تحتل رياضة السباقات في المضامير المتربة مكانة خاصة بين سباقات السيارات الأخرى، حيث تتسم بطابع السباقات المرحة غير الرسمية، فأنت تسابق في التراب على مضمار غير ممهد ومليئ بالمنعطفات الصعبة، ولكنها تحتفظ بالطابع التنافسي العالي ومستوى المهارة المطلوب للتفوق في هذه السباقات. هناك ألعاب كثيرة لمحبي هذه الرياضة، ولكن لعبتنا اليوم، Drive Rally، لها منظور مختلف بعض الشيء على رياضة الـ Dirt Racing كما سوف نتعرف معًا في مراجعة drive rally .
Drive Rally لعبة عن السباقات في مضامير ضيقة ومتربة، ولكنها تعد بتقديم تجربة طابع أركيدي يبتعد قليلًا عن الواقعية المعهودة في ألعاب السيارات بشكل عام، مع توجه فني فريد في الرسوميات والصوتيات، كما أنها تسعى لتصوير أجواء التسعينيات في هذه الرياضة. اللعبة ستصدر في مرحلة الوصول المبكر في 25 سبتمبر الجاري قبل إصدارها الكامل في 2025، فهل تستحق الشراء الآن؟ إليكم مراجعة Drive Rally.
محتوى قليل، حتى للعبة في مرحلة الوصول المبكر
Drive Rally تقدم طوريّ لعب فقط: الأول هو Championships حيث تختار فريقًا لديه مجموعة محددة من السيارات، تبدأ بأضعفها في مجموعة من السباقات المتتالية على مضامير متنوعة. كلما أنهيت السباقات واحدًا تلو الآخر حصلت على أجزاء جديدة للسيارة، وبعد كل مجموعة من السباقات تحصل على تطوير كامل للسيارة.
الطور الآخر هو Quick Race، وكما يوحي الاسم، فهو طور تختار فيه السيارة وتقوم بتخصيصها كما تريد، وأيضًا تختار مضمار السباق لتدخل جولة سباق سريعة ليس لها تأثير. يمكنك اختيار سيارات من التي فتحتها عن طريق طور Championships كما يمكنك شراء سيارات أخرى باستخدام العملات التي تجمعها من إكمال السباقات المختلفة.
لا يوجد شيء آخر لفعله في Drive Rally بخلاف هذين الطورين، والذين، من ناحية أسلوب اللعب، لا يختلفان عن بعضهما في الأساس، بل هي سباقات بالسيارات عينها، وعلى المضامير ذاتها. تفتقر اللعبة لوجود أطوار هامة مثل طور المهنة، كما أضاعت الفرصة لاستغلال الطابع الأركيدي لها وابتكار مضامير تتحدى قوانين الفيزياء مثلًا. بالطبع لا تزال اللعبة في مرحلة الوصول المبكر، وستستمر في الحصول على محتوى جديد حتى تصدر بشكل كامل العام القادم.
من ناحية تخصيص السيارات، فلا يوجد الكثير لقوله هنا أيضًا. بينما تُكمل السباقات في طور Championships تحصل على أجزاء جديدة للسيارة، لكن أغلبها أجزاء تجميلية فقط ولا تؤثر على الأداء الفعلي للسيارة، أو على الأقل لا يمكن ملاحظة ذلك الفارق على المضمار. نظام التخصيص أبسط ما يكون، ولم أجده جذابًا كفاية ليجعلني مهتمًا بإكمال السباقات والبطولات المختلفة سعيًا وراء إحدى التطويرات.
حاليًا تحتوي اللعبة على 12 سيارة فحسب، كل سيارة لها مرحلتا تطوير مختلفتان فوق النسخة الأساسية من السيارة. مجددًا، اللعبة في مرحلة الوصول المبكر وستحصل على المحتوى لاحقًا، لكن 12 سيارة رقم قليل للغاية، حتى في مرحلة الوصول المبكر.
____
اقرأ أيضًا: أفضل ألعاب سباقات السيارات في 2023
____
أسلوب لعب ليس “أركيدي” حقًا، دون مقومات قوية
لم نعتد وجود ألعاب سيارات في هذه الفئة بأسلوب لعب أركيدي يبتعد قليلًا عن الواقعية، وكان ذلك ما حمسني للعب Drive Rally في المقام الأول، لكن لنقُل أنني لم أجد ما يشبع ذلك الحماس.
أسلوب اللعب يقوم على الأسس ذاتها المعروفة بين ألعاب هذا التصنيف الأخرى، فيكون عليك الوصول إلى نهاية المضمار في أقصر وقت ممكن، عن طريق التعامل الأمثل مع المنعطفات الحادة والواسعة على حد سواء. في الحقيقة لم أجد في أسلوب اللعب ما يجعله “أركيدي” كما يصف المطور، فلم أجد آليات لعب إبداعية تتحدى المنطق وقوانين الفيزياء، أو حتى تغيير طفيف عما تتوقع وجوده في لعبة “واقعية” في هذا التصنيف.
آليات اللعب نفسها تفتقر بعض الميزات اللازم وجودها في لعبة سباقات من هذا النوع، والفارق يتضح جليًا إذا ما قارنا اللعبة مع ألعاب مثل WRC و Dirt Rally، ففي نهاية المطاف اللعبة ليست “أركيدية” كما يزعم المطور، بل أن أسلوب لعبها أقرب إلى الواقعية وعليه يمكن مقارنتها مع الألعاب الأخرى في هذا التصنيف. شعور التحكم بالسيارة ليس مرضيًا، خاصةً وأنه العنصر الأهم في لعبة كهذه. الانجراف بالسيارة عند المنعطفات لا يعطي الاستجابة المطلوبة، ولم أجده مرضيًا بشكل يدفعني إلى المخاطرة بها عند المنعطفات الحادة. باختصار، أسلوب اللعب مشابه لألعاب التصنيف الأخرى، مع غياب أساسيات هامة، فهو غياب تم تبريره بزعم أن أسلوب اللعب “أركيدي”.
بخلاف ذلك الجانب، هناك عيوب أخرى بسيطة لا تبدو مؤثرة في ذاتها، ولكن جميعها يؤثر بالسلب على التجربة. على سبيل المثال، لا يمكن تحريك الكاميرا في أي من منظوريّ الشخص الأول والثالث، ولا توجد تنبيهات بصرية للمنعطفات وأنواعها، الأمر الذي يصبح مزعجًا أكثر في ظل عدم دقة التنبيهات الصوتية للسائق المساعد في أحيانٍ كثيرة خاصةً عند المنعطفات المتتالية، ما يجعلك أكثر عرضة للتصادم. على ذكر التصادم، لا توجد فيزيائيات للتصادم، ولا حتى مؤثرات بصرية مناسبة.
صوتيات رائعة ذات دقة عالية وتفاصيل غنية
صوتيات Drive Rally تم إتقانها بشكل رائع، فهناك اهتمام واضح بجميع التفاصيل الممكنة من ناحية الأصوات. بدءًا من أصوات المحرك عند السرعات المختلفة، مرورًا بصوت ناقل الحركة الدقيق الذي يشعرك وكأنك جالس داخل السيارة بالفعل، وحتى أصوات الدواسات بين التسارع والفرملة.
اللعب من منظور الشخص الأول يمثل التجربة المثالية لـ Drive Rally بفضل الأصوات وحدها، حيث تصبح أكثر دقة وتفصيلًا بطبيعة الحال، وهي ببساطة رائعة للغاية.
على الجانب الآخر، هناك أصوات السائق المساعد الذي يوفر التنبيهات قبل المنعطفات. تلك الأصوات من أكثر الأداءات الصوتية المزعجة في الألعاب بشكل عام، فأحدهم يقوم بتوبيخك فعليًا إذا لم تقد بالشكل المثالي، ناهيك عن عدم انقطاع الكلمات الصادرة من أفواههم بشكل مستمر ومزعج.
رسوميات جيدة بتوجه فني مميز
لعل الشيء “الأركيدي” الوحيد حيال Drive Rally هو التوجه الفني لها. الرسوميات كارتونية والمؤثرات البصرية للأتربة تتبع النهج ذاته، وبشكل عام التوجه الفني للعبة مميز يجعلك تقدّر الجانب البصري للتجربة بالرغم من عيوبها.
الرسوميات تلمع أكثر حين تزور مضامير من بيئات مختلفة، فاللعبة تقدم أربع بيئات: صحراوية وخضراء وثلجية وصخرية. كل منها يبدو مختلفًا ومشبعًا بالألوان التي تناسب أجواءه بامتياز.
الخلاصة
في ختام مراجعة drive rally، نذكر أن اللعبة لا تقدم جديدًا يُذكر في تصنيفها سوى التوجه الفني المميز وتلمع في جانب الصوتيات وتفاصيلها، لكن عدا ذلك فهي تقدم أسلوب لعب لا يخلو من العيوب ومحتوى فقير، حتى بالنسبة للعبة في مرحلة الوصول المبكر.
