مراجعة Skull & Bones

تم الإعلان عن لعبة Skull & Bones بعد إطلاق لعبة Assassin’s Creed IV: Black Flag بأشهر قليلة، كونها اللعبة الجماعية التي تقدم تجربة القراصنة الكاملة، مع الأصدقاء ولكن بعد الإعلان عنها بفترة وجيزة دخلت اللعبة ما يُسمى في صناعة الألعاب “جحيم التطوير” لتحصل على تأجيلات متعددة وتختفي عن الساحة لسنوات طويلة حتى تظهر مجددًا، ويتم تحديد تاريخ إصدارها ليكون في 2018، ومن وقتها شهدت اللعبة عدة استعراضات، وتم تأجيلها للمزيد من الوقت وقيل أنها كانت عُرضة للإلغاء لولا استثمار حكومة سنغافورا في اللعبة وهو الشيء الذي أجبر المطور على إكمال المشروع. اليوم نحصل على فرصة لتجربة اللعبة وتقييمها بشكل كامل بناءًا على ما نراه أمامنا، وليس بناءًا على ما كان من الممكن أن نحصل عليه، أو ما نتمناه، فهل تستحق اللعبة التجربة، خصوصًا في فترة مزدحمة بالألعاب الخدماتية؟ إليكم مراجعة Skull & bones

القصة بدون حرق

تدور قصة اللعبة حول شخصية جديدة تبحر ضمن طاقم قراصنة في المحيط الهندي، وتصادفها مجموعة سفن من البحرية الإنجليزية، وتدخل معها في معركة تنتصر بها البحرية الملكية البريطانية، ويكون مصير القرصان الجديد (اللاعب) النجاة، والبحث عن سفينة جديدة للعمل عليها، وهنا يعثر عليه قراصنة آخرون ويأخذونه للعمل لحساب John Scurlock، وهو قرصان معروف يطمح إلى السيطرة على البحار والمحيطات، وبسط سيطرته على أراضي منافسيه وسيستعين بك لأداء “القذرة” في هذا الصدد.

بما أنها لعبة خدمية، فالقصة ليست هي أساس التجربة، بالرغم من ذلك شعرت أنه كان بالإمكان أفضل بكثير مما كان. الشخصيات سطحية، القصة لا تحاول تقديم أي شخصيات ولا أجواء مقنعة وقد ساهم هذا في جعلي أمل من اللعبة بسرعة بسبب غياب الدافع للاستكمال. شعرت أن العالم مُفرغ من معناه، على عكس Black Flag التي كانت مكتظة بالشخصيات التاريخية الرائعة من العصر الذهبي للقرصنة، وقدمت طاقم أداءات تمثيلية مميز جعلني أحب أن أكون وسطهم.

أسلوب اللعب.. كيف لهذا أن يحدث بعد 11 عام من Black Flag؟

إذا كانت لعبتك ستصدر بعد 11 عام من صدور لعبة من تطويرك قدمت آليات مشابهة، فهناك حتمًا توقعات وآمال من اللاعبين لا يمكن أبدًا تجاهلها، وبالرغم من ذلك حاولت ألا تكون تجربة Black Flag مؤثرة على تقييمي الإجمالي للعبة Skull & bones لتفادي النظر للعبة بشكل غير عادل. لكن هناك حد أدنى للتمكن من فعل هذا الشيء. لعبة Skull & Bones أشعرتني بأنها خطوة للوراء في أسلوب اللعب بشكل كبير لدرجة لم استطع تجاهلها. فتجربة اللعب تقدم لعبة محاكاة لسفينة قراصنة، وليست لعبة قراصنة شاملة على عكس Black Flag التي قدمت جانب القتال بالسيف والأسلحة النارية بشكل ممتاز، ولم تحرم اللاعبين من أي شيء قد يتمنونه كقراصنة، من قتال السفن والاستيلاء عليها، ونهب الموارد أو استكشاف الجزء المختلفة في بحر الكاريبي، بالإضافة إلى قتال السفن الاسطورية.

معظم هذه العناصر لم يتم إعادتها هنا، وهو أمر قد أتقبله إذا تم صناعة بديل يفي بالغرض، لكن في الحقيقة لم أشعر بأن ما قدمته Skull & Bones كان كافيًا لينسيني القتال بالسيف. فشخصيتي هنا لا تستطيع القتال بالسيف وحتى لقطات السطو على السفن والاستيلاء عليها يتم عرضها في مقطع سينمائي مكرر، ولا تتمها بنفسك وهو أمر مزعج ويجعل اللعبة اسوأ من بلاك فلاج بفارق كبير في هذا الجانب.

أما استكشاف جزر اليابسة، فلحسن الحظ يمكنك الترجل من سفينتك بين كل حين وآخر ولكن الاستكشاف نفسه يكون محدود، بحيث يكون كل ما يمكنك فعله هو ابتياع الأغراض والأزياء من المتاجر المحلية على كل جزيرة، أو تلقي المهمات أو تطوير السفينة، وشراء العتاد والموارد، أو جمعها! جمع الموارد على الجزء أمر ممل ويتم تكراره كثيرًا، ولكن الاسوأ من ذلك كان جمع الموارد من السفينة كالأخشاب، والتي يتم جمعها عن طريق Mini Game متكرر بصعوبة منخفضة تجعلها لا تقدم تحدي بأي شكل من الأشكال.

أما وأنت داخل سفينتك، فسيكون كل ما أمامك لتفعله هو القتال، والإبحار وجمع الموارد.أما الإبحار فقد تم تقديم نسخة جيدة منه، خصوصًا مع وجود مؤثرات الرياح والعواصف في اللعبة، فمن جانب، الرياح تحتاج للمراعاة، وستؤثر على سرعة ابحارك في الاتجاه الذي تريده، ولكن على الجانب الآخر، تأثير الرياح يقتصر على إبطاء سرعتك فقط، ولا يمكنك فعل أي شيء لتطويعها لصالحك في المعارك، أو حتى استغلالها لزيادة سرعتك عند الإبحار معها!

التصويب أيضًا من السفينة كان أكثر أركيدية مما رأيناه في ألعاب يوبي سوفت السابقة، فمؤشرات المدافع الجانبية يمكنه الإطلاق من زوايا مستحيلة ولا يوجد أهمية كبيرة لتموضع السفينة في المياة أو موقعها بالنسبة للسفينة التي تهاجمها، وهو ما جعل اللعب أكثر سهولة واقل اعتمادًا على مهارة اللاعبين. كل شيء في لعبة Skull & Bones يكون ممتعًا عندما تلعب مع صديق وتتعاونان على القتال ضد سفينة أسطورية أو مجموعة من السفن من البحرية البريطانية، أو حتى ضد بعض حصون بريطانيا القوية. مهمات القصة تكون في الغالب عبارة عن تصفية مجموعة من القراصنة الذين يشكلون تهديدًا على الكابتن جون سكرلوك الذي تعمل أنت لصالحه، أو بسط نفوذه على بعض المناطق البحرية بما فيها من حصون وقلاع حربية.

لكن بالرغم من العيوب كلها، كان القتال بالسفينة أمرًا ممتعًا، وتم تصميمه ليكون سهل للجميع ولا يحتاج الكثير من المهارات. هذه كانت مشكلة بالنسبة لي ولكني أعرف أنه شيء قد يسعد الكثيرين، ويجعل اللعبة أكثر جاذبية بالنسبة لهم. اللعبة بشكل عام تشبه ألعاب World Of Tanks و Ace Combat في كونها لعبة تجعلك تتحكم بمركبة عوضًا عن خوض تجربة شاملة للقراصنة بشكل عام.

بجانب قتالات السفن، هناك قتال الوحوش وهو يمثل محتوى نهاية اللعبة، وأعتقد انه من أمتع الأشياء التي تفعلها في اللعبة، ويمكن البناء عليه لتقديم المزيد من الأحداث المميزة في اللعبة مع مرور الوقت. قتال المخلوقات البحرية الضخمة تلك يتطلب من اللاعبين التعاون فيما بينهم، كما أن الغنائم الناتجة عن قتاله كبيرة ومجزية.

أكثر جانب تم التعامل معه بذكاء في جانب القتال كان أنواع الذخيرة وتسليح السفينة فهناك أنواع عدة من الذخائر والأسلحة. المدافع قصيرة المدى وعالية الضرر، تُنهي المواجهات سريعًا ولكنها تحتاج إلى الاقتراب بشكل كبير من الأعداء، والمدافع بعيدة المدى تحتاج إلى كم أكبر من الذخائر لإغراق السفن، وهو الشيء الذي سيجعلك دومًا في حالة بحث عن كم كبير من الموارد لتصنيعها. هناك ذخائر ثقيلة وذخائر خفيفة ايضًا، وذخائر حارقة ولكن الحارقة أكثر استزافًا للموارد، وتطلب مورد معين ليس من السهل الحصول عليه. أما عن البراميل التي يمكنك  إلقائها من مؤخرة السفينة، فتتنوع هي الأخرى في تأثيرها على السفن الأخرى، وهناك أيضًا الصواريخ (Mortars) وغيرها من الأسلحة القوية والتي تتطلب تصنيع موارد محددة. هذا الجانب كان أكثر ما دفعني لإكمال اللعبة خصوصًا وأن مقدمة اللعبة تجعلك تتحكم في سفينة قوية لترى ما يمكن أن تكون عليه سفينتك الجديدة بعد ساعات وساعات من اللعب.

التجربة البصرية والسمعية.. خطوة للوراء على كل الأصعدة

التجربة البصرية كانت جيدة، ولكن تخللها بعض العيوب الملحوظة ومنها غياب مؤثرات العواصف على مياة البحر. في بلاك فلاج هناك لحظات كثيرة ستجد نفسك تقاتل ضد الأمواج العاتية، سواء للانتقال من نقطة إلى قطة، أو للضبط حركتك وتمركزك أثناء القتال مع سفينة أخرى في مناخ خطر وصعب، وهذه كانت من جوانب المتعة في حياة القراصنة وهي الآن منعدمة تقريبًا. مياة المحيط في Skull & Bones دائمًا هادئة ولا تمثل أي تحدي امام اللاعب. وهناك أيضًا غياب على للمؤثرات الصوتية للأمواج على الشواطئ في سابقة أجدها غريبة في ألعاب يوبي سوفت.

تفاصيل المؤثرات التدميرية والانفجارات خطوة للوراء أيضًا، وأعتقد أن البيئات والسفن أيضًا لم يحصلوا على تطوير كافي من حيث التفاصيل ودقة العرض. اللعبة بشكل عام تبدو وكأنها لعبة جيل سابق مع بعض التأثيرات المتعلقة بالإضاءة التي تجعلها أفضل من ألعاب الجيل الماضي.حركات الشفاه والوجوه حدث ولا حرج. من أضعف عناصر اللعبة، ومن أضعف ما رأيت من يوبي سوفت في آخر 10 سنوات.

الآداءات الصوتية متوسطة. بعضها سيء وبعضها جيد، ولكن بما أنها ليست لعبة قصة فلم يؤثر هذا الجانب على رأيي في اللعبة بشكل كبير.

الأداء التقني

الأداء التقني كان مستقرًا، وأعتقد أن اللعبة قُدمت بهذا الشكل المتواضع من حيث الرسوم والمؤثرات البصرية لكي تقدم أداء مقبول على المنصات المنزلية بالذات.

لعبت اللعبة على PS5 ولم ألاحظ أي مشاكل تذكر أثناء فترة لعب وصلت إلى 50 ساعة من اللعب.

كلمة أخيرة

يبدو لي أن لعبة Skull & Bones فقدت هويتها في مشوارها الطويل والشاق في جحيم التطوير الذي دخلت فيه،فهي تستند على أفكار جميلة وممتعة، ولكنها تحولت من لعبة قراصنة شاملة تكمل على ما بدأته بلاك فلاج منذ 11 عامًا كاملين، إلى لعبة خدمية تقدم الحد الأدنى من المتعة والخيارات أمام اللاعب، بالإضافة إلى أنها تأتينا بسعر كام 70$ بينما لا تقدم حتى نصف ما قدمته يوبي سوفت نفسها بنفس الآليات والأفكار منذ 11 عام مضوا، وبالتالي هي لعبة قد تجد فيها المتعة ولكن هذا لا يعني أنها تستحق الشراء أو التجربة. فهي في رأيي لعبة مناسبة لخدمات اشتراكات الألعاب.

ننصح بشرائها لـ

  • لمن يريد لعبة قراصنة جماعية بشدة
  • لمحبي Black Flag المستعدين لتقبل العيوب
  • إذا صدرت على خدمتي Gamepass أو PS Plus

لا ننصح بشرائها لـ

  • لكل من يريد تجربة أفضل من Black Flag
  • كل من يتوقع لعبة مثالية بمحتوى متنوع
  • كل من انتظر لعبة قوية رسوميًا تقدم تجربة جيل جديد
  • كل من لا يحب الألعاب الجماعية والخدمية
متدنية
0

الإيجابيات

  • معارك السفن ممتعة
  • اختلاف تسليح السفن وذخائرها
  • تخصيص السفن
  • ترجمة عربية ممتازة

السلبيات

  • افتقار اللعبة للتنوع في آليات اللعب وتصميم المهمات
  • غياب طور PvP
  • ضعف الرسوم والتفاصيل الفنية والبصرية
  • أداء صوتي وتمثيلي متواضع
  • غياب أي مؤثرات مناخية على البحار والأمواج
  • غياب المؤثرات الصوتية للأمواج
  • غياب القتال بالأيدي على السفن وإمكانية السطو عليها

 عِش معنا متعة اللعب على أصولها.. لمزيد من المقالات الرائعة تابعو قناتنا على واتساب.

وسوم

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x