أمر مزعج منذ أن التنقل بين أقسام المركز التجاري يحدث بشكل مستمر للتجول في الخريطة والوصول من نقطة لأخرى. شاشات التحميل ليست طويلة، خاصةً إذا كان لديك وحدة تخزين SSD لن تطول مدة التحميل عن ثانيتين تقريبًا.

_____

اقرأ أيضًا: مواصفات تشغيل Dead Rising Deluxe Remaster

_____

رسوميات محسنة مع تطور واضح في عناصر البيئة والإضاءة

من النظرة الأولى على عالم Dead Rising Deluxe Remaster ستلحظ القفزة الرسومية مقارنة باللعبة الأصلية. الريماستر استفاد من محرك RE بشكل كبير، فعناصر البيئة والإكساءات بها تفاصيل عالية الجودة، لدرجة أن بعضًا منها جعلني أتساءل إذا ما كان هذا ريماستر حقًا أم ريميك. الإضاءة هي الأخرى تشكل فارقًا واضحًا في التجربة الرسومية هنا، سواء كان ذلك في بيئة خارجية مثل حديقة مركز التسوق، أو في البيئات المغلقة.

مراجعة dead rising deluxe remaster

من ناحية الوجوه فأصبحت الآن ذات تفاصيل واضحة وملامح حقيقية عوضًا عما كان موجودًا في اللعبة الأصلية، الأمر الذي يعطي أبعاد جديدة لكل شخصية. تعابير الوجوه شهدت تطورًا واضحًا مع تزامن الشفاه أيضًا، وفي أغلب الأحيان تعمل بكفاءة، باستثناء حركة الأعين التي تبدو غريبة وغير طبيعية على وجوه بعض الشخصيات.

بشكل عام، القفزة الرسومية مميزة بالنظر إلى أنه ريماستر وليس ريميك، وهو ما يتضح أكثر عند المقارنة مع النسخة الأصلية لـ Dead Rising الصادرة عام 2006، فهو ريماستر بمعايير Capcom المرتفعة من الناحية الرسومية.

 الخلاصة

يمكن القول أن Dead Rising Deluxe Remaster هو جواب حب لعشاق السلسلة، الذين جربوا النسخة الأصلية للعبة وسيغمرهم شعور الحنين إلى الماضي حين يزورون اللعبة مجددًا في حلتها الجديدة، مع تحسينات رسومية حقيقية وتعديلات مؤثرة. لكن، بالنسبة للجمهور الجديد، فـ Dead Rising سلسلة خاصة لا تناسب جميع الأذواق، وهذا الريماستر لا تزال به آثار مزعجة من النسخة الأصلية التي صدرت في 2006، وبطبيعة الحال لن يتقبلها الكثيرون، وبالرغم من ذلك يظل ريماستر جيد.

ننصح بشرائها لـ

  • من لعب Dead Rising الأصلية ويريد العودة إليها
  • من يهتم بالسلسلة ويرغب في البدء فيها
  • من يمكنه التغاضي عن عيوب اللعبة

لا ننصح بشرائها لـ

  • من ليس لديه معرفة مسبقة بسلسلة Dead Rising وطابعها الخاص
  • من تهمه السلاسة في الحركة وفي أسلوب اللعب
  • من لا يحب الطابع الهزلي في ألعاب الزومبي
جيدة
0

الإيجابيات

  • تحسينات رسومية جيدة جدًا سواء من حيث وضوح التفاصيل أو الإضاءة.
  • تحسين الفيزيائيات والمؤثرات البصرية والسمعية، ما يجعل قتل الزومبي وتشريحهم أفضل وأمتع.
  • تنوع طرق قتل الزومبي بآليات مختلفة ذات أفكار إبداعية.
  • المزج بين عنصريّ الأكشن والبقاء بصورة غير مباشرة مع إمكانية توقف القصة إذا لم تُدر الوقت والموارد بحكمة.
  • تحسين الذكاء الاصطناعي للأعداء والناجين أيضًا بفارق هائل عن النسخة الأصلية.

السلبيات

  • تأخير في استجابة الحركة بالأخص عند تغيير الاتجاهات ومحاولة الاحتماء.
  • كثرة شاشات التحميل التي تصاحب الانتقال من قسم إلى آخر في الخريطة.
  • أسلوب اللعب حصل على تحسينات طفيفة مع ترك جوانب عفا عليها الزمن دون تغيير أو تعديل.
  • اللعبة غير معربة ولا تدعم اللغة العربية في أي من جوانبها.

 عِش معنا متعة اللعب على أصولها.. لمزيد من المقالات الرائعة تابعو قناتنا على واتساب.

وسوم

3 2 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x