مراجعة Nobody Wants to Die

مراجعة Nobody Wants to Die

تخيلنا للمستقبل أصبح محدودًا بسبب الأفلام والمسلسلات التي تبنت جميعها نفس الفكرة، فإذا سألت أي شخص عن المستقبل، سيقول لك سيارات تطير، مباني عملاقة، ولافتات نيون في كل مكان، وهذا بالفعل ما تُقدم لعبة Nobody Wants to Die. لكن ماذا لو كان هذا المستقبل الذي نحلم به هو أكثر شيء مُظلم من الممكن أن يحدث؟ ماذا لو يضطر البشر لدفع اشتراكات سنوية حتى يستطيعون العيش في أجسادهم، وكيف سيبدو التحقيق في جريمة قتل وقتها؟ لعبة Nobody Wants to Die تُقدم لنا ديستوبيا غريبة وجديدة من نوعها تجعلنا نتساءل حول مستقبل العالم كما نعرفه… سنتعرف على تفاصيل هذه الأحداث القصصية وأكثر في مراجعة Nobody Wants to Die.

قصة سوداوية تزداد غموضًا كلما تقدمت فيها

تأخذنا الأحداث إلى ولاية نيويورك في عام 2329 في ديستوبيا مُظلمة تمكن البشر فيها من نقل وعيهم بالكامل إلى أجسادٍ أخرى، حيث أصبحوا لا يمتلكون أجسادهم. فحتى تتمكن من العيش في هذا العالم البائس، عليك دفع اشتراك سنوي عند بلوغك سن الواحد والعشرين، وإذا لم تستطع فعل ذلك فيتم أخذ جسدك ووضعه في الـ “بنك”، وهو مكان يجتمع فيه أجساد كل الأشخاص الذين لم يستطيعوا دفع الاشتراك ليقوم الأغنياء الذين شارفوا على الموت في جسدهم العجوز من شراء أجساد أقل سنًا للاستمتاع بهذه “الحياة الأبدية”.

إذا كانت القصة ليست بائسة كفاية حتى الآن، فانتظر حتى تسمع عن البطل “جيمس كارا”. فهو شرطي مُحقق مات في حادثة قطار غامضة لا يستطيع تذكر أي شيء عنها، ويستمر في الهلوسة بعدما انتقل وعيه إلى جسدٍ جديد، وتعيش أنت معه هذه الرحلة الغريبة والمليئة بالإشارات والأحداث المُريبة التي لا يستطيع أي عقل تفسيرها.

يتم إعادة جيمس إلى العمل بشكل غير رسمي تحت قيادة رئيس قسم التحقيقات حيث ظهرت قضية جديدة كليًا مات فيها أحد أهم كبارات المدينة موتة كاملة (تم القضاء على وعيه بالكامل ولا يستطيع نقله في جسد آخر). في البداية يظنون أن القضية هي حادثة، ثم يتبين أنها انتحار، لكن جيمس يرى شيء مختلف، فهو المحقق الأفضل في نهاية المطاف، ويتضح أنها جريمة قتل. من هنا تبدأ القصة في أخذ مسار مختلف، فكل اختياراتك التي ستقوم بها تؤثر على النهاية وتفتح حوارات جديدة كليًا مع كل الشخصيات. فهل ستستطيع حل اللغز ومعرفة القاتل، أم ستأخذك الرحلة في اتجاه مختلف كليًا؟

أسلوب لعب Nobody Wants to Die.. غريب

مراجعة Nobody Wants to Die

بناء العالم والقصة رائعين، لكن للأسف أسلوب اللعب يُحجم من التجربة ككل. فاللعبة من البداية للنهاية عبارة عن محاكاة للسير مع مجموعة أدوات يتم استخدامها في عملية التحقيق نفسها، وللأسف تلك الأدوات تم تقديمها بأكملها في أول ساعة فقط من أسلوب اللعب، لذلك أنت تقضي باقي اللعبة (والتي تستمر لست ساعات تقريبًا) تفعل نفس الشيء مرارًا وتكرارًا!

الشعور بالملل من أكثر الأشياء الملحوظة في لعبة Nobody Wants to Die، وكنت أتمنى لو يستغل المُطور هذا العالم في تقديم أفكار جديدة ومُبتكرة ويُقدمها لك على مدار أحداث اللعبة، وليس في أول ساعة فقط. هل أسلوب اللعب سيء، لا، فعملية التحقيق ممتعة وكشف الماضي بآلة إعادة بناء الزمن له احساس مميز، بالإضافة إلى إتباع الأدلة بالإضاءة فوق البنفسجية. أنت تشعر بالفعل وكأنك مُحقق في Nobody Wants to Die، لكن الرتابة تُسيطر على الوضع بعد أول 3 ساعات لعب مثلاً.

أما بالنسبة لاختياراتك أثناء التحقيق والحوار مع الشخصيات، فالتأثير ليس كبيرًا. نعم اللعبة لها 4 نهايات، لكن معظم تلك النهايات تصل لها عبر اختيارك لبعض الأحداث البسيطة في آخر مهمة ولا تتأثر بمعظم اختياراتك على مدار أحداث اللعبة رغم أن اللعبة تُخبرك في بادئ الأمر أن كل اختيار سيكون له تأثير على الأحداث. شخصيًا أتمنى أن نرى جزء ثاني يتم فيه بناء العالم بشكل أفضل وتقديم تجربة تحقيق أكثر منطقية بتأثيرات ضخمة على الأحداث والنهايات.

التجربة التقنية لا غُبار عليها

مراجعة Nobody Wants to Die

لعبة Nobody Wants to Die مبنية على محرك Unreal Engine 5 وتستخدم كافة مميزاته مثل Nantie و Lumen لتقديم تجربة مُبهرة بصريًا. نجحت اللعبة في بناء عالم مميز يجعلك تتخيل المستقبل طريقة مُبهرة تمزج بين Cyberpunk 2077 و Bladerunner ولكنه بطابع أكثر كآبة وسوداوية. التنقل في العالم ومشاهدة السيارات تطير من حولك واللافتات النيون العملاقة يجعلك تشعر بمدى ضخامة المستقبل حتى ولو كان كئيبًا.

أما عن الجانب الصوتي، فالتمثيل الصوتي كان أكثر من رائع والموسيقى التصويرية تُطرب الآذان مع لمسة قديمة ممزوجة بالحداثة والمستقبل. كل حوار بين بطلنا “جيمس كارا” والمُساعدة الخاصة به “سارة” كان رائعًا وتطور علاقتهما على مدار القصة يجعلك تشعر بأنهم أشخاص حقيقيون. الممثلين قدموا أداءً أسطوريًا!

أما بالنسبة للأداء التقني، فتجربتي كانت على الحاسب الشخصي على حاسوب متوسط بمعالج Core i5-10400F و 32 جيجا بايت من الرامات مع بطاقة RTX 3050. تمكنت من تشغيل اللعبة على 60 إطار في الثانية عند وضعها على إعدادات متوسطة بدقة 1080p وتفعيل تقنية DLSS Quality. أما الاستمتاع الأكبر بالرسوم كان عند وضعها على إعدادات مرتفعة بدون أي تقنية تحسين جودة، وحصلت على 30-45 إطار في الثانية، وهذا كافي بالنسبة للعبة كلها عبارة عن سير ولا تحتاج لردة فعل سريعة.

الخلاصة

لعبة Nobody Wants to Die كانت من مفاجآت 2024 بالنسبة ليّ، بقصة مظلمة جذبتني على مدار التجربة بأحداثها الشيقة و تمثيل صوتي وموسيقى لا غُبار عليهما. ضفّ على ذلك بناء العالم المُذهل برسوماته الخلابة واتقان الفريق في تصور مستقبل ديستوبي غريب، وستجد أنك أمام تجربة رائعة. لكن للأسف أسلوب اللعب المُكرر أدى إلى الشعور بالرتابة والملل، خاصةً وأنك ستشعر أن هذا العالم وأحداثه كان يُفضل أن يتم استعراضها في مدة تزيد عن التي تُقدمها اللعبة.

ننصح بشرائها لـ

  • لمن يحبون ألعاب التحقيق والغموض
  • لمن يحبون عوالم الديستوبيا
  • لمن يريدون تجربة لعبة في عالم شبيه بـ Cyberpunk و Bladerunner
  • لمُحبي الألعاب القصيرة في عمرها

لا ننصح بشرائها لـ

  • لمُحبي الألعاب الطويلة
  • من يملون من السير كثيرًا في الألعاب
  • من لا يجدون متعة في حل الجرائم وتفكيك الألغاز والغموض
ممتازة
0

الإيجابيات

  • عالم مستقبلي ديستوبي رائع وبفكرة جديدة
  • رسومات خلابة باستخدام محرك Unreal Engine 5
  • قصة سوداوية عبقرية بشخصيات مميزة
  • تمثيل صوتي أسطوري يجعلك تندمج مع الشخصيات
  • موسيقى تصويرية تمزج بين الماضي والمستقبل بطريقة تطرب لها الآذان
  • اللعبة بها خيارات حوارات كثيرة وأكثر من نهاية
  • سعرها 25 دولار فقط
  • أداء تقني لا غُبار عليه سواء على الحاسب أو الكونسول

السلبيات

  • لا تفعل شيء في اللعبة سوى التحرك واستخدام بعض الأدوات
  • اللعبة قدمت لك كل الأدوات في أول ساعة مما يجعلك تشعر بالملل بعد ذلك
  • كنت أتمنى أن تمتد القصة لفترة أطول من ذلك

 عِش معنا متعة اللعب على أصولها.. لمزيد من المقالات الرائعة تابعو قناتنا على واتساب.

وسوم

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x