حصلت لعبة ستارفيلد الشهيرة، أكبر ألعاب شركة Bethesda حتى الآن على توسعتها القصصية الأولى، بعد عام واحد من إصدارها الأصلي، ومعها ترتفع الآمال بالمزيد من المحتوى والتحسينات التي تقود اللعبة إلى معالجة مشاكل الإصدار الأصلي منها، فهل يا ترى نجحت التوسعة الأولى “Shattered Space” في تقديم شيء جديد على طاولة ستارفيلد؟ إليكم مراجعة توسعة Starfield: Shattered Space.
قصة التوسعة بدون حرق
تدور قصة توسعة Starfield: Shattered Space حول بطل لعبة ستارفيلد (أنت) والذي يتلقى نداء استغاثة في إحدى المحطات الفضائية، وعند الذهاب إليها يجد أن هناك تجربة علمية سرية تم إجرائها ولم تسر كما يجب فترتب عليها مشكلة كونية مؤثرة على نسيج الزمان والمكان، وعند التحقيق فيما حدث ستجد أن فصيل الجماعة المتطرفة المسمى House Varruun هو الفصيل المتسبب تلك الحادثة، حيث تعرض كوكب لكارثة كبيرة تسببت في عزل مدينتهم Azra ومبنى الحكومة المركزية فيها، واختفاء قائدهم الكبير.
هذه الظروف العصيبة تجعلهم يطلبون منك العون، وبينما تسير تلك القضية المتمثلة في محاولة إنقاذ “هاوس فارون” ستجد أن هذا الفصيل مقسم داخليًا إلى عائلات وفصائل متنازعة، يتناحرون على السلطة بعد اختفاء القائد، وسيكون عليك أن تختار بين من تساعدهم على الحصول على زمام الأمور وتوقع ما يمكن أن يؤدي له ذلك.
قصة التوسعة جيدة لكنها لم تقدم جديدًا، بل أن شابها الضعف في بعض جوانب كتابتها وخصوصًا بعض شخصيات الفصائل الفرعية، لكن بشكل عام الأساس في قصة التوسعة هي قصة جيدة شعرت معها بالغموض وبعض عناصر الرعب والما ورائيات، وهو ما يميز هذه التوسعة عن غيرها من مهمات وقصص اللعبة الأساسية.
بشكل عام شعرت أن التوسعة كانت محتوى Quest Line أساسي من داخل اللعبة تم اقتطاعه وزيادة حجمه وطرحه كتوسعة مستقلة، ولم يكن هذا يشكل مشكلة بالنسبة لي لأني أحببت اللعبة نفسها، لكنه سيكون مشكلة لمن انتظر مفاجآت جديدة وأشياء تكمل قصة اللعبة الأساسية وتجيب على الأسئلة التي طرحت مع نهايتها. التوسعة تقدم حوالي 15 ساعة لعب بكامل محتواها، وهو حجم جيد لكن هناك توسعات أفضل بكثير قدمت قصص أقوى وأطول بنفس السعر (30$) لذلك فإن الأمر مطروح للنقاش.
أسلوب اللعب
أسلوب اللعب لم يقدم جديدًا، كل ما فعلناه في اللعبة الأساسية يمكننا القيام به هنا أيضًا، القتال والحوارات هم أساس التجربة، مع بعض الاستكشاف الغير ضروري. قصة التوسعة تجري بالكامل داخل كوكب واحد، به مدينة كبيرة وهي عاصمة “هاوس فاروون” تسمى Azra، حيث تكثفت مجهودات المطور بشكل شبه كامل، وهناك حولها بعض المحطات الصغيرة التي تتمركز فيها فصائل أخرى مثل Crimson Fleet و الـSpacers.
تجربة القصة توفر كم كبير جدًا ومكثف من الحوارات، ويمكنك الاختيار بين الفصائل التي سوف تساندها، ولكن لا يوجد وزن لخياراتك سوى في القصة فقط، ولا تؤثر بشكل حقيقي على العالم أو أسلوب اللعب. أما الأسلحة والأدوات فلا جديد فيها، كلها موجودة في اللعبة الأساسية عدى أن التوسعة تقدم نوع جديد من الأعداء وهم مخلوقات قادمة من بعد آخر، يتم التركيز معهم على القتال اليدوي أكثر من استخدام الأسلحة النارية. هناك أيضًا فقاعات انعدام الجاذبية التي يتم استخدامها بشكل نادر في الاستكشاف داخل اللعبة.
هناك مهمات أساسية وأخرى جانبية، معظمها يطلب منك فيها التحاور مع شخص لإقناعه، أو القيام بخدمة لشخص ما ليتمكن من مساعدتك، وهذه الأشياء عادةً ما تنتيه بقتال بعض الأشخاص، أو إحضار/سرقة شيء ما لصالح أحدهم. هذا الأمر تكرر كثيرًا هنا، وهو أمر لم يكن مزعجًا بالنسبة لي طالما كانت الأمور تسير في مسار قصصي واضح. التوسعة قدمت محتوى جانبي متفاوت الجودة بعضه قدم قصصًا رائعة، والبعض الآخر قد قصصًا تعاني من التمطيط والتكرار بشكل مضجر. لعبت مهمة جانبية عبارة عن تحقيق في قضية فساد، وكانت ممتعة وجديدة ولكن بشكل عام أهم ما يميز توسعات ألعاب Bethesda كان غائبًا هنا، وهو عمق القصة والشعور بأن الشخصيات معقدة وحقيقية. في توسعة Shattered Space لا توجد الكثير من الشخصيات الرائعة التي قد تحب أن تتحاور معها وتعرف عنها المزيد.
هناك عيب إضافي لاحظته، وهو أن وجود شخصية “آندريجا” وهي شخصية منتمية سابقًا لمنظمة “هاوس فاروون” لن يُحدث الفارق المنتظر بالرغم من أن في توسعات أخرى لألعاب بيثيسدا السابقة قد تم استغلال مرافقتك لشخصيات معينة لتقديم فوارق كبيرة، ولدينا شخصية Nick Valentine وتوسعة Fallout 4: Far Harbor كخير مثال على أن وجود مرافقين مرتبطين بمكان التوسعة قد يفتح الباب أمام خيارات حوارية متنوعة ما لم يتم استغلاله في ستارفيلد بالرغم من تقديم اللعبة بعض من أفضل الرفقاء الذين قدمتهم بيثيسدا عبر تاريخها.
التجربة السمعية والبصرية
التجربة البصرية لتوسعة Starfield Shattered Space كانت مميزة، حيث أن مدينة آزرا كانت مميزة بصريًا وفريدة تعكس هوية هاوس فاروون التي لا تشبه أي شيء. هم فصيل ديني يعبد الثعبان الأكبر، ويكفرون كل من لا ينتمي لهذا الفصيل، ولكن فيما بينهم هم أناس متفتحون يسعون لفعل ما هو صواب لنجاة الفصيل وتختلف طرقهم في الوصول لذلك. هذه الهوية الفريدة التي يتمتع بها هذا الفصيل ظهرت في جميع أركان العالم بداية من التصميم المعماري لمدينتهم، وصولًا لأشكال وأزياء الشخصيات وغيرها من التفاصيل البصرية الجميلة.
العالم الآخر أيضًا ومخلوقاته، وفقاعات انعدام الجاذبية كلها كانت عناصر مميزة على الصعيد البصري تضفي التنوع الذي كنا نتمناه من بعد التجربة الأساسية لستارفيلد.
التجربة السمعية لا تختلف كثيرًا عن اللعبة الأساسية، بصراحة كنت معجبًا بها منذ البداية. الموسيقى رائعة وذات تنوع ممتاز، والأداءات الصوتية للشخصيات عظيمة تعوض المستوى البصري المتواضع لنماذج الشخصيات وحركات الوجوه، وفي التوسعة الأمور تسير في نفس الاتجاه.
الأداء التقني
الأداء التقني في توسعة Starfield: Shattered Space يعود بنا للمربع الأول، حيث تعود المشاكل التقنية التي ظهرت مع صدور اللعبة في اليوم الأول إلى هنا، بالرغم من أشهر من التحسينات، وهو ما يوحي بأن الشركة تحتاج دائمًا إلى أشهر طويلة لصقل نسخها النهائية من الألعاب. شخصيًا لم تفسد العيوب التقنية تجربتي بشكل كامل لكنها أزعجتني وكنت أتمنى أن أرى ما هو أفضل من ذلك. اللعبة تعاني للحفاظ على 30 إطار في الثانية في بعض الأحيان على Xbox Series S رغم تضحيتها بالكثير من التفاصيل البصرية في البيئات. في 2024 أصبح هذا الأمر مزعجًا وبدأت أشعر معه بأن شركة بيثيسدا تحتاج لمحرك جديد تمامًا وأنها تقوم بعمل سيء في الجانب التقني يحتاج لمحاسبة المتسبب فيه بشكل صريح. لا أتوقع أن الأمر سيكون مقبولًا مع لعبتهم الكبيرة القادمة.
كلمة أخيرة في مراجعة توسعة Starfield: Shattered Space:
توسعة Starfield: Shattered Space كانت محبطة بعض الشيء بالنسبة لي، بالرغم من أني لا أنكر استمتاعي ببعض جوانبها، وذلك لأنها لم تقدم الجديد في أسلوب اللعب وتصميم البيئات، والمحتوى الجانبي عانى من التكرار والتمطيط. لم يتم استغلال فصيل “هاوس فارون” بشكل لائق في رأيي، كل ذلك مع مشاكل تقنية واضحة وضوح الشمس جعل تجربتي مع التوسعة متوسطة. أما بالنسبة لسعر 30$، فهي لا تقدم ما يكفي لتبريره