بعد أن اشتهر بسلسلة الـ 2D Platformer الأروع Ori، يعود استوديو Moon لتقديم تجربة جديدة كليًا مع لعبة أكشن وتقمص أدوار في عالم سوداوي ومظلم تحت عنوان No Rest for the Wicked، والتي تستوحي الكثير من الأفكار من ألعاب السولز. مع وجودها حاليًا في نسخة الوصول المُبكر على منصة ستيم، فهل نجح الاستوديو مع لعبة No Rest for the Wicked في الإنطلاق لنوع جديد كليًا من الألعاب، وهل ننصح بشرائها على وضعها الحالي؟ نجيب عن كل ذلك وأكثر في مراجعة نسخة الوصول المبكر من No Rest for the Wicked
قصة سوداوية في عالم مظلم
تدور أحداث اللعبة في عام 841 حيث تلعب بشخصية من الـ Cerim، وهي مجموعة من المحاربين المقدسين المُشبعين بقدرات سحرية، والذين يجب عليهم تطهير “الوباء”، وهو الطاعون الذي حول السكان المحليين في منطقة Isola Sacra إلى وحوش خطيرة وقاتلة تقف أمامك في كل خطوة.
لكن هذا ليس العائق الوحيد الذي سيواجهه الـ Cerim، حيث سيتورط في صراعات سياسية بين حكام المملكة والمتمردين الذين يسعون للإطاحة بها، حيث ستسحبك الفوضى في كل اتجاه بينما تسعى إلى تطهير الأرض من الشر وتشكيل مصير المملكة خاصةً بعد وفاة الملك هارول و انتقال التاج إلى ابنه المتغطرس ماغنوس.
القصة ليست مكتملة في نسخة الوصول المُبكر، وتقف تقريبًا عندما تبدأ أن توضح الأمور وتزداد الحماسة، لكن بتقديم الكثير من الشخصيات المميزة وتعرفنا على الكنيسة والمملكة الجماعات المتمردة، فإن الدراما السياسية هنا بالنسبة ليّ أعجبتني وجذبتني، وكنت مهتم أعرف تفاصيل أكثر عن هذا العالم بغض النظر عن مواجهة الطاعون أم لا!
القصة في الوقت الراهن بنسخة الوصول المُبكر تأخذ منك حوالي 10 ساعات لعب تقريبًا حتى تصل لنقطة الوقوف، وبعدها ننتظر استوديو Moon لإصدار المزيد من التحديثات المستقبلية وإضافة محتوى أكثر في اللعبة. لكن على العموم، فالقصة شيقة للغاية، وإذا استمرت على هذه الوتيرة في باقي أحداث اللعبة، سنكون أمام تجربة استثنائية.
استوديو Moon ينجح في أول تجربة تقمص أدوار، ولكن المشاكل ملحوظة
مثل أي لعبة تقمص أدوار، فستبدأ رحلتك في تصميم شخصيتك وشكلها من الصفر تمامًا، وبعدها ستنطلق لاستكشاف هذا العالم المظلم وستجمع العتاد والأسلحة والدروع، وبالطبع يمكنك الاختيار مما يتناسب مع أسلوب لعبك والتركيز على المواجهات السريعة أو البطيئة والقوية أو استخدام السحر وقتال الأعداء عن بُعد مثلاً.
تجربة كل لاعب هنا ستكون مختلفة حيث يمكنك تغيير استخدام كل سلاح من أسلحة اللعبة عبر سحره بالحروف الرونية والتعديل على مهاراته وحركاته، واللعبة بالفعل مليئة بالكثير من الأسلحة الرائعة التي تجعل التجربة فريدة إذا أعدتها من البداية مجددًا وقررت بناء (بيلد) مختلف تمامًا عن تجربتك السابقة.
اللعبة تستوحي الكثير من الأفكار من ألعاب السولز التابعة لفريق From Software، ولذلك الكثير من المواجهات والاستكشافات والمهارات ومحاربة الزعماء ستجعلك تشعر وأنك تلعب لعبة من From Software، وهذا شيء إيجابي بالطبع، لكن لا تتوقع أن تكون اللعبة سهلة بأي شكل من الأشكال، فستموت كثيرًا، وستجد نفسك تُعاني مع بعض الزعماء أكثر من مرة.
____
اقرأ أيضًا: مراجعة Indika
____
ومثل ألعاب السولز، فهي تترك لك الحرية لاستكشاف العالم بالشكل الذي تراه مناسبًا، فيمكنك التركيز على القصة الرئيسية واتباع الأحداث والمسار الأساسي، أو يمكنك الدخول في الكثير من الممرات الجانبية وإنهاء المهام الفرعية لمعرفة تفاصيل أكثر حول هذا العالم وشخصياته، وصدقني عندما أقول لك أنك ستتوه في هذا العالم من كتر جماله وروعة تفاصيله وشخصياته.
إحدى الأمور الرائعة التي فاجأتني في No Rest for The Wicked هو أنك يمكنك شراء المنزل الخاص بك في المدينة الرئيسية وإنشائه من الصفر عبر وضع الأثاث والديكورات ليكون منزلك المميز الذي يُعبر عنك كلاعب.
لكن مع تلك المميزات، فاللعبة بها بعض العناصر التي لم تُعجبني على الإطلاق وأولهم هو نظام التصنيع. الكثير من الأمور تحتاج للتصنيع من الصفر مثل جرعات الصحة مثلاً، ولتصنيعها ستحتاج للبحث عن الموارد في كل أنحاء عالم اللعبة مرارًا وتكرارًا خاصةً وأنها لا يتم ملئها بشكل تلقائي عندما تموت وتعود للحياة مرةً أخرى. قم بتطبيق هذا المثال على كافة عناصر اللعبة ومع الوقت ستشعر أنك تعاني عندما تجمع الموارد ويتحول الأمر من متعة لملل بسرعة.
أما بالنسبة لنظام الترقية لمهاراتك الشخصية، فهو أكثر شيء مزعج رأيته في اللعبة لأن زيادة مستواك صعب للغاية، واللعبة تدفعك للقيام بمهام يومية وأسبوعية حتى تحصل على خبرة أكثر. لا أدري منذ متى ونحن نضع مهام يومية وأسبوعية في لعبة أكشن وتقمص أدوار، ومع الوقت أصبحت منزعجًا لدرجة أنني أدركت أن اللعبة لا تحترم وقتي كلاعب وتريد مني القيام بكمية ضخمة من المهام حتى تتكرم عليّ وتعطيني بعض الخبرة لأزيد من مستواي!
لم يعجبني أيضًا أن كل الغنيمة التي تسقط من الأعداء هي غنيمة عشوائية، فمن المحتمل أن تجد سلاح أسطوري في مواجهة أول زعيم في اللعبة، ومن المحتمل أن تستمر على مدار التجربة بدون أن تجد شيء ذو نفع. أنصح الاستوديو بأن يراجع هذا النظام ويعمل على تحسينه خاصةً وأنها لعبة تقمص أدوار في نهاية المطاف وليست MMO!
كل نقدي للعبة هنا متوقف على تجربة اللاعب الفردي، حيث تمكنت من إنهاء كل شيء في عالم اللعبة في الوقت الحالي في غضون 20 ساعة تقريبًا. بالطبع هذا المحتوى سيتضاعف مع الإطلاق النهائي والتجربة ستصبح أكثر متعة خاصةً وأن اللعبة عندها ستدعم التجربة التعاونية مع أصدقائك عبر الإنترنت. سنتحدث مرةً أخرى مستقبلاً عندما نراجع النسخة النهائية ونُلقي نظرة على كافة مشاكل اللعبة وكيف تم حلها (أو إذا تم حلها في الأساس).
عالم No Rest for the Wicked يتألق بصريًا
لم ينجح استوديو Moon فقط في تقديم عالم مترابط و متداخل من ناحية تصميم المراحل التي أراها أحد أفضل التصميمات لألعاب الأكشن وتقمص الأدوار في السنوات الأخيرة، بل أن اللعبة مُبهرة بصريًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. هذا ما تعودنا عليه مع استوديو Moon في سلسلة Ori، ولكن No Rest for the Wicked تأخذ الأمر لمرحلة أبعد بكثير!
كمية ضخمة من التفاصيل وضعها الاستوديو في كل ركن من أركان اللعبة بعالم مرسوم يدويًا من الألف للياء بدون أي استخدام للتوليد الإجرائي، وهذا ما نحتاجه من كل الألعاب في الآونة الأخيرة بصراحة. التركيز على الجودة أكثر من الكم والحجم هو ما يجعل No Rest for the Wicked مُبهرة بهذا الشكل، خاصةً وأنها تمتلك طابع رسومي يمزج بين الواقعية والكارتونية وكل تفصيلة مرسومة باليد سواء في شكل الشخصيات أو الوحوش أو بناء العالم نفسه تجعلك منبهرًا بكل ما تراه على الشاشة.
يستمر هذا الانبهار عندما نتحدث عن الأداء التقني الخاص باللعبة، حيث تمكنت من تشغيلها على حاسوب بمواصفات Core i5-10400F و 32 جيجا بايت من الرامات مع بطاقة رسومية Nvidia RTX 3050، وقد عملت على إعدادات مرتفعة بدقة 1080p وحصلت على 60 إطار في الثانية معظم الوقت. اللعبة لا تزال في مرحلة الوصول المُبكر، ولذلك توجد بعض المشاكل التقنية الملحوظة سواء في الأداء التقني نفسه أو القلتشات والتي ستتحسن مع الوقت مع إصدار المزيد من التحديثات والصقل التقني.
التجربة الصوتية هي الأخرى مميزة هنا، حيث هذه أول لعبة من استوديو Moon يكون بها تمثيل صوتي كامل لكافة الشخصيات سواء الرئيسية أو الفرعية، وهذا ما جعلني أندمج مع القصة وأشعر بالصراع السياسي الذي يُدمر هذه المملكة. ضفّ على ذلك أن التصميم الصوتي نفسه للبيئات والمواجهات والوحوش يجعلها تجربة مميزة بالأخص عندما تجد نفسك في مواجهة زعيم عملاق وتسمع الموسيقى التصويرية في الخلفية تزداد حدتها وقوتها مما يدفعك للتركيز في مود هجومي رائع!
الخلاصة
على وضعها الحالي في نسخة الوصول المُبكر، فقد تمكن استوديو Moon من بناء عالم شيق ومميز مع No Rest for the Wicked بتجربة أكشن وتقمص أدوار مميزة مع شخصيات رائعة وأساليب لعب مُتقنة. نعم اللعبة بها بعض المشاكل المزعجة بكل صراحة والتي نتمنى تعديلها مع الوقت خاصةً وأنها تمتلك القدرة والإمكانية لتنافس على لقب لعبة العام 2024، وهذا لن يحدث إلا إذا استمع الاستوديو لآراء اللاعبين وحل كل مشاكل نسخة الوصول المُبكر. إذا كنت تبحث عن تجربة أكشن وتقمص أدوار تقضي فيها بعض الوقت، وليس عندك أي مشكلة مع دعم تجارب الوصول المُبكر، فلعبة No Rest for the Wicked ستُقدم لك متعة لن تنساها!
