منذ اللحظة الأولى لتجربتي لعبة Monster Hunter Wilds، لفت انتباهي قدرتها الفريدة على إغراقي في عالمها وسرد قصتها، وهو ما يمثل تحولًا واضحًا مقارنةً بالإصدارات السابقة من السلسلة. وجدت نفسي متعلّقًا بالشخصيات، شغوفًا بمعرفة تفاصيل حياتهم، أصولهم، والتحديات التي يواجهونها في هذا العالم المليء بالمخاطر، حيث تحيط بهم الوحوش من كل جانب. ربما كان هذا الجانب السردي هو أكثر ما جذبني إلى MH Wilds، إذ قضيت عشرات الساعات في استكشافها خلال فترة المراجعة، دون أن أشعر بلحظة من الملل. إليكم مراجعة مراجعة Monster Hunter Wilds الكاملة لتحفة تقمص الأدوار الجديدة من Capcom.
قصة سردية ذات طابع سينمائي مميز
تبدأ القصة بتقديم نقابة صيادي الوحوش، الذين ينطلقون في رحلة استكشاف ليعثروا على فتى يُدعى “ناتا” عند حدود الأراضي المحرمة، وهي منطقة لم تخضع بعد لاستكشاف النقابة. وبعد سماع روايته حول نجاته الوحيدة من وحش غامض هاجم قريته، تقرر النقابة تنظيم بعثة استكشافية إلى هذه الأراضي لكشف الغموض الكامن فيها. هذه الحكاية ليست مجرد صراع بين البشر والوحوش، بل هي قصة عن التعايش داخل عالم متناقض ومتغير باستمرار.
على عكس الإصدارات السابقة من سلسلة Monster Hunter، تتميز القصة هذه المرة بطابع سينمائي متكامل، مستفيدًا من قوة محرك RE Engine لتقديم مشاهد بصرية مذهلة تضفي على التجربة عمقًا غير مسبوق. ولأول مرة في تاريخ السلسلة، يتمتع الصياد، بطل القصة، بصوت وحوارات مع الشخصيات الأخرى، مما يعزز من انغماس اللاعب ويضفي طابعًا أكثر حيوية وسينمائية على الأحداث.
تمتد قصة اللعبة عبر رحلة طويلة مليئة بالمغامرات، حيث ستتعرف على شخصيات متعددة، وتستكشف مناطق مذهلة ضمن بعثة نقابة الصيادين. وبالطبع، لا يمكن تجاهل الوحوش التي تعيش في هذا العالم، والتي طوّرت قدراتها لتتكيف مع التغيرات البيئية المستمرة، معتمدة على خصائصها الفريدة لضمان بقائها وازدهارها.
إذا كنت مثلي، من محبي القصص السينمائية العميقة، فستجد الكثير من المهام الجانبية التي تتيح لك التعرف بشكل أكبر على الشخصيات التي ترافقك في البعثة، وفهم طبيعة حياة الوحوش في هذا العالم المليء بالأسرار. أما إذا كنت تفضل التركيز على أسلوب اللعب وصيد الوحوش فقط، فيمكنك بكل بساطة تجاهل العناصر السردية والانطلاق مع أصدقائك في مغامرات استكشاف مفتوحة، حيث تصنع قصصك بنفسك.
تخصيصات مذهلة وتجربة تقمص أدوار متكاملة في Monster Hunter Wilds
حرية تخصيص لا مثيل لها
ما يميز Monster Hunter Wilds عن الإصدارات السابقة هو الارتقاء بتجربة تقمص الأدوار إلى مستوى جديد، حيث أصبح بإمكان اللاعبين تخصيص كل عنصر في اللعبة ليناسب أسلوبهم الخاص. بدءًا من مظهر الصياد الذي يمكن تعديله بالكامل من خلال مئات الخيارات المتاحة، مما يتيح لك تصميم شخصية فريدة ستقضي معها مئات الساعات من اللعب.
لا يتوقف التخصيص عند المظهر فقط، بل يشمل أيضًا الدروع التي تصنعها. فلكل درع خصائص فريدة تتناسب مع مختلف أساليب اللعب والتحديات التي تواجهها. على سبيل المثال، قد تمتلك درعًا يوفر حماية ممتازة ضد معظم عناصر الطبيعة باستثناء الرعد، لتجد نفسك فجأة في مواجهة وحش يعتمد على الهجمات الكهربائية، مما يفرض عليك تغيير استراتيجيتك واختيار درع أكثر ملاءمة لهذا التحدي.
تمتد أهمية التخصيص لتشمل التكيف مع البيئة المحيطة، حيث تتغير الأحوال الجوية بشكل مستمر، مما يؤثر على أسلوب اللعب. فمثلًا، إذا دخلت منطقة ثلجية دون ارتداء درع يوفر لك الدفء، ستبدأ طاقتك في التناقص بسرعة، مما يزيد من صعوبة مواجهة الوحوش. هذه العناصر الديناميكية تعزز من واقعية التجربة وتجبر اللاعبين على التخطيط بعناية قبل الشروع في أي مهمة.
لطالما كان أسلوب اللعب جوهر تجربة Monster Hunter، والأمر لم يختلف مع MH Wilds، بل أصبح أكثر تنوعًا وتكاملًا. تتيح لك اللعبة الاختيار من بين 14 سلاحًا مختلفًا، يتمتع كل منها بأسلوب لعب خاص وإحساس مميز، ما يتيح لك التبديل بين الأسلحة حسب طبيعة المواجهة.
الجديد في هذا الإصدار هو إمكانية التبديل بين سلاحين في الوقت ذاته أثناء المعارك، وهي إضافة تحدثنا عنها خلال مقابلتنا مع فريق Capcom. على سبيل المثال، كنت دائمًا أختار سلاحًا قريب المدى عند مواجهة الوحوش الأرضية، بينما أحتفظ بسلاح بعيد المدى لاستخدامه ضد الوحوش الطائرة أو السريعة الحركة، مما يضمن لي تكتيكات أكثر تنوعًا وفعالية أثناء الصيد.
كل سلاح في اللعبة قابل للتخصيص والتطوير، حيث تمنحك كل ترقية مهارات فريدة تعتمد على الموارد التي تجمعها خلال مغامراتك. يمكنك الحصول على هذه الموارد من خلال استكشاف العالم المفتوح أو اصطياد الوحوش والاستفادة من جلودها و أنيابها لصنع معدات أقوى. ستجد نفسك دائمًا في حالة تطوير مستمر، سواء لتعزيز قوة أسلحتك أو تكييفها مع التحديات الجديدة التي تواجهها.
نمط التركيز وتحسين الذكاء الاصطناعي للوحوش
كما تحدثنا في مقابلتنا، فأحد التحسينات البارزة في Monster Hunter Wilds هو إدخال نمط التركيز، والذي يسمح لك باستهداف نقطة معينة في جسد الوحش وإلحاق ضرر أكبر بها على المدى الطويل. على سبيل المثال، يمكنك التركيز على قدم الوحش واستهدافها باستمرار، مما يؤدي إلى خلق نقطة ضعف جديدة يمكنك استغلالها لتسريع هزيمته.
كما أصبح الذكاء الاصطناعي للوحوش أكثر تطورًا، مما يجعل الصيد أكثر تحديًا وإثارة. في العديد من الحالات، ستجد نفسك في بيئة مفتوحة حيث تتجول وحوش أخرى، ما يتيح لك استغلال ذلك لصالحك. على سبيل المثال، في إحدى المواجهات، قمت بجذب مجموعة من الوحوش الصغيرة لمهاجمة وحش الدوغوشما الضخم، مما منحني فرصة استراتيجية لمهاجمته من مسافة آمنة، مع الاستفادة من البيئة القابلة للتفاعل.
التكتيكات لا تقتصر على الأسلحة فقط، بل تشمل مجموعة واسعة من الأدوات والمعدات القابلة للتخصيص. يمكنك، على سبيل المثال، استخدام قنبلة تعمية لإرباك الوحوش أو نصب أفخاخ باستخدام قاذف يدوي متطور، مما يتيح لك التحكم بالموقف واستغلاله لصالحك.
التجربة التعاونية: متعة لا تضاهى
واحدة من أعظم ميزات Monster Hunter Wilds هي إمكانية التعاون مع الأصدقاء، حيث يمكنك خوض مغامرات مشتركة سواء لإتمام المهام الرئيسية أو لصناعة مغامراتكم الخاصة في العالم المفتوح. ورغم أنني لم أتمكن من تجربة النسخة النهائية مع أصدقائي، إلا أنني استمتعت كثيرًا بتجربة البيتا، والتي قدمت تجربة تعاونية مميزة تعكس مدى عمق وإثارة اللعب الجماعي.
في الإصدار النهائي، ستتمكن من تشكيل فريق الصيد المثالي (Squad) والانطلاق في رحلات استكشافية لاكتشاف أسرار العالم، وهزيمة الوحوش العملاقة، وجمع الغنائم الثمينة، مما يجعل هذه التجربة واحدة من أكثر مغامرات الصيد تكاملًا ومتعة في تاريخ السلسلة.
____
اقرأ أيضًا: حصري: مقابلة مع فريق تطوير Monster Hunter Wilds ومعلومات غير مسبوقة عن اللعبة
____
محرك RE Engine: سلاح ذو حدين في Monster Hunter Wilds
رسومات مذهلة… في معظم الأوقات
لعبة Monster Hunter Wilds تُعد أول إصدار في السلسلة يتم تطويره بالكامل باستخدام محرك RE Engine، وهو المحرك الأساسي لشركة Capcom الذي تعتمد عليه في معظم ألعابها الحديثة. وقد انعكس ذلك إيجابيًا على جودة التفاصيل الرسومية، حيث تبدو البيئات نابضة بالحياة ومصممة بعناية فائقة، سواء كانت غابات كثيفة، أو صحاري شاسعة، أو مناطق ثلجية مترامية الأطراف.
إضافةً إلى ذلك، أبدع المحرك في تقديم تفاصيل الوحوش والشخصيات، مع استخدام تقنيات تتبع الأشعة لتحسين الإضاءة والانعكاسات، ما يجعل التجربة البصرية ساحرة، خصوصًا على أجهزة الحواسيب القوية. لكن على الرغم من ذلك، هناك تفاوت ملحوظ في جودة الرسومات بين بعض المناطق. فعلى سبيل المثال، عند انتقالي إلى منطقة غابات مليئة بالمستنقعات، لاحظت انخفاضًا في جودة التفاصيل مقارنةً بالمنطقة الصحراوية التي سبقتها، مما أدى إلى عدم تناسق بصري واضح في بعض المشاهد.
أحد أبرز التحسينات في Monster Hunter Wilds هو نظام الطقس الديناميكي، الذي يمكن أن يتغير بشكل مفاجئ ليؤثر على طريقة اللعب. فقد تجد نفسك في أجواء مشمسة وهادئة، ثم فجأة تتحول الأجواء إلى عاصفة ممطرة أو إعصار مدمر، مما يغير مستوى الرؤية ويضيف عنصرًا جديدًا من التحدي والتكتيك أثناء القتال. هذه التفاصيل تعزز من الانغماس في العالم وتجعل التجربة أكثر واقعية.
الأداء التقني: دون التوقعات
على الرغم من الجوانب البصرية المذهلة، إلا أن الأداء التقني لم يكن بالمستوى المطلوب. عند تجربة اللعبة على PlayStation 5، لم أتمكن من الاستمتاع بتجربة سلسة كما كنت أتوقع.
توفر اللعبة وضعين للرسومات:
- وضع الجودة – يستهدف دقة 4K ديناميكية مع رسومات أعلى ولكن بمعدل 30 إطارًا في الثانية.
- وضع الأداء – يستهدف 60 إطارًا في الثانية ولكن بدقة 4K مرفوعة من 1080p.
نظرًا لأننا في عام 2025، فإن اللعب بمعدل 30 إطارًا في الثانية لم يعد خيارًا مقبولًا، لذا اخترت وضع الأداء، لكنه للأسف لم يكن مستقرًا. لاحظت هبوطات متكررة في معدل الإطارات، خاصة عند الانتقال بين البيئات أو أثناء تقلبات الطقس السريعة، مما أثر على سلاسة اللعب.
رغم أن محرك RE Engine أثبت كفاءته في ألعاب Capcom السابقة مثل Resident Evil و Devil May Cry، إلا أنه لا يزال يواجه تحديات واضحة مع الألعاب ذات العالم المفتوح. فقد أظهرت Monster Hunter Wilds أن المحرك بحاجة إلى تحسينات إضافية لضمان أداء مستقر دون التضحية بالجودة الرسومية.
ترجمة عربية بلا أخطاء: تجربة سلسة للاعبين العرب
كعادة Capcom في دعم جمهورها العربي، تأتي Monster Hunter Wilds مترجمة بالكامل إلى اللغة العربية، سواء من حيث النصوص أو القوائم، مما يضمن تجربة مريحة وسلسة لمحبي السلسلة الناطقين بالعربية. التعريب في اللعبة متقن للغاية، حيث لم أواجه أي أخطاء لغوية أو مشاكل في الضمائر، مما يعكس اهتمام فريق العمل بتقديم ترجمة احترافية تساعد اللاعبين على الاستمتاع بالقصة وفهم تفاصيل عالم اللعبة، خصوصًا لمن لا يجيدون اللغة الإنجليزية بطلاقة.
خلاصة الكلام
لعبة Monster Hunter Wilds تُقدم تجربة شبه متكاملة لعشاق السلسلة، مع قصة سينمائية مشوقة وأسلوب لعب مُحسَّن مقارنةً بالإصدارات السابقة. تكتمل هذه التجربة مع رسومات خلابة بمحرك RE Engine، وترجمة عربية متقنة، مما يجعل اللعبة خيارًا مثاليًا لمحبي المغامرات والتحديات، خاصة عند استكشاف هذا العالم الضخم مع الأصدقاء. ومع ذلك، فإن مشاكل الأداء التقني تؤثر نسبيًا على التجربة في الوقت الحالي، ونأمل أن يتم تحسينها عبر التحديثات المستقبلية، لضمان انغماس اللاعبين في هذا العالم المذهل بدون أي عوائق.