لعبة الحوت الأزرق لماذا تم منعها حول العالم؟ وما هي؟

Blue whale تحدي الحوت الازرق مخاطر لعبة الحوت الازرق عرب جيمرز

بينما ترعرع أطفال الأيام الخوالي على ألعاب اتسمت بالبراءة والإيجابية والتشجيع على تخطي الصعاب والتحديات، كان من المؤسف بأن بعض الألعاب التي تدفع على العنف وإيذاء الذات كانت قد انتشرت منذ فترة وجيزة من الزمن، وبالرغم من أننا سبق وتحدثنا عن كيفية تجنب مخاطر ألعاب الفيديو وإدمانها بشكل سلبي، إلا أن ما قدمته لعبة “الحوت الأزرق” قد كان مختلفًا عن أي شيء قمنا بالتعامل معه فيما مضى.

تحدي الحوت الازرق

Blue whale تحدي الحوت الازرق مخاطر لعبة الحوت الازرق عرب جيمرز

لعبة الحوت الأزرق أو Blue Whale هي عبارة عن سلسلة من التحديات عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت، كانت بداياتها في روسيا عام 2013 عبر مجموعة تدعى “مجموعة الموت” في شبكة VK للتواصل الاجتماعي.

تنص تلك “اللعبة” على 50 تحدٍ متنوعٍ يتفنن باستهداف العامل النفسي لدى الضحية، حيث تتدرج المهام من رسم حوت بأداة حادة على ذراعك المضرجة بالدماء، إلى الانتحار رميًا من أعلى المبنى أو طعنًا بالسكين!

تكمن خطورة هذه اللعبة وتحدياتها في استهدافها لصغار السن بشكل أساسي، حيث شهد العالم خسارة أكثر من 100 طفل منذ انتشار اللعبة عالميًا في 2016 في حالات مؤسفة استغل مصممو اللعبة من خلالها روح التحدي لدى الأطفال والتأثير السلبي لزملائهم في الدراسة والتنمر الذي يتعرضون له.

الأطفال أكبر ضحاياها

Blue whale تحدي الحوت الازرق مخاطر لعبة الحوت الازرق عرب جيمرز

تتشارك ضحايا تحديات الحوت الأزرق علامات نفسية تدل على الاكتئاب الحاد، وذلك لطبيعة التحديات التي يفرضها عليهم المدير أو “Admin” الذي يتم تعيينه لكل مشارك، حيث يطلب أحد التحديات استيقاظ المستخدم الساعة الرابعة فجرًا لمشاهدة فيديوهات مرعبة والاستماع لموسيقى تحث على الاكتئاب، أو الصعود إلى سطح منزله والوقوف على الحافة وتصوير صورة توثق ذلك الأمر يقوم بارسالها للمصممين المريضين نفسيًا!

بعض أشهر الحالات تضمنت كلًا من المراهقتين “يوليا” و “فيرونيكا” البالغتان من العمر 15 و 16 عامًا على التوالي، حيث كان انتحارهما ما دفع بوسائل الإعلام لتسليط الضوء على هذه المشكلة الكبيرة وتأثيرها على الأطفال الغائبين عن مراقبة أهاليهم، حيث أظهرت كلتا الفتاتان علامات نفسية خارجة عن المألوف عبر مشاركتهما لأفكار وعبارات غريبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهما انتهت بنشر صورة لأحد الحيتان مع عبارة “النهاية” قبل أن تقومان بالانتحار.

مع الأسف، فقد وصل الأمر للبلدان العربية عبر الأعوام القليلة الماضية، حيث تم تسجيل 7 حالات انتحار للأطفال التونسيين وأكثر من 10 أشخاص في الجزائر وطفل في السعودية وعدد غير محدد من الحالات في كل من المغرب ومصر.

لماذا لا يقوم المستخدم بالانسحاب؟

Blue whale تحدي الحوت الازرق مخاطر لعبة الحوت الازرق عرب جيمرز

لا شك بأن الانتحار موضوع شائك ويتطلب حالة نفسية معينة للإقدام على ذلك الفعل المؤلم، لذا كيف تمكنت لعبة الحوت الأزرق من إقناع معظم ضحاياها بتنفيذ ذلك الطلب الصعب؟

في الحقيقة، فقد استفاد “فيليب بوديكين” المؤسس لتلك التحديات من دراسته لعلم النفس، حيث قام الطالب الجامعي البالغ من العمر 21 عامًا بتصميم الطلبات لتكون ذات تأثير نفسي سلبي متزايد يوميًا عبر 50 يوم من التحديات، وفي حال رغب المستخدم بالتوقف عن اللعب وفق قواعد اللعبة فإنه سيتم التلاعب بجهازه الخاص عبر عنوان IP الذي يتم سحبه من قبل اللعبة، ليتم ارسال تهديدات له بإيذاء أفراد عائلته واصدقائه وابتزازه بشكل شنيع حتى يخنع للأمر الواقع ويتم التحديات على أكمل وجه، والتي تنتهي بانتحاره.

نهاية سعيدة… أم للقصة تتمة؟

Blue whale تحدي الحوت الازرق مخاطر لعبة الحوت الازرق عرب جيمرز

تم القاء القبض على “بوديكين” في 2017، وقد أقر بتهمة تصميمه للعبة وتحريض المراهقين على الانتحار حيث تحدث بأن السبب وراء كل ذلك كان “تطهير المجتمع” ممن وصفهم “بالنفايات البيولوجية”، ليتم الحكم عليه بالسجن لاحقًا لعدة تهم على رأسها تحريض 16 فتاة على الأقل لقتل أنفسهن في روسيا.

في 26 مايو من 2017، أقر مجلس الدوما الروسي بمشروع قانون يمنح المحكمة الحق بإنزال تهمة جناية على كل من يحاول التشجيع على الانتحار أو صنع الأدوات التي تساعد بذلك، وقام الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” لاحقًا بالتوقيع على قانون تجريم من يحرض القاصرين على الانتحار.

المؤسف بالأمر هو ظهور عدة نسخ مختلفة من اللعبة منذ ذلك الحين، وقد كان “بوديكين” مسؤولًا عن تنظيم ثمانية مجموعات خاصة بنشر الألعاب المشجعة للانتحار حول العالم، لتبقى بعض آثار “الحوت الأزرق” حرة طليقة في عالمنا الحالي.

كيف نحمي أطفالنا من تلك الأخطار؟

Blue whale تحدي الحوت الازرق مخاطر لعبة الحوت الازرق عرب جيمرز

تبقى الوسيلة المثلى للوقاية هي في توعية صغار السن لأخطار عالم الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والجلوس معهم وشرح ضرورة عدم التواصل مع الغرباء تحت أي ظرف كان وعدم الانجرار وراء موضات إيذاء النفس.. وهو أمر أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى خاصة مع انتشار تحديات مشابهة في كل مكان مثل تحديات برنامج TikTok بشُرب المواد السامة والاختناق وغيرها من الأفعال السيئة.

عالمنا الرقمي يحمل الكثير من الفوائد والمنافع والبحور الواسعة من المعارف.. إلا أنه وكما هو المحيط، علينا الحذر دائمًا من أسماك القرش التي قد تفتك بنا، وأحيانًا، الحذر من بعض “الحيتان الزرقاء”.

 عِش معنا متعة اللعب على أصولها.. لمزيد من المقالات الرائعة تابعو قناتنا على واتساب.

وسوم

3.8 4 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

1 Comment
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
abrahem_aboraya
abrahem_aboraya
6 شهور

حمدالله انكم منعتوها لأن مات كثير من الاطفال

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x