تعتبر لعبة Dragon Ball Sparking! Zero واحدة من أكثر ألعاب العام المنتظرة، حيث تطل علينا شخصيات Dragon Ball Z في لعبة قتالية جديدة تعد تكملةً لسلسلة Budokai Tenkaichi الشهيرة من جيل PS2، وهي لعبة قتالية قدمت أسلوب لعب يركز على المعارك والضربات القاضية لكل شخصية، مع أعداد مهولة من الشخصيات المتاحة للعب، فهل الجزء الجديد هو خير خلف لأحسن سلف؟ إليكم مراجعة Dragon Ball Sparking Zero .
قصة اللعبة
تقدم قصة اللعبة أحداث مسلسلات Dragon Ball Z و Dragon Ball Super المحبوبان، حيث تبدأ بمجموعة حلقات بطلها هو شخصية جوكو، تتزامن مع بداية مسلسل Dragon Ball Z، ومع مرور الوقت ومقابلة شخصيات مختلفة مثل فيجيات وبيكولو وغيرهم يتم فتح إماكنية اللعب بهؤلاء الشخصيات وعددهم 8، من ضمنهم Black Goku من Dragon Ball Super. اللعبة تقدم قصصها على هيئة حلقات مؤلفة من معارك ومقاطع سردية، تختلف في طولها حسب طول الحلقة. هناك حلقات استمرت حوالي 45 دقيقة وهناك أقصر من ذلك. تزداد الصعوبة بشكل كبير وفي بعض الأحيان مبالغ فيه مع خصوم حلقات Dragon Ball Super، وطريقة السرد أيضًا تختلف بين الصور الثابتة والمقاطع المتحركة.
قصة اللعبة تستمر لأكثر من 10 ساعات، مع وجود محتوى جانبي ضخم، وسيناريوهات بديلة توفرها اللعبة لك على هيئة اختيارات في اللعبة، بعضها يناقض السيناريو الذي تم المضي قدمًا معه في المسلسل نفسه، وهو ما يفتح مسار مختلف تمامًا في الحلقات وهو أمر مثير جدًا لكنه في رأيي لم يستغل بما يكفي. في حلقة “The Earth’s Mightiest Duo?!” مثلًا، وهي في بداية القصة يتم تخيير اللاعب بين الذهاب لمعركة ضد Raditz مع Piccolo، أو بدونه. بالطبع جميعنا يعرف بأن المسلسل شهد لحاق بيكولو بجوكو في المعركة، وهو ما يمكنك اختيار عدم القيام به في اللعبة.
بشكل عام القصة لا تقدم سوى القتال بشكل أساسي، ولا يوجد عناصر استكشاف أو عالم مفتوح أو حتى شبه مفتوح مثل ألعاب أخرى قديمة، وهي بذلك أقرب لألعاب Dragon Ball القتالية والتي تقدم نموذجًا يشبه Street Fighter و Tekken لكن مع نظم تقدم عميقة ومعارك مناسبة لنظام عالم دراجون بول الذي تمتلك فيه كل شخصية قدرات خاصة وقدرات خارقة مختلفة وإمكانية الطيران إلخ. هذه اللعبة تقدم امتدادًا للعبة Budokai Tenkaichi الرائعة، وتعتبر هي أفضلهم من حيث القصة.
أسلوب اللعب
أسلوب اللعب بشكل أساسي هو القتال، بين أطوار تعاونية وأخرى فردية حيث تقدم اللعبة نظام تقدم عميق يدفع اللاعبين إلى اللعب أكثر ومن ثم الحصول على جوائز وشخصيات وأزياء إضافية. اللعبة ذكرتني في هذا التصميم بألعاب القتالات مثل Street Fighter 6 مثلًا، حيث تتضمن اللعبة عملة داخلية تسمى “زيني” تجمع بعضًا مع كل مباراة تفوز فيها، أو مع كل تحدي تقوم بإتمامه بنجاح. التحديثات موجودة بعدد شبه لا نهائي، مثل أن تتغلب على عدد من الأعداء بضربة معينة، أو بشخصية محددة، أو أن تلعب عدد من المباريات بشخصية واحدة إلخ. هذه التحديات تزداد في الصعوبة مع مرور والوقت. هذه العملات لديها استخدامات عدة من ضمنها شراء الشخصيات (فتحها) من المتجر الداخلي للعبة والذي لا يحتوي على Microtransactions بالمناسبة، فاللعبة تقدم حوالي 182 شخصية، مع 100 شخصية فقط متوفرة من البداية و82 مغلقين تمامًا يتم فتحهم إما عن طريق إتمام المراحل القصصية، أو عن طريق المتجر. بالطبع ليست كل الشخصيات شخصيات جديدة تمامًا، فبعضها نسخ من شخصيات أخرة، فمثلًا Goku لديه حوالي 17 نسخة فرعية منه من مختلف نسخ الأنمي الخاص بدراجون بول.
هناك أيضًا إمكانية جمع كرات التنين، Dragon Ball التي تتمحور حولها القصة، حيث أن جمعها يؤدي إلى تمني امنية من ضمن مجموعة من الأمنيات المتوفرة عند استدعاء التنين (تفاصيل يعرفها من شاهد الأنمي) ومن ضمنها زيادة قدرات شخصيتك، أو الحصول على كم كبير من العملات إلخ. هذه التفاصيل تجعل تجربة اللعب وإن كانت القتال فقط تجربةً ممتعة لأن لها هدف نهائي، وهو فتح كل الشخصيات. هناك أيضًا أطوار أونلاين ممتازة وتوفر متعة كبيرة مثل طور البطولات الذي يوفر البطولات القتالية المعروفة من الأنمي والتي يمكنك لعبها أونلاين مع المستخدمين، كما أنه يمكن أيضًا تصميم بطولة بصياغة وقوانين خاصة بك.
لكن إذا كان كل ذلك غير كافي بالنسبة لك، فلا تقلق، فاللعبة لديها المزيد من الأطوار الممتازة، من ضمنها مثلًا طور اللعب التعاوني المحلي، والذي يمكنك من اللعب مع صديق محليًا بشاشة مقسومة لنصفين، وهناك أيضًا طور جديد تمامًا وضخم جدًا يسمى Custom Battles، وهو ما سيكون في اعتقادي أقوى أطوار اللعبة مع مرور الوقت.
يقدم طور Custom Battles فرصة لمن بدالخ مخرج أنمي صغير تسمح له بتنمية هذا الجانب من شخصيته وإخراج كل إبداعه بلا قيود وبكم كبير من الأدوات والحرية في إخراج الحلقات. يقدم الطور 3 عناصر أساسية، أهمها هو إمكانية التعديل على سياق عام مصاغ بالفعل من الحلقات، عن طريق إدخال جمل حوارية واختيار الشخصيات والخريطة وغيرها من الاختيارات البسيطة والأساسية، وهناك أيضًا إمكانية إخراج الحلقة من بدايتها إلى نهايتها مع كامل تفاصيلها حتى الصغيرة منها، مثل إضافة عناصر بيئية والتحكم في زوايا الكاميرا ووضع قوانين محددة. يمكنك رفع هذه الحلقات على الشبكة للاعبين حتى يجربوها، ولكن يتعين عليك إنهائها على الأقل لمرة واحدة لكي تتأكد أنها قابلة للإنهاء وليست تحدي مستحيل. هذا الجانب نجح في جعلي ألعبه لمدة تتجاوز الـ20 ساعة وحده، دون التطرق لبقية الأطوار، ناهيك عن أن هناك حلقات صممها المطورين بالفعل تسمى Bonus Battles يمكنك تجربتها ضمن هذا الطور والتعديل عليها. أنا متأكد أنه مع مرور الوقت سنرى هذا الطور في القمة مع هذه اللعبة وبتلك الأدوات المتوفرة معه.
أما عن أسلوب اللعب نفسه، أي القتال، فأعتقد بأن الفيديوهات الدعائية للعبة تقول كل شيء. نحن لسنا فقط أمام أهم وأفضل لعبة دراجون بول عبر التاريخ من حيث القتال، نجن أمام أعقدهم وأصعبهم أيضًا. لا يمكنني القول سوى أن نظام التعليم في اللعبة ضروري وصُمم بشكل متقن لأبعد الحدود بحيث يعرفك على كل الأساسيات، ولكن حتى مع خوضه فإنك ستحتاج لتجربة الكثير من المعارك والشخصيات لتعتاد على صعوبة وسرعة القتال على حد سواء. كل شخصية لديها إمكانية الصد والتفادي، مع ضربات خفيفة واخرى ثقيلة وقدرات خارقة، وأخيرًا قدرة Sparking التي تحول الشخصية لأقوى نسخة من نفسها، تحتاج إلى الشحن على مدار المعركة، ولكن يستطيع الخصم تعطيل هذا الشيء باللكمات، وهو ما يجعله أمر غير سهل القيام به في المعارك المحتدمة، لكن لكل من يجيد التفكير بشكل استراتيجي سيجد أن المعارك سهلة لأنه يستطيع شحن قدراته في أوقات متفرقة واستخدام الشحن للتحول لنسخة أقوى والإجهاز على أعدائه. يقدم هذا الشئ إثارة لم أكن أتوقع أن تكون بهذا القدر في اللعبة، تتفوق حتى على الألعاب القديمة في السلسلة.
الرسوم والصوتيات
تقدم اللعبة مستوى بصري ممتاز، ومستوى صوتي جيد. ليست كل الجمل الحوارية مسجلة وهو أمر أزعجني شخصيًا خصوصًا مع لعبة بهذا الحجم الإنتاجي، ولكني تقبلت الامر بحلول نهاية التجربة. لكن على الصعيد البصري فحدث ولا حرج، هذه أفضل لعبة من حيث الرسوم ونماذج الشخصيات والمؤثرات البصرية. أولًا، نماذج الشخصيات تقدم أقرب شيء للأنمي والمانجا بشكل حديث وبعيد قليلًا -مقارنة بالأجزاء الماضية- عن كونه كرتوني، مع مؤثرات بصرية غنية من انفجارات بألوان مختلفة، ومؤثرات تدميرية للجبال والتضاريس المحيطة وحتى المدن التي تجري فيها المعارك، وهو ما يجعل المعارك تعطي شعور الملحمية والأكشن الذي كان في الأنمي.
كنت سعيدًا أيضًا بالموسيقى التي أدت الغرض وأعطت مشاعرًا مختلفة بين الهدوء والتسارع الملحمي وهو شيء اعتدنا عليه في السلسلة.أداء اللعبة على PS5 أيضًا كان مستقرًا ومصقولًا لأبعد الحدود وليس لدي أي شكوى منه.
الترجمة العربية ودعم منطقة الشرق الأوسط
لعبة Dragon Ball Sparking! Zero مترجمة بشكل كامل للعربية، من قوائم لحوارات ونصوص، وهي ترجمة لا تشوبها شائبة وأنا سعيد لأن بانداي نامكو قد وصلت لهذا المستوى من الجودة في الترجمات العربية.
اللعبة تقدم بعض المصطلحات التي يصعب فهمها بالإنجليزية لمن لديه مستوى متوسط في اللغة، وهو ما يجعل وجود اللغة العربية حاجةً ملحة هنا.
اللعبة متوفرة الآن على PC/PS5/Xbox Series X|S
ختامًا:
تعتبر لعبة Dragon Ball Sparking Zero أفضل ألعاب Dragon Ball القتالية على الإطلاق، بين نظام قتالي عميق ونظام تقدم متنوع وأطوار كثيرة كلها رائعة وأونلاين هو الأقوى، أعتبرها تتويجًا لكل ما مرت به السلسلة خلال سنواتها الماضية، وهدية لكل محبي هذه الشخصيات وذلك العالم، وبلا عيوب مؤثرة على تجربة اللعب بشكل واضح.
نذكر لكم في نهاية مراجعة Dragon Ball Sparking Zero ملخص الإيجابيات والسلبيات والمزيد من التفاصيل الهامة.
