تعتبر سلسلة Prince of Persia من السلاسل المحبوبة التي تقدم تجربة لعب أكشن ومغامرات مميزة، ومن العناوين التي ميزت شركة يوبي سوفت جنباً إلى جنب مع سلسلة Splinter Cell وغيرها من الألعاب الشهيرة، وكان خبر عودتها من خلال الريميك الخاص بلعبة The Sands of Time خبرًا سعيدًا للكثيرين، ولكن مع تأجيله أصبح وضع السلسلة حرجاً، وعودتها في مهب الريح. الإعلان عن Prince of Persia: The Lost Crown كان بمثابة فرصة لإنقاذ أو دفن السلسلة بشكل نهائي. فهل كانت التجربة تستحق الانتظار والترقب؟ إليكم الإجابة الكاملة في مراجعة Prince of Persia: The Lost Crown.
قصة اللعبة بدون حرق
نبدأ مراجعة Prince of Persia: The Lost Crown مع القصة، حيث تدور أحداث القصة حول البطل سارجون، وهو أحد أفراد جماعة من المقالتين الأشداء الذين يقاتلون لصالخ البلاط الملكي الفارسي، وينطلقون في رحلة للبحث عن الأمير المختطف “غسان” في مدينة قاف الجبلية، والتي تسكنها مخلوقات غريبة، وبها أسرار رهيبة وسحرية تنتظر أعضاء الفريق،ويكون على سارجون النجاة ومحاولة إنقاذ الأمير من يد المختطفين. إذًا هي أول مرة لا نلعب فيها بالأمير نفسه، وإنما بأحد حراسه، وهناك بعض المغالطات التاريخية التي تمت في سيناريو وقصة اللعبة منها شكل البطل وتسريحة شعره مثلًا، والتي لم تكن شيئًا مشابهًا لما كان عليه الرجال والمقالتين في الوقت الذي تحاكيه اللعبة، بالإضافة للهجة الإنجليزية الخالصة التي يتحدثونها المؤدين الصوتين. فيما عدا ذلك فإن القصة كانت ممتعة وأدت غرضها في قديم شيء ممتع ومشوق، وربط اللعبة بالسلسلة القديمة بشكل ناجح.
استغرقت مني القصة 20 ساعة لإنهائها مع حرية كبيرة في الاستشكاف، وأعتقد أن التركيز عليها فقط غير ممكن بسبب تصميم المهمات الذي يجبر اللاعب على القيام بمهام جانبية واستكشاف البيئات لساعات وساعات لرفع مستواه. اللعبة كان من الممكن أن تستفيد من قصة اكثر كثافة وأحدا أطول.
أسلوب اللعب
يعتمد أسلوب اللعب على التنقل بين البيئات وتفادي الأفخاخ والقتال، بمنظور ثنائي الأبعاد. تصميم البيئات كان معقد ومن أفضل ما جربت في مجال تصميم بيئات Metroidvania، بحيث تنفتح الخريطة بشكل تدريجي مع اكتساب أدوات وأسلحة أكثر ومرور الوقت. هذا الامر جعل الاستكشاف امرًا ممتعًا، لكن أيضًا الأعداء شكلوا تحدي كبير جدًا للاعب، لأن اللعبة تحاول تقديم نظام قتال شبيه بألعاب السولز، وظهر تأثرها بالسولز في أكثر من جانب منها جانب حفظ التقدم.
حيث يكون حفظ التقدم في نقاط معينة، إذا متت قبل الوصول إليها تقوم بإعادتك إلى آخر نقطة حفظ، مع خسارة كل التقدم الذي أحرزته. هذا الأمر لم يكن سيئًا، بل قدم تحدياً كبيراً لكن مشكلتي الأكبر كانت مع المعارك التي شهدت عدم منطقية في الصعوبة، فهناك زعماء أكثر سهولة من أعداء عاديين، وأنواع أعداء عاديين يكونون أكثر صعوبة بشكل مبالغ فيه في بعض الأحيان.
القتال هنا يعتمد على الصد والتفادي، ومع الوقت تزيد قدرات البطل بحيث تتضمن قوس وسهم، وقدرات خاصة تحت مسمى Athra Surges والتي تمثل Finishers أو حركات إنهاء يقوم سارجون بها عندما يمتلئ الشريط الخاص بها، والذي يتم ملأه عن طريق توجيه الضربات للأعداء.هناك أيضًا كريستالات تنتج عن التغلب على كل عدو، وتمثل هذه الكريستالات العملة الداخلية للعبة، ومن خلالها تستطيع شراء الترقيات والتمائم. على ذكر التمائم، فهي عبارة عن Puffs يتم دمجها مع قدراتك لتزيد منها بأشكال متنوعة، مثل أن تزيد الضرر في الهواء، أو ضرر الأسهم إلخ.
تصميم البيئات كان عبقريًا، وكثيرًا من الفخاخ كان صعبًا لدرجة تطلبت التغلب عليه عن طريق أسلوب التجربة والخطأ (Trial & Error)، وأعادت إلى ذهني مراحل الأجزاء الكلاسيكية الصعبة والتي اعتمدت على دمج القدرات معًا بشكل سريع. تتطلب اللعبة سرعة بديهة وتفكير كثيرين لأنها تضعك أمام كم كبير من المخاطر والتحديات، ولكنها على الجناب الآخر تكافئك أيضًا على الاستكشاف بمعارك زعماء جانبيين، أو قدرات خاصة مميزة.
الصوتيات والرسوم
استمتع باللعبة بالرغم من تقديمها رسومًا كرتونية، وذكرتني بلعبة أخرى أحببتها من يوبي سوفت قدمت تجربة مشابهة، بمستوى خرافي وهي Immortals Fenyx Rising التي عمل عليها استوديو يوبي سوفت كيوبك الذي طور من قبل Assassin’s Creed Odyssey. من حيث الجانب الفني، فإن Prince of Persia: The Lost Crown لعبة غنية بالألوان الجميلة، تستطيع أخذ الكثير من الصور الخلابة في بيئات اللعبة المتنوعة، وهو أمر يجعلها لعبة لا مثيل لها حاليًا في السوق لأن هذا الاتجاه الفني بآليات لعب كهذه يعتبر شيء غير موجود، وتجربة لم يخضها استوديو آخر. اللعبة من تطوير استوديو ubisoft montpellier، وهو الاستوديو المسؤول عن لعبة Raymond Legends، ولكنه هذه المرة أخذ المستوى الفني إلى ارتفاعات جديدة.
الجانب الصوتي كان جيدًا، لم أعتقد أنه قدم شيئًا ثوريًا، على خلاف بعض ألعاب يوبي سوفت الأخيرة مثل Avatar: Frontiers of Panodra مثلًا، والتي نجحت في نقل تجربة الصوتيات إلى مستويات جديدة من خلال تصميم أصوات البيئات والنباتات والحياة البرية، وهو شيء لا يمكنني أن أقوله عن Prince of Persia: The Lost Crown، ولكن في الوقت نفسه، قدمت ما يفي بالغرض ويجعلها لعبة جيدة في هذا الجانب. أيضًا نلاحظ أن الأصوات ليست عامل رئيسي في لعبة لا تعتمد على الأجزاء وانغماس اللاعب بها على عكس Avatar.
في نهاية مراجعة Prince of Persia: The Lost Crown، أعتقد أن لعبة Prince of Persia: The Lost Crown هي لعبة جريئة في أفكارها، ومبدعة في دمج أسلوب اللعب لأكثر من نوع من الألعاب، نجحت في نقل هوية السلسلة إلى نطاق جديد به الكثير من المساحة للإبداع. أشببها بلعبة Hi Fi Rush، فكلاهما ألعاب أصغر حجمًا، تركز على الجودة فوق الكم والحجم والقيمة الإنتاجية، وكذلك هما مشروعي شغف للاستوديوهات التي عملت عليهما، وهو أمر واضح جدًا في Prince of persia، فكم الحب والاهتمام بالتفاصيل والاجتهاد للإبداع ظاهر وواضح للجميع في كل ركن من أركان اللعبة. لعبة Prince of Persia The Lost Crown قد تكون أفضل لعبة من يوبي سوفت، وأكثرهم إبداعًا وتجديدًا منذ سنوات، ولذلك هي تجربة تستحق أن تخوضها خصوصًا وأنها تباع بسعر 50$، وهي أيضًا لعبة موجودة على منصة Nintendo Switch، ولذلك أستطيع بكل أرياحية أن أنصح بها جميع مُلاك المنصة.
