في أقل من أسبوعين من الإطلاق، فشلت لعبة Concord وخسرت سوني مبلغ يتخطى حاجز الـ 200 مليون دولار وضاعت 8 سنوات من العمل هباءً بدون أي عائد يُذكر. فريق Firewalk أصبح أضحوكة صناعة الألعاب في فترةٍ بسيطة، ويبدو أن توجه بلايستيشن لصُنع تجارب خدمية لم ولن ينجح بأي شكل. فما هو سبب فشل لعبة Concord بهذا الشكل، وهل الأمر كله بسبب فريق Firewalk أم أن سوني كان لها اليد الأكبر في هذا الفشل؟
توجد بدائل أخرى مجانية يمكن تجربتها غير Concord!
لعبة Concord هي تجربة تُسمى بـ Hero Shooter حيث تدخل في مباريات 5 ضد 5 وتختار البطل الذي تلعب بيه بما يتناسب مع اختيارات فريقك حتى تقوموا بسحق الفريق الأخر بسهولة أكبر عندما تلعبون سويًا وتقومون بمختلف الكومبوهات. الفكرة نفسها جيدة، لكن استوديو Firewalk تأخر كثيرًا حتى يُصدر اللعبة، حيث توجد ألعاب أخرى كثيرة على نفس الهيئة، ولكنها متوفرة أيضًا بشكل مجاني بالكامل!
مثلاً لدينا أشهر لعبة في نوعية الـ Hero Shooter وهي Overwatch 2 والتي تحتوي على محتوى عملاق يمتد لسنواتٍ طويلة، وتحتوي على كل ما قدمه الجزء الأول، ويتم تحديثها باستمرار بالمزيد والمزيد من الأبطال والخرائط والأطوار ومهام PVE، فهي لعبة متكاملة عمل فريق Blizzard على تحسينها على مدار سنواتٍ. وإذا لا تُعجبك Overwatch فتوجد لعبة أخرى شبيهة جدًا بها تُدعى Paladins ولا تزال مشهورة حتى يومنا هذا.
لدينا أيضًا لعبة مثل Valorant، ورغم أنها أقرب لتجربة Counter Strike، إلا أنها لا تزال تحت تصنيف الـ Hero Shooter، حيث تختار البطل والأسلحة هنا، وهي الأخرى لعبة مجانية بالكامل يمكنك تحميلها على كل المنصات والاستمتاع بها مع أصدقائك بدون أي مشاكل، وستصل للهواتف قريبًا أيضًا!
أما لعبة Concord، فرغم أنها قدمت أفكار جيدة وخرائط مميزة، إلا أنها في النهاية كانت فكرة أساسية محلوبة لسنوات في ألعاب أخرى، وفي نفس الوقت اللعبة صدرت بسعر 40 دولار مما يضمن عدم نجاحها.. لماذا أدفع 40 دولار في لعبة جديدة كليًا لا تزال تبني مجتمع لاعبين، بينما يمكنني الدخول مع الملايين في ألعاب أخرى مجانًا بالكامل بدون دفع أي سنت!
من ناحيةٍ أخرى، فأحد الأسباب الرئيسية في فشل اللعبة هو حظرها بأكثر من 170 دولة على منصة الحاسب الشخصي، وهذا نفس القرار الغبي الذي اتخذته الشركة مع لعبة Helldivers 2 عند إطلاقها. لماذا تُجبرني على الاشتراك في خوادم بلايستيشن وأنت لا توجد بشكل رسمي في أكثر من 170 دولة، ونتيجة ذلك هو عدم بيع اللعبة لنسخ تضمن جزء من الأرباح حتى. آخر رقم مبيعات سمعناه عن Concord قبل إغلاقها كان 25 ألف نسخة، نعم اللعبة حققت أرباح بقيمة 0.5% من الذي صرفه الاستوديو على تطويرها!
_____
لا تفوت: في نهاية عام أسطوري.. إليكم قائمة أفضل ألعاب الفيديو في 2023
_____
دعم الأجندات من الأسباب الرئيسية لفشل اللعبة
في الفترة الأخيرة، لا تخلو أي لعبة Sony PlayStation من الأجندات حيث أصبحت تدعمهم بشكل صريح، وتلك واحدة من الأمور التي تُثير غضب الكثير من اللاعبين الذين يكرهون هذا الأمر. لعبة Concord هي واحدة من الألعاب التي دعمت تلك الأجندات بشكل غريب وأكثر من اللازم، ويبدو أن شركة Sweet Baby كان لها تدخل كبير في عملية الإنتاج!
الكثير من شخصيات اللعبة يبدو عليهم أنهم متحولين جنسيًا أو بهم أشياء غريبة، بالإضافة إلى أن اللعبة كانت توضح وبشكل صريح على متجر ستيم أنها تدعم تلك الأجندات عبر الـ Tags الخاصة بها، لكن بعد فشل اللعبة التجاري في أول أسبوع، قرر المُطور إزالة هذا الـ Tag في أمل لجذب المزيد من اللاعبين.. ولكنهم فشلوا في ذلك بالطبع.
لا أعلم إلى متى ستستمر فرق التطوير في دعم الأجندات بألعابها بهذا الشكل القذر، ولكن لحسن الحظ أن معظم تلك الألعاب تفشل فشل ذريع في نهاية المطاف، مما يوضح لهم أننا لا نريد رؤية تلك الأشياء في الألعاب ولا حتى الأجانب يريدون ذلك. لعبة مثل Black Myth Wukong نجحت بشكل كبير وحازت على احترام اللاعبين بعدما رفضوا أن يقوم فريق Sweet Baby بأي تدخلات فيها حتى لا يُفسدوا الحضارة الصينية كما يُفسدوا أي شيء آخر.
لماذا تمت الموافقة على إصدار هذه اللعبة في الأساس؟
منذ عامين تقريبًا، قامت سوني بالاستحواذ على فريق Bungie الشهير بصناعة ثلاثية Halo الأولى وسلسلة Destiny. الهدف من شراء الاستوديو هو امتلاك الشركة للعبة أونلاين ناجحة مثل Destiny 2، والأخذ برأيهم الهام جدًا في تطوير الفرق الأخرى لألعاب أونلاين مختلفة داخل استوديوهات بلايستيشن.
فريق Bungie لسببٍ ما قرر أن يتدخل بشكل كبير في عملية تطوير اللعبة المنتظرة The Last of Us Online Factions، مما دفع فريق Naughty Dog لإلغاء المشروع في نهاية المطاف لأنهم لم يريدوا هذا التدخل في ألعابهم ولم يتعودوا عليه من قبل. الفريق تدخل أيضًا في تطوير بعض الألعاب الأونلاين الأخرى مما أدى إلى وقف العمل عليها أو تأجيلها لأجلٍ غير مُسمى.
نفس هذا الفريق الذي لم تُعجبه لعبة The Last of Us Online Factions وافق على لعبة Concord وأعطى فريق Firewalk الضوء الأخضر لإكمال عملية تطويرها، والنتيجة النهائية كانت أكبر أضحوكة في عالم الألعاب خلال عام 2024. لا ندري كيف وافق فريق Bungie على هذه اللعبة بأي شكل من الأشكال، وكيف أصلاً تكلفت عملية تطويرها 200 مليون دولار وعمل عليها استوديو Firewalk لمدة 6 سنوات! هذه ميزانية عنوان جديد قصصي ضخم وليست لعبة أونلاين!
ما هو مصير فريق Firewalk؟
بالنظر إلى ما يحدث في استوديوهات الصناعة في الآونة الأخيرة، فبنسبة كبيرة مصير فريق Firewalk سيكون الإغلاق في أي وقت قريب. هذا الفريق أدى لخسارة 200 مليون دولار من قيمة Sony PlayStation، وهذا مبلغ ضخم وليس هين إطلاقًا. المضحك في الأمر أن لعبة مثل الأسطورية Ghost of Tsushima كانت ميزانيتها 60 مليون دولار فقط! نعم ميزانية هذه اللعبة تُشكل ثلث ميزانية Concord تقريبًا!!
الحل الأمثل لسوني مع هذا الفريق سيكون طريق من اثنين، الطريق الأول هو تحويل الاستوديو للعمل على لعبة قصصية من الصفر بميزانية ضئيلة ويكونون مطالبين بنجاح اللعبة بأي شكلٍ كان.. أو إغلاق الاستوديو بشكل كامل وتسريح جزء من الموظفين ونقل الباقي على مختلف استوديوهات الشركة.
شركة Sony PlayStation هي شركة ألعاب قصصية بشكل رئيسي، وهذه هي النوعية التي تنجح دائمًا منذ جيل البلايستيشن 2. لعبة مثل Astro Bot التي صدرت منذ بضعة أيام لم تتعدى ميزانيتها الـ 50 مليون دولار، وعمل عليها 65 موظف فقط لمدة 3 أعوام، والنتيجة هي تحفة فنية تُصبح من الأعلى تقييمًا في التاريخ، وهي الأعلى تقييمًا في العام الجاري بمعدل 95/100 وهناك توقعات كثيرة بفوزها بجائزة لعبة العام!
هل ستتمكن سوني من صُنع لعبة أونلاين ناجحة؟
يجب في البداية أن نعلم شيء مهم، وهو أن ليست كل الألعاب ستكون مثل Helldivers 2 وتُحقق هذا النجاح الباهر، لكن توجد بعض العناوين التي لها جمهور بالفعل ويطالبون بإصدار أجزاء أخرى من سلاسل قديمة. على سبيل المثال، يجب أن يأخذ فريق Naughty Dog فرصة أخرى مع لعبة The Last of Us Online Factions، فهي كانت تجربة واعدة ستُقدم عالم مفتوح ضخم مشترك بين كل اللاعبين وستواجه فيه اللاعبين والزومبيز وتبحث عن الموارد وتقوم بتحسين شخصيتك. كانت ستُصبح مزيج مثالي بين ألعاب الـ Extraction Shooter وتجربة The Last of Us التي تعودنا عليه، لكن فريق Bungie جاء وأنهى الموضوع بأكمله. لذلك يجب عليهم العودة لهذه اللعبة في المستقبل.
أيضًا فريق Insomniac Games يمتلك عنوان Resistance والذي يُطالب لاعبيه بجزء جديد منذ سنواتٍ طويلة. الفريق الآن لا يعمل إلا على Ratchet and Clank و Spider-Man ولديهم Wolverine في الطريق، ويبدو أنهم سيسلكون طريق اللاعودة في صناعة ألعاب أبطال خارقين من عالم مارفل السينمائي، ولذلك نتمنى أن يعودوا لسلسلة Resistance يومًا ما.
بالحديث عن Insomniac Games، فقد قاموا بإلغاء لعبة Spider-Man أونلاين كنت ستلعب فيها مع 3 لاعبين آخرين بشخصيات سبايدر المختلفة وتتجولون مدينة نيويورك سويًا مع وجود العوالم والأكوان المتوازية. هذه كانت لعبة واعدة، فلماذا تم إلغاؤها؟ هذا سؤال لا نعرف إجابته حتى الآن، ولكن التوقعات توضح أن فريق Bungie لم يجدها لعبة مناسبة هي الأخرى. للتذكير، هذا هو نفس الفريق الذي وافق على لعبة Concord…
بالحديث عن الاستوديوهات التي حصرت نفسها مع عنوان أو لعبة واحدة، فلدينا فريق Guerrilla Games الذي يصنع ألعاب Horizon منذ عام 2017. الفريق أصدر جزئين مع توسعتين ويعمل حاليًا على الجزء الثالث ولعبة أونلاين Multiplayer ونسى أنه يمتلك عنوان ضخم يُدعى Killzone. آخر أجزاء Killzone صدر بجوار منصة PS4 وكانت لعبة مميزة بأفكار رائعة ورسومات خلابة. هذه واحدة من عناوين سوني الأسطورية التي إذا عادت ستجذب الكثير من اللاعبين لتجربة أونلاين خرافية خاصةً مع استغلال مزايا الـ PS5 وأخذ كل الخبرات التي تعلمها الاستوديو على مدار السنوات الماضية في صُنع لعبة جديدة.
رغم أننا نريد من سوني أن تصنع لعبة أونلاين ناجحة تختم بها جيل PlayStation 5 الحالي، إلا أننا نظن أن ذلك لن يحدث في أي وقتٍ قريب، وتركيز الشركة بالكامل سيكون على تقديم ألعاب قصصية رائعة لدعم منصة PlayStation 5 Pro بأفضل شكل ممكن. هذا هو سر نجاح بلايستيشن عمومًا، ومع وجود شائعات تُفيد بأن لعبة Ghost of Tsushima 2 سيتم الكشف عنها قريبًا وستصدر في 2025 بجوار Death Stranding 2، فيبدو أن التركيز سيكون فعلاً على الألعاب القصصية حتى نهاية الجيل.
نتمنى أيضًا أن تُركز الشركة على إعادة بعض العناوين التي يريدها الكثير من اللاعبين، وأهمهم بالطبع Bloodborne. في الوقت الحالي توجد تسريبات من بعض المصادر الغير موثوقة والتي تؤكد أن سوني تنوي إصدار نسخة مُحسنة من اللعبة في مارس 2024 على PlayStation 5 والحاسب الشخصي للاحتفال بمرور 10 سنوات على إصدار اللعبة.
مع كشف سوني عن منصة PlayStation 5 Pro وتجهيزها لإطلاقها خلال الفترة المُقبلة، فبالطبع سنحصل على State of Play أو PlayStation Showcase قريبًا حتى نُلقي نظرة على مستقبل بلايستيشن من عام 2025 حتى نهاية الجيل في 2027. نتمنى أن تكون تلك السنوات الثلاثة الأخيرة بنفس قوة آخر 3 سنوات في جيل الـ PS4 والذي رأينا فيه كمية ضخمة من الإصدارات والعناوين الجديدة كليًا، فهل ستتمكن سوني من تقديم تجربة مشابهة هذه المرة؟ المستقبل سيوضح لنا ذلك..
