سطّرت Alan Wake 2 اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ ألعاب الرعب النفسي والألعاب القصصية بشكل عام منذ أن صدرت العام الماضي، بقصة لم نرَ مثلها في لعبة من قبل، وأسلوب سرد هو الأول من نوعه أيضًا في الجمع بين المشاهد الحقيقية والرسومات داخل اللعبة، وهي بلا شك واحدة من العلامات الفارقة في صناعة الألعاب من حيث الجودة الرسومية والتوجه الفني. مؤخرًا صدرت التوسعة الثانية والأخيرة للعبة، كما سنتعرف معًا بالتفصيل الكامل في مراجعة Alan Wake 2: The Lake House.
بقصة مرتبطة بالقصة الأساسية وشخصية جديدة قابلة للعب، وعدو وسلاح جديديْن، انتظرت هذه التوسعة بشدة منذ الإعلان عنها، ليس فقط لأن Alan Wake 2 واحدة من أكثر ألعابي المفضلة على الإطلاق، أو لأنني مغرم بعالم Remedy الذي يجمع بينها وبين Control، لكن أيضًا تطلعًا لما ستؤول إليه القصة في هذه التوسعة وتأثيرها على الخلفية الدرامية للعالم، فالاستوديو لديه سابقة جيدة مع توسعتيّ Control، خاصةً توسعة AWE التي مهدت الطريق نحو Alan Wake 2 وأعطتنا نظرة عن توجه القصة وأحداثها المثيرة، فهل تحقق The Lake House إنجازًا مماثلًا؟ إليكم مراجعة Alan Wake 2: The Lake House.
____
اقرأ أيضًا: مراجعة Alan Wake 2
____
قصة مثيرة للاهتمام على قِصرها لكنها تفشل في جانب هام
تأخذنا قصة Alan Wake 2: The Lake House إلى مكان جديد كليًا: منشأة أبحاث تابعة لمكتب Control الفيدرالي، حيث تم تأسيسها عند بحيرة Cauldron بعد تزايد الأحداث الخارقة للطبيعة “AWEs” في المنطقة من أجل دراستها والتوصّل إلى طريقة للسيطرة عليها. تصل منسوبة المكتب الفيدرالي، العميلة “كيران إستفيز” بعد حصولها على نداء استغاثة بوجود حدث خارق للطبيعة في المنطقة، وعدم استجابة مديريّ المنشأة. تدور الأحداث بالتزامن مع أحداث “ساجا” في اللعبة الأساسية حتى تنتهي التوسعة عند نقطة التقاء “إستفيز” و”ساجا” في Bright Falls.
تركز الأحداث على مديريّ المنشأة: “جولز مارمونت” وزوجته “ديانا مارمونت” ومحاولاتهما الكثيرة والمختلفة للسيطرة على البوابة بين عالمنا وعالم الـ Dark Place الموجودة في بحيرة Cauldron بكل الطرق الممكنة. في أثناء ذلك نتعرف على شخصية جديدة، رسّام يتمتع بنفس قدرة Alan Wake: تغيير الواقع من خلال الفن، وكيف تعامل معه الزوجان أثناء محاولاتهما، وكيف أودى كل ذلك بهما في النهاية. مدة الأحداث قصيرة ومخيبة للآمال، حيث تمتد إلى ساعة ونصف إلى 3 ساعات ونصف، وفي تجربتي قمت باستكشاف كل زاوية، وقراءة كل ملاحظة، ومشاهدة كل مقطع، ولم تستغرق التوسعة معي سوى 3 ساعات فقط.
قدمت التوسعة قصة جيدة جدًا عن الزوجين “مارمونت” وصراعهما لإدارة المنشأة سويًا على مدار السنوات، وكيف أثرت كتابات Alan Wake في علاقتهما وسقوطهما الحتمي، وفي أبحاثهما يقومان بتفسيرات مثيرة للاهتمام والنظر من زاوية مختلفة لكيفية التعامل مع الأعمال الفنية عند بحيرة Cauldron، وإمكانية تسخير قوى الظلام فيها، لصالح المكتب الفيدرالي، أو بالأحرى، لمصلحة كل منهما سعيًا وراء المجد. لا أنكر أن متابعة هذه القصة الغزيرة بالتفاصيل وأسلوب السرد الفريد الخاص بـ Remedy، والأداءات التمثيلية التي لا غبار عليها، كان ممتعًا بلا شك.
لكن في نهاية المطاف، وجدت نفسي أتساءل: ما الهدف من هذه القصة؟ كيف تفيد هذه الأحداث، وما بها من تفاصيل، قصة Alan Wake أو Control، وعالم ريميدي المتصل؟ حتى أنه لمتتبعي قصة هذا العالم ومحبي تفاصيله، لم تقدم التوسعة معلومات جديدة أو إجابات -ولو مختصرة أو مبهمة- لأي من الأسئلة الكثيرة المُثارة حول العديد من الجوانب. مثلًا، لم نحصل على أي تفاصيل عن وضع Dr. Darling الحالي بعد نهايته الغامضة في Control وظهوره الأكثر غموضًا في التختيمة الثانية “The Final Draft” لـ Alan Wake 2، بدلًا من ذلك حصلنا على تسجيلات له قبل أحداث كنترول، لم يقدم فيها جديدًا أو تلميحًا يجعلنا نتطلع لشيء ما في المستقبل. ماذا عن Thomas Zane؟ وضع Alan الحالي في الـ Dark Place بعد نهاية التختيمة الثانية للعبة؟ أو على الأقل تلميح بسيط عما يجري حاليًا في الـ Oldest House لنتطلع إليه في Control 2.
ما قدمته التوسعة من مساهمة هامة لعالم ريميدي هي مقابلة لا تتخطى الدقيقتين مع أحد أهم شخصيات Control، ومعها تلميح قوي لـ Control 2. لكنها لا تزال غير كافية على الإطلاق، فإذا قارنّا وضع The Lake House مع وضع توسعة AWE لـ Control -التي كانت نفس المدة تقريبًا بالمناسبة- سنرى الفارق الهائل. AWE وطدت العلاقة بين عالميّ Control و Alan Wake بأفضل شكل ممكن، وفيها حصلنا على مشاهد لـ Alan وتعرّفنا -بشكل أو بآخر- على حالته في الـ Dark Place، فتلك التوسعة مهدت الطريق للإصدار التالي من الاستوديو وقدمت قيمة فعلية للعالم، وهو ما لم تنجح The Lake House في تحقيقه بنفس الكفاءة.
منشأة The Lake House تجمع بين جمال Alan Wake المرعب وجنون Control
مع الخطوة الأولى داخل جدران The Lake House ستسمع صوت الصافرة المصاحب للمقاطع من Control، ومن حولك ستجد التصميم الداخلي للمكاتب والطرقات الخاص بالـ Oldest House، ملفات تحقيقات المكتب الفيدرالي وقضايا مختلفة عن حالات سابقة، مع وجود عدة طوابق تتطلب تصريحات أمنية من مستويات متفاوتة، وأماكن تضعك في حلقات مفرغة، وأماكن أخرى تتغير باستمرار من حولك بينما تحاول العثور على مخرج من تلك المتاهة، تمامًا مثل Control.
اجمع ذلك مع أجواء Alan Wake 2 الرائعة ذات التوتر الدائم والجودة البصرية العالية، تحصل على مزيج هائل نجحت The Lake House في تحقيقه لعشاق اللعبتين. يمكنني القول أن التوسعة تفوقت حتى على اللعبة الأساسية فيما يتعلق بأجواء الرعب والتوتر، كيف لا والأروقة الداخلية لمنشأة حكومية سرية مهجورة ومسكونة من قوى ظلامية على أسلوب Control الفريد، تمثل المنصة المثالية للحظات مميزة من الرعب النفسي والأجواء المضطربة، مع بعض الفزعات القوية هنا وهناك بفضل النوع الجديد من الأعداء.
أسلوب اللعب لا يقدم جديدًا يُذكر بالرغم من تقديم سلاح وعدو جديديْن
يعتمد أسلوب اللعب في Alan Wake 2: The Lake House على الأسس ذاتها التي تبنتها اللعبة الأساسية بالتوجه ذاته، حيث تضعك التوسعة في مكان متشابك به ألغاز ومواجهات مع الأعداء يكون فيها المصباح اليدوي وسلاحك أهم حلفائك، ويكون عليك إدارة الموارد بحكمة.
تقدم التوسعة أيضًا عدوًا وسلاحًا جديديْن، العدو هو وحش من ألوان الطلاء الساكنة على الجدران التي يتشكل أمامك، وقد يخرج ليهجم عليك وقد لا يفعل. السلاح هو مدفع خاص من النوع الذي تتوقع وجوده في منشأة حكومية سرية تتعامل مع الأحداث الخارقة للطبيعة. العدو الجديد لا يتأثر بالمصباح اليدوي والأسلحة العادية، وأسلوب مواجهته الوحيد يكون من خلال السلاح الجديد الذي تعثر عليه بعد مدة قليلة من بدء التوسعة.
عدو وسلاح جديدان يبدوان إضافة رائعة إلى عناصر Alan Wake 2 في هذه التوسعة، صحيح؟ ليس تمامًا، فمع قِصر مدة التوسعة، قلما واجهت هذا النوع الجديد من الأعداء، وبالتالي قلما اضطررت إلى استخدام السلاح الجديد، وأغلب المواجهات كانت مع الأعداء المعتادة من اللعبة الأساسية. لا أبالغ، ولكن مرات مواجهة العدو الجديد في تجربتي يمكن عدها على الأصابع، في مقابل مواجهات أكثر بكثير مع الأعداء الأخرى المعتادة.
ليست المواجهات فقط ما تأثرت بقِصر مدة التوسعة، فالألغاز هي الأخرى، التي تميزت بها اللعبة الأساسية بشكل كبير، عددها قليل هنا، ولم أشعر أنني بحاجة إلى التفكير أو العمل جاهدًا للتقدم كما كان الحال في قصة Alan Wake 2. على الجانب الآخر، تحسن عنصر البقاء بشكل ملحوظ في التوسعة عنه في اللعبة الأساسية، فالذخيرة وعناصر الصحة أصبح عددها أقل وعليك إدارتها بأكثر حكمة، كما أصبحت الأعداء أكثر عدوانية وتهديدًا عما كانوا عليه سابقًا.
خلاصة مراجعة Alan Wake 2: The Lake House
توسعة Alan Wake 2: The Lake House تعطي جرعة إضافية من القصة وأسلوب اللعب في هذا العالم الغامض والمثير للاهتمام، بمكان جديد يجمع تصميمه بين أفضل ما في Alan Wake 2 و Control، وقصة تتمتع بالطابع الفريد لفريق Remedy ستجعلك منتبهًا ومتحمسًا طوال مدة اللعب حتى ولو لم تقدم إضافة تُذكر للخلفية الدرامية للعالم، واكتفت بالتأكيد على معلومات يعلمها مسبقًا من لعب اللعبتيْن. للأسف، مدة اللعب أقصر من المتوقع (3 ساعات إذا أنهيت كل شيء)، وهي ما تؤثر بالسلب على جوانب التجربة الأخرى في مواجهات الأعداء وانتشار الألغاز.
The Lake House تجربة مثيرة للاهتمام بكل تأكيد لمحبي هذا العالم ومتتبعي قصته الجنونية، لكن لا تتوقع وجود ما يحمسك لـ Control 2 أو إجابات على أسئلة هامة في عالم Remedy، هي ببساطة قصة يمكن اعتبارها مستقلة، عن محاولات مكتب Control الفيدرالي للتعامل مع الـ Dark Place وفهمه عند معقل داره.