لعبة Grounded من الألعاب التي جذبتني بمجرد مشاهدة إعلانها الترويجي الأول، ولكن كونها من استوديو Obsidian طور لنا ألعاب Fallout New Vegas، و The Outer Worlds جعلها لعبة أقل جاذبية في نظري لأنها خارج نطاق خبرة الاستوديو، فهي لعبة جماعية تعاونية مع جانب قصصي وتركيز على البناء وجانب النجاة، واليوم ومع صدور اللعبة على منصة PS5، تتاح لنا الفرصة لتجربة اللعبة لأول مرة، فهل تستحق التجربة؟ إليكم مراجعة Grounded في نسختها على PS5.
ملحوظة: اللعبة كانت قد صدرت في العام الماضي بنسختها الكاملة على PC و Xbox، وكانت قبل ذلك لمدة سنوات في طور الوصول المبكر، لكن هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها على PS5.
قصة اللعبة
على عكس ما كنت أتوقعه، فإن Grounded تمتلك قصة كاملة ببداية ونهاية واحداث مميزة، لكن لا يتم استعراضها أو سردها عن طريق المقاطع السينمائية بالأسلوب المعتاد وإنما من خلال الأحداث التي تجري على الشاشة. القصة مستوحاة من فيلم كلاسيكي من ديزني اسمه “Honey I Shrunk The kids” وتدور حول 4 أولاد وهم Max و Willow و Pete و Hoops يتعرضوا للتقلص بحجم النمل في باحة خلفية للمنزل، وتكون مهمتك بعد ذلك معرفة سبب ما حدث ومحاولة إعادة الوضع إلى ما كان عليه في السابق، مع النجاة من المخاطر التي ستقابلك أثناء تجولك في العالم.
يساعدك في رحلتك الروبوت BURG.L، ويمكنك خوض التجربة بشكل منفرد أو مع عدد من أصدقائك يصل إلى 3 أصدقاء.بداية اللعبة تكون من خلال اختيار الشخصية ومن بعدها تبدأ اللعبة في تزويدك بالمهام التي تنتهي بحل اللغز وانتهاء القصة ومن ثم يبدأ محتوى الـEndgame أو ما بعد النهاية، وهو محتوى شبيه بمحتوى اللعبة مع بعض الإضافات الطفيفة.
أسلوب اللعب: لعبة تنسى معها همومك ومشاغلك!
لعبة Grounded هي لعبة بسيطة وعميقة في الوقت نفسه. التجربة تتلخص في جمع الموارد بناء الأشياء، والتجول والاستكشاف بحثًا عن هذه الموارد، بجانب المواجهة مع بعض المخاطر المتمثلة في حشرات الحديقة التي تصبح خطرًا يهدد حياتك بعد ان كانت محض كائنات صغيرة يمكنك التخلص منها بمنتهى البساطة. الأمر سريالي ومضحك، ولكنه مخيف أيضًا لكل من لا يحب الحشرات ولا يشعر بالارتياح حولهم (ومن يمكن أن يشعر بالارتياح حول حشرة؟!)
أسلوب اللعب بهذه الحلقة البسيطة الإدمانية يصبح ممتعًا كلما زدت من مستوى شخصيتك وعتادها. يمكنك الاختيار بين خيارات تخصيص عدة لتقليل حدة بعض جوانب اللعبة. يمكنك جعل الحشرات كائنات غير عدائية، أو حتى إزالتهم من اللعبة بالكامل، ويمكنك أيضًا التخلص من عناصر البقاء مثل الحاجة المستمرة للنوم والأكل، وهي خيارات تصميمية تفيد في تخصيص التجربة التي تريد خوضها وتظهر أن هم المطور الأكبر هو راحة اللاعب. شخصيًا أقدر جدًا وجود خيارات تخصيص مثل هذه خصوصًا لمن أنهى اللعبة ويريد أن يخوض تجربة لعب جديدة مع أصدقاء، حيث يستطيع تنويع التجربة مع كل مرة يجرب فيها اللعبة.
______
اقرأ أيضًا: مايكروسوفت تؤكد نقل المزيد من ألعاب Xbox إلى منصات أخرى
______
لكن التجربة بكامل عناصرها تقدم تحديًا كبيرًا، حيث تشبه ألعاب البقاء مثل Sons of The Forest ولكن مع تركيز أكبر على القصة. وجدت أيضًا أن جمع الموارد وتحليلها بجهاز تحليل المواد أمر مفيد لإنه يعطيك نظرة تفصيلية على الأدوات التي يمكنك صناعتها باستخدام كل عنصر، وعلى ذكر جانب البناء والتصنيع، فقد كان مبهرًا باللعبة. يمكنك بناء الدروع والأسلحة بمختلف أنواعها من خلال جمع موارد محددة، وكانت عملية تقفي هذه الموارد ورصد مواقعها -خصوصًا لو كانت مواقع خطيرة أو قريبة من حشرات قتالها صعب- أمرًا ممتعًا يرفع من الأدرنالين في دماء اللاعبين وخصوصًا لو خضت مثل هذه التجارب مع أصدقائك بتنسيق وتوزيع أدوار مناسب للحدث.
بينما تزيد صناعة الدروع من مستواك الأساسي، وتؤهلك لقتال أعداء أصعب، هناك بعض الأسلحة التي وجدت تصميمها مبتكرًا والقتال بها ممتعًا، البعض الآخر الذي لم أجده كذلك. سلاح القوس والسهام كان السلاح الأفضل بلا منازع، نقل تجربتي نقلة نوعية وجعلني أشعر أنني ألعب لعبة أخرى، بينما القتال اليدوي بالأسلحة الحادة أو غير الحادة كان قتالًا عاديًا، بمستوى متوسط. في أوقات وجدته مقبول وأوقات أخرى وجدته أقل من المبقول، وهو أمر طبيعي لأنها ليست لعبة قتال بحت، ولكنه جعلني أحاول تجنب المعارك في معظم الأوقات. لحسن الحظ اللعبة توفر خيار المنظور الأول والثالث معًا، والقتال كان أفضل من المنظور الثالث.
فاجأتني اللعبة أيضًا بمستوى نظام البناء فيها، حيث تمكنك من بناء البيوت والمخابئ، وبالرغم من عدم وجود حاجة مُلحة لبناء القواعد والبيوت، إلا أنها توفر لك مكانًا للراحة وصنع الأدوات وهو أمر مهم بالطبع، خصوصًا في حالة الاحتماء من هجمات قطعان النمل المحتملة!
الترجمة العربية
تمتلك Grounded ترجمة عربية ممتازة سهلت علي تصفح القوائم المكتظة بالأشياء والعناصر بشكل سلس ومعرفة كل شيء احتجت إليه، وكانت الترجمة تستخدم مصطلحات سهلة في ترجمة الكلمات نظرًا إلى حقيقة أن اللعبة قد تكون جذابة لصغار السن والمراهقين وهو أمر كنت مقدرًا له جدًا طوال فترة لعبي. تمنيت فقط لو تم استخدام خط أفضل على الصعيد الشكلي لأن الخط العربي في اللعبة ظهر وكأنه أكثر خط عادي يمكنك أن تختاره.
الاتجاه الفني للعبة رائع. تستخدم التصاميم البيئية وتصاميم الشخصيات والأصوات طابعًا كرتونيًا طفوليًا يبعث على الهدوء والمرح، وهو أمر ليس بجديد على المطور Obsidian ولكن بالرغم من ذلك اللعبة بها مستويات صعوبة كبيرة في بعض عناصرها، وخيارات لرفع مستوى الصعوبة في بقية العناصر لذا لا تنخدع في المظهر شديد اللطافة هذا!
الأصوات كانت ممتازة، لكنها ليست غنية. أصوات الحشرات أثناء سيرها في البيئات، وأصوات تفاعل أقدام الشخصية مع البيئة مع سيرها فوق الماء أو فوق الرمال أو حتى فوق النباتات، وبالطبع الأداءات الصوتية للمثلين والتي جاء بعضها على هيئة شرائط مسجلة كانت كلها رائعة، ولكن اللعبة لا تركز في جانب الصوت كثيرًا، وليس من أغنى عناصرها. يمكننا القول بأنه يفي جدًا بالغرض، أما جانب الرسوم فهو الجانب الأفضل فيها بلا منازع.
