شهدت ملاعب كرة القدم في قلب الدوري الإسباني أحد أعظم وأبرز المنافسات في تاريخ اللعبة، حيث تواجه ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وجهًا لوجه، ممثلين لبرشلونة وريال مدريد في العديد من المواجهات على التوالي، لكن هذا التنافس لم يكن مجرد مباراة بين لاعبي كرة قدم، بل كان صراعًا بين فلسفتين كرويتين، ومعركة للفوز بقلوب الملايين من المشجعين حول العالم، تركتا ورائها صور رونالدو مع ميسي التي سيخلدها التاريخ.
منذ انتقال رونالدو إلى ريال مدريد في صيف 2009، اشتعلت المنافسة بينه وبين ميسي، حيث كان كل كلاسيكو يُعد بمثابة فصل جديد في روايتهما الملحمية، حيث كانت مواجهاتهما محط أنظار العالم كله، إذ كان كل هدف، كل مراوغة، وكل لحظة مبدعة تضاف إلى سجل هذه المنافسة الشريفة، كانت الليجا خلال تلك الفترة ليست مجرد بطولة دوري، بل أصبحت ساحة لإثبات الجدارة بين أفضل لاعبي كرة القدم في العالم.
______
لا تفوت: ميسي ينافس رونالدو ويرحب بك في السعودية!
______
كانت الأرقام والإحصائيات جزءًا لا يتجزأ من هذا التنافس، حيث تبادل الثنائي الفوز بالجوائز الفردية، بما في ذلك الكرة الذهبية، التي سيطرا عليها لسنوات، لكن ما كان يميز هذه المنافسة هو الاحترام المتبادل بين اللاعبين الكبيرين، على الرغم من الحماس والتوتر الذي كان يشوب مبارياتهما.
استطاع النجمان خلال فترة تنافسهما في الليجا تحقيق أرقام قياسية لا تُصدق، فقد سجل ميسي أكثر من 400 هدف، بينما أحرز رونالدو أكثر من 300 هدف مع فريق ريال مدريد، وكانت هذه الأهداف محورية في تحديد مسار الليجا لسنواتٍ عديدة، بالإضافة إلى ذلك تبادل الاثنان الفوز بالكرة الذهبية عدة مرات، مع تقديم كل منهما لأكثر من 200 أسيست لزملائهم في الفريق.
لتعميق الفهم حول تأثيرهما الكبير على اللعبة ككل يمكن استشهاد بتعليقات زملائهم ومدربيهم ومحللين رياضيين كثيرين كذلك، فقد ذكر زافي هرنانديز زميل ميسي السابق في برشلونة: “ميسي ليس فقط أفضل لاعب رأيته في حياتي، بل هو أيضًا الأكثر تأثيرًا داخل الملعب”، كما قال من جهة أخرى زين الدين زيدان، المدير الفني السابق لرونالدو في ريال مدريد: “رونالدو لاعبٌ فريد من نوعه، قدرته على تحقيق الفوز لفريقه في اللحظات الحاسمة تجعل أحد أعظم لاعبي كرة على الإطلاق”.
أحد اللقاءات التاريخية بينهما كانت في نهائي كأس الملك عام 2011، حيث قاد رونالدو ريال مدريد للفوز بضربة رأس حاسمة في الوقت الإضافي، مما أثبت قدرته على التألق في اللحظات الحاسمة، ومن ناحية أخرى كانت هناك مباراة في الليجا عام2007، حيث سجل ميسي هاتريك، معلنًا عن نفسه كقوة لا يستهان بها في كرة القدم العالمية.
على الرغم من أن كلاً من ميسي و رونالدو قد غادرا الليجا، إلا أن التأثير الذي تركاه الاثنان في الدوري الإسباني وفي عالم كرة القدم بشكل عام سيظل خالدًا عبر التاريخ، حيث كانت المواجهات بين النجمين ليست مجرد مباريات كرة قدم رياضية، بل كانت عروضًا تنافسية على أعلى مستوى قلما ترى مثلها الشاشة، والتي تملؤها الإثارة والمهارة والفن والعواطف.
في النهاية، سيتذكر التاريخ هذا التنافس كواحد من أعظم الصراعات الرياضية، ليس فقط بسبب ما قدمه كل من ميسي ورونالدو من أداء استثنائي داخل المستطيل الأخضر، بل لما أظهراه من روح رياضية واحترام متبادل خارجه بنفس الوقت!، حيث كانت مواجهاتهم في الليجا أكثر من مجرد لعبة، كانت تمثيلاً لكرة القدم في أبهى صورها وأقوى شكلٍ لها.
شاركونا آرائكم في قسم التعليقات، من تشجعون ميسي أو رونالدو؟ أو ربما الاثنان معًا؟ ومن تعتقدون بأنه امتلك التأثير الأكبر لنقل فريقه من الخسارة للفوز في اللحظات الحاسمة، وهل ستبقى صور رونالدو مع ميسي خالدةً في قلوبكم حتى بعد اعتزالهم الكرة؟!
اقرأ أيضًا: