مراجعة Dragon’s Dogma 2

مراجعة Dragon's Dogma 2

ها قد وصلت أخيرًا لعبة Dragon’s Dogma II بعد أكثر من 10 سنوات من جزئها الأول الذي قدم تجربة فريدة ومتفردة بذاتها، لا يوجد مثلها الكثير على الساحة، وما يجعل الجزء الثاني أمرًا كبيرًا في صناعة الألعاب هو أنه يأتينا في فترة تتألق فيها كابكوم بالإصدارات الرائعة من ألعابها، فهل نجحت في تقديم لعبة RPG وعالم مفتوح تنافس الكبار في هذا المجال مثل The Witcher 3 و The Elder Scrolls Skyrim؟ سنعرف هذا اليوم، إليكم مراجعة Dragon’s Dogma 2.

القصة

تدور قصة اللعبة في زمن مجهول، وفي عالم مقسم بين دولتين، فيرموند وباتهال، يعتبر الخطر الأكبر الذي يواجهانه هو التنين الكبير، والذي يتصدى له دائمًا حسب النبوءات، شخصًا مختارًا يسمى The Arisen، وهو الذي يتعرض لحادث غير اعتيادي يحدث أن يقتله التنين ويأكل قلبه، ولكنه يسترد عافيته ويفيق وكأن شيئًا لم يكن. تلعب أنت بهذا الشخص الذي يثق فيه العامة ومقدر له أن يواجه الخطر الأعظم في هذا العالم، وينقذ البشرية، ولكنه أيضًا مجبر على أن يعيش حياة مليئة بالصراعات السياسية بين الدولتين المتناحرتين.

في Dragon’s Dogma II تبدأ اللعبة بمؤامرة ضد الملك (أنت) حيث يتم تجريده من ملكيته، ويُنصب شخصًا مختالًا على العرش الخاص بفيرموند، ويكون عليك أن تقوم باسترداد ملكك، أملًا في التفرغ للمواجهة الكبيرة مع التنين. هذه هي القصة بدون حرق، ولكن التفاصيل كثيرة والقصة مليئة بالتعقيدات والإلتواءات المثيرة. القصة هنا ليست جديدة أو أصلية، ولكن جمالها يتمثل في كيفية سردها ومدى غموضها من البداية، وتفاصيل شخصياتها. في رحلتك ستقابل شخصيات جذابة وجميلة وتم أداءها بشكل مثالي، وهي التي تجعلك تشعر بأن العالم نابض بالحياة.

مهمات القصة كانت أفضل مهمات في اللعبة بلا منازع، وبها تنوعية كبيرة في المواقف التي تضعك فيها، كما أن العالم ثري وبه الكثير من التفاصيل الجانبية التي تستطيع استكشافها عن طريق قراءة الوثائق والحديث مع العامة في كل وقت، والتركيز فيما يحدث حولك من مواقف عشوائية.

القصة تفتقر للأسف للخيارات المؤثرة على مدار أحداثها، ولكن النهايات أظهرت تأثرًا بشكل كبير جدًا بالأحداث وخيار اللاعب، لذا هناك عنصر الاختيار في وبشكل مؤثر، ولكنه غير متواجد في الحوارات بشكل كبير على عكس ألعاب RPG أخرى.

أسلوب اللعب

أسلوب اللعب يمتلك بعض الأشياء الغريبة، مثل حقيقة أن اللعبة لا تسمح لك سوى بملف حفظ واحد فقط، ولا تستطيع بدء لعبة جديدة سوى عند إنهاء الأولى، وفكرة أن السفر السريع محكوم ببعض العناصر التي سنشير إليها، ولكن بشكل عام وجدنا أن أسلوب اللعب كان واحد من أمتع عناصر اللعبة، ومن بين الأفضل والأكثر إبداعًا في ألعاب العالم وفي السنوات الأخيرة أيضًا.

تبدأ Dragon’s Dogma II بإنشاء الشخصية، بآلية إنشاء عميقة للغاية، وقابلة للتعديل على كل شيء تقريبًا في اللاعب، ثم اختيار الفئة والتي تمتلك اللعبة 4 أساسين منها، وهم اللص والمحارب، ورامي السهام والساحر. شخصيًا بدأت باختيار الفارس لأنه هو الأسلوب الذي اعتدت عليه في بقية ألعاب الـRPG الفانتازية، ولكنه اتضح أنه الاختيار الأقل تنوعًا، حيث أن اللعبة تسمح لك بأن تغير الفئة في منتصف اللعب بشكل طبيعي وبدون مشاكل، ولكل فئة شجرة مهاراة محددة، ومقتنيات عليك امتلاكها لتستطيع التبديل بين الفئات والقيام بمهامها بشكل طبيعي.

التنوع بين الفئات رهيب، ويعطيك شعور أنك أمام لعبة أخرى مع كل تبديل تقوم به، كما أن اللعبة تعطيك إمكانية اختيار 3 مرافقين (بيادق) وتعيين أحدهم كبيدق رئيسي يمكنك تخصيصه وترقيته وتزويده بالأسلحة، وهو أمر متقن وعميق في اللعبة مقارنة بالجزء الأول حيث يفيدك كثيرًا هذا البيدق ويقوم بمساعدتك في المعارك، لدرجة أنه مع اقتراب نهاية تجربتي مع اللعبة كنت لا احتاج إلى الدخول في المعارك بنفسي من شدة قوة الشخصيات الأخرى. يمكنك توجيه هذه البيادق بأربعة توجيهات، منها المساعدة في حمايتك، أو الاندفاع للهجوم أو الانتظار، ولكن اللعبة تستغل هذه الإرشادات بشكل عميق بحيث يمكنك حث البيادق تلك على إرشادك لأقصر طريق لمهمتك، أو بتنفيذ الاقتراح الذي يقترحونه فور اقتراحه.

في الحقيقة، أفضل ما في أسلوب اللعب هم البيادق وطريقة تخصيصهم وترقيتهم بلا منازع، حتى أن اللعبة تسمج لك بإرسال بيدقك الرئيسي للاعبين الآخرين ليزيد من مستواه وقوته، ولكل لاعب يستعين به إمكانية إعطائه “إعجاب” أو “قلب” تعبيرًا عن مدى إعجابه بالبيدق، وكلما زادت الإعجابات الخاصة ببيدقك كلما زاد مستواه.هناك أيضًا إمكانية أن تستعين أنت ببيادق خاصة باللاعبين الآخرين، وتقوم بتقييمها أنت أيضًا،وهو أمر يجعل مجتمع اللاعبين يهتم لأمر بعضهم البعض دون وجود لعب جماعي صريح.

أما عن الاستكشاف،فلعبة Dragon’s Dogma II لا تمتلك عالمًا كبيرًا جدًا، ولكنها تستطيع استغلال كل شبر فيه بشكل مثالي، حيث يكون الاستكشاف أمرًا حيويًا ومفيدًا جدًا للاعبين، فاللعبة تمتلك 3 ركائز أساسية ترتكز عليها، وهي الاستكشاف والقتال والتجارة. هذا ما ستقوم به معظم وقتك، بجانب ترقية الشخصية بالطبع. أما الاستكشاف فهو بغرض جمع الموارد ومحاولة إيجاد أفضل عتاد وذخيرة للأسلحة، ولكن عالم دراجون دوجما 2 يقدم أحداث عشوائية عظيمة ترتقي إلى مستوى Red Dead Redemption 2 وربما أفضل في بعض الأحيان، حيث تجري أمامك أحداث غير مُخطط لها، ويمكنك التعامل معها عن طريق تجاهلها أو التفاعل معها، وفي كل الأحوال قرارك له عواقب عليك تحملها.

حجم التفاعلية مع العالم كبيرة جدًا، فالشخصيات الجانبية قد تشارك معك في معركة عشوائية إذا كانت بالقرب من قريتهم، وستشعر بأن الخطر في عالم اللعبة حولك في كل مكان، حتى في القرى والمدن يمكن أن يفاجئك وحشًا كبيرًا بالاقتحام بشكل عشوائي وتتحول شوارع المدينة إلى حمام دم، أو أن يأتي مجموعة من العفاريت البغيضة إليك أثناء تخييمك لسرقتك وقتلك، أو حتى أثناء سفرك بالعربة، وهو ما يجعل الشعور بالأمان منعدم في عالم اللعبة، وصدقني هذا ليس أمرًا سيئًا بل هو أمر يشجع دائمًا على أخذ حذرك.

اللعبة أيضًا تقدم مستوى صعوبة واحد، وهو صعب جدًا. هو لا يرتقي لأن يكون بمستوى صعوبة ألعاب السولز، ولكنه صعب وستموت كثيرًا…حضر نفسك للتحدي الكبير هذا.اللعبة تقدم سفر سريع مقيد، فهو جائز ولكن بطريقتين ليس إحداهما سهلًا. الطريقة الأولى عن طريق حجر يسمى حجر العبور، يمكنك شرائه، ولكنه غالي، وهو لا يسمح لك للسفر إلى أي مكان أيضًا. هو مقيد بوجود شيء اسمه “بلورة الوصول” في المكان الذي تريد السفر إليه، لذا هو لن يختصر عليك الكثير من المسافات، ولن يكون ممكنًا في كل الأوقات لأن الأموال مهمة في عالم اللعبة.

Dragon’s Dogma II ستجعلك تضمي وقتًا طويلًا في إدارة الموارد والتجارة من خلال بيع الأشياء التي لا تريدها لكي تحصل على المال، أو جمع الموارد النفسية من البيئة والاستكشاف لكسب المال، ولذلك فإن إنفاق عدد كبير من العملات المعدنية مرة واحدة على قطعة حجرية قد لا يكون الخيار الأصوب، ولهذا هناك خيارًا آخرًا وهو السفر بعربة الثور، وهي وسيلة تنقل بطيئة وخطرة، فالكمائن شيء وارد جدًا في عالم اللعبة، وخصوصًا في فترة الليل. إذا سافرت بعربة الثور فأنت معرض لأن تسطو العفاريت أو الوحوش على العربة. لذا، في الكثير من الأحيان ستختار أن تقوم بقطع المسافة سيرًا على الأقدام بنفسك. هنا سيكون عليك الاستراحة بشكل مستمر.

فاللعبة لا تعيد لك شريط حياتك كما كان بشكل تلقائي، فأنت بحاجة إلى الراحلة وتناول الطعام باستمرار للحفاظ عليه، وإلا سيأخذ في التضاؤل حتى ينتهي وتموت.أما الراحة فتكون عن طريق النوم في الفنادق، وهو أمر مكلف، أو التخييم، والتخييم هو الآخر يعرضك للكمائن ! هل رأيت؟ عالم اللعبة خطير وموحش وهذا هو أجمل شيء فيه.

مراجعة Dragon's Dogma 2

الرسوم والصوتيات

تستخدم اللعبة محرك رسوم RE Engine العظيم، وتنجح في استغلاله كثيرًا من خلال عالم ثري بالتفاصيل في كل أركانه. أكثر ما أعجبني هو جانب الإضاءة وتأثيرها على الأسطح من شعر، ووجوه ونباتات وحتى دروع وأسلحة. كل شيء يبدو في أجمل صوره، ودراجون دوجما 2 هي لعبة “جيل جديد” بحق تنجح في استغلال قدرات المنصات المنزلية بشكل كبير. أما الصوتيات، فقد أثارت إعجابنا بشكل كبير بسبب ما قدمته من تنوعية موسيقية، ومؤثرات بيئية قوية جعلت الاستماع لعالم اللعبة وجبة دسمة للأذن.

اللعبة لا تمتلك أطوارًا تقنية على الكونسول، وإنما تحاول استهداف 30 إطارًا في الثانية، وعتابي الوحيد على الأداء التقني أنها تشهد تساقط إطارات ملحوظ في اللحظات التي تشتعل فيها معارك ضارية مع الأعداء الضخام، أو عندما تزدحم الشاشة بالشخصيات، أو عند دخول الأماكن مثل المحال والحانات داخل اللعبة وهو أمر أزعجني شخصيًا، ولكني أدرك أنه من الممكن إصلاحه بسهولة مع تحديثات مستقبلية.

مراجعة Dragon's Dogma 2

كلمة أخيرة:

أعتبر أن Dragon’s Dogma II هي واحدة من الألعاب التي تقدم الإبداع بشكل كبير وتجدد دماء ألعاب الآر بي جي بشكل شبه ثوري، مع جودة كبيرة ومجهودات ظاهرة في كل أركانها يبدو تجعلها منافس قوي جدًا على لقب لعبة العام، وربما تستحق مكانة بين الأسماء الكبيرة في هذا النوع من الألعاب، وهي لعبة تستحق سعرها بشكل كامل وتمتلك قيمة إعادة كبيرة، لأن في كل مرة ستعيد تجربة لعبك ستصادف أشياء جديدة تمامًا.

مراجعة Dragon's Dogma 2

ننصح بشرائها لـ

  • كل محبي ألعاب الـrpg العميقة
  • كل من أحب الجزء الأول
  • كل محبي The Witcher 3 و Dragon Age
  • كل من يبحث عن عالم يجذبه وينسى معه الوقت

لا ننصح بشرائها لـ

  • كل من لا يحب الألعاب الطويلة
  • كل من لا يحب ألعاب تقمص الأدوار RPG
  • كل من لم يحب الجزء الأول
أسطورية
0

الإيجابيات

  • نظام فئات ممتاز وعميق
  • قصة ممتعة وطريقة سرد جذابة
  • مقاطع سينمائية فاخرة
  • عالم نابض بالحياة
  • نظام عظيم للشخصيات الجانبية
  • ترجمة عربية من بين الأفضل في الصناعة

السلبيات

  • أداء متذبذب على الكونسول
  • غياب الخيارات عن الحوارات بشكل كبير

 عِش معنا متعة اللعب على أصولها.. لمزيد من المقالات الرائعة تابعو قناتنا على واتساب.

وسوم

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x