مراجعة توسعة Elden Ring: Shadow Of The Erdtree

لا شك أن توسعة Shadow of the Erdtree للعبة Elden Ring هي واحدة من أكثر الإصدارات انتظارًا وترقبًا، ذلك إن لم تكن الأكثر، هذا العام. ذلك الحماس الجنوني من عشاق ألعاب السولز لهذه الإضافة هو حماس مبرر، فاللعبة المتوجة بلقب لعبة العام في 2022 بعد منافسة شرسة مع God of War Ragnarok، كما تخطت الـ 25 مليون نسخة مباعة مؤخرًا، هي واحدة من العلامات الفارقة في صناعة الألعاب، وطفرة كبيرة في تصنيف ابتدعه استوديو FromSoftware في الأساس منذ 15 عامًا تقريبًا حين أصدر Demon’s Souls.

بعد عدد من العروض الدعائية، السينمائية منها والملتقطة من داخل اللعبة، لم يزد ذلك اللاعبين إلا تشوقًا، خاصةً بالنظر إلى تاريخ الاستوديو الحافل بالتوسعات ذات الطراز الرفيع، والتي -بطريقة ما- تنجح في التفوق على اللعبة الأساسية على أصعدة عدة. توسعتا The Ringed City وAshes of Ariandel للعبة Dark Souls 3 و The Old Hunters للعبة Bloodborne هي توسعات تقدم تجارب لا تُنسى، وتعمق من تجربة اللعبة الأساسية بشكل مميز، مع الكثير من المحتوى وقيمة عالية مقابل السعر.

—————–

اقرأ أيضًا: جميع التفاصيل عن توسعة Elden Ring المُنتظرة Shadow of the Erdtree من الإعلان الرسمي

—————–

كل هذه المؤشرات تبشرنا بتوسعة عظيمة، للعبة هي في الأساس علامة فارقة في صناعة الألعاب، ولكن على الجانب الآخر ستجد أن السعر 40 دولار، وهي التوسعة الأعلى سعرًا للاستوديو وواحدة من الأغلى على الإطلاق. لذلك، وبعدما قضينا الأيام الماضية في عالم أرض الظلال الواسع، لنتعرف سويًا على ما تقدمه توسعة Shadow of the Erdtree بالتفصيل، والتي سيصحبها تحديث مجاني يضيف الترجمة العربية على جميع المنصات. فهل تستحق الشراء مقابل 40 دولار؟

القصة تأخذنا إلى مكان جديد كليًا، تجاوب على أسئلة قديمة مع طرح أخرى جديدة

أرض الظلال هي مسرح الأحداث لقصة التوسعة، حيث يتجه إليها بطلنا الـ Tarnished بحثًا عن “ميكيلا” الذي تخلى عن جسده وانطلق في تلك الأراضي الغامضة هائمًا على وجهه، لسبب لا يعرفه سواه. الوصول لأرض الظلال يتم من خلال لمس يد “ميكيلا” المتدلية في “قصر سلالة موهج”، وذلك بعد هزيمة “موهج، سيد الدماء”.

في رحلتنا نتبع خطى “ميكيلا” المتمثلة في صلبان ذهبية تحمل كل منها رسالة منه، وفي أثناء ذلك تفرض أسئلة عدة نفسها ولا تتبعها إجابات سهلة، مثل: ما هي طبيعة أرض الظلال وما علاقتها بالأراضي الوسطى (خريطة اللعبة الأساسية)؟ كيف وصل “ميكيلا” إلى هنا بعدما تخلى عن جسده، بل وأنه وهب روحه ودماءه لبناء شجرة Haligtree؟ ما غرضه من الوجود في أرض الظلال؟ لماذا نتبع “ميكيلا” في الأساس؟

على مدار ساعات اللعب، كل هذه أسئلة تطرح نفسها، بجانب أسئلة أخرى تتعلق بقصة Elden Ring وشخصياتها وتاريخ عالمها، بأسلوب سرد FromSoftware المعهود، المتسم بالغموض وحثّ اللاعب على البحث عن الإجابات بنفسه، ومن خلال مغامراته.

أحداث القصة والحوارات تؤدي دورها بامتياز، وتساعد في دفعك للبحث عن الإجابات واستكشاف أرض الظلال، وأن تقرأ وصف كل عنصر تلتقطه وتتقصى عن هوية الزعماء التي تواجهها أملًا في العثور على إجابات للأسئلة التي حتمًا ستؤرقك أثناء اللعب.

لن أدّعي فهمي للقصة بشكل كامل، وهو المتوقع من قصة ناتجة عن العقول الداهية في FromSoftware، ولكني كشخص مهتم بقصة Elden Ring وأستمتع بمشاهدة مقاطع تحليلية للأحداث، يمكنني القول أن قصة Shadow of the Erdtree أجابت على أسئلة عدة وطرحت أخرى دون جواب ظاهر، بل وكشفت عن مفاجآت غير متوقعة.

التوجه الفني في التوسعة يضيف إلى الهوية البصرية للعبة المتنوعة في الأساس

ألعاب السولز بشكل عام وألعاب FromSoftware بالأخص هي الألعاب التي تجعلني أطرح السؤال: من قال أن المتعة البصرية مرتبطة بالدقة الرسومية؟ إنه التوجه الفني الذي يصنع المعجزات، ويجعلك تُقدّر ما تراه عيناك، وتسمتع بكل لحظة تتعرض فيها للوحات الفنية المعروضة أمامك.

هذا ما يمكن قوله والتأكيد عليه في تصميم البيئات في توسعة Shadow of the Erdtree، فكل مكان تدخله، داخليًا كان أو خارجيًا، فوق الأرض أو تحتها، ستتوقف كثيرًا لتتأمل جمال البيئات المرسومة بفن وأناقة وتتساءل عن نوع السحر الذي يمارسه هذا الاستوديو لتظهر ألعابه بهذا الجمال، وهم لا يركزون على الدقة الرسومية ولا يستخدمون أحدث التقنيات الجنونية التي تتوافق مع شريحة صغيرة من اللاعبين.

الأمر الآخر الذي دفعني إلى الجنون هو التنوع الكبير للبيئات هنا بالنسبة لبيئات اللعبة الأساسية. Elden Ring هي لعبة ضخمة، ضخمة بشكل لا يُصدق، وفي ثنايا عالمها توجد الكثير من البيئات ذات المظاهر المختلفة والتوجهات الفنية المتباينة، فهناك مناطق دافئة يكسوها اللون الذهبي، ومناطق أخرى قارسة البرودة تغطيها الثلوج ناصعة البياض، كما أن هناك مناطق سوداوية يبدو عليها الكآبة ومناطق أخرى تتسم بمظهر خاص يعكس صفاتها.

توسعة Shadow of the erdtree

العجيب أن توسعة Shadow of the Erdtree تضيف المزيد من البيئات ذات الهويات الفريدة إلى مكتبة Elden Ring المليئة بالفعل ببيئات متنوعة، لذلك أن تقدم التوسعة مناظر جمالية جديدة لم تشهدها اللعبة الأساسية من قبل، مع الحفاظ على هوية اللعبة وعدم الشرود بعيدًا، هو أمر عجيب بكل تأكيد. على سبيل المثال، “سكادو ألتوس” منطقة يكسوها الغبار الحارق واحمرار اللون الأسود وكأنك تستطيع استنشاق ذلك الهواء المعكر، في حين أن “أنقاض راوه العتيقة” منطقة خضراء زاهية تتخللها الشلالات المنهمرة وتبعث بالسلام النفسي، و”الساحل اللازوردي” يبدو كحديقة واسعة من الزهور الزرقاء الساطعة مع سماء المظلمة، والمزيد والمزيد من البيئات المختلفة التي لن أتطرق إليها تجنبًا للحرق.

عالم أرض الظلال شاسع وعدواني، بتصميم مراحل أكثر تعقيدًا وكثافة

حالها حال اللعبة الأساسية، تبدأ التوسعة والخريطة صغيرة بلا ملامح، ومع الاستكشاف وتجميع أجزائها، تبدأ الخريطة في الاتساع لتبهرك بحجمها باستمرار. ليس فقط الحجم الكبير هو ما يميز عالم أرض الظلال، بل تصميم المراحل هو ما يخطف الأضواء هنا. هناك تركيز واضح على تصميم المراحل بأسلوب مغاير عن اللعبة الأساسية، فهو ليس تصميمًا بعيدًا عن الأصل في عالم Elden Ring الأساسي، ولكنه يدفع تعقيد العالم وتشابكه إلى مستويات أبعد، ويزيد من التحدي عند الاستكشاف.

توسعة shadow of the erdtree

بالطبع عالم اللعبة أضخم وأوسع على جميع النواحي، ولكن، بلا شك، عالم التوسعة مركز أكثر ويتسم بالكثافة والتشابك بشكل لم نره في اللعبة الأساسية، فالمكان الواحد يخفي داخله عدة أماكن أخرى بفضل وجود طبقات عديدة تحت الأرض. التوسعة تأخذ العالم المفتوح وتزيده تعقيدًا، وهو أمر منطقي فمن المفترض أنك أصبحت خبيرًا بأساليب الاستكشاف في اللعبة قبل الدخول إلى التوسعة، فوجود التحدي هنا يزيد من متعة اللعب وينعش الأجواء.

أتذكر تصريحًا للسيد “ميازاكي”، مخرج Elden Ring والأب الروحي لألعاب السولز بشكل عام، قال فيه أن عالم التوسعة سيكون في حجم “ليمغريف” من اللعبة الأساسية. لكن الآن، وبعدما أكملت جميع أجزاء الخريطة وزرت كل الأماكن -تقريبًا- فيها، لا أعتقد أن هذه الخريطة في حجم “ليمغريف” إطلاقًا، خاصةً إذا وضعنا في الاعتبار الطبقات العديدة تحت الأرض، والسراديب التي هي أكبر وأعمق من سراديب اللعبة الأساسية. في رأيي، هذه الخريطة أكبر بفارق واضح من خريطة “ليمغريف”، وبلا شك ستستغرق وقتًا في استكشافها ومطاردة أسرارها أطول بكثير من وقت استكشافك لـ “ليمغريف”.

ذلك بجانب أن العالم يقدم أنواع جديدة من الأعداء، وكل منطقة تحتوي على نوع مختلف منهم. هؤلاء الأعداء يتسمون بالعدوانية والشراسة، بالإضافة إلى تمكنهم من أنواع مختلفة ومتنوعة من الهجمات، سواء القريبة أو بعيدة المدى. بالطبع الزعماء ليسوا استثناء، فمن الواضح صعوبة الزعماء هنا مقارنة باللعبة الأساسية، ولكنهم أيضًا متنوعون بشكل كبير، وكل زعيم، سواء كان جانبيًا أو أساسيًا، لديه أسلوب مختلف.

بشكل عام، في تجربتي استغرقت حوالي 37 ساعة لاستكشاف جميع المناطق، والانتهاء من 20 زعيمًا تقريبًا، بين الرئيسي والجانبي. لا يزال هناك زعماء جانبيون لم أقض عليهم، وبالتأكيد هناك مناطق سرية لم أستطع الوصول إليها بعد أو مناطق لا أعلم بوجودها حتى، لذلك مدة اللعب هنا مرضية جدًا مقابل سعر 40 دولار.

نظام مستويات جديد خاص بتوسعة Shadow of the Erdtree، يحبذ الاستكشاف بشدة

توسعة Shadow of the Erdtree تقدم نظامًا جديدًا لرفع المستوى لا يصبح فعالًا سوى داخل حدود أرض الظلال. النظام الجديد يعتمد على رفع مستوى “مباركة شجرة سكادو”، والذي يتم عن طريق تجميع عناصر تُدعى “أجزاء شجرة سكادو”،والتي يمكن مقايضة عدد منها لرفع قوة الهجمات مع تقليل الضرر المتلقَّى بنسبة تُضاف إلى إحصائيات شخصيتك الأساسية. هناك أيضًا عنصر “رماد الأرواح الجليل” الذي يؤدي غرضه بطريقة مماثلة لـ “أجزاء شجرة سكادو”، ولكنه يؤثر على الأرواح المستدعاة فقط.

توسعة shadow of the erdtree

هذا النظام يدفعك إلى الاستكشاف والذهاب إلى مناطق جديدة، لأنه بدون زيادة “مباركة شجرة سكادو” لن يشكل مستواك الأساسي فارقًا كبيرًا في مواجهة الأعداء والزعماء في التوسعة، ستشعر وكأن مستواك في البدايات حتى لو كنت ذا مستوى مرتفع.

في البداية ستحتاج إلى واحد من “أجزاء شجرة سكادو” لرفع المستوى في خمسة مستويات، ثم في الخمسة اللاحقة ستحتاج إلى جزئين، ثم في الخمسة الأخيرة ستحتاج إلى ثلاثة أجزاء لرفع مستوى “مباركة شجرة سكادو”. لذلك هناك عدد محدود من أجزاء شجرة سكادو، وأقصى مستوى يمكن الوصول إليه هو 15.

دخول محتوى التوسعة والذهاب إلى أرض الظلال لا يتطلب مستوى محددًا، فقط عليك هزيمة الزعيمين: “موهج” و”رادان”، ومستواك داخل التوسعة سيتحدد حسب مستوى “مباركة شجرة سكادو”. بالطبع ذلك ينطبق فقط على قوة الهجوم والدفاع، ولكن هناك عناصر أخرى هامة في اللعب بجانبهما، مثل مستوى الصحة لديك ومستوى قدرة التحمل، وحتى مستوى سلاحك وجودة الواقي الذي ترتديه.

الترجمة العربية جيدة جدًا وتحسن من التجربة بالرغم من بعض الأخطاء

يُعد كشف الاستوديو المطور عن دعم الترجمة العربية مفاجأة سارة، فلعبة بهذه الضخامة واللغة الإنجليزية الثقيلة بالطبع تحتاج إلى ترجمة عربية ليتمكن اللاعب العربي من الاستمتاع بها بأكبر قدر.

من الوهلة الأولى حين رأيت الترجمة العربية في اللعبة، رأيت أن خط الكتابة هو الخط الافتراضي للكتابة باللغة العربية في أي برنامج، وهو ما رأيته على أنه كسل من فريق التعريب. لكن بعد ساعات من اللعب وتصفح القوائم وقراءة الحوارات، اتضح أن هذا الخط ملائم حقًا للعبة وأجوائها وسرعان ما اعتدت عليه، وأن لعبة سولز مثل Elden Ring لن يكون مناسبًا احتوائها على خط كتابة له رسم بأسلوب ما، فألعاب السولز تتسم بالبدائية والبساطة في جوهرها.

توسعة shadow of the erdtree

أما من ناحية الترجمة نفسها، فهي بشكل عام جيدة جدًا باستثناء بعض الأخطاء، سواء ترجمة القوائم أو النصوص أو الحوارات، بالإضافة إلى الرسائل التي حصلت على ترجمة كاملة هي الأخرى. بالنسبة لمصطلحات القوائم، فهي تشكل عنصرًا هامًا في ألعاب السولز، والترجمة هنا نجحت في نقلها بشكل ممتاز ولم أجد نفسي محتارًا من معنى مصطلح ما.

أيضًا الترجمة العربية هنا تتسم بالبساطة، فالكلمات تُترجم بشكل بسيط وصريح دون تكلف أو مغالاة، وهي نقطة هامة في لعبة مليئة بالمصطلحات الثقيلة والحوارات المبهمة.

توسعة shadow of the erdtree

ذلك لا يمنع أن هناك بعض الأخطاء الواضحة، فأسماء بعض الزعماء تُرجمت بشكل خاطئ، وهناك تعبيرات في الحوارات أيضًا لم تنجح الترجمة في نقلها بشكل دقيق، مثل كلمة “Graceless” التي في سياق اللعبة وفي سياق حوارها -الذي لن أذكره منعًا للحرق- تعني “مسلوب النعمة” أو “محروم الرحمة” مثلًا، لكن الترجمة في اللعبة تقول “عديم الرحمة” أي غير الرحيم أو القاسي، وهي ترجمة خاطئة بكل تأكيد.

ننصح بشرائها لـ

  • كل محبي ألعاب السولز
  • من يملك Elden Ring ويلعبها
  • من انتهى من Elden Ring ويبحث عن مغامرة جديدة وتحدٍ أصعب

لا ننصح بشرائها لـ

  • من لا يحب ألعاب السولز
  • من لم يلعب Elden Ring من قبل
  • من لا يحب أن يكون تائهًا في عالم اللعبة
أسطورية
0

الإيجابيات

  • متعة بصرية مع توجه فني خلاب ومميز
  • تنوع البيئات بشكل كبير مع تميز كل منها بسمة خاصة، وجميعها يختلف عن بيئات اللعبة الأساسية
  • محتوى ضخم وجديد كليًا دون وجود عناصر مكررة من اللعبة الأساسية
  • تصميم مراحل أكثر تشابكًا وكثافة، المكان الواحد قد يخفي في ثناياه طبقات عديدة من الأماكن الأخرى ما يمثل تحديًا كبيرًا في الاستكشاف ويدفع قدرات اللاعب بعيدًا
  • نظام مستويات جديد يجعل الاستكشاف ضروريًا وأكثر أهمية في التجربة بشكل عام، فإذا أردت أن تصبح أقوى، استمر في البحث عن طرق جديدة
  • قصة مميزة تزيد من عمق عالم Elden Ring وتقدم شخصيات جديدة مثيرة للاهتمام
  • معارك زعماء ممتازة وأكثر صعوبة، ولكل منها طابع خاص، سواء في الزعماء الرئيسية أو الجانبية

السلبيات

  • بالرغم من جودتها العالية في أغلب الأحيان، الترجمة العربية بها بعض الأخطاء الواضحة والغريبة

 عِش معنا متعة اللعب على أصولها.. لمزيد من المقالات الرائعة تابعو قناتنا على واتساب.

وسوم

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x