مراجعة Baldur’s Gate 3

مراجعة Baldur's Gate 3

صدرت في بداية شهر أغسطس لعبة  Baldur’s Gate 3 لتحقق أرقامًا قياسية غير مسبوقة وتتربع على عرش ألعاب تقمص الأدوار والـRPG لهذه السنة، كونها واحدة من أكثر الألعاب حصولًا على اللاعبين المتزامنين على منصة ستيم، وواحدة من ضمن قائمة الأعلى مبيعًا في التاريخ على المنصة، وها هي ذا تصدر لمنصة منزلية وهي بلايستيشن 5. إذا كنت لا تعرف الكثير عنها، وتبحث عن تجربة لا مثيل لها تعيش معها أيامًا بل وشهورًا طويلة قادمة، قد تكون هذه اللعبة لك. إليك مراجعة لعبة Baldur’s Gate 3 (نسخة PS5).

ما هي Baldur’s Gate 3 ولماذا لم تكن تحظى بالشهرة الكافية؟

تنتمي لعبة Baldur’s Gate 3 إلى نوعية ألعاب CRPG والتي سُميت بذلك الاسم في بادئ الأمر لكي تشير إلى نوعية ألعاب التقمص الموجودة فقط على منصات الحاسب الشخصي، والتي تتسم بالمنظور العلوي، وأسلوب المعارك المعتمد على تعاقب الأدوار وسرعان ما تحول الأسم إلى Classic Rpg لأن هذه الألعاب أصبحت نادرة، وحتى بعض السلاسل التي اعتمدت على ذلك الاسلوب مثل Fallout تحولت إلى ألعاب ثلاثية الأبعاد من المنظور الثالث أو الأول، وأصبحت ألعاب التقمص كلها تتخذ الشكل نفسه.

ظل Larian Studio صامدًا في صنع هذا النوع من الألعاب من خلال سلسلة Divinity Original Sin، وبعد حصوله على حقوق Dungeons & Dragons من خلال تعاونه مع Wizards of The Coast، أصبح حلم إنتاج جزء ثالث من السلسلة العظيمة Baldur’s Gate حقيقة.

صدرت اللعبة منذ 3 سنوات في مرحلة الولوج المبكر على ستيم، وظلت عملية البناء والتحسين مستمرة لتقديم المنتج الذي نراه اليوم، ولأول مرة لعبة بهذه الضخامة وبهذا الأسلوب تأتينا على منصة منزلية، فكيف كانت التجربة؟

بدايةً.. قصة اللعبة: فانتزايا ممزوجة بنظام علاقات معقد يجعل لتجربة كل لاعب مذاق خاص

نعم، أعلم أنك على الأرجح قد سمعت هذه الكلمات مرارًا وتكرارًا بحلول الآن، لأن كل لعبة تقمص تقريبًا تحاول التسويق لنفسها على أنها تجربة مختلفة كثيرًا بين كل لاعب وآخر، بفضل نظام الاختيارات والتشعب القصصي الموجود، وقد شهدنا في Fallout 4 و The Witcher 3 مستوى جديد تمامًا من ذلك التشعب الرهيب في القصة، والذي يتسبب في بعض الأحيان في فتح أجزاء كبيرة من القصة، ولكن صدقني حين أقول لك بأن استوديو Larian مطور Baldur’s Gate 3 تأخذ هذا الشيء إلى مستويات جديدة تمامًا غير مسبوقة، وسترى هذا جليًا في تجربة اللعبة منذ بدايتها، ففي الـ30 ساعة الأولى يمكن للاعبين أن يسلكوا طرقًا مختلفة بشكل كبير لدرجة أنه قد يصعب عليك معرفة ما إذا كان صديقك يلعب نفس اللعبة، أم أنكما تتحدثان عن لعبة مختلفة تمامًا! أو يستحيل مشاهدة فيديو Walkthrough وإيجاد تجربة مماثلة لما حدث معك بنسبة 100%.

هكذا هي قصة Baldur’s Gate 3، وقد عرفت هذا من خلال تجربتي بعد أن أدركت أن اللعبة لا تريدني أن أحاول مجددًا في أي شي فشلت فيه، وإليك ذلك المثال ليوضح ما أقوله:

في بداية تجربتي وأثناء محاولة هروبي من سفينة مخلوقات الغزاة Mindflayers لم ألاحظ أنني قد تركت شخصية من الشخصيات التي ستصبح رئيسية فيما بعد على متن السفينة، وأكملت اللعب وتحدثت مع صديقي في اليوم التالي -كان يجرب اللعبة هو أيضًا- لأعرف أنها شخصية من أهم وأفضل الشخصيات باللعبة، لذا بدأت ملف حفظ جديد وحاولت أن أنقذها، ونجحت، وبعد حوالي 4 ساعات وقعت في مأزق جعلني أدخل معركة ضد زعيم صعب للغاية، وعندما حاولت استعادة ملف حفظ مبكر لأتفاداه، وقعت في سيناريو آخر بدأ معي مجموعة قصص جانبية استمرت معي لمدة 12 ساعة، ومن ثم عدت لأواجه ذلك الزعيم الصعب لأجد أن السيناريو الذي وضعتني اللعبة فيه ضد ذلك العدو أصبح مغايرًا تمامًا بفضل من معي من رفقاء في طاقم الشخصيات المصاحب لي في رحلتي. وهذه ليست الأمثلة الوحيدة على هذا الأمر، فحدث ولا حرج.. هذا يحدث طوال مشوارك في اللعبة، وهو ما يجعل لعبة Baldur’s Gate 3 كنز ثمين على مستوى القصة، ولعبة قابلة للإعادة لأكثر من مرة بل أكاد أن أصفها باللعبة التي لا تكتمل تجربتها سوى بالإعادة لأكثر من مرة.

قصة اللعبة تدور حول شخصيتك (يمكنك صنع شخصية جديدة أو اختيار شخصية من الشخصيات الأساسية) التي يتم اختطافها على متن سفينة لمخلوقات تدعى Mind flayer وهو نوع من المخلوقات المعروفة لمن هو على دراية بألعاب Dungeons & Dragons لا يمكنهم التكاثر سوى عن طريق زرع ديدان بداخل عقول ضحاياهم، والتي تستغرق وقتها في النمو والسيطرة على عقل المُستضيف. تحاول بعدها الهروب من السفينة، برفقة من على متنها من شخصيات جانبية وتشتركون في هدف فك لغز ما حدث لكم من إصابة بذلك الكائن الطفيلي الغريب، وتأثيره العجيب بمنحه لكم قدرات خاصة لقراءة العقول والشعور بالأفكار، ومحاولة إيجاد علاج قبل أن يقضي عليكم ويستولي على أجسادكم. هكذا تبدأ الرحلة، ومن هنا تبدأ القصة في التوسع في أمور جانبية منها أمورًا سياسية ومنها أمورًا شخصية عن علاقات الشخصيات ببعضها ودوافعها لأن بالطبع لكل شخصية أسباب تجعلها تريد البقاء على قيد الحياة، ولكل من تلك الأسباب أبعاد تعيدك إلى أهمية التعرف أكثر على كل شخصية تظهر في اللعبة.

لقد قام استوديو Larian بعمل أقل ما يقال عليه عظيم في بناء الشخصيات الجانبية، فهناك ذلك الساحر Gale الذي ستعلم بعد مقابلته ببضع ساعات بأنه مُصاب بمرض يجعله مُجبرًا على التغذي على الأنتيكات السحرية لكي يبقي قدراته السحرية -وعقله- في حالة جيدة، وستضطر لمساعدته في إيجاد تلك الأنتيكات السحرية لأنك تحتاج عونه في رحلتك الشاقة. أما شخصية Shadowheart فستعلم بأنها تنتمي إلى جماعة تعبد إلهة الألم (والعياذ بالله) وتعتبر أن الضحك والمزاح جريمة، وسيكون أمامك خيار احترام ذلك الجانب منها، أو محاولة تغيره! يمكنك أن تجعلها شخصية أكثر انفتاحًا على المزاج والمرح مع الوقت!

إذا شخصيات اللعبة ليسوا مجرد أتباع، وإنما شخصيات مكتوبة بعمق يكفي لكي تشعر بواقعيتهم ووجودهم معك بشكل حقيقي، وسيتفاعلون معك في كل كلمة تقولها وكل فعله تقوم به بحيث يظهرون لك امتعاضهم أو مساندتهم لك، وإذا اسأت التعامل مع ذلك، قد يتركونك تمامًا! شعرت مع هذه الشخصيات أنني أكترث كثيرًا لأمرهم، وأنني قد كونت أسرتي الصغيرة التي أهتم لأراءهم، وأفكر فيما سيشعرون به تجاهي في حالة اتخاذي لكل مسلكٍ متاح. هذه هي عظمة كتابة القصة، وتصميم نظم العلاقات كما يجب أن تكون، وكما لم نرها من قبل. لقد أبدع استوديو Larian في خلق تجربة تكاد تكون لا نهائية الاحتمالات.

أفضل شيء في التجربة، هو عندما تستعيد ملفات حفظ سابقة محاولًا تدارك خطأ قد قمت به، أو إلغاء عواقب وخيمة قد أوقعت فيها نفسك، وقتها ستجد نفسك تسلك طرقًا مختلفة تمامًا قد تكون ذات عواقب أكثر صعوبةً. لقد أمضيت الـ30 ساعة الأولى أعيد وأجرب ما يحدث إذا اخترت الاحتمالات الأخرى فقط لأختبر مطور اللعبة ومدى إتقانه لعمله، وقد اتضح لي بعد تلك الفترة بأنه هو من كان يختبرني، ويختبر مدى اتساقي مع ذاتي وتمسكي بأفعالي وقناعاتي، لذا نصيحتي لك إذا كنت لم تجرب اللعبة بعد. لا تحاول تغيير أي شيء، وتحمل مسؤولية وعواقب أفعالك بصدر رحب.

أسلوب اللعب: إبداع في نقل تجربة صنُعت في جوهرها للحاسب إلى منصة منزلية ببراعة 

يعد أسلوب اللعب من أغرب وأمتع عناصر Baldur’s Gate 3 وأكثر الجوانب التي تُظهر فيها اللعبة هويتها الخاصة بلا كلل ولا ملل، لأنها لعبة مستندة على لعبة ورقية (Dungeons & Dragons) ويعتبر تعاقب الأدوار وتنوع الاختيارات أجزاءًا غير متجزأة من تجربة اللعبة، وهو تمامًا ما تحاول لعبة Baldur’s Gate 3 تقديمه بشكل متقن.

يعتبر مسمى ألعاب تقمص أو Role Playing Games مسمًا واسعًا يعتمد على طريقة رؤيتة اللاعب لعالم اللعبة. هناك من يتوقع أن تجعله أي لعبة RPG قادرًا على القيام بأشياء متنوعة مثل The Witcher 3، أو Starfield و Skyrim وهناك من يريد خيارات مؤثرة بشكل جذري على الأحداث، وبينما لا يستطيع المطورون عادةً إرضاء الجميع، إلا أن هناك من يصل إلى تصميمًا وسطيًا بين النوعين.

لعبة Baldur’s Gate 3 تنتمي للنوع الثاني، فمعظم ما ستقوم به هنا هو التجول في العالم، وإتمام المهمات الجانبية والأساسية من خلال الحوارات أو القتال، وهو إذا نظرت عليه على الورق لا يتخلله الكثير من التنوع. قد يكون عالم Baldur’s Gate 3 هو أحد أكثر العوالم الافتراضية تفصيلًا وجذبًا لمحبي بيئات الفانتازيا، ولكنه لا يحتوي على الكثير من الأمور الجانبية التي يمكنك أن تقوم بها، على عكس لعبة ستارفيلد مثلًا التي تطلق العنان لحريتك وتجعلك تفعل كل شيء قد يتمنى رائد الفضاء أن يفعله بحرية تامة.

على العكس تمامًا، ستارفيلد -استخدمها هنا كمثال فقط- لا تقدم اختيارات مؤثرة بالشكل المطلوب على الأحداث، وفي Baldur’s Gate 3 تعتبر كل عناصر شخصيتك بدايةً من شكلها وعرقها مؤثرةً على أسلوب اللعب و على القصة ومساراتها، ولذلك أنصحك أن تقضي وقتًا طويلًا في التفكير والتفضيل بين الأعراق والفئات التي تخيرك اللعبة بالانتماء لهم، لأنها تحتوي على 12 فئة تندرج تحتها 46 فئة فرعية، و10 أعراق مع 31 عرق فرعي، وانتماءك لمختلف هذه الأعراق والفئات يؤثر بشكل كبير على قدراتك والبيئة التي نشأت فيها شخصيتك، بالتالي يكون التأثير واضحًا على خياراتك في الحوارات والأفعال خلال لعبك بالشخصية في جميع المهمات. هناك أعراق أخرى ستكون على خلاف معهم بسبب العداوة المتأصلة بين عرقيكما، وهناك مجموعات أخرى ستكون على وفاق مُسبق معهم للسبب نفسه.

أعظم ما يميز اللعبة هو تفاعلها مع كل كبيرة وصغيرة في تصميم شخصيتك حتى تلك التفاصيل التي ظننت أنها لن تكن مؤثرةً، بل وقد يصل الأمر إلى التعليق على التفاصيل الشكلية من قِبل الشخصيات الجانبية. هناك الكثير من المجهودات الجبارة والتفاصيل المثيرة الموضوعة في جانب التفاعلية وتأثير أفعالك وقراراتك على الأحداث، وهؤلاء الذين يقدرون فكرة أن تخرج من معارك زعماء بفضل قدراتك الحوارية والتفاوضية سيعجبون جدًا بلعبة Baldur’s Gate 3 لأنها تقدم ذلك الشيء بشكل مميز جعلني أتجنب كل المعارك في أول 10 ساعات لعب لي بفضل بناء شخصيتي على مهارة التفاوض والإقناع، وهي تشبه “الكاريزما” من سلسلة Fallout مع اختلاف كيف يتم تحديد نجاح عملية الإقناع من عدمه.

في Fallout تكون مهارة الإقناع ممثلة برقم، وكل جملة حوارية معتمدة على الإقناع مُمثلة برقم آخر، إذا كانت مهارتك أعلى أو مثل ذلك الرقم استطعت إقناع الشخصية التي تتحدث إليها، أما في Baldur’s gate 3 فالأمر يعتمد على تحديد رقم لكل موقف، ورمي “النرد” لترى إذا كان الرقم الذي سيظهر سيكون مساوي أو أعلى من الرقم المطلوب، ومهاراتك ليس لها دور سوى في مستوى النقاط الإضافية التي ستحصل عليها لتُضاف للرقم الذي ظهر على النرد. فمثلًا إذا ظهر لك الرقم 6 على النرد، وحصلت على 6 نقاط إضافية بفضل بناء شخصيتك المعتمد على الإقناع، فستمتلك 12 نقطة.

الفشل وارد أيضًا في كل شيء، كما هو في الحياة الواقعية، وتكون عادةً عواقب الفشل وخيمة أو على الأقل لا رجعة فيها. فالفشل في إقناع شخصية ما بشيء ما قد يتسبب في إنفاصلها عنك أو حرمانك من أحد الطرق لإتمام المهمة، ويكون وقتها عليك أن تجد طريقة أخرى للوصول لأهدافك.

أما عن المعارك، فقد كانت الجانب الأصعب والأكثر عمقًا في لعبة Baldur’s Gate 3 التي وجدت صعوبة كبيرة في التعود عليها كوني محب للمعارك بأسلوب Real time، وأعتقد أني اعتدت عليها مع الوقت، ولكن في الوقت نفسه أظن بأنها قد تكون عنصر تنفير واضح لبعض اللاعبين يمنعهم من خوض التجربة، وأرى الأسباب في ذلك منقطة. لأن القتال في اللعبة بطيء الوتيرة، وقد تستغرق المعركة الواحدة 10 دقائق – ساعة حسب ضخامتها وأهميتها في القصة، وحركة واحدة صغيرة قد تتسبب في مجموعة من الإخفاقات التي تؤثر عليك تأثيرًا كارثيًا سواء بالموت وإعادة اللعب من آخر ملف حفظ (تخيل أن تضيع ساعة في معركة وتموت!) أو مقتل أحد الشخصيات المهمة بشكل نهائي! إنه لأمر مزعج للبعض، والأنكى أنه لا يعتمد على مهارتك وإنما على قراءتك لأرض المعركة وقدرات شخصياتك.

إذا استطعت فهم نظام المعارك، وهو نظام غير مشروح من اللعبة بشكل جيد، تستطيع التميز فيه واستغلاله كواحد من أسلحة التقدم في الأحداث، ويكون وقتها ممتعًا لكل محبي الألعاب الاستراتيجية. ذكرني الأمر بأيامي مع لعبة الشطرنج والتي أمضيت سنين حياتي الُمبكرة أحاول إتقانها وقراءة عقل الذي خصومي ومعرفة كيف أسفزهم لارتكاب الأخطاء أو أستغل ثغرات أساليبهم في اللعب. بالطبع Baldur’s Gate 3 ليست بهذه الصعوبة (على الصعوبة المتوسطة الموصى بها) وإنما هي لعبة تحتاج إلى تركيز كبير وربما قراءة غزيرة لقدرات الشخصيات وتأني في المعارك.

على لوحة تحكم الحاسب الشخصي، يتم استغلال الأزرار العديدة لتوزيع عادل وسلس للأزرار لجعل اللعبة سلسة لكل اللاعبين، وقد كان ذلك أحد أكبر التحديات التي واجهت حتمًا Larian Studios عند نقل لعبة بهذا العمق وكل هذه الأزرار إلى قبضة تحكم Dualsense ولكني فوجئت بأن تلك العملية تمت بسلاسة مُطلقة وتم استغلال أزرار PS5 المحدودة لتصميم قوائم وواجهة مستخدم سلسة لن تحتاج منك إلى بضع ساعات حتى تتقنها.

فيما عدى المعارك والحوارات، تمتلك Baldur’s Gate 3 تصنيع الأدوات، وجمع الموارد، ولكنها تعتبر أمورًا ذات أهمية جانبية بعض الشيء، عكس ألعاب RPG أخرى، لذا لن يكون عليك قضاء الكثير من الساعات في القوائم سوى للترقية كل بضع ساعات.

مع تحسين علاقتك مع الشخصيات الجانبية، تنفتح لك المزيد من المهمات الشخصية المتعلقة بقصتهم الخلفية ودوافعهم لمساعدتك، وبناءًا على علاقتك بهم قد لا تحصل أصلًا على تلك المهمات وتفوتك بالكامل. أما المهمات الجانبية الأخرى يمكنك الحصول عليها من خلال التجول في العالم المفتوح الذي يتفتح بشكل تدريجي ويوفر عنصر الاستكشاف رغبةً في الحصول على مهمات جانبية لا للحصول على عتاد أفضل لأن العتاد هنا ليس هو الهدف الأكبر كما في ألعاب أخرى مثل Diablo 4 مثلًا، والتي يتم مقارنتها كثيرًا مع Baldur’s Gate 3.

الأداء التقني: دقة رسومية فائقة ولعب جماعي بشاشة مقسومة مع أداء خرافي! حلم لكل مُلاك بلايستيشن 5

تتميز لعبة Baldur’s Gate 3 على بلايستيشن 5 بأداء أفضل من الحاسب الشخصي! وقد كان الأمر مفاجئًا بالنسبة لي شخصيًا، خصوصًا مع وجود طور لعب جماعي عبر الشبكة أو عبر اللعب المحلي من خلال الشاشة المقسومة (Split Screen) بأداء خرافي ثابت، من خلال تشغيل نسختين مختلفين من اللعبة، ولذلك يتمكن كل لاعب من فعل ما يريده حتى أنه من الممكن أن يدخل أحد الأشخاص إلى معركة، ويكون الآخر في حوار مع شخصية جانبية في مهمة أخرى.

حرية لا مثيل لها، والأداء رائع في كل الأحوال ولا يوجد أي هبوط في الإطارات لحسن الحظ وقد يعود السبب إلى أن اللعبة بطيئة الوتيرة ولا تحتوي على لحظات أكشن وانفجارات قد تضغط على الجهاز، ولكن في كل الأحوال فالتجربة كانت مثالية تقنيًا، وبصريًا على حد سواء.

حجم التفاصيل في كل ركن من أركان اللعبة رائع، وأكثر ما شعرت به هو إلتقاط الحركات لكل مشاهد الحوارات باللعبة بحيث خرجت بمستوى يضعها فوق أي لعبة RPG أخرى في هذا الصدد، وربما أفضل حتى من ستارفيلد في تعابير الوجوه والأداءات الصوتية والحركية. استمتعت بكل المشاهد السينمائية والحوارية بشكل فاق جميع ألعاب الـRPG التي لعبتها (فيما عدا سلسلة Fallout) ومن الجدير بالذكر بأن لعبة Baldur’s Gate 3 تحتاج إلى لغة إنجليزية قوية جدًا لفهمها بشكل كامل.

في النهاية، أعتقد أن Baldur’s Gate 3 هي أحد المرشحين بقوة للقب لعبة العام بسبب ما قدمته من جودة في كل أركانها تقريبًا، ولكن لا يمنع ذلك بأنها لعبة ليست لكل اللاعبين، ولكن إذا كان ذلك نوعك المفضل فستجد بأن كل الأشياء تم تقديمها بشكل مثالي تقريبًا من شخصيات وبناء للعال موحجم وجودة للمحتوى، وحتى نظم العلاقات وأتثير الاختيارات. لعبة Baldur’s Gate 3 صُنعت لكي تُلعب لأكثر من مرة، وكل مرة ستكون مختلفة اختلافًا ملحوظًا عن سابقاتها. هذا المستوى لا نراه كثيرًا وهو يعد انتصارًا لمجتمع اللاعبين على كل من يشكك أن الرهان على اللاعبين فقط يحقق أكبر النجاحات في صناعة أصلها الجماهير.

Baldur’s Gate 3 هي أكثر الألعاب حفاظًا على هوية السلسلة التي انبثقت عنها، مع تقديم عناصر جديدة وقدومها لمنصة PS5 يعتبر أكثر الأمور إيجابيةً لأنه يضعها بين يدي عدد أكبر من اللاعبين، وفي ذلك فقد أبدع الاستوديو المطور في جعل اللعبة ممتعة بقبضة تحكم منصة منزلية، بأداء تقني ممتاز.

ننصح بشرائها لـ

  • لكل محبي ألعاب الـcrpg
  • لكل منفتح على تجربة لعبة من نوع خاص وعلى استعداد لتجربة غير المألوف
  • لكل محبي ألعاب القصة
  • لمن يبحث عن لعبة RPG ذات قصة متشعبة وتأثير رهيب على الأحداث
  • لمن يريد لعبة يقضي معها 200 ساعة وأكثر
  • لكل محبي السلسلة القدامى ومحبي ألعاب Divinity Original Sin

لا ننصح بشرائها لـ

  • لكل من لا يحبون أسلوب المعارك المبني على تعاقب الأدوار
  • لكل من لا يتقن اللغة الإنجليزية
  • لكل من لا يحبون الألعاب التي تحتاج منك قراءة وحوارات غزيرة
  • كل من جرب ألعاب مماثلة ولم تعجبه
عظيمة
0

الإيجابيات

  • قصة عظيمة ومتفرعة
  • تأثير رهيب لاختياراتك على الأحداث
  • نظام علاقات عظيم
  • مهمات جانبية فائقة الجودة
  • عالم ضخم وحيوي
  • تصميم المعارك على بلايستيشن 5 متقن وسلس
  • مستوى رسومي رائع 
  • أداءات الشخصيات التمثيلي والصوتي عظيم
  • نظام بناء شخصية عميق
  • موسيقى وصوتيات رائعة

السلبيات

  • قلة التنوع في النشاطات الجانبية التي ستقوم بها
  • عدم تقديم شرح وافي لأسلوب التحكم في البداية
  • عدم دعم اللغة العربية
  • إقحام بعض المشاهد الجنسية خارج السياق (لحسن الحظ يمكنك تخطيها)

 عِش معنا متعة اللعب على أصولها.. لمزيد من المقالات الرائعة تابعو قناتنا على واتساب.

وسوم

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest

0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x