ألعاب السابقات ليست المُفضلة بالنسبة ليّ، فرغم أني أقوم بتجربتها بين الحين والآخر، إلا أنها لا تحصل على انتباهي لفترةٍ طويلة، ولكن يبدو أن الأمر سيختلف مع لعبة DeathSprint 66، فهي واحدة من أكثر ألعاب السباقات تميزًا حتى الآن. تخيل معي أنك تلعب في المستقبل ليس بسيارة، بل بشخص فعلي يركض على قدمه ويستخدم مختلف التقنيات والقدرات ليفوز في السباق ضد الآخرين ويتفادى الأخطار المميتة! إليكم مراجعة DeathSprint 66 الكاملة للعبة السباقات المميزة.
سباقات DeathSprint 66 من الأكثر تميزًا في التاريخ!
يوجد جانبين لتجربة DeathSprint 66، الجانب الأول وهو السباقات الأونلاين PVP وهو التركيز الرئيسي للعبة حيث ستدخل في سباقات أونلاين تحاول استخدام فيها كافة مهاراتك الممكنة حتى تتفوق على اللاعبين الآخرين وتتفادى كل العقبات والفخاخ المميتة لتخرج من السباق في المركز الأول.
أما الجانب الثاني المُسلي الذي يمكنك قضاء الكثير من الوقت فيه وأنت تحاول إنجازه هي التحديات الجانبية، حيث يكون لديك Timer مُصمم ليجعل التجربة صعبة عليك وهنا يجب أن تنتهي من التحدي في هذا الوقت المُحدد أو تُحقق رقم قياسي مُعين لتفوز وتتجه للتحدي التالي. تلك التحديات صعبة جدًا، وفي بعض الأحيان وجدتها أصعب من تحدي لاعبين آخرين حقيقيين لأن الاستوديو المُطور يضع كمية من الفخاخ والعقبات المستفزة هنا بالذات!
فكرة اللعبة بشكل رئيسي تتمحور حول المستقبل، فنحن في عام 2066، وتحاول بعض الشبكات أن تُسيطر على جانب الترفيه العالمي، والشيء الذي اشتهر في ذلك الوقت هي سباقات الموت حيث يحصل كل المتسابقين على عدد لا نهائي من المستنسخين ويستخدمونها بلا هوادة في سباقات مميتة لتصدر المراكز الأولى.
السباقات رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقد قدمت اللعبة تجربة مختلفة تمامًا على عكس سباقات السيارات أو الدراجات النارية التي تعودنا عليها ومللنا منها في نفس الوقت. هنا يجب عليك التركيز في كل خطوة بشكل أكبر خاصةً مع وجود الفخاخ التي تُشكل الفارق بين المراكز، وتفاديها يكون صعب للغاية. أيضًا ستحصل على مختلف المهارات والأدوات عبر مضمار السباق، ويمكنك استخدام تلك الأدوات للدفاع عن نفسك أو قتل اللاعبين الآخرين وإعاقة طريقهم إلى الفوز.
أما بالنسبة للفعاليات والتحديات الجانبية، فتوجد منها أنواع مختلفة. أولهم وهو أن تركض بسرعة متفاديًا كافة العوائق وتدخل عبر الدوائر الزرقاء قبل أن ينتهي الوقت المُحدد، وكلما تتقدم في مراحل هذا التحدي كلما يزداد صعوبة. نفس الصعوبة تنطبق على التحديات الأخرى، فمنها سباقات عادية ضد الذكاء الاصطناعي، والأخرى عبارة عن حصولك على أعلى رقم قياسي ممكن وهزيمة الرقم الذي تُحدده لك اللعبة في بداية السباق.
التجربة عمومًا كانت ممتعة للغاية خلال الساعات التي قضيتها فيها، لكن للأسف يبدو أن فريق التطوير والنشر لم يتمكنا من عمل دعاية جيدة للعبة، فتقريبًا معظم الوقت لا يوجد إلا 100 شخص فقط يلعبها على الحاسب الشخصي ونادرًا ما وجدت لاعبين حقيقيين، مما يؤدي في النهاية طبعًا إلى ملء كل السباقات بالذكاء الاصطناعي والـ Bots لتعويض غياب اللاعبين. كنت أتمنى أن تكون اللعبة مشهورة بشكل أكبر واشتراها لاعبين أكثر حتى أتمكن من خوض سباقات حقيقية!
____
اقرأ أيضًا: تقييم ومراجعة Spectre Divide
____
للأسف توجد بعض التكرارية والمشاكل في التجربة
رغم أن فكرة اللعبة نفسها ممتعة والسباقات كانت رائعة كلها بمختلف التحديات، إلا أن اللعبة تواجه بعض التكرارية في التصميم، وهذا الأمر ينطبق على جانبين. الجانب الأول وهو تصميم المراحل والتي تتشابه بعضها في الجانب البصري إلى حدٍ كبير مع أيضًا عدم اختلاف زوايا تواجد العقبات والفخاخ المختلفة.
أما الجانب الثاني فهو التحديات. الكثير من التحديات متكررة بشكل مستفز، ولا يوجد سوى 3 أنواع في الوقت الحالي. هل العدد قليل؟ لا، ولكن بعد ساعات بسيطة من اللعب وجدت نفسي أُعيد نفس التحديات مرارًا وتكرارًا في محاولة الوصول لأعلى رقم قياسي ممكن فقط، ولا يوجد هدف آخر!
أتمنى من فريق التطوير أن يُركز جهوده على توفير المزيد من التحديات وجذب لاعبين أكثر بدعاية أكثر في الفترة المقبلة، لأن تلك اللعبة ستموت بسرعة إذا لم يتمكن الفريق من توفير أفكار جديدة سواء داخل أو خارج اللعبة. اللعبة رائعة، وفكرتها مميزة لذلك أتمنى أن تعيش أطول فترة ممكنة وتحظى بتحسينات مستقبلاً تجعلها تجربة سباقات لا تُنسى للكثير من اللاعبين.
اللعبة تُعاني أيضًا من بعض المشاكل التقنية الطفيفة التي تؤثر على تجربة اللعب وفي بعض الأحيان تجد الشخصية تُعيد نفسها للوراء أو تسير في اتجاه مختلف رغم أنك لم تفعل أي شيء! تلك المشاكل كانت مستفزة في الكثير من الأحيان وبالتحديد في السباقات الأونلاين لأنه لا يوجد رجعة أمام لاعبين آخرين تمكنوا من التفوق عليك وسباقك بمئات الأمتار، وأنت هنا لا تزال تعاني مع مشاكل اللعبة التي قررت فجأة أن تُغير مسار الشخصية!
رسومات خلابة وتصميم صوتي رائع
التصميم البصري للعبة DeathSprint 66 رائــــــع بكل ما تحمله الكلمة من معنى. اللعبة جميلة بصريًا ورغم أنها لا تُقدم تقنيات خرافية مثلاً أو تتبع أشعة (إلا أنها من الممكن أن تستفيد من تلك التقنية) لكنها لا تزال تجربة خرافية بصريًا وتنقل احساس المستقبل بطريقة إبداعية. إذا أردت تقريب منظورك لرسومات اللعبة، فيمكنك التفكير في لعبة مثل Cyberpunk 2077 مثلاً وتخيل هذا العالم الرائع، ثم نقل تخيلك للعبة DeathSprint 66.
اللعبة مليئة بالألوان والنيون والانعكاسات من كل شيء في البيئة مما يجعلك منبهرًا ببصريات اللعبة على الرغم من أن كل شيء يسير بسرعة كبيرة أثناء السباقات. أيضًا يوجد تنوع لا بأس به في تصميم المراحل وبعض المراحل تختلف ألوانها تمامًا عن الأخرى مما يُعطي اللعبة جانب فني مُبهر في الكثير من الأحيان.
نفس الأمر ينطبق على الجانب الصوتي، فرغم أن اللعبة لا تحتوي على أي حوارات أو شيء من هذا القبيل، إلا أن الموسيقى التصويرية هنا خرافية وتجعلك تدخل في مود السباقات محاولاً الفوز به بكل الطرق الممكنة. الموسيقى الحماسية ممزوجة بتصميم بصري مُذهل يجعلان تجربة DeathSprint 66 لا تُنسى!
أما من ناحية الأداء التقني فاللعبة كانت مُستقرة إلى حدٍ كبير، حيث تمكنت من تشغيلها على حاسوب متوسط بمعالج Intel Core i5-10400F و 32 جيجا بايت من الرامات مع بطاقة رسومية Nvidia GeForce RTX 3050، وحصلت على 60 إطار في الثانية على إعدادات مرتفعة مع دقة 1080p وتفعيل تقنية الـ DLSS على وضع الجودة. كان هناك هبوط أحيانًا في الإطارات لكنه لم يستمر طويلاً وهذا شيء إيجابي.
الخلاصة
في ختام مراجعة DeathSprint 66، لعبة هي واحدة من أكثر تجارب السباقات تميزًا والتي قضيت عليها وقت طويل في الفترة الأخيرة. فكرة السباق على قدمك واستخدام تقنيات مستقبلية كانت رائعة ومُبهرة في نفس الوقت، التحدي ضد اللاعبين الآخرين ومحاولة قتلهم أو توجيههم إلى الفخاخ أضاف الكثير من الحماس والمتعة على التجربة، وكل هذا يكتمل بمجموعة من التحديات الصعبة والرائعة التي ستقضي فيها ساعات لعب كثيرة. لكن التكرار المتواجد في اللعبة مع مشاكلها التقنية وقلة أعداد اللاعبين يمنعنا من ترشيحها لكم في الوقت الحالي لأنه من الواضح أنها ستموت بسرعة، إلا إذا تمكن فريق التطوير من تغيير ذلك بطريقةٍ أو بأخرى…