تعتبر سلسلة Fallout من أكثر سلاسل ألعاب الـRPG الناجحة والمحبوبة حول العالم، فهي التجربة التي تقدم نهاية العالم بشكل فريد من نوعه حيث تقع الحرب النووية ويتحول العالم إلى أرض كبيرة لا وجود للحضارة فيها، ولكن البشر لا يستسلمون ويجدون دائمًا طرقًا للنجاة واستكمال الحياة بعد الكارثة وتكوين الفصائل والأيدولوجيات المختلفة، وقد كان هذا هو موضوع المسلسل الذي تم عرضه مؤخرًا على أمازون برايم، وشهدت ألعاب فول أوت شهرة أكثر اتساعًا من بعده وعادت للواجهة. إذا كنت ممن لا يعرفون من أين يبدأوا، جمعنا لك اليوم ترتيب ألعاب Fallout من الأسوأ للأفضل..هيا بنا
Fallout: Brotherhood of Steel
هي لعبة ARPG، تشبه في تصورها سلسلة Diablo مع تركيز كبير على المعارك وجمع الموارد وتطوير الشخصية لكن للأسف، المعارك -وهي قلب التجربة- مصممة بشكل سيء ولم تكن ممتعة ولا متقنة، وربما يكون السبب هو الحاجز التقني للألعاب وقتها، وميزانيات التطوير، ولكن لم أشعر يومًا أن هذه اللعبة تستحق التجربة أو أنصح أحد بها.
هي فقط لعبة حاولت تقديم فكرة ولم توفق في ذلك، وهي أيضًا اللعبة الخطية الوحيدة في السلسلة.
Fallout Tactics: Brotherhood of Steel
هي لعبة استراتيجية تشبه ألعاب Xcom القديمة و Commandos، وقدمت مستوى عادي من حيث كل شيء. لكن أهم ما قامت به هو إغفال الكثير من العناصر التي جعلت سلسلة Fallout عظيمة فيما بعد، لذلك هي تجربة غير مميزة على الرغم من أنها ليست سيئة أيضًا.
إذا كان هذا يروق لك، فإن Fallout Tactics تستحق فرصة ثانية بالطبع، حيث تحاول اللعبة دمج عناصر الـRPG التقليدية لسلسلة Fallout من خلال توفير تحكم أكبر بكثير في تطوير ووظائف أعضاء فريقك المختلفين. إنها ليست أبدًا مزيجًا مثاليًا من المفاهيم التي كان من الممكن أن تكون عليه ولكنها محاولة جريئة لتقديم تجربة فريدة. إذا كنت تريد لعبة أفضل منها ببعض أفكارها يمكنك تجربة Wasteland 3 مثلًا، لكن Fallout Tactics على ما هي عليه لعبة قديمة متواضعة لا أنصحك بتجربتها، ولكن أتمنى أن ترى مزيدًا من الأجزاء في نهاية المطاف.
Fallout Shelter
على الرغم مما قد يوحي به وضعها في هذه القائمة، فأنا أحب Fallout Shelter. تم إصدار لعبة الهاتف المحمول هذه بشكل مفاجئ في وقت قريب من الكشف عن Fallout 4، ولم يتوقع سوى القليل أن تكون لعبة ناجحة وجيدة.
يكلفك Fallout Shelter بإدارة أحد المخابئ في منصب Overseer أو مشرف عليه. ويعني هذا في الغالب بناء محطات جديدة، وتعيين سكان القبو لتلك المحطات، وإدارة مواردك المتنوعة أثناء التعامل مع تهديدات الحياة اليومية في مثل هكذا ظروف. إنها لا تختلف كثيرًا عن ألعاب إدارة الأجهزة المحمولة مثل Tapped Out مثلًا، ولكنها مثال رائع على هذا النوع الذي يسبب الإدمان. أنا معجب بشكل خاص بالطريقة التي تستغل بها اللعبة العناصر المرئية والفكاهة الخاصة بسلسلة Fallout واتجاهها الفني الرائع والأخاذ، بل تتضمن أيضًا أفكارًا مثل المعدات والإحصائيات الخاصة بطرق تعزز التجربة الأساسية بشكل حقيقي.
ومع ذلك، بعد مرور كل هذه السنوات على إصدارها، لا تزال لعبة Fallout Shelter تبدو وكأنها تجربة غير مكتملة بشكل مدهش. على الرغم من التحديثات المنتظمة، لم يتم توسيع اللعبة بأنظمة أو أفكار جديدة مطلقًا بالطرق التي كان يأملها أولئك الذين انتقدوها في البداية بسبب افتقارها إلى المحتوى. إنها طريقة مسلية للحصول على تجربة سطحية في عالم Fallout وقضاء بعض الوقت، ولكن كان من الممكن أن تكون أكثر من ذلك بكثير بسهولة.
Fallout 1
اللعبة التي بدأت كل شيء تجد نفسها في وضع غريب إلى حد ما بعد كل هذه السنوات. بصراحة، سيجد البعض أن هذه اللعبة صعبة وغير ممتعة لكن الوضع لم يكن كذلك وقت إطلاقها. لقد أعادت فول أوت تعريف كل شيء، واستطاعت خلق تجربة RPG قوية على الرغم من تمسكها بعناصر الـCRPG الخاصة بجذورها.
لكن العقبة الأكبر هنا هي طبيعة طريقة اللعب، حيث أن أسلوب القتال قائم على تعاقب الأدوار وهو شيء لم يكن تنفيذه ممتعًا خصوصًا عندما تعود إليه بعد سنين من تجربتك للقتال في الوقت الحقيقي.غالبًا ما تبدو المعارك في Fallout وكأنها رمية نرد وليست نتائج مباشرة لأفعالك. إذا لم يكن لديك الصبر الكافي لتجربة لعبة CRPG كلاسيكية مكثفة، فمن المحتمل أن تواجه هذه التجربة مشاعر سلبية منك.
ومع ذلك، فإن رغبتهم في جلب شكل أعمق من لعب الأدوار إلى ألعاب الحاسب الشخصي هي مصدر الكثير من أعظم صفات هذه اللعبة. Fallout عبارة عن لعبة تقمص أدوار خالصة تركز على أشياء مثل إنشاء الشخصيات والاختيارات والتجريب بطرق لم تتمكن حتى بعض الأجزاء التابعة لها من تكرارها بنفس الكثافة. ما أعنيه أنه بجانب القتال الصعب وتصميم الكاميرا العلوية، هناك مجموعة من القصص والخيارات التي تعتبر من بين الأفضل في السلسلة.
Fallout 2
تم إصدار Fallout 2 بعد عام تقريبًا من إصدار سابقتها، وهي أقرب للتوسع الطموح من طريقة الأجزاء الثانية التي نراها الآن. أي أنها تقدم المزيد من نفس الشيء مع توسع كبير في تقديم أفكار ثورية جديدة، ولا تحاول لعب الاستراتيجية السهلة.
كانت أعظم هدية من Fallout 2 هي تقديم نظام قتال في الوقت الحقيقي، وإزالة الكثير من الأنظمة التي أثقلت كاهل اللعبة الأولى. أصبح القتال أكثر دقة (رغم أنه بعيد عن الكمال)، وأصبح منحنى الصعوبة أكثر سلاسة، وإزالة الآليات مثل المهام المحددة بزمن محدد تعني أنه أصبح من الأسهل لعب اللعبة بالطريقة والترتيب الذي تريده. على الرغم من أن أجزاء من هذه اللعبة (خاصة البداية) هي بالتأكيد صعبة ويتخللها بعض الملل بسبب عامل الزمن، إلا أن Fallout 2 تقوم بعمل استثنائي في التوسع في المزيد من الآليات الوعمق والقصة بشكل جعلها واحدة من أجمل ألعاب السلسلة، وأكثرها تقديمًا للقصص الممتعة والعميقة ومن ضمنها استعراض موسع لتنظيم The Enclave، فيه اللعبة الوحيدة التي ركزت عليهم بكل هذا الكم.
Fallout 2 هي أيضًا اللعبة التي نقلت السلسلة بعيدًا عن طريقة اللعب التي تحاكي ألعاب الطاولة (Table Top) من خلال تقديم قتال في الوقت الحقيقي وعناصر RPG حقيقية لم نكن نعرفها حتى ظهرت هنا. إذا امتلك الفرصة لكي تجربها الآن أنصحك بأن تفعل.
ومن المثير للاهتمام أن Fallout 2 تضحي أيضًا ببعض عمق/جودة القصة الرئيسية من خلال اختيار التركيز على المغامرات الأصغر على طول الطريق بدلاً من سياق عام كبير وضخم. قد يبدو هذا أمرًا ضارًا، لكن هذا التغيير سهّل تقدير الأشخاص العديدين الذين شكلتهم اللعبة وعالمها، والقصص المذهلة التي كانوا يروونها. أثبت هذا التركيز على المهام الجانبية لاحقًا أنه جزء مهم من تجربة Fallout، وتعد المهام الجانبية في Fallout 2 من أفضل المهام في تاريخ السلسلة.
Fallout 76
لا أعرف من أين ابدأ! Fallout 76 هي اللعبة التي كسرت قلبي وقت إطلاقها، ولكنها مع الوقت تحسنت على الرغم من أن أحدًا لم يتوقع ذلك. Fallout 76 تقدم كل شيء نحبه حول السلسلة فيما عدا شيء مهم جدًا وهو القصة وتفرعات أحداثها والخيارات. نعم، تم تقديم فصول متعددة من القصة بشكل جيد، وبعض الخيارات المؤثرة ولكن اللعبة بشكل عام تركز على الاستكشاف والخريطة الضخمة، ومواجهة مخاطر لا يمكن توقعها، وبناء المستوطنات. إذا كنت تحب هذه العناصر من Fallout 4، فهي موجودة هنا وبشكل أفضل.
يمكنك ترقية شخصية والانضمام للفصائل المختلفة، ولكل فصيل موارد متنوعة وأسلحة جديدة ودروع محددة تستطيع الوصول إليها واستغلالها، لكن هل هذا فعلًا هو أفضل شيء يميز التجربة؟ بالنسبة للبعض هذا هو الأمر، ولكن بالنسبة لي أفضل أن يكون التركيز أكبر على القصة، وبعد إنهاء قصة Fallout 76 التي لم تكن ضخمة، لم أجد سببًا يقنعني بالاستمرار. لكن على الصعيد التقني اللعبة تعتبر هي الأفضل بلا شك، وبها إمكانية اللعب مع أدقاءك أو مع مجتمع اللاعبين، وهو أمر نادر في السلسة.
Fallout 3
لعبة Fallout 3 هي بلا شك أكبر نقلة نوعية في تاريخ السلسلة العريقة، فقد قدمت منظور الشخص الأول والثالث في لعبة واحدة بعد أن كانت ألعاب السلسلة عبارة عن لعبة منظور علوي، وقدمت نظام قتال VATS والذي يعتبر شيء انتقالي ما بين القتال المبني على تعاقب الأدوار والقتال في الوقت الحقيقي، وهي أيضًا أحد أكثر الألعاب التي ستسحب منك الوقت ولن تشعر بذلك بسبب عالمها الكبير وقدرتها على جعلك تنجذب لأشياء جانبية كالتجارة وجني المال، والبحث عن أسلحة أفضل وأشياء كثيرة. يجب أن نضع في عين الاعتبار أنها لعبة صادرة في عام 2008، أي أنها قديمة، وربما هناك الكثير من العناوين التي قدمت ما هو أفضل منها، ولكنها أسست ربما لكل ما جاء بعدها من أيقونات صناعة ألعاب الآر بي جي ومن ضمنهم Skyrim و The Witcher 3 و حتى Starfield.
تدور أحداث Fallout 3 حول شخص يولد في المخبأ (Vault) ويخرج في رحلة للبحث عن والده، العالم الذي هرب من المخبأ بشكل مفاجئ، ليكتشف أنه منخرط في أمور خطيرة ويتعرف على العالم من حوله، في وقت تتحارب فيه منظمتي The Enclave و Brotherhood of The Steel على حكم العاصمة واشنطن أو كما باتت تسى Capital Wasteland.
الحقيقة أن لعبة Fallout 3 تقدم قصة قد لا تستمر معك أكثر من 10 ساعات، لكن الأحداث الجانبية هي ما تجعلها مميزة وغمارة للاعبين. شخصيًا تجربتي الماضية مع اللعبة (في ديسمبر) جعلتني ألعبها لمدة 40 ساعة بدون إنهاء القصة حتى!
Fallout 4
تعتبر Fallout 4 هي الأحدث على الصعيد التقني، وبالرغم من صدورها في عام 2015، إلا أنه من الممكن جدًا تجربتها في 2024 بمنتهى السهولة. إذا كنت معتادًا على الألعاب المتطورة تقنيًا ستشعر بأن Fallout 4 قديمة -ومن خلفها كل ألعاب السلسلة أيضًا- لكن مقارنةً ببقية الأجزاء تعتبر Fallout 4 هي الأسهل في تصميم القوائم والأكثر تطورًا في أسلوب القتال و تصميم الأعداء والخرائط، لكن هذا ليس ما يميزها فقط!
لعبة Fallout 4 هي أول ألعاب السلسلة التي تقدم أهم فصيل من فصائل اللعبة وتسمح لك بالتعامل معه بشكل مباشر، وهم فصيل The Institute والذي كانت تعتبره شخصيات الأجزاء السابقة محض أسطورة حول فصيل لا يظهر أبدًا وكأنه من وحي الخيال. قصة اللعبة هي الأولى التي تقدم شخصية رئيسية متكلمة أيضًا، وهو شيء رائع من وجهة نظري الشخصية، ولكن هناك من لا يفضله وأتفهم الأسباب.
تميل Fallout نحو تحسين التصويب أكثر، وتقدم لحظات أكشن أكثر اندافعًا ودموية وإقناعًا من Fallout 3 و New Vegas، وقصة قوية تكون فصائل اللعبة في محورها. إذا كنت ممن يحبون الألعاب التي تقدم خيارات شائكة، ونظم سمعة عميقة فلعبة Fallout 4 ستعجبك جدًا.
تطور Fallout 4 على كل شيء قدمه الجزء الثالث تقنيًا، وبالتبعية New Vegas، وتقدم نظم إدارة وبناء موسعة للمستوطنات بشكل غير مسبوق ولكن ينقصها تأثير المهارات على الحوارات والذي كان نسيًا منسيًا وكأن شيئًا لم يكن في الاجزاء التي سبقته. في الحقيقة أيضًا وجود شخصية متكلمة شكل عائق في تشكيل الشخصية حسب رغبة اللاعب، لأن الاختيار الذي تختاره عادةً ما يكون مختلفًا بعض الشيء، كما أن الشخصية لها طباع لا يمكن مخالفتها. عادةً ما تقدم ألعاب التقمص إمكانية أن تكون شخص سيء 100% أو شخص خير 100%، وكل ما بينهما ولكن Fallout 4 أجبرت اللاعبين على أن يكونوا شيئًا موحدًا، وهو ما يجعلها ليست اللعبة الأفضل في السلسلة على الرغم من جودة أسلوب اللعب والتقدم التقني مقارنة بالبقية.
Fallout: New Vegas
أعتبر Fallout: New Vegas هي الأفضل بين أجزاء السلسلة كلها، على الرغم من أنها من تطوير استوديو Obsidian، وليست استوديوهات بيثيسدا المطور الأصلي لبقية الأجزاء. أوبسيديان أبدع في تقديم نظام سمعة وخيارات عميق. في New Vegas يمكنك التعويل بشكل كبير على مهارات لإنهاء نقاشات صعبة، أو إتمام مهمات بدون عنف أو قتالات كما أن القصة والأحداث متفرعة بشكل كبير. هناك 3 فصائل رئيسية وهي NCR، و Brotherhood of Steel و Cesar Legion وكلها تتحارب للسيطرة على سد نيو فيجاس الذي يعتبره الجميع منطقة حيوية.
هناك أيضًا مستر هاوس، أيقونة الأغنياء في منطقة نيو فيجاس الفاخرة، والذي يمكنك التعاون معه للسيطرة على زمام الأمور في منطقة فيجاس، ولكن أفضل ما يميز اللعبة هو إمكانية فعل ما تريد بالضبط وعدم القبول بالحلول الوسط. إذا أردت، يمكنك دائمًا السيطرة على الوضع بنفسك والانقلاب على الجميع والحصول على نهايتك الخاصة. تلعب في Fallout: New Vegas دور ساعي بريد يتم خطفه وسرقة شحنته وينطلق بعدها في رحلة للانتقام ممن خطفوه ليكتشف أنه كان يحمل شيئًا قيمًا وأن خاطفيه من أخطر الرجال في المنطقة، وبذلك يكون قد انخرط بالفعل في مؤامرات سياسية وحبكة هدف الجميع فيها تصفية الآخر في حرب شنيعة تحدث بين فصيلين هما NCR (جمهورية كاليفورنيا الجديدة) و (فيلق سيزر) وهم مجموعة دينية متشددة تدين بولائها لزعيمها الذي يهدف لإعادة البشر لحياة بدائية يتخلون فيها عن كل مظاهر التحضر والرقي…إذا كنت تظن أن الخيار صعب بينهما، فانتظر حتى تضعك اللعبة في مواقف تحدد فيها بين أمرين كلاهما سيء.
لعبة Fallout: New Vegas تقدم مهمات جانبية أكثر تشعبًا ومن ضمنها مهمة جانبية أعتبرها من بين الأفضل في التاريخ تسمى Beyond The Beef لأنها تعطي اللاعبين خيارات مختلفة جذريًا ليسير المهمة حسب رغبته، ولكن اللعبة تستند تقنيًا على نفس المحرك وأسلوب القتال اللذين استخدموا في Fallout 3، لذا إذا كنت قد شعرت أن الأخيرة هي لعبة قيمة ولم تستطع إكمالها، فعليك ألا تحاول مع New Vegas.
