مراجعة Marvel’s Spider-Man 2

لا شك أن مُلاك PS5 يشعرون بالسعادة لإصدار لعبة Marvel’s Spider-Man 2 كجزء ثالث من سلسلة بدأت في عام 2018 بمستوى رائع وقدمت لنا أفضل تمثيل لشخصية سبايدرمان على الإطلاق، هذه المرة تطمح اللعبة الجديدة لتوسيع عالمها وقصتها لتشمل المزيد من الشخصيات والأحداث الكبيرة، فهل يستحق الإصدار الجديد الاقتناء؟ إليكم مراجعة Marvel’s Spider-Man 2.

في Marvel’s Spider-Man 2 الأبطال يوضعون تحت الاختبار.. والشر في أقوى حالاته

تجمع لعبة Marvel’s Spider-Man 2 شخصيتي “مايلز موراليس” و “بيتر باركر” في دور البطولة حيث يحاول الأول كتابة مقالة تؤهله لدخو الجامعة، ولكن لا يستطيع التركيز في هذه المهمة بسبب أمور مُلحة تواجهها المدينة، أما بيتر فيحاول إيجاد وظيفة ثابتة بدخل جيد حتى يستطيع الإنفاق على نفسه والزواج من “MJ” وهي تحديات تقف في طريقها حياة البطولة بشكل أساسي، ثم تظهر مخاطر تجبرهم على التعاون معًا لمواجهتها منها ثلاثي الشر الجديد، Kraven و Lizard و Venom، وغيرهم من الأعداء الفرعيين.

أكثر ما يميز قصة اللعبة هو كونها واقعية وقابلة للتصديق بشكل كبير حتى أكثر من الجزء الأول، يمكن لأي شخص أن يشعر بالضغوط التي يواجهها بيتر باركر لكي يحقق التوازن بين حياته كبيتر وحياته كسبايدرمان البطل الخارق الذي يقع على عاتقه إنقاذ المدينة. تم تقديم الجانب الإنساني من اللعبة بشكل عظيم ولحظات درامية قوية، لا تصل إلى مستوى الجزء الاول للأسف، ولكنها تحاول تجربة شيء جديد وهو تقديم لحظات يمكن لأي شخص الشعور بها والتضامن معها. ولذلك يتم التركيز أيضًا على بعض التحديات التي تواجه ماري جين حيث تعمل في وظيفة يكون مديرها فيها رجل صعب المراس، ويحاول فرض أراؤه عليها وجعلها تعمل بالطريقة التي يفضلها هو. هذه الضغوط تنعكس بالغضب والحزن على بيتر باركر ومن حوله حين يدخل مخلوق الـSymbiote الطفيلي إلى حياتهم ويطلق العنان لأوجه الشر بداخل بيتر، وهو ما يؤثر على مسار أحداث القصة وأسلوب اللعب ليظهر لنا مدى بشاعة سبايدرمان -أو أي صاحب قوى وسلطة- عندما يتمكن منه جانبه المُظلم.

من خلال القصة عشت 17 ساعة ممتعة بأحداث متلاحقة لم يشوبها التمطيط، بل على العكس شعرت بأن شخصية فينوم مثلًا كانت تستحق وقت أكثر بكثير مما حصلت عليه بنهاية المطاف.مُقدمات الشخصية كانت عظيمة وقد حصلت على ما يمكنني اعتباره أفضل تمهيد في السلسلة لأي عدو، ولكن الوقت الذي ظهر فيه على الشاشة كان مُشبع بالتدمير والأكشن وخالي من محاولة إضفاء الطابع الإنساني على الشخصية. لم أشعر بأن هناك إنسان خلف شخصية فينوم على عكس سبايدرمان وقت حصوله على الـSymbiote.

بشكل عام قصة اللعبة ممتعة وتناول الشخصيات فيها بشكل إنساني جعلها من أفضل ما تم تقديمه في ألعاب الأبطال الخارقين والتمثيل فيها كان عظيمًا بفضل تفاصيل الرسوم والتقاط الحركة.

أسلوب اللعب: تحسن كبير لكل العناصر

لم يكن لدى معظم اللاعبين أي مشاكل مع متعة أسلوب اللعب في الجزء الأول، ولكن ماذا لو قلت لك أن كل شيء كان رائعًا أصبح أفضل؟ هكذا يتم تصميم الأجزاء الجديدة من الألعاب العظيمة، عن طريق التوسع فيما أعجب الجماهير في الأصل، وهنا فقد تم التحسين على كل شيء، القتال والتنقل وتصميم المهمات.أما التنقل فقد إضافة الطيران الذي يجعل التنقل أكثر سرعة وسلاسة ويمكنك فتح أجنحة الشبكة تلك من خلال الضغط على زر المثلث بشكل لحظي عظيم، أما التسلق فهو كما هو، عظيم وسريع وسلس ويساعدك على نسيان كل همومك والتجول بحرية كبيرة مريحة للأعصاب.

أما القتال، فهناك بطلين هذه المرة يمكنك التبديل بينهما بحرية تامة في وسط التجول الحر، وبدون شاشات تحميل، أما بداخل المهمات فلا يمكنك التبديل بينهما وستكون مجبرًا على اللعب بالشخصية التي بدأت بها المهمة. هناك مهمات مخصصة لكل شخصية بين مهمات اساسية ومهمات جانبية، أما المهمات الأساسية فمعظمها يتمحور حول التخفي أو القتال، التخفي هنا لم يتحسن بشكل كبير عن الجزء السابق ولكنه ممتع في تنفيذه خصوصًا عندما تكون أعداد الأعداء كبيرة وتتمكن من التخلص منهم واحدًا تلو الآخر، أما القتال المباشر فقد تطور كثيرًا ويعتبر هو أكثر ما سيفرق هذا الجزء عن الجزء الأول، فالآن بات لدى كل شخصية من الشخصيتين شجرة مهارات خاصة به، وهناك شجرة مهارات مشتركة بينهما تتحكم منها في الحركات والدروع. مايلز يمتلك قدرة الاختفاء وقدرة الكهرباء، وبيتر يمتلك أذرع ميكانكية تغير كثيرًا من أسلوب قتاله وإنهاؤه للأعداء، كما أن تلك القدرات التي يمتلكاها قابلة للتطوير مع الوقت من خلال شجرة المهارات، بالإضافة لحصول بيتر على قدرات البدلة السوداء، والتي تأتي بقدرات خاصة بها رأيناها في العروض الدعائية للعبة، وتتسم بالعنف وقتل الأعداء بدلًا من جعلهم يفقدون الوعي.

تعود أيضًا مهمات MJ التي تجبرك على التسلل، وهي مهمات مملة في مجملها وتحد من حرية الحركة التي تتمتع بها الشخصيات الأخرى، وشتان الفارق بين مهمات MJ و مهمات سبايدرمان من حيث الخيارات المتاحة وقدرات الشخصيات.هناك تركيز كبير على الفلاشباك أيضًا (الذكريات) والتي تسرد لنا أحداثًا من ماضي بيتر باركر من خلال ذكرياته القديمة في المدرسة مع صديق عمره هاري أوزبورن.

خارج المهمات الأساسية، هناك المهمات الجانبية التي تتمحور حول مجموعة من الأشياء التي تتكرر. هي ممتعة ولكنها تنتمي في تصميمها إلى الجيل الماضي وربما قبل الماضي أيضًا، ولكن هذا لا يعني انك لن تستمتع بها، لأن معظمها إما بحث عن أشياء وحل ألغاز، أو مساعدة سكان نيويورك ومعرفة بعض القصص الصغيرة.

هناك نوعية محددة من النشاطات الجانبية التي أحببتها كثيرًا وهي مطاردة مُسيرات Kraven عن طريق الطيران خلفها والحفاظ على تواجدك على مسافة صغيرة منها لتحميل بعض البيانات منها ومعرفة هوية الشخصيات التي يستهدفها كريفن، وقد كانت مهمات مطاردة حماسية وتستغل قدرات الطيران الجديدة بشكل مثالي.

أعجبني من خلال أسلوب اللعب استغلال قدرات بلايستيشن 5 الكبيرة من غياب شاشات التحميل والتنقل السريع -جدًا- وتقنيات Haptic Feedback الحسية، والتي تجعلك تشعر بحلاوة الجيل الحالي من تقنيات. فعل المطور نفس الشيء مع لعبته السابقة Ratchet & Clank: Rift Apart ونجح في جعلها أفضل حصرية PS5 من حيث التقنيات المُقدمة.

التعريب: هل الدبلجة العامية هي الحل؟

تدعم ألعاب سوني منذ بداية الجيل الماضي المنطقة العربية بشكل كبير وغير مسبوق، من خلال الترجمة العربية للقوائم والحوارات والدبلجة التي تتنوع في ألعاب سوني بين الدبلجة العامية والعربية الفصحى، وبينما أنا شخصيًا مُشجع لفكرة الدبلجة بشكل كبير، وخصوصًا عندما تكون ذات جودة مرتفعة مثلما رأينا في Assassin’s Creed Mirage مثلًا، إلا أن في الفترة الأخيرة لاحظت أن هناك هجوم كبير على فكرة الدبلجة العامية، خصوصًا مع إصدار العرض الدعائي المُدبلج الأول للعبة Marvel’s Spider-Man 2، والإعلان عن الترجمة العامية المصرية عوضًا عن الترجمة العربية.

مبدأيًا، أعتقد أن الترجمة العامية لابد منها مع الدبلجة العامية لتتوافق اللهجة المنطوقة مع تلك المكتوبة حتى يسهل على اللاعب متابعة الأحداث ولكن هل تقدم الدبلجة والترحمة مستويات جيدة؟ وهل هي الخيار الأمثل في الأساس؟ شخصيًا أشعر وأن الدبلجة المصرية جيدة كفكرة على الورق، ولكن تنفيذها هنا سيء لأن الكثير من المزحات تم ترجمتها بشكل غير مناسب وغير مُضحك يفقدها معناها الحقيقي، كما أن الدبلجة وأداءها يجعل اللعبة تبدو كلعبة أطفال على الرغم من تناولها أحداث مهمة وسوداوية بعض الشيء. اختيار الممثلين على ما يبدو لم يكن موفقًا، لذلك  أدعو سوني إلى ألا تتوقف عن دبلجة ألعبها، وإنما اختيار الممثلين الصوتين بعناية أكبر ليتناسبوا مع الشخصيات ويكونوا أكثر شبهًا مع نظرائهم الأصليين.

في مجمل التعريب، هو خطوة عظيمة من سوني لدعم منطقة سوقها في نمو مستمر، ويمكن التحسين منه في المستقبل، أما وضعه الآن كما هو، فسيفي بالغرض لمن يعاني كثيرًا مع اللغة الإنجليزية ويساعده التعريب على فهم الأحداث بشكل أكبر.

الجانب التقني: قفزة من فريق يتميز على نفسه في كل مرة

كما قلت في جزئية أسلوب اللعب، الجانب التقني في Marvel’s Spider-Man 2 مبهر على أقل تقدير، ويعتبر نقلة كبيرة من تلك التي رأيناها في الجزء الأول، بداية من المدينة وكثافة تفاصيلها الغير مسبوقة، مرورًا بالمؤثرات البصرية لاعنيفة شديدة التفصيل من انفجارات وانبعاثات وأضواء، وصولًا إلى كيفية السفر السريع والتبديل بين الشخصيات والتي تدل على قوة المعالجة الجبارة للجهاز، كما أن التفاصيل الرسومية في كل صورة عشوائية قد تلتقطها تكون غير مسبوقة.

تقنيًا، اللعبة تعتبر تقدم تقني عما تم تقديمه في Ratchet & Clank: Rift Apart والتي كانت قفزة كبيرة في مستوى ما تقدمه حصريات بلايستيشن واستعراض عضلات لقدرات الجهاز.

ختامًا، أعتقد أن لعبة Marvel’s Spider-Man 2 هي من أفضل ألعاب 2023 جودةً وأجملهم بصريًا بلا منازع، كما أنها تقدم تقنيات جبارة وتستغل كل قطعة في عتاد PS5 بشكل مثالي، وبقصة جيدة وأسلوب هو الامتع في الثلاثية، سيكون مُلاك الجهاز على موعد مع تجربة ستجعلهم فرحين باقتناء الجهاز الذي تتوفر عليه اللعبة حصرًا، ولكن على صعيد التحسينات في المحتوى الجانبي وقتال الزعماء، فقد كان بالإمكان أكثر مما كان.