بين نسخة The Last Of Us part 1 للحاسب الشخصي الكارثية، وإطلاق لعبة Redfall الذي أغضب اللاعبين، كان عام 2023 مليئًا بالعناوين الكبيرة، وها نحن نتجاوز منتصف العام -تقريبًا- وتبقى الكثير من الإصدارات التي تبدأ مع شهر أغسطس الحالي، ولا تتوقف عن الظهور حتى نهاية العام في ديسمبر المقبل، ولكن هل هناك لعبة صدرت في الشهور الُمنصرمة تستحق بأن يُطلق عليها أسوأ لعبة في عام 2023؟
اليوم نناقش هذا، ولكن أولًا علينا إرساء مفهوم اللعبة السيئة ووضع معايير لذلك.
معايير سوء الألعاب في 2023
أولًا، لكي تكون اللعبة سيئة، يجب أن تخلو من ما يجعل ألعاب الفيديو “رائعة” أو “ممتعة” وهي العناصر الثلاثة المتعارف عليها:
- أن تكون تجربة ذات أسلوب لعب ممتع
- أن تكون لعبة تقدم ابتكارًا في تصميمها
- أن تكون لعبة ذات جانب تقني مصقول
وعلى الرغم من ألعاب مثل TLOU Part 1صدرت بشكل تقني كارثي، إلا أننا في مقال اليوم لن نركز على ألعاب ممتازة صدرت على منصات جديدة بشكل تقني سيء، وإنما الألعاب التي قدمت محتوى ذو جودة سيئة بما في ذلك الجانب التقني على أن تستوفي الألعاب التي سنختارها الشروط المذكورة بالأعلى.
أول ألعاب 2023 السيئة: Crime Boss Rockay City
إذا ألقيت نظرة أولى على الغلاف الرسمي للعبة Crime Boss ستلاحظ بأن اللعبة مليئة بنجوم هوليوود المشهورين من خلال أفلام الدراما والجريمة في التسعينات وأهمهم :
- Chuck Norris
- Michael Rooker
- Danny Trejo
- Danny Glover
- Michael Madsen
وربما أول فكرة يتبادر إلى ذهنك هو أن اللعبة التي أمامك هي شبيه جديد لفكرة GTA حيث العالم المفتوح والجريمة، والقصة السينمائية، وأعتقد أنك قد تكون محقًا في التفكير في هذا الاتجاه الذي قد يكون منطقيًا وقتها لتجمع كل هؤلاء النجوم القدامى في لعبة واحدة، ولكن للأسف ذلك الاعتقاد ليس صحيحًا، وبدلًا من تقديم لعبة جريمة معتمدة على القصة فقد قدمت Crime Boss Rockay City نسخة سيئة من لعبة Payday.
تعتمد لعبة Crime Boss Rockay City على اللعب الجماعي في تنفيذ مهمات سطو وسرقات على طريقة أفلام السطو الشهيرة، ولكنها تقدم ذلك بأسلوب لعب متكرر، وتصويب سيء من المنظور الأول. كما أن أطوار اللعب والخرائط قليلة والمحتوى ذو جودة متوسطة في أفضل تقدير. على الرغم من أن لعبة Payday 2 جعلت المطورين يظنون بأن إنتاج لعبة مماثلة بجودة ممتازة يعد أمرًا سهلًا، إلا أن Crime Boss تظهر لنا الحقيقة، بأن وجودة فكرة وأساس جيد لا يعني أن اللعبة ستكون ممتازة وستحقق نجاحًا كبيرًا.
لقد كان مصير Crime Boss Rockay City الفشل وتحقيق مبيعات متواضعة واختفاءها بعد بضع أسابيع فقط من الإصدار على الحاسب، ثم إصدار هادئ على المنصات المنزلية في يوليو الماضي.
جريمة Arkane مُكتملة الأركان.. Redfall ونقطة سوداء في عام “إكس بوكسي” بامتياز
يعتبر إطلاق لعبة Redfall واحد من أكثر الإطلاقات الكارثية في تاريخ الألعاب، والأكثر بلاش شك في تاريخ Arkane المسؤول عن تطوير تحف فنية من نوعية Immersive Sim مثل Prey و Dishonored و Deathloop، ولكن الاختلاف الوحيد بين العناوين السابق ذكرها وRedfall هو أن الأخيرة ركزت بشكل أساسي على الجانب الجماعي واللعب عبر الشبكة، وبالتالي ابتعدت كثيرًا عن ما يعرفه الاستوديو جيدًا، ولكن هذا مبرر كافي؟
في الحقيقة، لا تكفي مبررات الأرض كلها لتبرير ما حدث مع Redfall وجعله يبدو طبيعيًا، لأن حتى بعد إصلاح المشاكل التقنية -أو معظمها على الأقل- نجد بأن الأساس التي بُنيت عليه اللعبة متواضع الجودة على أفضل تقدير. القصة ضعيفة، الشخصيات لا تمتلك التنوع الكافي، تصميم البيئات سطحي وأبعد ما يكون عن تصميم بيئات ألعاب الاستوديو السابقة. لم أجد أي جانب إيجابي في اللعبة سوى في الاتجاه الفني، حتى المستوى الرسومي كان ضعيفًا جدًا ولا يليق بلعبة حصرية للجيل الجديد فقط.
يعتبر الكثيرون لعبة Redfall هي أسوأ لعبة في العام، واسوأ حالة تقنية وقت الإطلاق وفي الحقيقة لا يمكنني لومهم لأنها تعتبر من أكبر الفرص الضائعة، لأن الجميع توقع أن ينقل استوديو Arkane أسلوبه المميز لألعاب اللعب الجماعي، ولكن عوضًا عن ذلك وجدنا نفسنا أمام مشروع مهترئ يفتقر للرؤية بشكل كبير ولا يعرف ماذا يريد أن يقدم.
تصميم المهمات كان سطحيًا، وطريقة السرد مبسطة بشكل مبالغ فيه يجعلك تفقد الاهتمام بما يحدث مبكرًا في الأحداث، كما أنها خالية تمامًا من التواءات الحبكة، ونظام تطوير الشخصيات من أكثر الأنظمة ضحالة في الألعاب الجماعية ولكي تتقدم فيه ستحتاج إلى إعادة المهمات التي لا تتمتع بالتنوع الكافي.
لعبة لم يطلبها أحد.. The Lord of the Rings Gollum
تعتبر لعبة The Lords of the Rings: Gollum أكبر مثال على إهدار الفرص الذهبية، فعلى الورق يعتبر اتخاذ قرار إنتاج وتطوير لعبة تخفي مقتبسة من عالم سيد الخواتم فكرة مجنونة وبها الكثير من المخاطرة خصوصًا وأنها لعبة من بطولة شخصية Gollum الذي تتنافى مواصفاته مع مواصفات الأبطال الاعتيادين، فهو لا يمتلك أي قدرات خاصة، ومظهره فوضوي، ولا حتى يمتلك الكاريزما أو القدرة على الحديث بطلاقة! توقع الجميع أن استوديو Daedalic Entertainment يمتلك رؤية واضحة للعبة وهي التي جعلته يتبنى رؤية لم يكن ليقدم عليها أي مطور آخر، ولكن النتيجة في النهاية كانت كارثية.
The Lord of the Rings Gollum كانت أكثر الألعاب فقرًا في 2023 بلا منازع، فاللعبة لم تقدم أي أدوات أو آليات لعب تعوض نقص القدرات لدى Gollum وجعلت كل ما عليك فعله هو القفز من منصة إلى أخرى، أو التخفي بأكثر الطرق البدائية الممكنة. لا يمكنك فعل أي شيء إضافي، ولا يوجد أدوات يمكنك استغلالها بشكل مبدع للحصول على نتائج مختلفة.
القصة أيضًا كانت سيئة، والأداء التفني كان كارثيًا على الحاسب -وكأن اللعبة كان ينقصها أداءً تقنيًا كارثيًا- وهو ما تسبب في اضطرار المطور في الاعتذار وإطلاق الوعود بإصلاح اللعبة، ولكن المشكلة الحقيقة تكمن في أساس اللعبة السيء، وفكرتها الغير مدعومة بعناصر تجعلها أكثر جاذبية. هناك ألعاب تخفي مشابهة حظت بنجاح مقبول وإشادة جماهيرية مثل styx shards of darkness حيث يتحكم اللاعبون في أحد الغيلان (Goblins) ولكن ما يفرق هذه اللعبة عن Gollum هو أنها قدمت تصميم مراحل مميز وأدوات تشجع على الإبداع والتنويع في أسلوب اللعب.
Atlas Fallen تتفنن في إضاعة الفرص
لعبة Atlas Fallen هي مثال على مقولة أن الأشياء من بعيد تكون دائمًا أجمل، لأن كل شيء حولها بدى واعدًا من خلال الحملات الإعلانية ولكن للأسف المعطيات كانت تشير بأن المشروع لن يكون بالأمر بالجلل التي جعلته الدعاية يبدو عليه، لأن المطور ليس لديه خبرة كبيرة في ألعاب العالم المفتوح. في بداية أغسطس الحالي، خرجت لنا اللعبة ورأينا بأم أعيننا أن الاستوديو Deck 13 الذي وقف خلف عنواني The Surge بجزئيها، و Lords of the fallen قد حاول بشكل كبير تغيير جلده من خلال لعبة RPG وعالم مفتوح لم تكن بالمستوى.
في مراجعتنا للعبة Atlas Fallen ذكرنا بأن اللعبة عانت من قلة المحتوى، وفقر الإبداع في تصميم المراحل والبيئات على الرغم من تقديم أسلوبي معارك وتنقل رائعين، وعالم مكتوب بقدر كبير من الاهتمام، ثري في تاريخه وفقير في سرده للقصة التي تحدث.
امتلكت Atlas Fallen كل المقومات لكي تكون مفاجأة سارة، كلعبة تقمص صغيرة من مطور جديد نسبيًا كلعبة Greedfall مثلًا ولكنها أخفقت في ذلك بشكل كبير، وخصوصًا في آخر ساعات القصة التي ظهرت فيها عيوب اللعبة بشكل واضح وفج.
في النهاية، لاتزال هناك الكثير من العناوين التي من الممكن أن تسقط في هذه القائمة، فعام 2023 لن يتوقف عن مفاجئتنا سوى مع انتهاؤه، ولكن هذه الألعاب الأربع كانت أكثر ما صدر حتى الآن واستحق التواجد في قائمة الألعاب السيئة لعام 2023. في رأيك، ما هي أسوأ لعبة من هذه القائمة؟